لجريدة عمان:
2025-02-07@07:47:51 GMT

اليمين المتشدد وانتخابات البرلمان الأوروبي

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

لا. اليمين المتطرف لا يقترب من بسط سيطرته على أوروبا. يمكن أن يُغفَر لنا توقُّع الأسوأ نظرًا إلى تحليلات الخبراء المثيرة للذعر قبل انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.

نعم. في الغالب ستجني الأحزاب اليمينية المتطرفة بعض المكاسب عند ذهاب مواطني 27 بلدا إلى صناديق الاقتراع بداية من 6 يونيو، لكنها لن تفوز.

وصعودها يحضُّ على المقاومة.

فمع اقتراب التصويت سعت أحزاب يسار الوسط والليبراليين والخُضر إلى تنشيط قواعدها الانتخابية بالتأكيد على أن الاقتراع لمرشحيها سيسد الطريق أمام اليمين المتشدد.

لقد تعهدت بمعارضة أي ائتلاف داخل برلمان الاتحاد الأوروبي يشمل الأحزاب المتطرفة، وهي توبخ باستمرار المحافظين التقليديين الذين يشيرون إلى أنهم ربما يعقدون صفقة مع أمثال جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية ومارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي الذي يتقدم على تحالف الرئيس فرانسوا ماكرون «التحالف الليبرالي.»

في مقابلة بعد مخاطبته مؤتمر دائرة الاقتصاد في برشلونة والذي كنت أحد المشاركين فيه، قال بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الأسباني «المشكلة هي أن اليمين التقليدي لا يتصدى لليمين المتطرف. الخطورة هي أن القوى المعادية لأوروبا والمتمثلة في أقسام من اليمين المتطرف ستبسط سيطرتها».

رغم ذلك عبر سانشيز وهو اشتراكي عن أمله في أداء قوي بما يكفي لأحزاب يسار الوسط لتجديد التحالف طويل الأمد ضد قوى اليمين.

خافيير لوبيز العضو الاشتراكي في البرلمان الأوروبي الذي يسعى لإعادة انتخابه هاجم بشدة التهديد اليميني في تجمع انتخابي بحي «نو باريس» في برشلونة الأسبوع الماضي. وقال لي: «على مدى 70 عاما، التعاون بين يسار الوسط ويمين الوسط والليبراليين كان يعني أننا كنا نبني أوروبا. هذه هي المرة الأولى التي يمكن أن نرى فيها التعاون بين يمين الوسط واليمين المتطرف».

وفي حين سيفضل العديد من المحافظين التقليديين في أوروبا الحفاظ على التعاون مع الأحزاب المعتدلة إلى يسارهم إلا أن أورسولا فون دير لاين التي ستسعى للحصول على فترة ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية أخافت الليبراليين ويسار الوسط بقبولها دعم ميلوني التي يتجذر حزبها في حركة الفاشيين الجدد في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

تجادل فون دير لاين بقولها: إن استعداد رئيسة الوزراء الإيطالية لتأييد مساعدة أوكرانيا وبالتالي إبعاد نفسها من اليمين الأكثر تشددا مؤشر على صدقية انحيازها لأوروبا، ومن جهة أخرى قالت فون دير لاين إنها لا تريد أية مساعدة من لوبان التي وصفت حزبها بحزب «دُمَى ووكلاء» روسيا.

وفيما تسعى فون دير لاين لشق أحزاب اليمين المتشدد إلا أن هذه الأحزاب تتسبب بنفسها في بعض الانشقاقات. فمارين لوبان ابتعدت عن حزب البديل لألمانيا المتطرف بعد إعلان أحد قادته أن أعضاء المنظمة شبه العسكرية النازية شوتزشتافل «ليسوا كلهم مجرمين.»

يقول ساسة الليبراليين ويسار الوسط إنهم على استعداد لنسف محاولة إعادة انتخاب فون دير لاين إذا تحالفت مع ميلوني، وعكس المستشار الألماني أولاف شولتس وهو ديمقراطي اجتماعي وجهة النظر هذه عبر الأسرة السياسية الأوروبية بالإصرار على أن المفوضية الأوروبية الجديدة « يجب ألا تتأسس على أغلبية تحتاج أيضا إلى تأييد اليمين المتطرف.»

ليس هنالك شك يذكر في أن أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط والليبراليين والخضر ستتفوق عدديا وبسهولة على أحزاب اليمين المتطرف في البرلمان الذي يتشكل من 720 عضوا.

السؤال المهم هو هل ستحقق أغلبية فعالة حقا وهل سيُطلب من الخُضر الانضمام إلى تحالف الوسط التقليدي.

الانتخابات الأوروبية وضع مثالي للاقتراع الاحتجاجي لاعتقاد ناخبين عديدين أن نتائجها ليست مهمة. قالت لي لورنس ناردون الباحثة بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «إنهم أقل قلقا من التصويت لليمين المتطرف؛ لأنه لن يؤثر على الكيفية التي تُحكم بها بلدانهم».

خوسيه مانويل مارتينيز وكيل الشؤون الأكاديمية بمدرسة الإدارة في جامعة بومبيو فابرا والذي كتب باستفاضة عن الاتحاد الأوروبي ذكر في مقابلة أن اليمين المتطرف حقق مكاسب من خلال قصر أهدافه على استغلال الاستياء «الشعبي» في قضايا عديدة تمتد من الهجرة إلى الجريمة ومسائل ثقافية متنوعة. فالتصويت في انتخابات الاتحاد الأوروبي يمثل «المخرج المثالي» للرسائل قليلة التكلفة.

لكن أحزاب يسار الوسط والأحزاب الليبرالية تحث الآن الناخبين الذين يتموضعون في الوسط على إرسال رسائلهم الخاصة بهم ضد التطرف.

أيضا ستعيد الانتخابات ترتيب القوى في الوسط واليسار. ففي فرنسا على سبيل المثال العجز البالغ الذي يواجه ماكرون في الحصول على أصوات انتخابية كافية يعود جزئيا إلى دينامية ترشيح رافاييل جلوكسمان (44 عاما) الكاتب وعضو البرلمان الأوروبي الذي أنعش حزب الاشتراكي المحتضر في السابق. فما يمكن أن يسمى «هوس جلوكسمان» يسحب الآن الأصوات الانتخابية بعيدا عن الطرف اليساري لتحالف الوسط وقد يدفع بحزب ماكرون إلى المركز الثالث.

انضم جلوكسمان وهو معتدل إلى ساسة ديمقراطيين اجتماعيين آخرين في أوروبا لإصدار تعهد باريس «بالدفاع عن مبادئنا ومجتمعاتنا المفتوحة بمزيد من الحيوية التي لا حدود لها... وبناء حاجز قوي ضد اليمين المتطرف... ومحاربة الكراهية والعرقية وكراهية الأجانب... والدفاع عن الديموقراطية والكفاح من أجلها وعدم التعامل مع وجودها وكأنه تحصيل حاصل».

إذن مع احتمال أن تشكل انتخابات الاتحاد الأوروبي لحظة عظيمة لليمين المتطرف إلا أنها يمكن أيضا أن تحرك وتنعش القوى المطلوبة لاحتوائه. واجب اللحظة الراهنة هو مقابلة حماس اليمين المتطرف بجرأة مماثلة نيابة عن الديمقراطية والشمول.

أي جيه ديون جونيور أستاذ بمدرسة ماكورت للسياسات العامة التابعة لجامعة جورج تاون وزميل أول بمعهد بروكنجز وكاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست.

الترجمة خاصة ل$

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف فون دیر لاین

إقرأ أيضاً:

موقف الاتحاد الأوروبي من خطط ترامب حول غزة.. حذر مبالغ فيه بسبب ترامب

نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على رد الاتحاد الأوروبي على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاستحواذ على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع، معتبرة أنه كان ردا باردا رغم خطورة التصريحات الأمريكية التي تعدّ انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي. 

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي اكتفى ببيان جاء فيه: "لقد علمنا بتصريحات الرئيس ترامب.. الاتحاد الأوروبي ملتزم تماماً بحل الدولتين، والذي نعتبره السبيل الوحيد لتحقيق السلام طويل الأمد بين الطرفين، الإسرائيليين والفلسطينيين. غزة جزء أساسي من الدولة الفلسطينية المستقبلية".

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي تأخر ساعات لإصدار أول تعليق رسمي، في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الأوروبية الأمريكية توتراً على خلفية تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية، والمفاوضات الجارية لتجنب حرب تجارية.



وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي ينتهج سياسة الحذر المبالغ فيه، رغم الردود العالمية القوية على تصريحات ترامب، بما في ذلك رد الأمم المتحدة، والانتقادات الشديدة من بعض دول الاتحاد مثل إسبانيا وألمانيا.

وتنقل الصحيفة عن مصادر من داخل الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد لن يرد بشكل فوري على كل تصريح أو تغريدة من ترامب.

وأضافت المصادر ذاتها أن الموقف الثابت للاتحاد هو دعم حل الدولتين وسيادة القانون الدولي. 

وهذا الموقف أكد عليه رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في خطاب ألقاه الثلاثاء الماضي خلال اجتماع للسفراء، حيث شدد على مبدأ الدفاع عن السيادة في غرينلاند (وهي تابعة للدنمارك) وأوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط.

ردود قوية 
وأضافت الصحيفة أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ردت بشكل صارم على تصريحات ترامب الأخيرة، لكن رد بروكسل جاء متأخرا، مما أثار تساؤلات حول موقف الاتحاد في ظل الغضب الدولي المتزايد من رئيس الولايات المتحدة.

وشدد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، على أن "غزة هي أرض الفلسطينيين الغزاويين. يجب أن يبقوا في غزة لأنها جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا، والتي يجب أن تتعايش مع ضمان الأمن والازدهار لدولة إسرائيل". 

من جانبها، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، خطة ترامب لطرد سكان غزة من القطاع "غير مقبولة"، مشيرة إلى أنها تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وأضافت: "غزة، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، هي جزء من الأراضي الفلسطينية".

وذكرت الصحيفة أن فرنسا انتقدت بدورها خطة ترامب، التي أدت منذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير إلى تحولات كبيرة على الساحة الجيوسياسية العالمية. 

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها إن "التهجير القسري للفلسطينيين يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، واعتداءً على الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني، كما يشكل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين". وأضافت: "مستقبل غزة يجب أن يكون ضمن دولة فلسطينية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وليس تحت سيطرة دولة ثالثة".



انقسام أوروبي
دعا ترامب في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي إلى تهجير سكان غزة، مقترحاً نقلهم إلى الأردن ومصر. 
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد طرحت هذا الاقتراح في وقت سابق، حيث تم الترويج لخطة لنقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر.

وبحسب الصحيفة، فإن بعض المصادر الأوروبية أكدت أن الفكرة وصلت آنذاك إلى أعلى المستويات داخل المؤسسات الأوروبية، حيث طُلب من الاتحاد الأوروبي - أكبر مانح لغزة -  أن يدعم الخطة ويضغط على مصر لقبولها.

ورفضت القاهرة الخطة بشدة، كما انتقدت دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هذا الاقتراح، معتبرين أنه يقوض حل الدولتين.

وختمت الصحيفة بأن الحرب الإسرائيلية على غزة أصبحت من أكثر القضايا المثيرة للانقسام داخل الاتحاد الأوروبي، ففي الوقت الذي تبنت فيه دول مثل إسبانيا وإيرلندا مواقف صارمة من إسرائيل، منتقدة انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، رفضت دول أخرى مثل النمسا والمجر والتشيك اتخاذ أي إجراءات ضد إسرائيل. 

وقد استغرق الأمر عدة أشهر بعد اندلاع الحرب حتى يصدر الاتحاد الأوروبي بياناً يدعو فيه إلى وقف إطلاق النار، بعد محاولات سابقة لتطبيق هدنات إنسانية.

مقالات مشابهة

  • الأونروا تتعرض للتضييق من اليمين المتطرف في إسرائيل.. شاهد
  • اليمين المتطرف الإسرائيلي يضيق الخناق على «الأونروا» في الأراضي المحتلة
  • موقف الاتحاد الأوروبي من خطط ترامب حول غزة.. حذر مبالغ فيه بسبب ترامب
  • الاتحاد السكندري يتعاقد مع لاعب خط الوسط نور الدين البحار
  • اليمين الإسرائيلى المتطرف يرحب بـ«قنبلة الرئيس الأمريكى»
  • ما الأفضل من ذلك؟.. اليمين المتشدد في إسرائيل عن خطة ترامب حول غزة
  • أحزاب سياسية تتسابق لرسم الخارطة السياسية بإقليم الحوز المنكوب
  • نواب أحزاب الحشد يرحبون بقرار المحكمة الاتحادية بإيقاف تنفيذ القوانين الجدلية
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • على خطى ترامب.. أكبر أحزاب ألمانيا يسعى لتشديد سياسية اللجوء