حكم الأخذ من أشجار منى للتسوّك.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأحوط ألَّا يَقترب المحرم أو غيرُه من أخذ السواك من شجر الحرم، أو التَّعدِّي على شجر الحرم النابت بنفسه؛ رعاية لحَقِّ الحرم، وخروجًا مِن خلاف مَن منع ذلك، فإن فَعَل ذلك فلا شيء عليه على ما قَرَّره بعض الفقهاء من جواز أخذ السواك من شَجَر الحرم؛ عملًا بما تَقرَّر في القواعد "أنَّ مَن ابتُلي بشيءٍ من المختَلف فيه فليُقَلِّد مَن أجاز".
أوضحت الإفتاء، أن الحَرَمُ المكي له أحكام كثيرة وفضائل عدة، فمِن فضائله: أنَّ الله تعالى جعله آمنًا؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [البقرة: 126]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ [آل عمران: 97].
وتابعت الإفتاء: ومن فضائله أيضًا: أنَّ الله تعالى ضاعف الرزق فيه استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم حين قال: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [إبراهيم: 37]؛ ولذا ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم اجْعَل بالمدينة ضِعْفَي ما جَعْلتَ بمكة من البَرَكة» متفقٌ عليه.
وبينت الإفتاء، أن من أحكامه التي فَصَّلتها السُّنَّة النبوية المطهَّرة: أنَّه لا يجوز قطع شجر الحرم؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُهَا»، ومعنى: «لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا»، أي: لا يقطع نباتها، ومعنى: «لا يُعْضَدُ شَجَرُهَا»، أي: يُقْطَع، كما في "غريب الحديث" لابن قُتَيْبَة.
ولا فَرْق في هذا بين الـمُحْرِم وغيرِه؛ وذلك لأنَّ حرمة التَّعرُّض لشجر الحرم إنما هو لأجل الحَرَم ذاته، فيستوي في ذلك المُحرِم وغيره، كما في "بدائع الصنائع" للكاساني.
والمقصود بالحرم ليس خصوص الكعبة، بل يشمل غيرها ممَّا يَدْخُل في حدود الحرم، والتي منها منًى ومزدلفة، لكن مع القول بالمنع من قطع أشجار الحرم والإثم المترتب على ذلك، إلَّا أَنَّ الفقهاء اختلفوا في جزاء فِعْل ذلك: فيرى المالكية: أنَّه لا جَزَاء فيه، وهو مقابل الأظهر عند الشافعية، ووافقهم على ذلك الحنفية والحنابلة فيما زَرَعه الإنسان بنفسه، فإن نَبَت بطبعه ففيه الجزاء، ويرى الشافعية في الأظهر: أنَّ عليه الجزاء مطلقًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء المحرم الحرم السواك الحرم المكي ر الحرم
إقرأ أيضاً:
متمتع وقارن ومفرد.. الإفتاء توضح الفرق بين أنواع الحج وكيفية أدائها
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول الفرق بين أنواع الحج الثلاثة: متمتع، قارن، ومفرد، موضحًا كيفية أداء كل نوع.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إن الحج المفرد يقتصر على أداء مناسك الحج فقط دون أداء العمرة، ولا يتطلب من الحاج ذبح الهدي إلا إذا رغب في ذلك، وهذا النوع من الحج يتسم بالبساطة في الأداء، حيث يكتفي الحاج بأداء مناسك الحج دون إضافة العمرة.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الحج القارن يختلف عن المفرد في أنه يجمع بين العمرة والحج في نفس الوقت، حيث يؤدي الحاج العمرة أولاً ثم يستمر في أداء مناسك الحج دون التحلل، لافتا إلى أن القارن يحتاج إلى ذبح الهدي لأنه جمع بين النسكين، ويكتفي بسعي واحد بين الصفا والمروة بعد طواف القدوم، ولا حاجة له لإعادة السعي بعد طواف الإفاضة.
كيفية الجمع بين الحج والعمرة في نفس الوقت.. أمين الفتوى يوضح
ما يجب على المرأة فعله قبل السفر للحج؟.. أمينة الفتوى تجيب
الأوقاف تعقد دورة فقه الحج للأئمة والواعظات المرافقين لبعثة 2025
ما حكم الشرع في أداء الحج بدون تصريح؟.. الإفتاء تجيب
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء، "أما الحج المتمتع، فيبدأ الحاج بأداء العمرة ثم يتحلل منها ليعود إلى حياته الطبيعية حتى يوم الثامن من ذو الحجة، حيث يرتدي ملابس الإحرام مجددًا لأداء مناسك الحج، المتمتع عليه أداء سعيين، أحدهما للعمرة والآخر للحج، بالإضافة إلى ذبح الهدي، الفرق بين الأنواع الثلاثة يعود إلى كيف يتم جمع النسكين: المفرد يكتفي بالحج فقط، القارن يجمع بينهما معًا، والمتمتع يفصل بين العمرة والحج ويستمتع بفترة من الراحة".
وأوضح الشيخ عويضة عثمان أن التمتع هو الأكثر شيوعًا بين الحجاج، حيث يمنح الحاج فترة راحة بين العمرة والحج، مما يتيح له الاستعداد الجيد لمناسك الحج.
أشار الشيخ عويضة عثمان إلى أن الحج القارن يختلف عن المتمتع في أنه لا يتيح فترة الراحة بين النسكين، حيث يقوم الحاج بأداء كل منهما معًا.