التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، سيوفر واقعاً جديداً بالمنطقة، لا سيما على الرأى العام الشعبى، الأمر الذى سيسهم بقوة فى استدامة تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها، حيث تدرك مصر أن حل القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لإقرار السلام الدائم والعادل، ومن هنا كان الدعم الكبير والمستمر الذى تقدمه مصر قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية، ووقوفها الدائم بجانب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى، ودعم الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية الأساسية للعالم العربى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين.
واقع القضية الفلسطينية يكشف أن أصل الشرور فى الشرق الأوسط فى المائة سنة الأخيرة هو «اغتصاب فلسطين»، القضية الأم والمركزية، وأصبح معتاداً الإشارة إلى الصراع العربى - الإسرائيلى فى الأدبيات العربية وأجهزة الإعلام بـ«أزمة الشرق الأوسط»، فقد أضاع ضمير المجتمع الدولى العقد وراء الآخر وهو يشاهد الحقوق الفلسطينية الموثقة بموجب قرارات الشرعية الدولية كما تعكسها قرارات الأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح.. مع غياب أفق حقيقى للعملية السلمية لاستعادة حقوق شعب يبتلعها الاستيطان الإسرائيلى عاماً بعد الآخر، حتى وصلت إلى محاولة الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية ومحو الشعب الفلسطينى بالتصفية الجسدية والتهجير القسرى، ويقف المجتمع الدولى عاجزاً عن إنفاذ الشرعية الدولية فى قضية عمرها جاوز السبعة عقود.
تعنى القضية الفلسطينية الصراع التاريخى السياسى والمشكلة الإنسانية فى فلسطين منذ المؤتمر الصهيونى الأول عام 1897، حتى يومنا هذا. كما تعتبر قضية فلسطين جزءاً جوهرياً من النزاع العربى - الإسرائيلى الذى نتج بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وما نتج عنها من حروب وأزمات فى منطقة الشرق الأوسط، ودور الدول العظمى فى أحداث المنطقة.
فى ظل الصراع نجحت الدبلوماسية المصرية فى التعبير عن مصالح الدول الأفريقية والعربية والقاعدة العريضة من الدول النامية أعضاء الأمم المتحدة، لاسيما فى ضوء المبادرات التى أطلقتها خلال فترتى رئاستها للمجلس وإعادة التركيز على الحقوق الفلسطينية بما أسهم فى اعتماد القرار التاريخى 2334، بشأن الاستيطان، بالإضافة إلى مشروع القرار المعنى بمواجهة آثار القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذى خلق صورة ذهنية مبكرة لدى كافة الأطراف الدولية باستقلالية الموقف المصرى وعدم خضوعه لضغوط أياً كان مصدرها أو دوافعها، الأمر الذى أكسب مصر تقدير الأطراف الإقليمية والدولية رغم حالة الاستقطاب الشديد بين القوى الرئيسية التى يعد مجلس الأمن مسرحاً رئيسياً لها.
دور مصر الفاعل والجوهرى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية لإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، يؤكد أن مصر فى طليعة من دافع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة وأكثر من نادى بالسلام العادل والشامل فى كل المحافل الدولية لأنها تراه حقاً للشعوب وواجباً أخلاقياً على المجتمع الدولى أن يفى به، إذ لم يعد ممكناً ولا مقبولاً استمرار التغاضى عن حق الشعب الفلسطينى لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فلم تعد تلك المنطقة من العالم بحاجة للمزيد من الدماء والضحايا الأبرياء، لا سيما أن خيار مصر وخيار العرب الاستراتيجى هو السلام العادل والشامل الذى يستند إلى أحكام القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب التوصل إلى حل عادل القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
”المصريين“: تصريحات ترامب بتصفية القضية الفلسطينية تتعارض مع مبادئ العدالة الدولية
أعرب الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“، عن إدانته واستيائه الشديد من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي اقترح فيها تحريك أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة، من بينها مصر، واصفًا هذه التصريحات بأنها غير مسؤولة، وتفتقر إلى أبسط قواعد احترام السيادة الوطنية للدول وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال «هارون»، في بيان اليوم الأحد، إن هذه الفكرة تمثل امتدادًا للسياسات العدائية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه، بما يخدم الأجندة الإسرائيلية على حساب الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، موضحًا أن ما اقترحه ترامب يعكس جهلًا عميقًا بواقع القضية الفلسطينية، وتجاهلًا للمواثيق الدولية التي تؤكد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم المحتلة.
وأكد أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ أن مثل هذه التصريحات لا تهدد فقط الشعب الفلسطيني، بل تمس الأمن القومي للدول المجاورة، وخاصة مصر، التي تحملت دائمًا أعباء الدفاع عن القضية الفلسطينية، موضحًا أن أي محاولات لفرض حلول غير عادلة للقضية الفلسطينية ستواجه برفض قاطع من الشعوب العربية والإسلامية، مشددًا على أن مصر لن تقبل أبدًا أي مخططات تستهدف زعزعة استقرارها أو الإضرار بسيادتها.
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بالتصدي لمثل هذه التصريحات والسياسات التي تكرّس الظلم وتزيد من تعقيد الصراع في الشرق الأوسط، داعيًا الدول العربية إلى التكاتف والتمسك بالموقف الثابت الذي يدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات للمساس بالسيادة الوطنية للدول الشقيقة، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تأتي ضمن سياق محاولات سابقة من إدارة ترامب لترويج ما يُعرف بـ"صفقة القرن"، التي رفضتها القيادة الفلسطينية والدول العربية باعتبارها خطة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
ودعا الدكتور «هارون» إلى ضرورة التمسك بالحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا على أهمية الوحدة العربية في مواجهة التحديات التي تستهدف القضية الفلسطينية وأمن واستقرار المنطقة بأسرها.