لجريدة عمان:
2024-11-04@18:33:46 GMT

اليمين المتشدد وانتخابات البرلمان الأوروبي

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

لا. اليمين المتطرف لا يقترب من بسط سيطرته على أوروبا. يمكن أن يُغفَر لنا توقُّع الأسوأ نظرًا إلى تحليلات الخبراء المثيرة للذعر قبل انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.

نعم. في الغالب ستجني الأحزاب اليمينية المتطرفة بعض المكاسب عند ذهاب مواطني 27 بلدا إلى صناديق الاقتراع بداية من 6 يونيو، لكنها لن تفوز.

وصعودها يحضُّ على المقاومة.

فمع اقتراب التصويت سعت أحزاب يسار الوسط والليبراليين والخُضر إلى تنشيط قواعدها الانتخابية بالتأكيد على أن الاقتراع لمرشحيها سيسد الطريق أمام اليمين المتشدد.

لقد تعهدت بمعارضة أي ائتلاف داخل برلمان الاتحاد الأوروبي يشمل الأحزاب المتطرفة، وهي توبخ باستمرار المحافظين التقليديين الذين يشيرون إلى أنهم ربما يعقدون صفقة مع أمثال جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية ومارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي الذي يتقدم على تحالف الرئيس فرانسوا ماكرون «التحالف الليبرالي.»

في مقابلة بعد مخاطبته مؤتمر دائرة الاقتصاد في برشلونة والذي كنت أحد المشاركين فيه، قال بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الأسباني «المشكلة هي أن اليمين التقليدي لا يتصدى لليمين المتطرف. الخطورة هي أن القوى المعادية لأوروبا والمتمثلة في أقسام من اليمين المتطرف ستبسط سيطرتها».

رغم ذلك عبر سانشيز وهو اشتراكي عن أمله في أداء قوي بما يكفي لأحزاب يسار الوسط لتجديد التحالف طويل الأمد ضد قوى اليمين.

خافيير لوبيز العضو الاشتراكي في البرلمان الأوروبي الذي يسعى لإعادة انتخابه هاجم بشدة التهديد اليميني في تجمع انتخابي بحي «نو باريس» في برشلونة الأسبوع الماضي. وقال لي: «على مدى 70 عاما، التعاون بين يسار الوسط ويمين الوسط والليبراليين كان يعني أننا كنا نبني أوروبا. هذه هي المرة الأولى التي يمكن أن نرى فيها التعاون بين يمين الوسط واليمين المتطرف».

وفي حين سيفضل العديد من المحافظين التقليديين في أوروبا الحفاظ على التعاون مع الأحزاب المعتدلة إلى يسارهم إلا أن أورسولا فون دير لاين التي ستسعى للحصول على فترة ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية أخافت الليبراليين ويسار الوسط بقبولها دعم ميلوني التي يتجذر حزبها في حركة الفاشيين الجدد في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

تجادل فون دير لاين بقولها: إن استعداد رئيسة الوزراء الإيطالية لتأييد مساعدة أوكرانيا وبالتالي إبعاد نفسها من اليمين الأكثر تشددا مؤشر على صدقية انحيازها لأوروبا، ومن جهة أخرى قالت فون دير لاين إنها لا تريد أية مساعدة من لوبان التي وصفت حزبها بحزب «دُمَى ووكلاء» روسيا.

وفيما تسعى فون دير لاين لشق أحزاب اليمين المتشدد إلا أن هذه الأحزاب تتسبب بنفسها في بعض الانشقاقات. فمارين لوبان ابتعدت عن حزب البديل لألمانيا المتطرف بعد إعلان أحد قادته أن أعضاء المنظمة شبه العسكرية النازية شوتزشتافل «ليسوا كلهم مجرمين.»

يقول ساسة الليبراليين ويسار الوسط إنهم على استعداد لنسف محاولة إعادة انتخاب فون دير لاين إذا تحالفت مع ميلوني، وعكس المستشار الألماني أولاف شولتس وهو ديمقراطي اجتماعي وجهة النظر هذه عبر الأسرة السياسية الأوروبية بالإصرار على أن المفوضية الأوروبية الجديدة « يجب ألا تتأسس على أغلبية تحتاج أيضا إلى تأييد اليمين المتطرف.»

ليس هنالك شك يذكر في أن أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط والليبراليين والخضر ستتفوق عدديا وبسهولة على أحزاب اليمين المتطرف في البرلمان الذي يتشكل من 720 عضوا.

السؤال المهم هو هل ستحقق أغلبية فعالة حقا وهل سيُطلب من الخُضر الانضمام إلى تحالف الوسط التقليدي.

الانتخابات الأوروبية وضع مثالي للاقتراع الاحتجاجي لاعتقاد ناخبين عديدين أن نتائجها ليست مهمة. قالت لي لورنس ناردون الباحثة بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «إنهم أقل قلقا من التصويت لليمين المتطرف؛ لأنه لن يؤثر على الكيفية التي تُحكم بها بلدانهم».

خوسيه مانويل مارتينيز وكيل الشؤون الأكاديمية بمدرسة الإدارة في جامعة بومبيو فابرا والذي كتب باستفاضة عن الاتحاد الأوروبي ذكر في مقابلة أن اليمين المتطرف حقق مكاسب من خلال قصر أهدافه على استغلال الاستياء «الشعبي» في قضايا عديدة تمتد من الهجرة إلى الجريمة ومسائل ثقافية متنوعة. فالتصويت في انتخابات الاتحاد الأوروبي يمثل «المخرج المثالي» للرسائل قليلة التكلفة.

لكن أحزاب يسار الوسط والأحزاب الليبرالية تحث الآن الناخبين الذين يتموضعون في الوسط على إرسال رسائلهم الخاصة بهم ضد التطرف.

أيضا ستعيد الانتخابات ترتيب القوى في الوسط واليسار. ففي فرنسا على سبيل المثال العجز البالغ الذي يواجه ماكرون في الحصول على أصوات انتخابية كافية يعود جزئيا إلى دينامية ترشيح رافاييل جلوكسمان (44 عاما) الكاتب وعضو البرلمان الأوروبي الذي أنعش حزب الاشتراكي المحتضر في السابق. فما يمكن أن يسمى «هوس جلوكسمان» يسحب الآن الأصوات الانتخابية بعيدا عن الطرف اليساري لتحالف الوسط وقد يدفع بحزب ماكرون إلى المركز الثالث.

انضم جلوكسمان وهو معتدل إلى ساسة ديمقراطيين اجتماعيين آخرين في أوروبا لإصدار تعهد باريس «بالدفاع عن مبادئنا ومجتمعاتنا المفتوحة بمزيد من الحيوية التي لا حدود لها... وبناء حاجز قوي ضد اليمين المتطرف... ومحاربة الكراهية والعرقية وكراهية الأجانب... والدفاع عن الديموقراطية والكفاح من أجلها وعدم التعامل مع وجودها وكأنه تحصيل حاصل».

إذن مع احتمال أن تشكل انتخابات الاتحاد الأوروبي لحظة عظيمة لليمين المتطرف إلا أنها يمكن أيضا أن تحرك وتنعش القوى المطلوبة لاحتوائه. واجب اللحظة الراهنة هو مقابلة حماس اليمين المتطرف بجرأة مماثلة نيابة عن الديمقراطية والشمول.

أي جيه ديون جونيور أستاذ بمدرسة ماكورت للسياسات العامة التابعة لجامعة جورج تاون وزميل أول بمعهد بروكنجز وكاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست.

الترجمة خاصة ل$

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف فون دیر لاین

إقرأ أيضاً:

محافظ القليوبية: التوسع في أعمال التعاون مع giz للتعاون الأوروبي

استقبل المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، السيد نيلز أنين سكرتير الدولة البرلماني للوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، والدكتور ألكسندر سوليجا مدير (GIZ) مصر، والسيدة إيفوا دودزي آرثر، مديرة المشروع ، خلال زيارة لمدرسة الخصوص الابتدائية بمدينة الخصوص لأستعراض مشروع إنشاء وإحلال مدرسة الخصوص المشتركة جاء ذلك بحضور المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية وممثلون عن السفارة الألمانية وأعضاء الاتحاد الأوروبي ووكالة التعاون الدولي الألمانية في مصر.

وخلال الزيارة تفقد محافظ القليوبية والوفد المرافق ماتم انشائه وتجديده في مدرسة الخصوص المشتركة ومراحل التطوير بها واثني جميع الحضور على التعاون المشترك بين جميع الاطراف والدور الذي تقوم به الحكومه الالمانية في تعاون مع الحكومة المصرية للمشاركة فى نهضة العملية التعليمية، وتضمن هذا المشروع، الذي نفذته (GIZ) مصر من خلال مشروع البنية التحتية بالمشاركة بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، حيث تم بناء مبنى جديد يضم 18 فصلًا دراسيًا وتجديد المباني والمرافق القائمة، ما يوفر الآن ما مجموعه 48 فصلاً دراسيًا لخدمة أكثر من 8000 طالب.

نتائج ملموسة تمس المواطن المصري 

وأوضح محافظ القليوبية، أن التعاون المُثمر يؤدي إلي النجاح ويحقق نتائج ملموسة تمس المواطن المصري ويتمتع بها كل من يسكنون في المناطق العشوائية، من خلال مشروعات بنية تحتية وإحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي والمشروعات التعليمية والصحية والري والموارد المائية متمثلة في الترع فقد قام المشروع بتغطية وتطوير الترعة البولاقية واستغلال تلك المساحة في إنشاء منطقة ترفيهية خضراء ومفتوحة للمقيمين، والذي يبلُغ عددهم نحو 75 ألف مواطن؛ لتكون متنفسا آمنا لهم ويشاركون فيها الأنشطة الاجتماعية والثقافية المختلفة التي ستقام بها، وتمكين سكان المنطقة إقتصادياً خاصة النساء من خلال إتاحة فرصة تأجير الأكشاك لبيع منتجاتهم.

جاء ذلك عن طريق التعاون الوثيق والبناء بين مصر والإتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية ضمن برنامج البنية التحتية بالمشاركة PIP، والذي يتم تنفيذه بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني وصندوق التنمية الحضرية

برامج بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي

أشار المحافظ إلى أن هذا البرنامج يأتي استكمالًا لمجموعة برامج تنموية سبق تنفيدها في المحافظة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وكان آخرها برنامج التنمية الحضرية بالمشاركة PDP، والذي تم من خلاله تنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية لتطوير ثلاثة مناطق عشوائية بالمحافظة هي الخصوص وشبرا الخيمة وقليوب.

مقالات مشابهة

  • البرلمان الأوروبي يستجوب 26 مرشحا للمناصب العليا في الاتحاد الأوروبي
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة أنجلينا أيخهورست تصل إلى القاهرة​​
  • «اللافي» يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • ألبانيا تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول 2030
  • في يوم الحب.. قصة إيزيس وأوزوريس السينما المصرية التي هزت الوسط الفني
  • الحكومة الفلسطينة تدعو البرلمان الأوروبي لمواجهة حظر إسرائيل للأونروا  
  • تفاصيل لقاء رئيس الوزراء مع وفد من البرلمان الأوروبي في رام الله
  • محافظ القليوبية: التوسع في أعمال التعاون مع giz للتعاون الأوروبي
  • ثلاثة ملفات تقض مضاجع الاتحاد الأوروبي حال فوز ترامب
  • الاتحاد الأوروبي: دور حاسم لـ«الأونروا» في الاستجابة الإنسانية