حلب-سانا

أكدت محاور ندوة “المقاومة والتمسك بالهوية الثقافية” التي أقامتها مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع مؤسسة أرض الشام في مركز نبل الثقافي على التمسك بالهوية الثقافية السورية المقاومة ومناهضة الفكر الصهيوني المتطرف.

وتحدث في محور الندوة الأول الباحث الدكتور عبدو أحمد، حيث أوضح أن سورية حافظت على هويتها الثقافية والعربية من خلال تصديها عبر التاريخ لكافة أنواع الاحتلالات التي مرت على المنطقة ومنها الأكادية والبابلية والحثية والآشورية والآرامية والكلدانية والرومانية ومع دخول الإسلام أصبحت هويتها عربية إسلامية واستمرت بالحفاظ عليها رغم الاحتلال البيزنطي والمغولي.

وأضاف إنه بعد إنهاء الاحتلال العثماني استمرت ثقافة المقاومة في وجه الاحتلال الفرنسي حتى تحقيق الاستقلال والجلاء والتصدي للعدوان الصهيوني وبقيت تقود محور المقاومة وتدعم القضية الفلسطينية.

وبيّن الباحث حسين الحرك أن انتماء أبناء هذه المنطقة لها يعود أساساً إلى تاريخ يستند إلى مقاومة عريقة وأن الأهمية التاريخية الكبرى لسورية ودورها في تاريخ الأمم وموقعها الاستراتيجي المتميز جعل منها قبلة للأحرار ومطمعاً للغازين وهذا حتم على أبنائها حمل السلاح ومقاومة الاحتلال العثماني والفرنسي والكيان الصهيوني المصطنع.

وقال وضاح سواس المستشار في مؤسسة أرض الشام إن الهوية الثقافية للمقاومة تمتد جذورها عبر التاريخ وإن تاريخ المقاومة على الأرض السورية تعود للألف الثالثة قبل الميلاد واستمر الفعل المقاوم وخاصة ضد الاستعمار والصهاينة حتى اليوم ومثال ذلك ما يحدث اليوم من بطولات في غزة.

فيما بين مدير المركز الثقافي في نبل يحيى جعفر أن سورية تعد اليوم رأس حربة في الفكر المقاوم لمحور يتضمن المقاومة للكيان الغاصب ومن خلفه قوى الاستكبار في العالم التي أرادت قتل وتشريد الشعب العربي والإسلامي في سورية ولبنان والعراق واليمن لأن سورية تمتلك الفكر المقاوم الأخلاقي والإنساني الذي يحافظ على حرية وكرامة واستقلالية الإنسان.

تلا ذلك افتتاح معرض من وحي المقاومة ضم 25 لوحة لطلبة معاهد مديرية الثقافة بحلب بعنوان القدس في عيوننا سلطت فيها الضوء على مقاومة الشعب الفلسطيني للمحتل الصهيوني الغاصب الذي أبى الخنوع والاستسلام.

قصي رزوق

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية تاريخ من النضال.. والمقاومة ستنتصر

يمانيون../
لا يمكن فصل ما يحدث في الضفة الغربية من مجازر وحشيّة وحصار للمدن والمخيمات وتلويح بالتهجير عمّا حدث من قبل في غزّة، وعمّا دُوّن في الكتب والخطط “الإسرائيلية”، فالضفة ليست مجرد أرض أخذت اسمها من موقعها على ضفة نهر مقدس، بل إنّها في الادعاءات “الإسرائيلية” “يهودا والسامرة”. وقد استعملت “إسرائيل” تلك الادّعاءات منذ أن قامت وهجّرت وقتلت الفلسطينيين في أرضهم.

وبعد الهزيمة النكراء للعدو وفشله في تحقيق أهدافه في حرب غزّة، لا سيّما القضاء على المقاومة وحماس، والتي استمرّت لـ 471 يومًا، يأتي الهجوم “الإسرائيلي” على الضفة اليوم في سياق خطة أكبر وأقدم من مجرد حملة عسكرية، فهي مشروع يتحصّن بـ”سدود دينية” منيعة تتجاوز ذرائع الخوف من هجمات شبان مقاومين فهموا باكرًا ما خلف “السدود”.

وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي يواجهها الفلسطينيون في الضفّة الغربية، إلا أنّ المقاومة في هذه المنطقة تظل رمزًا للصمود والمقاومة الشعبية ضدّ السياسات الاستعمارية “الإسرائيلية” منذ احتلال الضفّة الغربية في عام 1967.

عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” إحسان عطايا، يرى في حديث لموقع “العهد” الإخباري أنّ “موضوع إخفاق العدوّ في غزّة والفشل الذريع الذي تلقاه هناك، تحوّل نحو الضفة الغربية ليعوّض هذا الفشل والخسائر بالمزيد من الوحشية عبر العدوان الواسع الذي شنّه على جنين”.

“العدو سيخسر وسيفشل في تحقيق هدفه بالضفة كما فشل في غزّة”، يؤكد عطايا، “فهو (العدوّ) يستثمر وعلى مرأى كل العالم بالقتل والإبادة والتدمير والعدوان الهمجي والوحشي دون أي رادع من أي أحد”. ويضيف “لذلك نحن نرى أنّ ما يجري هو استكمال لحرب الإبادة الجماعية التي بدأها بعد عملية طوفان الأقصى على غزّة وعلى الضفة ولكن اليوم تتركز على مخيم جنين تحديدًا بشكل مباشر”.

وبحسب عطايا، فإنّ “هذا المخيم الذي شكّل أنموذجًا من الصمود وأنموذجًا في المقاومة والإبداع بابتكار وسائل قتالية، فضلًا عن التلاحم الشعبي مع المقاومة داخل مخيم جنين، يتميّز بميزة نادرة وهي أنّ شعب جنين وكل مختلف أطياف المقاومة في جنين هم يد واحدة في مواجهة العدوان، وصف واحد ولم يستطع العدو أن يفت عضدهم أو أن يكسر إرادتهم أو أن يضعف مقاومتهم على الرغم من كل الاعتداءات التي قام بها وكل الاختبارات والاستهدافات الكبرى، لذلك نحن نرى أنّ هذه المرحلة التي بدأها العدو الصهيوني بعد سريان وقف النار في غزّة تعّبر عن محاولة تسليط الضوء إعلاميًا على الضفة لإبعاد الإعلام عن إخفاقاته الكبيرة في غزّة وعن هزيمته”.

ويضيف “ومن جهة ثانية ربما يحاول العدو أن يُشغل أيضًا الرأي العام بهذا القتل وهذا الاستهداف في جنين لمزيد من لملمة وضعه الداخلي المحترق والمربك بعد الفشل والإخفاق الكبير في غزّة، وما سيجنيه العدوّ اليوم من مخيم جنين هو مزيد من القتل ومزيد من التدمير ومزيد من الاعتقالات والجراح، ولكن سوف يفشل في تحقيق أهدافه كمل فشل سابقًا”.

وتاريخ الضفة الغربية حافل بإذلال العدو، يقول عطايا، ولطالما شكّلت إرباكًا كبيرًا للعدو الصهيوني لأنها على تماس مباشر مع القرى والمدن الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 والعام 1967، كما شكّل مخيم جنين عقدة للعدو الصهيوني على مدار التاريخ المقاوم، لا سيّما موضوع عملية النفق الفردية الإبداعية التي كان جميع أفرادها من مخيم جنين، والذين خرجوا من سجن جلبوع بحفر نفق والقصة معروفة للجميع..”.

كما أنّ كتيبة جنين أثبتت جدارتها في مقاومة العدو الصهيوني، وفيما شكّلت انتفاضة عسكرية مسلّحة ضدّ هذا العدو منذ أن انطلقت هذه الكتيبة حتى يومنا هذا، فنحن نتوقّع أن يجرّ العدو الصهيوني أذيال الخيبة كما جرى في غزّة، وسيكون هناك صمود كبير وستستطيع القوى المقاومة في الضفة وفي جنين تحديدًا من التصدي لهذه الهجمة الهمجية التي بدأها العدو الصهيوني، والأيام القادمة ستثبت ذلك إن شاء الله”، يختم عطايا.

العهد الاخباري ـ حسن شريم

مقالات مشابهة

  • ندوة بمعرض الكتاب تستعرض علاقات مصر والصين الثقافية والتجارية
  • القومى للمرأة يعقد ندوة عن إعلاء القيم الثقافية والمجتمعية
  • معرض الكتاب يناقش «الفكر الصهيوني لإقامة الدولة اليهودية».. صور
  • ندوة "مصر والصين": تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية الممتدة لأكثر من 2000 عام
  • ندوة «إعلاء القيم الثقافية والمجتمعية» تسلط الضوء على حادثة طالبات مدرسة «الإنترناشونال»
  • القومى للمرأة ينظم ندوة عن إعلاء القيم الثقافية والمجتمعية
  • حماس: سنسلم أسماء 4 أسرى لدى المقاومة اليوم وتنفيذ الصفقة غدا
  • شخصيات لـ”الثورة”: الانتصار التاريخي ثمرة صمود المحور المقاوم
  • الضفة الغربية تاريخ من النضال.. والمقاومة ستنتصر
  • حركة “فتح الانتفاضة”: القرار الأمريكي ضد أنصار الله يمثل انحيازًا واضحًا للكيان الصهيوني