قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما يماطل في إنهاء الحرب بقطاع غزة لأسباب سياسية.

وفي مقابلة خاصة مع مجلة تايم الثلاثاء، سُئل بايدن عما إذا كان يؤمن بصحة التلميحات الإسرائيلية التي تشير إلى أن نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل مصالحه السياسية، فأجاب "هناك أسباب وجيهة تجعل الناس يتوصلون إلى هذا الاستنتاج".

وأجريت المقابلة في 28 مايو/أيار قبل أيام قليلة من إعلان بايدن اقتراحا مفصلا لوقف إطلاق النار في غزة، ويتزامن نشرها مع مواجهة نتنياهو انقسامات سياسية عميقة في الداخل.

وأضاف بايدن -الذي يضغط حاليا من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 8 أشهر بعد أن كان يؤيد استمرارها من قبل- أن ارتكاب القوات الإسرائيلية جرائم حرب في غزة أمر "لم يتسنَّ تأكيده".

وأشار بايدن إلى التحديات السياسية التي واجهها نتنياهو قبل بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بخصوص تغيير الدستور وفرض إصلاحات قضائية.

وأضاف "ذلك نقاش داخلي ليس له أي نتيجة، ومن الصعب القول ما إذا كان نتنياهو سيغير موقفه أم لا من تلك الإصلاحات".

خلاف رئيسي

وبخصوص حرب غزة، قال بايدن إن خلافه الرئيسي مع نتنياهو بشأن ما سيحدث بعد انتهاء حرب غزة، وهل ستعود القوات الإسرائيلية إلى القطاع؟

وأوضح أنه تحدث مع المسؤولين في مصر والسعودية والأردن والإمارات بخصوص ذلك، قائلا: "إذا كان الأمر هو عودة القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة، فلا يمكن أن ينجح ذلك".

وشدد على وجوب الانتقال إلى حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية). وأضاف بايدن: "أعتقد أن هناك طريقا واضحا للانتقال، حيث ستوفر الدول العربية الأمن وإعادة الإعمار في غزة مقابل التزام طويل الأمد بالانتقال إلى حل الدولتين".

وفي رده على سؤال بشأن احتمال ارتكاب القوات الإسرائيلية جرائم حرب في غزة، ادعى بايدن أنه من غير المؤكد حدوث ذلك، وتم التحقيق فيه من قِبل الإسرائيليين أنفسهم.

وقبل أسابيع، طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وبشأن ذلك، قال بايدن "لا نعترف بالمحكمة الجنائية الدولية"، وأضاف "هناك شيء واحد مؤكد هو أن الفلسطينيين في غزة يعانون كثيرا بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، كما قُتل الكثير من الأبرياء منهم".

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 119 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القوات الإسرائیلیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

يشغل الناخبين.. ما السؤال الأهم الذي ربما تجيب عليه مناظرة بايدن وترامب؟

مع أن هناك عددا من القضايا الخلافية بينهما، تمثل المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، فرصة للناخبين للوقوف على قدرة كل منهما لقيادة الولايات المتحدة، على مدى السنوات الأربع المقبلة، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية.

ومن المقرر أن تعقد المناظرة في أتلانتا الساعة التاسعة مساء الخميس بالتوقيت المحلي (الساعة 0100 يوم الجمعة بتوقيت غرينتش) الموافق 27 يونيو.

وتظهر استطلاعات الرأي منافسة قوية ومتقاربة بين بايدن (81 عاما) وترامب (78 عاما) مع وجود شريحة كبيرة من الناخبين لم تحسم رأيها بعد قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات التي ستجرى في الخامس من نوفمبر.

وستكشف المناظرة عن مدى التباين الصارخ بين الرجلين، وهما أكبر المرشحين سنا على الإطلاق لرئاسة الولايات المتحدة، في وقت يشكك فيه ناخبون في كفاءتهما الذهنية وقدراتهما على إدارة شؤون البلاد في هذا السن.

وتشير "سي.أن.أن" إلى أن ما يهم الناخبين في المناظرات الرئاسية عموما هو أنها تكشف شخصية المرشحين وقدراتهم أكثر مما تكشفه عن سياساتهم. وهذا الأمر يبدو أنه ينطبق بشكل خاص على مناظرة بايدن وترامب اللذين سيواجهان الخميس أسئلة أساسية حول كفاءة كل منهما لتولي المنصب.  

وبرأي الشبكة، فإن أداء بايدن المتردد قد يؤدي إلى زيادة شكوك الناخبين الذين يعتبرونه أكبر سنا أو ضعيفا. وفي المقابل، فإن أداء ترامب المتغطرس الذي قدمه في المناظرة الأولى بينهما في عام 2020، من شأنه أن يعزز مخاوف الناخبين من أن عودته إلى البيت الأبيض تعزز الفوضى.

"لا مزيد من الألعاب".. ما سر رغبة بايدن في مناظرة ترامب مبكرا؟ في خطوة جاءت مفاجئة للكثيرين، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، منافسه الجمهوري دونالد ترامب، إلى تقديم موعد أول مناظرة رئاسية ضمن سباقهما نحو البيت الأبيض، بثلاثة أشهر عن موعدها المحدد سلفا.

ويعتقد أكاديميون درسوا استطلاعات الرأي العام لعقود مضت، أن المناظرات، على الرغم من كل الاهتمام الذي تُحظى به، لم تخلف سوى تأثير ضئيل، على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويشير الممارسون السياسيون إلى أن المناظرات التي جرت في الانتخابات الرئاسية في الأعوام 1960، و1980، و1992، غيرت في مواقف الناخبين تجاه المرشحين. 

ووفق شبكة "سي أن أن"، فإن التأثير المهم للمناظرات الرئاسية يتعلق برأي الناخبين عن الشخصية وقدرات المرشحين، وهذا عادة ما يعتمد على القوة والإتقان والحيوية التي يظهرها كل مرشح. 

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن مناظرة "سي أن أن" ستكون مليئة بالأحداث الأولى، مع إمكانية تشكيل السباق الرئاسي.

وأوضحت أنه لم يحدث من قبل في العصر الحديث أن التقى اثنان من المرشحين المفترضين على منصة المناظرة في وقت مبكر من موسم الانتخابات العامة. 

ولم يحدث من قبل أن تم اتهام أحد المشاركين في مناظرة الانتخابات الرئاسية بإدانة جناية، حيث يأتي اجتماع مرحلة المناقشة قبل أسبوعين فقط من الحكم على ترامب في 34 تهمة جنائية في محاكمته المتعلقة بأموال الصمت في نيويورك.

ونقلت "سي أن أن" عن دوغ سوسنيك، الذي شغل منصب كبير المستشارين السياسيين للبيت الأبيض في حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 1996، قوله: "يمكنك معرفة من الفائز في المناظرة من خلال مشاهدتها، مع إيقاف الصوت".

واشتهرت أول مناظرة رئاسية متلفزة في عام 1960، لكونها أكدت التناقض الجسدي بين جون كينيدي الواثق وريتشارد نيكسون، مما دعم حجة كينيدي، وعزز موقفه بأن لديه القدرة والطاقة المناسبة لخدمة أميركا.

وبحسب الشبكة، فإن المثال الأكثر دلالة على الإشارات الشخصية التي تطغى على الحجج السياسية في المناظرة، جاء في المواجهة الوحيدة التي جرت عام 1980 بين الرئيس جيمي كارتر وخصمه الجمهوري رونالد ريغان. 

وحرص كارتر، الذي كان يواجه استياءً عميقاً بسبب حالة الاقتصاد، على إثارة الشكوك حول ما إذا كان ريغان متطرفاً جداً من الناحية الأيديولوجية و"مثيراً للحرب" ومستعداً للمخاطرة بمواجهة نووية مع الاتحاد السوفييتي.

وفي مرحلة ما من المناظرة، أشار كارتر بدقة إلى أن ريغان بدأ حياته السياسية بمعارضة إنشاء الرعاية الطبية، وبالتالي من غير المرجح أن يدعم توسيع نطاق الوصول إلى التأمين الصحي، الذي قال كارتر إن الأميركيين يحتاجونه. 

وتطرق كارتر إلى جميع القواعد التي يعتبرها الخبراء السياسيون ضرورية للفوز بالحجج السياسية في المناظرات، فقد ربط سجل ريغان السابق بمستقبل قضية مهمة للناخبين.

بايدن وترامب يتفقان على قواعد المناظرة الأولى أعلنت شبكة "سي إن إن"، السبت، قواعد المناظرة الأولى التي ستنظم بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب في إطار حملة انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، في 27 يونيو، والتي تستمر ساعة ونصف ساعة بدون جمهور.

وتشترك البيئة المحيطة بمناظرات هذا العام بين بايدن وترامب في بعض أوجه التشابه مع الانتخابات السابقة، ولكنها تختلف أيضًا في الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى بعض التغييرات.

وقالت لين فافريك، عالمة السياسة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إنها تتوقع، كما هو الحال مع المناظرات السابقة، أن "يكون لمواجهات هذا العام تأثير متواضع، على أفضل تقدير، على تفضيلات الناخبين". 

وأضافت أن "الفرق الآن، يكمن في أن أي تغييرات، ولو كانت وسط مجموعات صغيرة جدا من الناخبين، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على النتيجة، بسبب الانقسام البائن وسط الناخبين تجاه الحزبين".

ولا تزال المناظرات الرئاسية تمثل حدثا فريدا في السياسة الأميركية، إذ تابع أكثر من 73 مليون شخص المناظرة الأولى بين بايدن وترامب في عام 2020، وشاهد 84 مليونا المناظرة الأولى لترامب ضد هيلاري كلينتون، في عام 2016. 

وأحد الجوانب غير المعتادة في مناظرات الانتخابات العامة لهذا العام هو أن كلا المرشحين سيكونان "متعثرين نسبيا" في المواجهة على خشبة المسرح. 

ويبقى كلا الرجلين غير محبوبين عند دخولهما الانتخابات العامة. إذ أظهرت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا وصحيفة فيلادلفيا إنكوايرر في الولايات المتأرجحة أن 40 بالمئة من الناخبين المسجلين ينظرون إلى بايدن بشكل إيجابي، مقارنة بـ 45 بالمئة لترامب.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: نتنياهو بدأ مرحلة جديدة في الصراع مع خصومه
  • يشغل الناخبين.. ما السؤال الأهم الذي ربما تجيب عليه مناظرة بايدن وترامب؟
  • هآرتس: إسرائيل تنقل رسالة مهمة إلى أميركا بشأن تصريحات نتنياهو الأخيرة
  • ما هي الوعود الثلاثة التي يريد نتنياهو تحقيقها؟
  • نتنياهو يدّعي التزام "إسرائيل" بمقرح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة
  • الحيّة: نتنياهو لا يريد وقف الحرب والحركة لم تغيّر موقفها من مقترحات بايدن
  • نتنياهو: نريد صفقة جزئية ثم نواصل الحرب
  • نتنياهو: ملتزمون بالمقترح الإسرائيلي الذي عرضه بايدن
  • وعود نتنياهو الثلاثة.. و"دوامة" حرب غزة
  • الوضع العام بنظرة سريعة