جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-03@07:34:01 GMT

عُمان الأمن والتعايش والسلام

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

عُمان الأمن والتعايش والسلام

 

 

فتحى نوَّار

 

في عالم مليء بالتحديات والصراعات، تبرز سلطنة عُمان كواحة للأمن والأمان، وتُعتبر بحق مثالا يُحتذى به في حسن التعامل والخلق مع الآخرين وبالذات المُقيمين فيها. وكوني مقيم في هذا البلد الجميل، فقد أتيح لي الشرف بأن أعيش وأشهد عن كثب على القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وعلى أخلاق الشعب العُماني الذين يُضرب بهم المثل في الكرم والتسامح.

ولعل ما يدفعني اليوم للكتابة للمرة الأولى في حياتي هو عظيم تأثُّري بدماثة أخلاق الشعب العُماني وحسن تعامل كافة الأجهزة ورجالها والقائمين عليها مع المقيمين ومساواتهم مع المواطنين تماماً في ظل القوانين النافذة.

والتجربة التي عشتها هنا كانت دافعًا قويًا ليُعبر قلمي عن مشاعر الإعجاب والامتنان.

فمنذ تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم في يناير 2020، شهدت سلطنة عُمان استمرارية وتأصيلا في النهج الحكيم الذي رسمه السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه؛ إذ عمل جلالة السلطان هيثم المفدّى، على تعزيز الاستقرار الداخلي والأمن؛ مما جعل السلطنة واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم. كما إن السياسات السامية ترتكز على رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء مستقبل مشرق لسلطنة عُمان، وتكريس مبدأ التعايش بين جميع مكونات وفئات المجتمع.

والأمن في سلطنة عُمان ليس مجرد غياب للجريمة؛ بل هو شعور بالطمأنينة يسود بين جميع من يعيشون على أرضها. وتسعى القيادة العُمانية إلى خلق بيئة تُشعر كل فرد بالراحة والاحترام، مما يُساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والمقيمين على حد سواء.

الشعب العُماني يُعرف بكرم الضيافة وحسن التعامل مع المقيمين من مختلف الجنسيات. ولقد أتاح لي العيش في عُمان الفرصة للتفاعل مع العُمانيين في مختلف جوانب الحياة، سواء في أماكن العمل أو في الأحياء السكنية، ولمست بنفسي كيف يُظهر العُمانيون أروع أمثلة الأخلاق والتعامل الراقي.

العُمانيون يتمتعون بثقافة أصيلة قائمة على القيم الإسلامية والإنسانية التي تُعزز من التسامح والتعايش السلمي. وفي أي موقف اجتماعي، تجد أن العُمانيين يبادرون بالترحيب والمساعدة، ويُظهرون احتراما كبيرا لكل من يعيش على أرضهم، بغض النظر عن أصله أو دينه. هذه الروح الطيبة هي ما يجعل الحياة في عُمان تجربة فريدة ومتميزة.

وفي ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم، تعمل السلطنة على ترسيخ مبادئ التعايش والتسامح، مما جعلها وجهة مثالية للمقيمين من جميع أنحاء العالم. كما إن سياسة الباب المفتوح والتعاون الدولي التي يتبناها جلالة السلطان تُظهر التزام السلطنة ببناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.

وبفضل هذه السياسات الحكيمة، أصبحت عُمان مكانًا يُضرب به المثل في التعايش. في كل حي وشارع، تجد الناس من مختلف الجنسيات يعيشون معًا في وئام، يتبادلون الاحترام ويتعاونون من أجل حياة أفضل. هذا التعايش لا يُساهم فقط في تعزيز الاستقرار الداخلي، بل يُعزز أيضا صورة السلطنة كدولة محبة للسلام ومضيافة على الساحة الدولية.

وأخيرًا.. إنَّ مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها جلالة السلطان تعكس ما تنعم به عُمان من بناء وتطوير في شتى المجالات؛ حيث يتواصل العمل لتحقيق الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" بما يُعزِّز من مكانة السلطنة كواحدة من أكثر الدول استقرارًا وأمانًا في المنطقة. وكوني مقيم في هذا البلد الرائع، أُعبِّر عن صادق الشكر والعرفان للقيادة العُمانية، وخاص المحبة للشعب العُماني على ما يُقدمونه من أمثلة حيَّة على الكرم والأخلاق الحميدة. ففي عُمان، يجد كل مقيم ملاذًا آمنًا وأهلًا يرحبون به كأحد أفراد عائلتهم، وهذه هي الروح التي تجعل من سلطنة عُمان مكانًا مميزًا وفريدًا في العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا في ذكرى مرور نصف قرن على حرب فيتنام التي وضعت أوزارها في 30 أبريل/نيسان 1975 وانتهت بتوحيد شطري البلاد بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، وهزيمة القوات الأميركية على يد قوات فيتنام الشمالية.

وتقول الصحيفة إن العديد من الفيتناميين الذين نجوا من تلك الحرب وهربوا إلى الولايات المتحدة، لا يزالون يبذلون جهدهم لغرس قيم وطنهم الأصلي في نفوس أبنائهم الذين اكتسبوا الجنسية الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحربlist 2 of 2ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتابend of list

وتضيف أن مئات الآلاف من الفيتناميين استقر بهم المقام في الولايات المتحدة في السنوات التي تلت نهاية الحرب، حيث تمثل الذكرى السنوية بالنسبة لهم منعطفا معقّدا كتب نهاية لحياتهم في موطنهم الأصلي، وأملا في أن تكون أيامهم في أميركا أكثر إشراقا.

صراع هوية

ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش بعضهم ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة حياة مريحة في بَلداتهم الأصلية، لكنهم اليوم يعملون في وظائف عمالية في أرض أجنبية حيث واجهوا في البداية حواجز لغوية وثقافية.

ولا يزال أبناؤهم في صراع، إذ يكابدون للتوفيق بين قيم آبائهم وأسلوب نشأتهم في الولايات المتحدة، وما سيورثونه لأبنائهم في الجيل القادم من الأميركيين الفيتناميين.

إعلان

ومن بين هؤلاء فيت ثانه نغوين الذي فرّ من فيتنام إلى الولايات المتحدة مع عائلته في 1975 ولم يكن قد تجاوز الرابعة من العمر.

وقال نغوين الحائز على جائزة بوليتزر في الأدب عام 2015، إنه يريد أن يُفهِم أطفاله التضحية التي قدمها أجداده الذين تركوا وراءهم وطنهم وعائلتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة.

واعتبر أن ذلك التزام يتعين عليه أخذه على محمل الجد من أجل التأثير على أحفاده وتذكيرهم بما فعله أجدادهم، إدراكا منه أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف ينشؤون كأميركيين، وأن من المهم أن يتعرف أبناؤه على تاريخ وطنهم الأم.

دروس التاريخ

ونقلت واشنطن بوست عن لونغ بوي، أستاذ الدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن طلابه الأميركيين الفيتناميين غالبا ما يتساءلون لماذا لا يتحدث الناس علانية عن الحرب.

وقال إن دروس التاريخ الأميركية تميل إلى تقديم الحرب في فيتنام على أنها كانت معركة أرادت بها الولايات المتحدة الحد من انتشار الشيوعية، رغم أن هذا التعريف لا يضعها في سياق الصراعات العالمية الأخرى.

وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة التي تُدرس بها مادة التاريخ مجردة تماما من الطابع السياسي، بينما كانت الحرب سياسية بامتياز. ووفقا له، فإن الأميركيين الفيتناميين عرفوا عن الحرب من والديهم.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع 3 فيتناميين أميركيين لاستجلاء أوضاعهم ومعرفة ذكرياتهم مع حرب فيتنام، ومن بينهم تروك كريستي لام جوليان التي ترعرعت في مدينة  سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.

جروح الماضي

تقول إنها عاشت في كنف الثقافة الفيتنامية، واحتفلت مؤخرا بالسنة القمرية الجديدة في أرض المعارض المحلية، وحضرت قداسا في المعبد البوذي بالمدينة. لكن عائلتها لم تحضر فعاليات "أبريل الأسود" التذكارية للجالية الفيتنامية المحلية التي كانت تقام حدادا على سقوط سايغون.

إعلان

كان الأمر مؤلما للغاية، خاصة بالنسبة لوالدها الذي لم يتحدث أبدا عن وصولهم إلى الولايات المتحدة في عيد الشكر عام 1975.

ولم تنجح لام جوليان في حث أشقائها الأكبر سنا لمشاركة ذكرياتهم عن الفرار من فيتنام وقضاء عدة سنوات في مخيم للاجئين في ماليزيا إلا عندما بلغت سن الرشد، واصفة محاولاتها إقناعهم بأنها كانت "أشبه بعملية خلع ضرس".

وعندما أصبحت أما لطفل اسمه جاكسون يبلغ من العمر الآن 8 سنوات، أرادت لام جوليان أن تربطه بتراث أجداده، فتحدثت إليه عن قصة هجرة عائلتها، وأخبرته عن حرب فيتنام وكيف أن الناس في بلدها الأم لم يكونوا متفقين على الطريقة التي يرغبون العيش بها. وأبلغته أيضا أن جدها ساعد القوات الأميركية.

مواطن آخر يدعى هونغ هوانغ (60 عاما)  تحدث إلى الصحيفة باللغة الفيتنامية قائلا إنه لم يكن يشعر بالخوف إبان تلك الحرب لأنه كان طفلا صغيرا آنذاك، لكنه أضاف أنه كان يرى من خلف باب منزل عائلته جنود فيتنام الشمالية وهم يتخلصون من أسلحتهم ويخلعون زيهم العسكري.

وأعرب هوانغ عن أمله في أن يتمكن الجيل الشاب من الفيتناميين في أميركا من الاستمرار في الحفاظ على الطابع الجيد لوطنهم الأصلي.

تعايش

وثالث الأشخاص الذين التقت بهم واشنطن بوست، امرأة تدعى آنه فونغ لوو، التي ترعرعت في مدينة نيو أورليانز، ثم عادت إلى مسقط رأسها في بورتلاند، أوريغون، في عام 2020 وانخرطت في تعاونية زراعية أسسها مزارعون أميركيون فيتناميون بعد أن دمر التسرب النفطي لشركة النفط البريطانية (بريتيش بتروليوم) عام 2010 حرفة صيد الجمبري المحلية.

وقالت إن والديها وأشقاءها -وهم من هانوي التي كانت عاصمة فيتنام الشمالية- فروا من وطنهم في عام 1979 بسبب ما يسمى عادة بحرب الهند الصينية الثالثة، وهي سلسلة من النزاعات بين فيتنام وتايلاند وكمبوديا والصين.

إعلان

ولم تحتفل عائلتها بذكرى سقوط سايغون، ونادرا ما تحدثوا عن الحرب، على الرغم من أن والدها كان يعاني من ندوب جراء شظايا قصف بالقرب من الجامعة التي كان يدرس فيها الموسيقى. وتدير لوو الآن مطعما فيتناميا في سوق كريسنت سيتي للمزارعين في مدينة نيو أورليانز.

وفي لقاء جمعها مؤخرا مع خالاتها وأعمامها في فيتنام، علمت أن العديد من أقاربها أصيبوا بالسرطان نتيجة للأسلحة الكيميائية خلال الحرب.

وقالت "لم أكن أدري حقا أن عائلتي قد تأثرت بالحرب بهذا الشكل"، مضيفة أنها أدركت أثناء حديثها مع أقربائها أن "50 عاما لم تكن تلك الفترة الطويلة جدا".

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • بالصور.. جلالة السلطان يتسلم دعوة حضور "القمة العربية" بالعراق
  • عُمان لمجلس الأمن: أوقفوا العدوان فورا وامنحوا فلسطين حقها في العضوية الكاملة
  • عُمان لمجلس الأمن: أوقفوا العدوان فورا ومنحوا فلسطين حقها في العضوية الكاملة
  • مشفيا دمشق والسلام التخصصي يستقبلان عشرات المصابين جراء ‏اعتداءات المجموعات الخارجة عن ‏القانون والغارات الإسرائيلية ‏
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • سفير سلطنة عُمان يقدم أوراق اعتماده لملك إسبانيا
  • سفير كازاخستان: نقدر جهود شيخ الأزهر في نشر صحيح الدين وترسيخ ثقافة الأخوة والتعايش
  • اتفاقيات جديدة بمنتدى الاستثمار الدولي الأول في عُمان