الكلمة الرمزية التي كانت ستغيّر وجه التاريخ . . !
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
#الكلمة_الرمزية التي كانت ستغيّر وجه #التاريخ . . !
#موسى_العدوان
يُطل علينا الخامس من حزين كل عام بذكراه المشؤومة، ليذكرنا بانكسار هيبة الأمة العربية، وضياع أجزاء هامة من أراضي دول المواجهة العربية. وعندما أعيد التذكير بتلك الحرب، إنما أقصد بيان الخطايا التي ارتكبت خلاها، علّها تكون درسا وعبرة لنا ولأجيالنا اللاحقة.
فعلى الصعيد السياسي، استقبل الملك حسين عليه رحمة الله، بتاريخ 3 حزيران 1967 السفير التركي في عمان، والذي ابلغه أن المعلومات المتوفرة لديه، تفيد بأن إسرائيل ستبدأ هجومها على الدول العربية، في الخامس أو السادس من حزيران بعد أيام، بغارات مفاجئة على القوات الجوية العربية.
كما ان السفير العراقي، زار رئيس الوزراء الأردني سعد جمعة يوم 4 حزيران، وأبلغه بأن إسرائيل ستبدأ الحرب في اليوم التالي لزيارته. وعندما علم الملك حسين بذلك، أمر بتمرير هذه المعلومات الخطيرة إلى الفريق عبد المنعم رياض، قائد القيادة المتقدمة للقوات العربية في عمان، وأرسل اللواء عامر خماش رئيس أركان الجيش الأردني، لإبلاغ القيادة العليا المصرية بذلك. ورد المصريون: ( بأنهم يتوقعون ذلك الهجوم وهم مستعدون له ).
مقالات ذات صلة نور على نور 2024/06/04وعلى الصعيد العسكري، فقد جاء في مذكرات الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية المصري ما يلي: ” أن نذير المعركة تمثل في إنذارين تعبويين في غاية الأهمية، وصلا في صباح يوم 5 حزيران قبل بدء العمليات بساعة ونصف.
كان الأول من مكتب مخابرات العريش. كان هذا الإنذار يدل على أنه تجمعت لدى الدوريات الأمامية مشاهدة أنوار وسماع أصوات عربات جنزير في مناطق فتح وحدات العدو، واستعداده للهجوم حوالي الساعة 00 : 04 صباح يوم 5 حزيران، فأرسل إشارة في الساعة 00 : 07 من نفس اليوم إلى قيادته العليا بمكتب وزير الحربية شمس بدران بكوبري القبة ( وهي جهة غير معنية بالعمليات ).
استقبل مدير مكتب المشير عامر هذه الإشارة من الضابط المناوب، وعرضها على المشير، ولكن لم يعلق عليها المشير أو مدير المكتب. ووصلت هذه الإشارة إلى هيئة عمليات القوات المسلحة الساعة
40 : 09 أي بعد وقوع الهجوم الجوي بساعة.
أما الإنذار الثاني فقد جاء من الفريق عبد المنعم رياض، قائد القيادة المتقدمة للجبهة الشرقية بعمان، في الساعة السابعة صباح يوم 5 حزيران، إذ كان في محطة عجلون للإنذار المبكر في الأردن، جهاز رادار ممتاز يرتفع 4000 قدم عن مستوى السهل الساحلي بإسرائيل ومدى عمله جيد جدا، وتم ربطه لاسلكيا بشيفرة بسيطة على جهازين للاستقبال. أحدهما يمثل مصدر المعلومات الاستراتيجية والتعبوية لمصر والقوات المسلحة، وهو محطة إرسال واستقبال كبيرة في مكتب شمس بدران بكوبري القبة.
وجهاز الاستقبال الثاني كان بغرفة العمليات الرئيسية للقوات الجوية والدفاع الجوي بمنطقة الجيوشي، وهو مركز الاستقبال الرئيسي، بينما كان مكتب الوزير هو الفرعي، أي يستمع فقط لما يذاع في المركز الرئيسي.
ففي الساعة السابعة بتوقيت إسرائيل، والثامنة بتوقيت مصر، بثت محطة عجلون للإنذار المبكر إلى المحطتين، معلومات عن وجود موجات متتابعة من مقاتلات إسرائيل، تتجه نحو الجنوب الغربي، مترجمة بالكلمة الرمزية ( عنب . . عنب . . عنب . . ) والذي يعني : بأن أسرابا من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية متجهة إلي مصر.
ولكن لم تستقبل محطة الاستقبال الرئيسي بالجيوشي الإنذار نتيجة خطأ شخصي من عريف الإشارة، قال عنه في التحقيق : ” أنه غير تردد الاستقبال للوصول إلى استماع أوضح، وفي المرة الثانية قال : أن توقيت العمل بالتردد القديم حسب جدول العمل بالشيفرة انتهى، فغير على التردد التالي. على أي حال لم يستقبل الإشارة، ولم يصل الإنذار المبكر إلى المركز الرئيسي للطيران والدفاع الجوي عن مصر.
أما المحطة الفرعية وهي محطة استماع فقط خاصة بالمخابرات بمكتب شمس بدران في كوبري القبة، فقد استلمت الإشارة، وتحليلها واضح ولا يمكن أن يحدث في سوء قهم. إنه إنذار أكيد ببدء هجوم طيران العدو على أراضي مصر في اتجاه الجنوب الغربي من إسرائيل، إلاّ أن الضابط المناوب في كوبري القبة، لم يخطر الوزير لعدم وجوده في مكتبه أو في مدينة نصر. وبعد مرور 40 أو 50 دقيقة من استلام الضابط للإنذار.
وبالصدفة خلال مكالمة هاتفية عابرة مع زميله بالمحطة الرئيسية في الجيوشي، أراد أن يذكره بنفس الإشارة وما فيها من كلمة رمزية، تدل على طائرات العدو المغيرة. فقابله الضابط المناوب على نفس المحطة الرئيسية بالتهكم قائلا : ” عنب أيه وبصل أيه ؟ دول فوق دماغنا “. أي أن الطائرات الإسرائيلية تقصف مطاراتنا فعلا، وكانت الساعة 45 : 08 بتوقيت مصر.
عدا ذلك لم يصل من أي محطة إنذار أخرى في مصر أي إنذار باقتراب طائرات العدو وذلك لسببين أولا : أن طيران العدو في الاقتراب تم على مستوى منخفض جدا. ثانيا أن محطات الإنذار والرادار، كانت هي الهدف التعبوي الأول للتدمير أو التعطيل بواسطة طائرات العدو. هكذا كان الحال في أدق مرحلة بل في أدق ساعة، فإن ضياع 30 أو 45 دقيقة، كلفت القوات الجوية خسارة فادحة “.
* *التعليق : لقد كانت حرب حزيران نموذجا لعدم الاستعداد للحرب من قِبل الجانب العربي، والتي افتقرت إلى تقدير موقف استراتيجي، يحدد الفعل في حالة التعرض، ورد الفعل في حالة الدفاع ضد الهجوم المعادي.
لو استجابت القيادة العامة المصرية لكلمة الإنذار الرمزية المتفق عليها ( عنب )، والتي أرسلتها محطة الإنذار المبكّر من قاعدة عجلون، بوقت مبكر صباح يوم 5 حزيران، واتخذت الإجراءات اللازمة لمواجهة الطائرات الإسرائيلية المهاجمة، لاختلفت نتائج الحرب وتغير وجه التاريخ، وتجنّبت دول المواجهة هزيمة قاسية، خسرت خلالها أجزاء كبيرة من أراضيها.
وهكذا . . تكون حرب حزيران فقد قدمت لنا دروسا قاسية، في ضرورة التخطيط الاستراتيجي المسبق، والاهتمام بمن تُسند إليهم المهام الحساسة من الضباط والأفراد في الظروف الحرجة، مع الحاجة لمراقبة أعمالهم بصورة مستمرة، كي لا يشكّل أي خطأ فردي، سببا في كارثة وطنية أو قومية، كتلك التي حدثت في حرب حزيران عام 1967 . . !
المرجع :
حرب الثلاث سنوات 1967 – 1970 / مذكرات الفريق أول محمد فوزي. الأردن في حرب حزيران 1967 / الدكتور سمير مطاوع.التاريخ : 4 / 6 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التاريخ موسى العدوان
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان
أعلن زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي أن قرار الجماعة حظر ملاحة السفن الإسرائيلية دخل حيز التنفيذ، فيما رحبت المقاومة الفلسطينية بهذه الخطوة.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة، مساء اليوم الأربعاء، إن "قرار حظر ملاحة سفن العدو في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي دخل حيز التنفيذ"، مؤكدا أنه "سيتم استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر منطقة العمليات المعلنة".
وأضاف أن "منع العدو إدخال المساعدات لغزة وإغلاق المعابر يهدف لتجويع الشعب الفلسطيني في القطاع".
من جانبه، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله إن إعلان استئناف العمليات ضد السفن الإسرائيلية يهدف لدعم المقاومة الفلسطينية وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على رفع الحصار عن قطاع غزة والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح عامر -في تصريحات للجزيرة نت- أن "العدو الإسرائيلي فرض حصارا جديدا على قطاع غزة وخالف اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه سابقا من أجل الضغط على المقاومة لاستعادة أسراه من دون إكمال الاتفاق، وأيضا لتحقيق هدفه الكبير وهو تهجير الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن هذا يتزامن مع "جولة من المفاوضات والمشاورات بين المقاومة الفلسطينية والطرف الإسرائيلي"، مبينا أن "إعلاننا هذا دعم للمقاومة ولمفاوضاتها للعودة إلى الاتفاق والالتزام به".
إعلانوأوضح أن "الهدف من العمليات هو الضغط في نهاية المطاف لفك الحصار. أما العمليات الفعلية فنحن لم نرصد حتى الآن أي سفينة إسرائيلية تمر عبر البحر، ولن تمر أبدا". وأكد عامر أن أي سفينة إسرائيلية يتم رصدها ستستهدف مباشرة.
وقد أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان مصور مساء الثلاثاء أنهم قرروا "استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات المحددة بالبحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن".
وأوضح سريع أن ذلك يأتي بعد انتهاء مهلة منحَها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي للوسطاء "لدفع العدو الإسرائيلي والضغط عليه لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة".
ترحيب فلسطينيمن جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان، اليوم الأربعاء إن هذا الإعلان "يعبر عن الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته، والالتزام الحقيقي في دعم وإسناد الشعب اليمني لشعبنا الفلسطيني ومقاومته، كما يشكل ضغطا حقيقيا لكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة".
ودعت الحركة "شعوب الأمة وأحرار العالم إلى تصعيد التحركات الفاعلة للضغط على الاحتلال الصهيوني وداعميه، حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة".
بدورها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بقرار جماعة أنصار الله، الذي وصفته بأنه "خطوة جريئة تهدف للضغط على الكيان ورعاته من أجل إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر".
وقالت الحركة في بيان إن هذا الموقف "يعبر عن أصالة الشعب اليمني وشجاعته في نصرة أهلنا في قطاع غزة ودعمه لقضية شعبنا الفلسطيني ومقاومته، ويُؤكد وحدة الموقف ضد الاحتلال والظلم".
في المقابل، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر جماعة أنصار الله، وقال -خلال لقاء مع نظيره الإثيوبي غدعون تيموتيوس في القدس- إنهم يشكلون "تهديدا خطيرا"، إقليميا وعالميا.
إعلانومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، امتنعت إسرائيل عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية خلافا لما ينص عليه الاتفاق، كما أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة وهددت باستئناف الحرب.