بيروت - صفا

قال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس، أسامة حمدان، يوم الثلاثاء، إنه "لا يمكن أن  نوافق على اتفاق لا يؤمّن ولا يضمن ولا يؤكّد على وقف إطلاق النَّار الدَّائم والانسحاب الشَّامل من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل جادة وحقيقية".

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي، "قد أبلغنا موقفنا للوسطاء.. أنَّه ما لم يكن هناك موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي بالاستعداد لوقف إطلاق النَّار الدائم .

. والانسحاب الشامل من قطاع غزَّة، وهذا هو ما يمكن أن يفتح الباب واسعاً لإتمام الاتفاق".

وتابع "الآن، نحن ننتظر الموقف الإسرائيلي الواضح من هذه المسألة التي تجد إجماعاً دولياً عليها، ونطالب الوسطاء بالحصول على موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي بالتزامه بوقف إطلاق النَّار الدَّائم والانسحاب الشامل".

وأكد حمدان، "هذا الموقف الذي أبلغناه للوسطاء؛ وهو الموقف الوطني الذي يمثل الفصائل الفلسطينية وتؤكّد عليه، وأبلغته لفريقنا المفاوض والذي يمثلهم".

وقال:" الرَّدّ الإسرائيلي على المقترح الذي وافقنا عليه يوم 6 مايو، يتكلّم عن فتح باب المفاوضات في كلّ شيء، وبلا نهاية، وهذا لا يتفق مع الموقف الذي تحدَّث عنه الرَّئيس الامريكي بايدن في خطابه بخصوص وقف إطلاق النَّار الدَّائم والانسحاب الشامل والذي عبَّرنا عنه بالإيجابي".

وأضاف: " ما قاله الرئيس الأمريكي بالنص: "أنَّ الوسطاء يضمنون بقاء المفاوضات إلى ما لا نهاية حتّى يتفق الطرفان"، وهذا يؤكّد أن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة.. يأخذ فيها الأسرى.. ثمَّ يستأنف عدوانه وحربه على شعبنا، فالاحتلال لا يريد وقف إطلاق النَّار، ولا يريد التوصّل إلى نتائج".

وقال القيادي حمدان، "لا يمكن قبول استمرار معاناة أسرانا في سجون الاحتلال، حيث تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر ليصل عدد الأسرى منذ ذاك التاريخ إلى 9500".

وأضاف أن "الحديث عن الأسرى والرهائن والمختطفين بسجون الاحتلال أصبح واجبا بعد 7 أكتوبر، خاصة بعد الارتفاع غير المسبوق في أعداد الشهداء داخل سجون الاحتلال، بعد هذا التاريخ، حيث  أعلن عن استشهاد 18 منهم".

وأشار إلى أن "وزير الأمن القومي بن غفير يمعن يوميا في جرائمه بحق أسرانا في سجون الاحتلال، وأن منع المؤسسات الحقوقية والإنسانية من الوصول للأسرى يؤكد واقعهم المأساوي".

ونوّه إلى أن "الاحتلال مستمر بانتهاكاته وجرائمه ضد الأسرى والإعدام الميداني للمختطفين من غزة".

وأوضح أن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (الأونروا) أثبتت العثور على 225 جثمانا لأسرانا الذين تم اقتيادهم من قطاع غزة".

وأضاف "سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967، ومنذ 7 أكتوبر تعرضت الأسيرات من أبناء قطاع غزة لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات، حيث هددت قوات الاحتلال أسيرات فلسطينيات بالاغتصاب ما لم يقمن بالإدلاء بشهادات تهاجم حركة حماس".

وأشار إلى أن "الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه أكثر من 200 طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر يواجهون ظروفا قاسية".

وأكّد أن "الاحتلال مارس أبشع أنواع الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى من أبناء الضفة والقدس، ومن بين انتهاكات الاحتلال بحق أسرانا بتر أطرافهم بسبب استمرار التقييد والتعذيب والضرب والتنكيل".

وتابع "نؤكد أن الانتهاكات والجرائم بحق أسرانا ومعتقلينا تعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية، وأن صمت المؤسسات الدولية إزاء الانتهاكات بحق معتقلينا يحملها جميعا مسؤولية هذه الجرائم".

ودعا إلى "حراك دولي جاد وفوري للعمل على وقف الانتهاكات التي تمارس ضد معتقلينا"، مطالبا بـ"ضغط دولي على سلطات الاحتلال للسماح بزيارة الأسرى والمعتقلين".

وبخصوص أي صفقة مرتقبة قال حمدان "استلمنا من الوسطاء عرضا في الـ5 من الشهر الماضي، وأعلنا في اليوم التالي موافقتنا عليه، لكن الاحتلال لم يرد عليه، وأن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة يأخذ فيها الأسرى ثم يستأنف حربه، وهذا الرد لا يستجيب مع وقف الحرب والانسحاب من غزة ولا يتفق مع المبادئ التي حددها بايدن".

وذكر حمدان، أن الاحتلال يستمر في انتهاكاته وجرائمه ضدّ الأسرى وتصعيد كلّ أشكال الانتقام والتعذيب النفسي والجسدي، والقتل البطيء، والحرمان من العلاج والغذاء والدواء، ومن أبسط الحقوق الإنسانية، والإعدامات الميدانية للمختطفين من قطاع غزَّة في معسكرات الاحتجاز والاعتقال.

وأشار إلى، أنه بتاريخ 4 /4/ 2024م، كشف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني أقيم في معسكر اعتقال "سديه تيمان" بصحراء النقب عن تجاوزات قانونية ترتكب بحقّ معتقلي قطاع غزة في المعسكرات، حيث قال: إنَّه خلال أسبوع واحد فقط تمَّ بتر ساق أسيرين بسبب مضاعفات نتجت عن تقييدهم بالأصفاد، وأكّد أن الأمر بات اعتيادياً.

كما وصف ظروف الأسرى الغزيين "بالمزرية"، وأنَّ مخالفات غير معقولة تقترف بحقّهم، ممَّا يعرّضهم لخطر الموت الحقيقي.

ولخص أبرز الانتهاكات والتحقيقات حول ظروف الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته السرية:

1. أعداد الشهداء داخل السجون ارتفعت بشكل غير مبسوق، فمنذ 7 من أكتوبر تمَّ الإعلان عن ارتقاء 18 أسيراً داخل سجون الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبتاريخ 28/5/2024م: كشف جيش الاحتلال عن استشهاد 37 فلسطينياً من قطاع غزَّة في مراكز الاحتجاز الصهيونية، منذ السابع من أكتوبر حسب ما نقلت عنه وكالة أسوشيتد برس.

2. لقد تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية بعــد السابع مــن أكتوبــر 2023م، بشــكل غيــر مســبوق، ليصــل عــدد الأسرى والمعتقلين منذ ذلك التاريخ إلى مــا يقــارب 9500 معتقــل فلسطيني، يتعرَّضون لجحيم من التجويع والإذلال والتنكيل وتكسير عظامهم وأطرافهم، وصولاً إلى استشهاد العشرات منهـم نتيجة التعذيب في المعسكرات وأقبية التحقيـق أو نتيجة الإهمال الطبي المتعمَّد أو الحرمان من الغذاء والدواء.

3. تفيد دراسات الرصد والتوثيق أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ العام 1967؛ كان من بينهن 4 أسيرات وضعت كل منهن مولودها داخل السجن في ظروف قاسية وصعبة.

4. منذ السابع من أكتوبر، تعرضت نساء وحرائر قطاع غزة لأبشع صنوف الاعتداءات الجسدية غير المسبوقة والإهانة المتعمدة والإذلال والممارسات الانتقامية، وذلك أثناء عمليات التوقيف أو الاعتقال أو التحقيق أو الاحتجاز في ظروف غير إنسانية.

5. لقد وثّقت مراكز حقوقية فلسطينية ودولية وتقارير إعلامية غربية شهادات مروّعة لمعتقلات ومحتجزات من قطاع غزَّة، تمَّ اعتقالهن واحتجازهن من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، تعرّضن للعنف الجنسي والتعذيب والإهانة، من بين هذه الشهادات:

- التحقيق القاسي والتهديد من قبل جنود الاحتلال بالاغتصاب حال عدم إطاعة أوامرهم بتسجيل مقاطع مصورة تهاجم حركة "حماس"، والتهديد بعدم رؤية الأبناء حال عدم الاستجابة لهم.

- تكبيل الأيادي من الخلف ووضع عصابة على العين والتفتيش شبه العاري والإبقاء أمام أعين الجنود لساعات طويلة، مع السخرية والإهانة والسب والشتم.

- عند الاعتقال يتم مصادرة كافة المقتنيات الخاصة بالنساء من ذهب وأموال وأغراض شخصية، والإجبار على خلع الملابس والإخضاع لجلسات تحقيق شديدة، تتضمَّن معاملة قاسية من ضرب وتعذيب وتوجيه ألفاظ نابية.

- ما زال الاحتلال الإسرائيلي يعتقل في سجونه أكثر من 200 طفل فلسطيني، يواجهون بعد السابع من أكتوبر الماضي؛ ظروفا قاسية ويتعرضون لكل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي.

- اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بوجود 865 معتقلا في معسكراته وسجونه، وأطلق عليهم (مقاتلين غير شرعيين)، وهم المختفون قسريا فيما كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن اعتقال أكثر من 4000 من قطاع غزَّة منذ بداية الحرب، كما صدر أمر اعتقال "دائم حسب وصفهم" بحق 2000 منهم، وهنا نشير إلى رفض الاحتلال إعطاء أية معلومات حول الأسرى المختطفين للجهات والمنظمات الدولية المعنية.

- كشفت تقارير حقوقية أن جيش الاحتلال يستنسخ جرائم العصابات الصهيونية إبان نكبة تهجير الفلسطينيين عام 1948، في نهج وسياسة انتقامية تمعن في التنكيل والبطش وصلت لحد تحويلهم لممارسة سلوك حيواني في تصرفاتهم وحياتهم وإجبارهم على ذلك تحت الضرب والتعذيب وممارسة كل أشكال البطش بحقهم، ومن بين تلك الجرائم والانتهاكات: -

- الإعدامات الميدانية المُمنهجة للمحتجزين، وهي سياسة صهيونية قديمة ومتجذرة لدى هذا الكيان الفاشي ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية، التي لن تنسى.

- إعدامات جيش الاحتلال لجنود مصريين أعدموا حرقاً غربي مدينة القدس المحتلة، قبل 57 عاماً.

- التقيّد بالقيود البلاستيكية وهم معصوبو الأعين.

- تعمد إذلال المختطفين عند اعتقالهم ونقلهم إلى مراكز الاحتجاز.

- الحرمان من النّوم والأكل والماء.

- الضرب المبرح بأسلاك الكهرباء والأسلحة الرشَّاشة.

- التعذيب الانتقامي وكل أنواع التشفي والإذلال. ١ الإيذاء النفسي بالسب والشتم.

- التّعرية المشينة والضرب القاسي على كل أنحاء الجسم.

- الحرمان من الرّعاية الصحيّة اللازمة خصوصاً للمرضى والجرحى.

- الإجبار على قضاء الحاجة في الحفاضات.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حماس صفقة تبادل الأسرى الاحتلال الإسرائیلی سجون الاحتلال وقف إطلاق الن جیش الاحتلال الاحتلال لا من أکتوبر قطاع غزة لا یرید فی سجون أکثر من

إقرأ أيضاً:

قبل زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.. تصريحات مثيرة لترامب وصفقة أسلحة لإسرائيل

يزور رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، العاصمة الأمريكية «واشنطن دي سي»، في أول زيارة لمسؤول الاحتلال إلى الولايات المتحدة عقب تنصيب دونالد ترامب رئيسا في 20 يناير الماضي.

مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، تأتي لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، والفصائل الفلسطينية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أسفر منذ 7 أكتوبر من العام قبل الماضي 2023، عن استشهاد 47 ألفا و518 فلسطينيا وإصابة 111 ألفا و612 آخرين، كما تأتي أيضا لمناقشة الهدنة مع «حزب الله» في لبنان.

أعلنت وسائل إعلام أمريكية، أنه من المتوقع بدء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة «بدأ في 19 يناير الماضي» هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن الاتفاق نص على أن بدء الأطراف محادثات حول المرحلة الثانية بعد مرور 16 يوما من بداية المرحلة الأولى، التي تمتد لـ 42 يوما.

تصريحات مثيرة لـ ترامب حول الهدنة في غزة

تصريحات مثيرة أطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، قبل زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقول إن لا ضمانات على صمود الهدنة في قطاع غزة، وفق لما ذكرته وسائل إعلام أمريكية.

وما قاله ترامب حول صمود الهدنة ليست العبارات الأولى، وسبق أن قال الرئيس 47 للولايات المتحدة، إنه ليس واثقا من استمرار وقف إطلاق النار في غزة، وطلب إدارته من «الكونجرس» الموافقة على تسليم شحنات جديدة من القنابل والمعدات العسكرية إلى إسرائيل بقيمة نحو مليار دولار.

إدارة ترامب تطالب «الكونجرس» بالموافقة على صفقة أسلحة قيمتها مليار دولار

تقارير إعلامية، وفق لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، أوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبت من زعماء «الكونجرس» الموافقة على تسليم شحنات جديدة من القنابل الجديدة والمعدات العسكرية الأخرى بقيمة مليار دولار لإسرائيل.

التقارير نقلت عن مسؤولين، قولهم إنه من المتوقع بيع 4700 قنبلة زنة 453 كيلوجراماً بقيمة تزيد على 700 مليون دولار، بالإضافة إلى جرافات مدرعة من شركة «كاتربيلر» بقيمة تزيد على 300 مليون دولار سيتم تغطيتها من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية لإسرائيل. 

مقالات مشابهة

  • انطلاق الاتصالات والمفاوضات على المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • ‏إصابة عدة أشخاص في إطلاق نار في مدرسة بالسويد
  • قبل زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.. تصريحات مثيرة لترامب وصفقة أسلحة لإسرائيل
  • آخر مفاجأة عن أسرى حزب الله.. ماذا أعلنت حماس؟
  • حكومة غزة: إسرائيل تُماطل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • ‏الصحة الفلسطينية: ٧٠ قتيلا في الضفة منذ بداية العام الحالي
  • مكتب إعلام الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 4 فلسطينيين في اقتحامها للخليل جنوبي الضفة الغربية
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • عبور عدد من آليات رفع الأنقاض من معبر رفح إلى معبر كرم أبو سالم استعدادا لإزالة الركام من غزة