حماس: لن نقبل اتفاقا دون وقف دائم للحرب وانسحاب إسرائيلي كامل
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة من مراحل التهدئة يأخذ فيها الأسرى، ثم يستأنف حربه على قطاع غزة، مؤكدا أن الاحتلال لن يرى أسراه إلا وفق صفقة تبادل عادلة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حمدان بالعاصمة اللبنانية بيروت خصص جزءه الأكبر للحديث عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتصاعد الانتهاكات بحقهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، قال حمدان إن حماس استلمت عرضا في الخامس من مايو/أيار الماضي، وأعلنت بعد يوم واحد موافقتها عليه، لكن إسرائيل لم ترد عليه.
وأشار إلى أن رد إسرائيل لا يستجيب مع وقف الحرب والانسحاب من غزة، ولا يتفق مع المبادئ التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا، مضيفا أن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة يأخذ فيها الأسرى، ثم يستأنف حربه.
وأضاف حمدان أنه "دون موقف واضح من إسرائيل بالاستعداد لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة، فلن يكون هناك اتفاق"، مشددا على أن حماس لا يمكن أن توافق على اتفاق لا يؤمن وقفا نهائيا لإطلاق النار.
ولفت إلى أن "الكيان الصهيوني لم يقدم اقتراحا، بل قدم اعتراضا على مقترح الوسطاء".
ومساء الجمعة، أعلن بايدن وجود "مقترح إسرائيلي" من 3 مراحل، يشمل وقفا لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة. لكن ثمة خلافا بين الحليفتين واشنطن وتل أبيب بشأن المقترح.
الأسرى الفلسطينيون
وبشأن أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، نبه حمدان إلى أن الحديث عن الأسرى والرهائن والمختطفين بسجون الاحتلال أصبح واجبا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مضيفا أنه لا يمكن قبول استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ونوه إلى أن منع الاحتلال للمؤسسات الحقوقية والإنسانية من الوصول للأسرى يؤكد واقعهم المأساوي، مضيفا أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يمعن يوميا في جرائمه بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
وعدد حمدان بعضا من الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الأسرى مثل بتر الأطراف، بسبب استمرار التقييد والتعذيب والضرب والتنكيل، إضافة إلى الإعدامات الميدانية الممنهجة ضد المعتقلين الفلسطينيين.
وبثت خلال المؤتمر عدة فيديوهات أظهرت أشكالا مختلفة من التعذيب والإهانة والتنكيل بحق الأسرى بدءا من لحظة الاعتقال وصولا إلى الممارسات التي تتخذ بحقهم داخل السجون، فضلا عن شهادات لمعتقلين غزيين مفرج عنهم، حيث خرج أحدهم مبتور القدم.
أرقام وانتهاكات
وشدد حمدان على أن الاحتلال مستمر بانتهاكاته وجرائمه ضد الأسرى والإعدام الميداني للمختطفين من غزة، مشيرا إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الشهداء داخل سجون الاحتلال، إذ أعلن عن استشهاد 18 منهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفت إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أثبتت العثور على 225 جثمانا لأسرى فلسطينيين تم اقتيادهم من قطاع غزة، كاشفا عن أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967.
ووصل عدد الأسرى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 9500 -وفق حمدان- الذي قال إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 4 آلاف شخص من أبناء قطاع غزة منذ ذلك التاريخ، بعضهم كانوا مصابين بسبب القصف الإسرائيلي.
كما تعرضت الأسيرات من قطاع غزة منذ ذلك التاريخ لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات، وهددت قوات الاحتلال بعضهن بالاغتصاب ما لم يقمن بالإدلاء بشهادات تهاجم حركة حماس، بحسب حمدان.
وأضاف أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه أكثر من 200 طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث يواجهون ظروفا قاسية، ولفت إلى أنه مارس أبشع أنواع الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى من أبناء الضفة الغربية والقدس.
وطالب القيادي في حماس بضغط دولي على سلطات الاحتلال للسماح بزيارة الأسرى والمعتقلين، ودعا إلى "حراك دولي جاد وفوري للعمل على وقف الانتهاكات التي تمارس ضد معتقلينا".
وأشار إلى أن صمت المؤسسات الدولية إزاء الانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين يحملها جميعا مسؤولية هذه الجرائم، مؤكدا أن الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى والمعتقلين تعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية.
ودعا حمدان "الأمة العربية والإسلامية والدول الصديقة إلى الإبقاء على قضية أسرانا حاضرة دبلوماسيا وشعبيا"، مشددا على أن "الاحتلال لن يرى أسراه إلا وفق صفقة تبادل عادلة ينعم عبرها أسرانا ومعتقلونا بالحرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول الماضی منذ 7 أکتوبر تشرین الأول سجون الاحتلال أن الاحتلال بحق الأسرى قطاع غزة فی سجون إلى أن
إقرأ أيضاً:
هآرتس تكشف الهدف من غارات الاحتلال الأخيرة على غزة
أعلن جيش الاحتلال عن تغيير استراتيجيته في عدوانه المستمر على قطاع غزة، حيث كثف استهدافه القيادات المدنية لحركة "حماس" بهدف القضاء على قدرتها على الحكم في القطاع.
ووفقًا لتصريحات جيش الاحتلال، فإن الهدف من هذه العمليات هو إضعاف البنية الإدارية والقيادية للحركة، وليس فقط التركيز على استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس".
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، أن الهدف الحقيقي من العدوان الجاري ليس استعادة الأسرى لدى حركة "حماس"، بل القضاء على قدرة الحركة على الحكم من خلال استهداف قياداتها المدنية.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية نقلت عنها الصحيفة، فإن الجيش يعتزم تكثيف هجماته ضد المسؤولين المدنيين في "حماس"، سعيًا إلى إضعاف إدارتها لقطاع غزة، وهو ما يعكس تحولًا عن الأهداف المعلنة سابقًا والتي ركزت على استعادة الأسرى وتدمير القدرات العسكرية للحركة.
ويعتقد الاحتلال أن ضرب مؤسسات الحكم في غزة يمكن أن يؤدي إلى انهيار إدارة "حماس"، ويمهد الطريق أمام العشائر المحلية للسيطرة على القطاع.
ويأتي هذا التوجه بعد توجيهات مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي يرى أن العدوان على غزة يجب أن يأخذ منحى جديدًا يشمل تصفية القيادات المدنية، إلى جانب استمرار العمليات العسكرية.
وتؤكد مصادر الصحيفة أن هذه الاستراتيجية تعتمد على تنفيذ عمليات استهداف دقيقة ضد الشخصيات البارزة في "حماس"، بالإضافة إلى تكثيف القصف على المنشآت الإدارية والخدماتية التي تديرها الحركة.
واستأنف الاحتلال غاراته الجوية العنيفة التي استهدفت القطاع منذ فجر اليوم، بعد شهرين من اتفاق وقف إطلاق النار وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 429 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة.
وتزامن ذلك مع استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي بسبب استمرار العدوان.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تبرر هجماتها بالسعي لإضعاف "حماس"، يرى محللون أن استهداف البنية الإدارية للحركة سيؤدي إلى تصعيد أكبر، وقد يدفع الأوضاع إلى مزيد من التعقيد، خصوصًا مع استمرار المقاومة في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد في غزة.
ومنذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بخلاف الإصابات والمفقودين تحت الأنقاض.