بايدن يقيد الهجرة عبر حدود المكسيك لمواجهة "هجمات ترامب"
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء عن إجراءات تنفيذية جديدة تهدف إلى معالجة تزايد أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بشكل غير قانوني من خلال وضع قيود جديدة على الأشخاص المسموح لهم بطلب اللجوء، وذلك لسد ثغرة انتخابية يستغلها منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتحدث بايدن من البيت الأبيض عن الإجراء الجديد، الذي قالت إدارته إنه سيحقق إصلاحات الهجرة التي عجز المشرعون عن تحقيقها.
وقال بايدن: "لقد جئت إلى هنا اليوم لأقوم بما يرفض الجمهوريون في الكونغرس القيام به: اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين حدودنا".
وكان محاطًا بالعديد من المسؤولين، بما في ذلك وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس ومشرعون محليون يتعاملون مع قضايا الحدود.
ونظرًا لأن أعداد العابرين غير القانونيين تكون في أكثر الأحيان أعلى من هذا الحد، فمن الممكن تنفيذ إغلاق الحدود على الفور، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الأميركية. وبموجب هذا الإجراء، سيُسمح لطالبي اللجوء بالدخول مرة أخرى بمجرد انخفاض الأعداد إلى أقل من 1500 يوميًا.
ويعد القرار من أصعب القرارات التي يتخذها رئيس ديموقراطي على الإطلاق، وستجعله يقترب من سياسات الهجرة التي يدافع عنها الجمهوري ترامب، وسط استطلاعات الرأي التي تظهر أن القضية تؤثر بشدة على فرص إعادة انتخاب بايدن في نوفمبر.
العفو الرئاسي
قبل صدوره، أعلنت حملة ترامب رفضها للأمر التنفيذي ووصفته بأنه "من أجل العفو وليس لصيانة أمن الحدود". وكررت في بيانها ادعاءات ترامب المتكررة بأن المهاجرين غير الشرعيين مسؤولون عن تصاعد جرائم العنف، وهو ادعاء لا تدعمه أي بيانات نشرتها الشرطة أو مراكز أكاديمية رئيسية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الاثنين "ما يمكنني قوله هو أننا نبحث باستمرار ودائماً في جميع الخيارات لمحاولة التعامل حقيقة مع نظام الهجرة، وهو نظام معطل منذ عقود".
وألقت جان بيار باللوم على الجمهوريين في الكونغرس لرفضهم التعاون ومنع صرف مليارات الدولارات للحدود حاول الرئيس الحصول عليها ضمن رزمة تضمنت أموالا لأوكرانيا وإسرائيل.
وقالت "لقد اختاروا التمسك بالسياسة الحزبية" على التعاون.
خطاب ترامب
يهدف بايدن إلى إضعاف هجمات الجمهوريين وجذب الناخبين القلقين بشأن الوضع على الحدود. لكن خطته ستثير غضب الديموقراطيين اليساريين ومن شبه المؤكد أن جماعات الحقوق المدنية ستطعن فيها أمام المحكمة.
عبر أكثر من 2,4 مليون مهاجر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في عام 2023 وحده، معظمهم من أميركا الوسطى وفنزويلا. هرب هؤلاء من الفقر والعنف والكوارث التي تفاقمت بسبب تغير المناخ. وتسافر أعداد متزايدة من المهاجرين من أجزاء أخرى من العالم إلى أميركا اللاتينية ثم تتجه شمالًا إلى الولايات المتحدة.
وارتفع عدد المهاجرين إلى مستوى قياسي بلغ 10 آلاف يوميا في ديسمبر. ومع أنه انخفض بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، تظهر استطلاعات الرأي أن هذه القضية هي واحدة من أكبر المشكلات التي يواجهها بايدن في الانتخابات.
حاول ترامب خلال ولايته بناء جدار على الحدود المكسيكية وكثف بشكل كبير خطابه المناهض للهجرة بينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض. وتحدث مراراً وتكراراً عن المهاجرين الذين "يسممون دماء" الولايات المتحدة، وقال إنه سينفذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين في التاريخ بمجرد توليه منصبه.
بدورها، حاولت إدارة بايدن الحد من عمليات العبور من خلال العمل مع المكسيك ودول أخرى للحد من تدفقات المهاجرين من خلال تطبيق القانون والحوافز الاقتصادية، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين لا يعتقدون أنه يفعل ما يكفي.
وفي حال صدوره، سيأتي إعلان الرئيس الأميركي بعد يوم من تحدثه مع كلاوديا شينباوم، أول رئيسة منتخبة للمكسيك، ليقدم لها التهاني ويتعهد "بشراكة قوية وتعاونية" معها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بايدن سياسات الهجرة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الهجرة منع الهجرة أميركا والمكسيك بايدن بايدن سياسات الهجرة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة أخبار أميركا
إقرأ أيضاً:
المكسيك وفنزويلا تواجهان امتحاناً صعباً
لا مكان للمنطقة الرمادية في علاقات زعماء أميركا اللاتينية بالفائز حديثًا برئاسة الولايات المتحدة، حيث لا هروب من التعامل مع واشنطن، الساهرة على إتقان دور "الوصاية" على بقية بلدان القارة.
فمهما تنوعت نبرة التهاني التي انهالت على الرئيس المنتخب ترامب، فإنها بالتأكيد، تعكس إلى حدّ كبير مستوى الانسجام أو النفور بين زعماء المنطقة وترامب، وتوحي بشكل العلاقة بين هذه البلدان والإدارة الأميركية خلال السنوات الأربع القادمة.
المؤكد حتى الآن، أن فوز ترامب يمثل أسوأ سيناريو بالنسبة للمكسيك، تليها فنزويلا. في المقابل، يعتبر رئيس الأرجنتين والمعارضة البرازيلية بقيادة الرئيس السابق بولسونارو، أهمّ حلفاء ترامب في المرحلة القادمة.
فالمكسيك، بقيادة رئيستها المنتخبة حديثًا، كلوديا شينباوم، تواجه امتحانًا صعبًا، يفترض الامتثال لأوامر الرئيس الأميركي المنتخب ترامب، في إدارة ملف الهجرة غير النظامية وعصابات المخدرات والتجارة بين البلدين؛ لتجنب التهديدات الجدّية التي لوّح بها خلال حملته الانتخابية.
وهو في الحقيقة امتحان نجح في تأجيله سلفها الرئيس السابق أندراس أوبرادور، وتوصّل بشأنه إلى حلّ وسط مع الرئيس بايدن، على أمل طرحه ثانية مع تجديد ولايته الثانية، لكن ذلك لم يحدث.
فالمكسيك التي تجمعها حدود بطول 3000 كيلومتر مع الولايات المتحدة، مهددة اليوم برفع رسوم جمارك سلعها المُصدّرة إلى السوق الأميركية، بنسبة 25%، إذا لم تتحكم في تسلل جحافل المهاجرين غير النظاميين، من حدودها إلى داخل التراب الأميركي، وفقًا لإنذار الرئيس ترامب، الذي لوّح أيضًا بتجميد اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، التي شارفت على التوقيع.
كما حرص خلال حملته الانتخابية على تحميل المكسيك مسؤولية ملاحقة عصابات المخدرات، من خلال غضها الطرف عن جرائم تهريب المخدرات إلى الأراضي الأميركية، في محاولة للتنصل من مواجهتهم.
والواضح أن الحكومة المكسيكية أخذت تهديدات ترامب على محمل الجد؛ لأنها تعلم جيدًا أن تنفيذها يمكن أن يتمّ غداة توليه المنصب. وهو ما يفسر نبرة التهنئة المتروّية التي تقدمت بها الرئيسة كلوديا شينباوم، للرئيس ترامب، في محاولة لتهدئة السوق المكسيكية، وطمأنة فئة المصدّرين الجزعين على معاملاتهم التجارية مع أهم شريك اقتصادي للمكسيك.
أما فنزويلا، فقد وجّه رئيسها نيكولاس مادورو، خلال حوار تلفزيوني، بعد إعلان فوز ترامب، تهنئة رسمية، ورسالة قال فيها: "على واشنطن أن تسلك طريقة جديدة مع بلدان أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي: طريق التفاهم حتمًا"، وذكّر الرئيس ترامب بوعوده خلال حملته الانتخابية التي ركزت على استعادة الولايات المتحدة حجم اقتصادها وريادتها في مجال التكنولوجيا، وتعهده بوضع حد للحرب التي يتعرض لها أهالي غزة، والحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وفيما يتعلّق بالعلاقات الثنائية بين فنزويلا والولايات المتحدة، أعرب الرئيس الفنزويلي عن استعداده للحوار، في إطار الاحترام والحكمة، مشيرًا إلى أن فنزويلا ترحّب بالتعاون مع كل الأطراف الذين يلتزمون باحترام هويتها وشؤونها الداخلية.
في المقابل، تقدم مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس بتهنئة للرئيس ترامب، متحدثًا بصفته رئيسًا منتخبًا، قام الرئيس مادورو بالالتفاف على فوزه. وعززت زعيمة المعارضة ماريا ماتشادو تلك التهنئة، بتذكير للرئيس ترامب على الدعم الذي خصهم به في السابق، وتعويلهم على الاستمرار فيه؛ بهدف استعادة فوزهم.
من جانبه، اكتفى الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو بتهنئة مقتضبة للشعب الأميركي والرئيس ترامب، بدأها بالجملة التالية: "ترامب يقول إنه لم يأتِ ليبدأ حروبًا، بل جاء ليوقفها. إذا كان الأمر هكذا، فيمكنك التعويل علي! لنوقف الحرب في أوكرانيا وفي السودان وفي لبنان وفي فلسطين".
وأردفها بدعوة غير مباشرة للرئيس ترامب، لمراجعة حلوله لموجات الهجرة نحو الشمال، قائلًا: إن الحل يكمن في دعم التنمية في مناطق الجنوب لتلزم الشعوب أماكنها، ووضع حدّ لسياسات الحصار؛ لأن الرؤية التقدمية لايحق لها التصفيق لجريمة الإبادة في غزة.
وبعيدًا عن رسائل التهنئة الدبلوماسية المتشابهة في مجملها، من قبل رؤساء تشيلي، وبوليفيا، والبرازيل، التي كانت أكثرها اقتضابًا، اتسمت تهاني رؤساء السلفادور، وبنما، والإكوادور، بعبارات الإطراء والمدح والرغبة في تحقيق مزيد التقارب.
غير أن تهنئة رئيس الأرجنتين، فاقت كل المستويات، وأثارت جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام اللاتيني، حيث أغرق الرئيس ميلي حسابه على منصة "إكس" بما يقارب 20 تغريدة، باللغتين: الإسبانية والإنجليزية، صاحبت أغلبها صور تجمعه بالرئيس ترامب، أثارت موجة من التهكم، بسبب تأويلاتها.
وحرص في تهنئته باللغة الإنجليزية على وصف فوز ترامب بالهائل والمُذهل، وناشده جعل أميركا عظيمة من جديد، داعيًا إياه للتعويل عليه في مهمته. ويبدو أن نعت ردّة فعل الرئيس الأرجنتيني على فوز ترامب بـ "النشوة" و"الغبطة المبالغ فيها"، من قبل الإعلام، لا تفي مضمون ما نشره حقه، وهو سلوك ليس بالغريب على رئيس انفعالي، غريب الأطوار كان الجميع في الأرجنتين يدعوه بـ"المجنون"، بمن فيهم هو نفسه.
وغير بعيد عن رئيس الأرجنتين اليميني المتطرف، نشر زعيم المعارضة البرازيلية، الرئيس السابق جايير بولسونارو، عددًا من التغريدات، تقدم فيها بتهنئة مفعمة بعبارات المودة لـ"صديقه" ترامب، مُذكّرًا باستعادة فوزه بعد تعرضه في 2020 "لانتخابات وحشية واضطهاد قضائي جائر"، وفق قوله. وأضاف في تغريدة أخرى أن ابنه، البرلماني إدواردو، يعيش أجواء الانتصار بمقر حملة ترامب؛ نظرًا للعلاقة القوية التي تربط العائلتين.
تجدر الإشارة إلى أن اليميني المتطرف، بولسونارو الذي تولى رئاسة البرازيل من 2019 إلى يناير/ كانون الثاني 2022، وانهزم خلال انتخابات ملحمية، أمام خصمه لولا دا سيلفا في أواخر 2022، يستعد لخوض غمار الانتخابات القادمة في أواخر 2025، رغم أن الأحكام القضائية الصادرة ضده، منعته من الترشح.
ويبدو، أن الرجل مُقدم على فوز موعود وغير مفهوم، برئاسة البرازيل من جديد لا سيما بعد نتائج الانتخابات البلدية التي شهدتها البرازيل الشهر الماضي، وفاز فيها حزب بولسونارو ببلدية العاصمة ساو باولو.
في إحدى تغريدات الرئيس الأرجنتيني ميلي، الموجهة إلى الرئيس ترامب، قال فيها إن منطقة أميركا اللاتينية مستبشرة بفوزه؛ لأنها ستستعيد بذلك زمن المجد اليميني، من خلال دحر تيار اليسار الاجتماعي.
وليس ذلك بصعب في الحقيقة، فالأجواء في البرازيل توحي بعودة بولسونارو، وتشيلي كذلك تتقدم بخطى ثابتة لطي صفحة الرئيس الشاب اليساري بوريش، والمعارضة اليمينية الصلبة في كولومبيا لم تعد تطيق صبرًا على صمود الرئيس بيترو إلى نهاية فترته الانتخابية، وكذلك تعوّل المعارضة الفنزويلية على نيل رهاناتها التاريخية بمعجزة من ترامب.
سيناريوهات، قد تتحقق بالدعم الأميركي، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، حرص ترامب على الوقوف في وجه التغلغل الاقتصادي للصين في المنطقة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية