ماذا فعل الاتحاد الأوروبي من أجلنا؟
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
في هذا الشهر، يتوجه مئات الملايين من الناخبين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان الأوروبي، وسوف يتساءل كثيرون عما فعله الاتحاد الأوروبي لهم منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2019.
الواقع أن اختيار 27 دولة تجميع سيادتها وبناء شراكة اقتصادية واجتماعية وسياسية قائمة على القيم المشتركة للسلام والعدالة والاحترام والتضامن لهو حدث فريد من نوعه في تاريخ العالم.
في وقت حيث تتحول الأرضية الجيوسياسية، يخضع النظام العالمي الذي ساعدنا في بنائه والذي كان لنا خير معين خلال السنوات الثمانين الأخيرة للاختبار. مع ذلك، لا تزال أعظم التحديات التي نواجهها -سواء كانت تتعلق بالأمن، أو الصحة، أو التحول الرقمي، أو تغير المناخ- تحديات مشتركة يتطلب التصدي لها التعاون.
تُظهر تجربة أوروبا ذاتها أننا أقوى معا، وأننا قادرون على إحراز النجاح عندما نتصرف وفقا لثلاثة مبادئ: الوحدة والعزيمة والتضامن. تشهد تجربتنا المشتركة منذ الانتخابات الأوروبية الأخيرة على القيمة التي يضيفها الاتحاد الأوروبي إلى حياتنا اليومية. عندما ضربتنا جائحة غير مسبوقة، كان كل مواطن يملك القدرة على الوصول إلى اللقاحات المنقذة للحياة، وكان لتجميع الموارد الاقتصادية والمالية تأثير غير عادي. على سبيل المثال، قدم البنك المركزي الأوروبي السيولة لحماية أنظمتنا المالية، وساعد برنامج SURE (الدعم للتخفيف من مخاطر البطالة في حالات الطوارئ) التابع للمفوضية الأوروبية البلدان على حماية الوظائف في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي؛ كما استكمل صندوق الضمان الأوروبي التابع لبنك الاستثمار الأوروبي أنظمة الدعم الوطنية لحماية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ونظام الأعمال البيئي الأوسع.
وحتى في وقتنا هذا، يعمل مرفق التعافي والصمود على تعزيز الإصلاحات والاستثمارات اللازمة لتحقيق التعافي القوي، ودفع التحولات الخضراء والرقمية. الاتحاد الأوروبي باختصار قصة نجاح متألقة، فهو لم يجلب الرخاء والسلام والاستقرار والتقدم الاجتماعي فحسب لمجتمع أوروبي كبير؛ بل تحول أيضا إلى قوة من أجل الخير في العالَـم. وهو مصدر رائد للمساعدات الإنسانية وتمويل التنمية، ونصير قوي للمؤسسات المتعددة الأطراف التي تحافظ على الاستقرار المالي العالمي، وداعم رئيسي لأكثر بلدان العالم ضَعفا وعُـرضة للخطر.
الحق أنني فخور بالدور المفيد الذي تضطلع به مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي في تحقيق هذه النتائج. فبفضل رأس مال مدفوع قدره 22 مليار يورو (24 مليار دولار أمريكي)، تمكنا من حشد أكثر من 5 تريليونات يورو في هيئة استثمارات. وقد ذهب هذا التمويل لدعم البنية الأساسية الممتازة في مجال النقل والطاقة، والمستشفيات، والمدارس، والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، والتكنولوجيات الفائقة الإبداع، وعدد كبير من الشركات البادئة السريعة النمو، وبالتالي المساهمة في التحولات الخضراء والرقمية وتعزيز استقلاليتنا الاستراتيجية وأمننا.
أذكر هنا بعض الأمثلة الحديثة، فقد دعمت مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي تطوير اللقاحات في الاتحاد الأوروبي بتقديم قرض لشركة BioNTech، وهي الشركة التي قدمت منصة الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) الرائدة في أوج الجائحة. كما نقوم بتمويل أكبر مصنع للألواح الشمسية في إيطاليا، وأول مصنع عملاق للإنتاج الدائري للبطاريات في السويد، ومزارع الرياح البحرية الضخمة في منطقتي البلطيق وشمال أوروبا. قمنا أيضا بتمويل مصنع مبدع لتصنيع الرقائق الإلكترونية في فرنسا، وجهود إزالة الكربون من الصناعة الثقيلة في ألمانيا، ومشاريع ومرافق البنية الأساسية الجديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في شبه جزيرة أيبيريا، وترقية شبكة نقل الكهرباء في بولندا.
منذ إنشائها في عام 1958، مولت مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي سياسات الاتحاد الأوروبي وتطورت بما يمكنها من الاستجابة للاحتياجات الأوروبية. أنا على يقين من أننا نعمل حاليا على تمويل التكنولوجيات التي ستكون اللبنات الأساسية لاقتصاد صافي الانبعاثات «صِـفر الفَـعّـال»، والتي ستكون مفيدة في التعجيل بالتحول الرقمي والإبداع. لكننا لسنا أقل عزما على دعم الزراعة الأوروبية، ومساعدة صناعاتنا على اغتنام الفرص القائمة، وتعزيز القدرة التنافسية الأوروبية والاستقلالية الاستراتيجية، والتصدي لتحديات مثل تكاليف الإسكان (وهي قضية مهمة للناس في معظم البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي). ونظرا لسجل مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي، فأنا مقتنع بأننا سنضطلع أيضا بدور مهم في دعم المرحلة التالية من توسع الاتحاد الأوروبي وفي تضخيم صوت أوروبا في العالم.
تُـنـبِـئنـا السنوات الخمس المضطربة التي مرت منذ الانتخابات الأوروبية الأخيرة بأننا في احتياج إلى تعظيم دور أوروبا، وليس تقليصه. نحن في احتياج إلى الاتحاد الأوروبي لضمان أمننا واستقرارنا ورخائنا. وفي ظل وعود الشعبويين بحلول سهلة ودعوتهم إلى خفض مستويات التضامن، يجب أن نتذكر ما يفعله الاتحاد الأوروبي من أجلنا كل يوم. إننا نشهد نشوء نظام جيوسياسي جديد، والآن يخضع الأساس الذي يقوم عليه نجاح أوروبا للاختبار. وسوف تحدد قراراتنا عند صناديق الاقتراع أولويات الاتحاد الأوروبي ودوره في العالم في لحظة حاسمة في تاريخ العالَـم. أعتقد أن هذه الانتخابات يجب أن تكون تصويتا بالثقة في أوروبا ومبدأ التضامن. يتعين علينا أن نعمل على تعزيز المؤسسات التي ضمنت لفترة طويلة سلامنا ورخاءنا، والتي تظل منارة وقوة للخير في العالم. دعونا ندافع عن قيمنا الأوروبية. دعونا نركز على ما يهم حقا. دعونا نقدر ما يعنيه الاتحاد الأوروبي للأمن والرفاهة والرخاء في مختلف البلدان الأعضاء. ثم دعونا نستخدم صوتنا!
نادية كالفينيو رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی مختلف
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يؤكد تطلعه إلى العمل مع ترامب
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى العمل مجددًا مع دونالد ترامب في حال تأكدت أنباء فوزه بسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية .
وزير العدل يستقبل ممثل الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسانوقالت فون دير لاين - في بيان نقلته وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الأ ربعاء- إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "أكثر من مجرد حلفاء، نحن مرتبطون بشراكة حقيقية بين شعبينا توحد 800 مليون مواطن".
وأضافت:"دعونا نعمل معًا على شراكة عبر الأطلسي تستمر في تقديم الخدمات لمواطنينا. تعتمد ملايين الوظائف والمليارات في التجارة والاستثمار على كل جانب من الأطلسي على ديناميكية واستقرار علاقتنا الاقتصادية".
وول ستريت جورنال: فوز ترامب يجلب حالة جديدة من عدم اليقين لأوكرانيا
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" برئاسة الولايات المتحدة، سيجلب حالة جديدة من عدم اليقين لأوكرانيا مع اقتراب الحرب الروسية من نهاية عامها الثالث.
وقالت الصحيفة إن ترامب قال مرارا إنه سيسعى إلى إنهاء سريع للحرب وتساءل عن الإنفاق الأمريكي لدعم أوكرانيا، لكنه لم يوضح خطة محددة .
وبحسب الصحيفة، هنأ زيلينسكي ترامب اليوم الأربعاء على "فوزه الانتخابي "، قائلا إنه يأمل أن يتمكنا من العمل معا "لإنهاء العدوان الروسي على أوكرانيا".
وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "نتطلع إلى عصر الولايات المتحدة الأمريكية القوية تحت القيادة الحاسمة للرئيس ترامب.. نعتمد على الدعم الحزبي القوي المستمر لأوكرانيا في الولايات المتحدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأوكرانيين يشعرون بالقلق من أن ترامب قد يضعف جانب كييف من خلال قطع الدعم العسكري والمالي الحاسم أو السعي إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن التنازل بموجبه عن الأراضي والنفوذ لموسكو.
وقال بوتين مرارا إنه مهتم فقط باتفاقية سلام من شأنها نزع سلاح أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي ناتو.