قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة من مراحل التهدئة يأخذ فيها الأسرى، ثم يستأنف حربه على قطاع غزة، مؤكدا أن الاحتلال لن يرى أسراه إلا وفق صفقة تبادل عادلة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حمدان بالعاصمة اللبنانية بيروت خصص جزءه الأكبر للحديث عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتصاعد الانتهاكات بحقهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، قال حمدان إن حماس استلمت عرضا في الخامس من مايو/أيار الماضي، وأعلنت بعد يوم واحد موافقتها عليه، لكن إسرائيل لم ترد عليه.

وأشار إلى أن رد إسرائيل لا يستجيب مع وقف الحرب والانسحاب من غزة، ولا يتفق مع المبادئ التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا، مضيفا أن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة يأخذ فيها الأسرى، ثم يستأنف حربه.

وأضاف حمدان أنه "دون موقف واضح من إسرائيل بالاستعداد لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة، فلن يكون هناك اتفاق"، مشددا على أن حماس لا يمكن أن توافق على اتفاق لا يؤمن وقفا نهائيا لإطلاق النار.

ولفت إلى أن "الكيان الصهيوني لم يقدم اقتراحا، بل قدم اعتراضا على مقترح الوسطاء".

ومساء الجمعة، أعلن بايدن وجود "مقترح إسرائيلي" من 3 مراحل، يشمل وقفا لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة. لكن ثمة خلافا بين الحليفتين واشنطن وتل أبيب بشأن المقترح.

الأسرى الفلسطينيون

وبشأن أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، نبه حمدان إلى أن الحديث عن الأسرى والرهائن والمختطفين بسجون الاحتلال أصبح واجبا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مضيفا أنه لا يمكن قبول استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ونوه إلى أن منع الاحتلال للمؤسسات الحقوقية والإنسانية من الوصول للأسرى يؤكد واقعهم المأساوي، مضيفا أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يمعن يوميا في جرائمه بحق الأسرى في سجون الاحتلال.

وعدد حمدان بعضا من الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الأسرى مثل بتر الأطراف، بسبب استمرار التقييد والتعذيب والضرب والتنكيل، إضافة إلى الإعدامات الميدانية الممنهجة ضد المعتقلين الفلسطينيين.

وبثت خلال المؤتمر عدة فيديوهات أظهرت أشكالا مختلفة من التعذيب والإهانة والتنكيل بحق الأسرى بدءا من لحظة الاعتقال وصولا إلى الممارسات التي تتخذ بحقهم داخل السجون، فضلا عن شهادات لمعتقلين غزيين مفرج عنهم، حيث خرج أحدهم مبتور القدم.

أرقام وانتهاكات

وشدد حمدان على أن الاحتلال مستمر بانتهاكاته وجرائمه ضد الأسرى والإعدام الميداني للمختطفين من غزة، مشيرا إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الشهداء داخل سجون الاحتلال، إذ أعلن عن استشهاد 18 منهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولفت إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أثبتت العثور على 225 جثمانا لأسرى فلسطينيين تم اقتيادهم من قطاع غزة، كاشفا عن أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967.

ووصل عدد الأسرى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 9500 -وفق حمدان- الذي قال إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 4 آلاف شخص من أبناء قطاع غزة منذ ذلك التاريخ، بعضهم كانوا مصابين بسبب القصف الإسرائيلي.

كما تعرضت الأسيرات من قطاع غزة منذ ذلك التاريخ لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات، وهددت قوات الاحتلال بعضهن بالاغتصاب ما لم يقمن بالإدلاء بشهادات تهاجم حركة حماس، بحسب حمدان.

وأضاف أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه أكثر من 200 طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث يواجهون ظروفا قاسية، ولفت إلى أنه مارس أبشع أنواع الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى من أبناء الضفة الغربية والقدس.

وطالب القيادي في حماس بضغط دولي على سلطات الاحتلال للسماح بزيارة الأسرى والمعتقلين، ودعا إلى "حراك دولي جاد وفوري للعمل على وقف الانتهاكات التي تمارس ضد معتقلينا".

وأشار إلى أن صمت المؤسسات الدولية إزاء الانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين يحملها جميعا مسؤولية هذه الجرائم، مؤكدا أن الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى والمعتقلين تعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية.

ودعا حمدان "الأمة العربية والإسلامية والدول الصديقة إلى الإبقاء على قضية أسرانا حاضرة دبلوماسيا وشعبيا"، مشددا على أن "الاحتلال لن يرى أسراه إلا وفق صفقة تبادل عادلة ينعم عبرها أسرانا ومعتقلونا بالحرية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول الماضی منذ 7 أکتوبر تشرین الأول سجون الاحتلال أن الاحتلال بحق الأسرى قطاع غزة فی سجون إلى أن

إقرأ أيضاً:

صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)

استعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرًا عن أن الولايات المتحدة قدمت مقترحًا بـ«صياغة جديدة» لبعض أجزاء الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن في مايو الماضي، لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين لدى الفصائل في القطاع، مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، واستند التقرير إلى تصريحات من 3 مصادر مطلعة على المفاوضات المتعثرة، مشيرًا إلى أن الصياغة الجديدة التي لم يُعلن عنها من قبل، هي "تعديل للمقترح الإسرائيلي الذي وافق عليه مجلس الحرب، وأعلن عنه بايدن في خطاب ألقاه الشهر الماضي.

وقالت المصادر الثلاثة، خلال التقرير، إن جهود دول الوساطة مصر وقطر الولايات المتحدة، تتركز على المادة الثامنة في المقترح السابق، المتعلقة بالمفاوضات المحدد لها أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية، الرامية إلى التوصل إلى هدوء مستدام في غزة.

كما أشارت المصادر، وفق أكسيوس، إلى أن حماس ترغب في أن تركز تلك المفاوضات على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل كل جندي من المحتجزين في غزة.

يأتي ذلك في حين ترغب إسرائيل في أن تكون لديها القدرة على إثارة مسألة نزع سلاح غزة، بجانب قضايا أخرى خلال تلك المرحلة من المفاوضات، وأضافت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين طرحوا صياغة جديدة للمادة الثامنة من أجل تقليل حجم الفجوة بين الجانبين، ويضغطون لأجل قبول حماس بالمقترح الجديد.

وقال أحد المصادر: تعمل الولايات المتحدة جاهدة للوصول إلى صياغة تسمح بالتوصل إلى اتفاق، فيما أوضح آخر أنه حال موافقة حماس على الصياغة الجديدة فإن ذلك سيسمح بإتمام الصفقة.

وفي مايو، أعلن الرئيس الأمريكي تبنيه مقترحًا إسرائيليًا يتضمن 3 مراحل، تشمل الأولى هدنة تستمر 6 أسابيع، تنسحب قوات الاحتلال فيها من المراكز السكانية بغزة، ويجري تبادل المحتجزين بمن فيهم كبار السن والنساء بمئات من الأسرى الفلسطينيين، إذ أكد الرئيس الأمريكي أن المدنيين الفلسطينيين سيعودون إلى القطاع، بما في ذلك إلى شمال غزة، وسيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع يوميًا.

وفي المرحلة الثانية، ستتفاوض حماس وإسرائيل على شروط وقف دائم للأعمال القتالية، مع توقف القتال طوال فترة التفاوض، أما المرحلة الثالثة فتتضمن خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات المحتجزين الذين قتلوا إلى عائلاتهم، وفى أعقاب الإعلان الأمريكي عن المقترح، أصدر نتنياهو بيانًا أكد أن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وعاد للحديث عن تدمير حركة حماس، وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل، والاثنين الماضي، قال نتنياهو، إن إسرائيل لا تزال ملتزمة باقتراحها الخاص بوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة.

اقرأ أيضاً«القاهرة الإخبارية»: فصائل فلسطينية تقصف سديروت ومستوطنات غلاف غزة

الغول المرعب.. لحظة قنص المقاومة الفلسطينية لرقيب جيش الاحتلال «إيال شاينز»|«فيديو»

الفصائل الفلسطينية تقصف تجمعات الاحتلال في مختلف أنحاء غزة

مقالات مشابهة

  • حمدان: لا جديد بمفاوضات وقف العدوان عن قطاع غزة
  • حماس: الميناء العائم الأميركي لم يكن سوى استعراض
  • حماس توضح حول مستجدات صفقة التبادل.. ويدعو العرب والمسلمين لاغاثة غزة
  • حماس توضح حول مستجدات صفقة التبادل .. وتدعو العرب والمسلمين لاغاثة غزة
  • عاجل | أسامة حمدان: الاحتلال الفاشي يمعن في حرب تجويع تستهدف أبناء شعبنا بغزة
  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)
  • أمريكا تقدم صياغة جديدة لإقرار هدنة في غزة
  • منظمة حقوقية: استخدام الاحتلال الكلاب للاعتداء على الفلسطينيين أمر ممنهج
  • روايات للجزيرة نت.. الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا بسجونه
  • شهيدان في قصف إسرائيلي على غزة