رئيس وفد الاتحاد الأوروبي: شراكة استراتيجية بين «بروكسل» و«القاهرة».. والإعلان عن التفاصيل نهاية الشهر الجاري (حوار)
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
مصر بلد مستقر رغم التخبط المحيط بالمنطقة.. ونؤيد «حل الدولتين» ووقف دائم لإطلاق النار فى غزة ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود
أكد السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، أن هناك شراكة استراتيجية بين «بروكسل» و«القاهرة» يجرى الإعلان عن تفاصيلها نهاية الشهر الحالى، وأن مصر بلد مستقر فى ظل التخبط المحيط حولها فى ليبيا والسودان ومنطقة الساحل والصحراء وقطاع غزة، والاتحاد الأوروبى يسعى لدعم هذا الاستقرار، ما يعود بالنفع على أوروبا.
لماذا تركز أوروبا فى جزء كبير من استثماراتها فى مصر على الطاقة المتجددة؟
- تعد الطاقة المتجددة أمراً حيوياً لتحقيق الحياد المناخى وأمن الطاقة، وتمتلك مصر الأصول الرئيسية: الشمس والرياح، والاتحاد الأوروبى أكبر مزود لتمويل المناخ فى العالم، حيث يمثل أكثر من 40٪ من صناديق المناخ العامة فى جميع أنحاء العالم من خلال الدول الأعضاء فيه. وفى البلدان الشريكة لنا، نستخدم المساعدة الفنية وبناء القدرات والاستثمارات والضمانات للتخفيف من المخاطر وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ومن خلال الاستثمار والتشريعات المناسبة، يمكن أن تصبح الطاقة المتجددة سائدة، ما يفتح أسواقاً جديدة واقتصادات كبيرة وفرص الأعمال.
كيف تتعاون أوروبا مع مصر فى قطاع المياه الذى يعد حيوياً فى ظل متغيرات إقليمية حادثة؟
- الاتحاد يضخ استثمارات بـ600 مليون يورو فى قطاع المياه وأنتج هذا مشروعات أخرى باستثمارات 3.5 مليار يورو، فيما سيتم استمرار تقديم الدعم لمصر الفترة المقبلة فى مجال المياه الذى يعد أمراً حيوياً بالنسبة لمصر، والاتحاد له 16 مكتباً فى مصر، ووفر 30 ألف وظيفة دائمة و650 ألف وظيفة مؤقتة ودعم 24 مليون شخص، وقد عقدنا شراكة شاملة استراتيجية مع مصر فى مارس الماضى، والمياه ضمن هذه الشراكة، ولها أولوية قصوى فى ظل التعداد السكنى الكبير فى مصر والمتغيرات المناخية، كما عقدنا شراكة مع مصر أيضاً فى المياه فى قمة المناخ «كوب 28» ويعمل الاتحاد الأوروبى على تقديم الدعم المالى لمصر للحفاظ على المياه بالتنسيق مع القطاعين الحكومى والخاص، خاصة أن الأخير سيكون له دور كبير لأن 70% من الناتج القومى يأتى من القطاع الخاص واستثمرنا 600 مليون يورو فى 10 سنوات وسنعمل على زيادتها الفترة المقبلة.
ماذا يجب أن تفعل مصر لزيادة التقارب مع الاتحاد الأوروبى؟
- لدينا شراكة استراتيجية قوية وعميقة مع مصر، استناداً إلى قيم المساواة، والاحترام المتبادل، والثقة، لأن مصر لديها اهتمام عالٍ للشراكة مع الاتحاد الأوروبى فى ظل وجود عدد كبير من المستثمرين، ومصر بلد مستقر فى ظل التخبط المحيط فيها فى دول ليبيا والسودان ومنطقة الساحل والصحراء وقطاع غزة ونحن بالفعل نسعى لدعم استقرار مصر من أجل الشعب والحكومة وهذا بالطبع يعود بالنفع على أوروبا أن تكون جارتها مصر المطلة على النصف الآخر من المتوسط مستقرة وذات اقتصاد قوى.
إذا تم تخييرك للعيش فى دولة عربية، فهل ستكون مصر أم دولة أخرى؟
- أعتقد أننى سأختار مصر للعيش فيها، لأن لها تاريخاً عظيماً وهى بلد له تأثير قوى وبها أقاليم متنوعة، لذا أعتقد أننى سأفضل العيش فى القاهرة إذا قررت البقاء خارج النمسا، لأننى أقمت فى مصر وأعرف تفاصيل أكثر عنها ربما إذا أقمت فى دولة أخرى فسيكون لى اختيار آخر ولكن هذا لم يحدث فى الواقع.
ما أوجه التعاون الاقتصادى بين الاتحاد الأوروبى ومصر؟
- فيما يخص الاستقرار الاقتصادى والاستثمار والتجارة، يدعم الاتحاد الأوروبى جدول أعمال التنمية 2030 الذى صاغته مصر لضمان استقرار الاقتصاد الكلى على المدى البعيد والنمو الاقتصادى المستدام، لذا سننظم مؤتمراً للاستثمار لإحضار المزيد من الشركات الأوروبية لمصر ولتعزيز التعاون لإطلاق العنان لكل القدرات الكامنة فى اتفاقيتنا للتجارة الحرة. كما نتوسع فى تعاوننا بشأن قضايا المياه على أساس الإعلان المشترك بشأن شراكة المياه الأوروبية - المصرية الموقع فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى فى دورته الثامنة والعشرين، فإننا نعى تماماً اعتماد مصر الكبير على نهر النيل ونؤكد دعمنا لأمن مصر المائى واحترام القانون الدولى، كما أننا سنقر نهاية يونيو الحالى نهجاً شاملاً للهجرة والحراك بناء على مبادئ الشراكة، والمسئولية المشتركة، والمشاركة فى تخفيف الأعباء، ولعل أهم جزء فى تعاوننا المعزز هو تنمية رأس المال البشرى من خلال التدريب، والتعليم، والبحث، والتعاون العلمى.
ماذا عن تقارب وجهات النظر بين مصر والاتحاد الأوروبى حول القضية الفلسطينية؟
- مصر والاتحاد الأوروبى يتفقان على «حل الدولتين»، على ألا تكون هذه نقطة البداية لعملية لا تنتهى، بل يجب أن تكون هذه المرحلة النهائية، لكن علينا أولاً أن ننهى المعاناة فى غزة. وهذا يتطلب وقفاً دائماً لإطلاق النار وإطلاق سراح كافة الرهائن، ودخول كل المساعدات الإنسانية دون أى قيود، وهذا هو الهدف من جهود وساطة مصر وأطراف أخرى والتى يدعمها الاتحاد الأوروبى دعماً تاماً، إذ إن أى عملية برية فى رفح ستكون عواقبها كارثية وغير محمودة. وستواصل مصر والاتحاد الأوروبى العمل على الوفاء بالتزاماتنا لتعزيز الديمقراطية، والحريات الأساسية، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وتكافؤ الفرص.
حدثنا عن اليوم الأوروبى الذى يجرى الاحتفال به سنوياً؟
- بدأت القصة بقرار أصدره وزير الخارجية الفرنسى روبرت شومان فى عام 1950 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بخمسة أعوام، وبعد ألف سنة من الحروب والأهوال فى أنحاء القارة الأوروبية. وكانت الرسالة واضحة حملت فى سطورها أننا قد نلنا كفايتنا من الحروب، بل أيضاً الأمر لن يكون هيناً وأن الرحلة ستستغرق وقتاً، وثقةً، وتعاوناً. ويحتفل الاتحاد الأوروبى فى مايو بالذكرى العشرين لعملية التوسع التى بدأت فى 2004، إذ انضمت قبرص، والتشيك، وأستونيا، والمجر، ولاتفيا، وليتوانيا، ومالطا، وبولندا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا للاتحاد الأوروبى فى الأول من مايو لعام 2004، وبانضمام بلغاريا، ورومانيا، وكرواتيا تباعاً، تمتع ما يقارب من 450 مليون مواطن أوروبى بالمساواة فى الحقوق، واتساع نطاق حرية الحركة والتنقل، واقتصادات أقوى.
تحتفل أوروبا باليوم الأوروبى فى 9 مايو من كل عام.. لماذا لا تحاولون تصدير الفكرة للتجمعات الإقليمية الأخرى؟
- لا أعرف حقاً لماذا لا يوجد يوم للعرب، وللتكتلات الأخرى، لكن أعرف أن هناك يوماً لأفريقيا يجرى الاحتفال به سنوياً ويشبه كثيراً نظام الاتحاد الأوروبى ويوجد يوم للغة العربية ولكن ليس اليوم العربى، وأعتقد أن هذا يعتمد على الرؤية الخاصة بكل إقليم، وحقيقة نحن كاتحاد أوروبى لا نخجل من إبلاغ العرب أو الأفارقة للاحتفال بيوم مثل هذا من أجل تعظيم تاريخهم وتعريف الآخرين به.
ما أكثر طعام مصرى تحبه؟
- أحب الفول والطعمية، أما فى الغداء فأنا أحب تناول الملوخية وقد أكلتها من قبل فى أسيوط وأعجبت بها وأحب أيضاً كباب الحلة، أما بالنسبة للعشاء فأنا أتناول الفطير أحياناً ومصر بها أنواع متنوعة من الطعام، وحقيقى أكثر طعام أحب تناوله أثناء وجودى فى الشارع فى مصر هو «الحواوشى».
ما الشىء المشترك بين المصريين والنمساويين بعد أن قضيت كل هذه السنوات فى القاهرة؟
- روح الدعابة، فمواطنو البلدين يمكنهم الضحك على أنفسهم فى ظل الأوقات الصعبة من أجل أن يتجاوزوها، وأنا حقاً أشعر كأنى فى بلدى الثانى.
ما المكان فى مصر الذى يشبه أوروبا؟
- هناك أماكن فى مصر تشبه أوروبا، مثل كمباوند هايد بارك ومدينة الإسكندرية مشابهة إلى حد كبير مدن أوروبا، لذا يسكن عدد ليس بالقليل من الأوروبيين فى هذه المدينة، وكذلك وسط البلد فى القاهرة يشبه باريس وروما وحقاً لا أشعر بالغربة عندما أكون فى هذه الأماكن، ولكن نحن فى أوروبا لا نمتلك الأهرامات التى هى رمز مصر السياحى الأول.
لماذا لا يوجد تنسيق للإنتاج الفنى بين مصر وأوروبا؟
- نحن فى الاتحاد الأوروبى نمول مهرجانات الأفلام فى مصر وصناع الأفلام سواء بصالات العرض أو بالتمويل أو التدريب على التقنيات الحديثة وندرب 100 صانع فيلم من مختلف العالم أيضاً، فمثلاً فى أسوان، وقّع الاتحاد الأوروبى وألمانيا اتفاقية للحفاظ على التراث الثقافى فى الضفة الغربية لأسوان. ويهدف المشروع إلى إنشاء حديقة أثرية بالجانب الغربى من أسوان، ويتم تنفيذه من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولى على مسافة 5 كم يغطى 5000 سنة من التاريخ والتراث، ونعرف مدى ثراء مصر فى صناعة السينما حيث كان يسيطر الفيلم المصرى فى الخمسينات والستينات على العالم العربى وتم تصوير أفلام يونانية فى مصر، وسنطرح فكرة التشارك الإنتاجى مع مصر مستقبلاً، لأن الفيلم أداة قوية للتعريف برؤيتك.
ما النادى الذى تشجعه، وكيف ترى نموذج محمد صلاح كلاعب مصرى فى أوروبا؟
- كثير من الأشخاص فى مصر يخبروننى بأنهم يشجعون الزمالك أو الأهلى، أما بالنسبة لى، فأنا شاهدت إعلانات محمد صلاح فى إنجلترا وأرى أن المنتخب المصرى لديه فريق قوى، و«صلاح» أظهر للعالم أجمع أن دولة مصر لديها فريق كرة قدم قوى لا يستهان به وأحدث دعاية إيجابية لمصر، وأنا حقاً لا أشاهد كرة قدم كثيراً، لأنى أفضل كرة السلة التى لعبتها من قبل، فيما يشجع ابنى نادى تشيلسى الإنجليزى. وأعتقد أن الشىء الإيجابى فى كرة القدم قدرتها على تقديم الدول بشكل أفضل وإظهار دعاية إيجابية للدولة، والاتحاد الأوروبى حرص على إقامة العديد من البطولات فى مختلف الألعاب من أجل التقارب والتعريف بالثقافة الأوروبية.
كيف كانت العلاقات والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال توليك المنصب لـ4 سنوات؟
- لمحة سريعة على السنوات الأربع الأخيرة التى شهدت تطوراً ملحوظاً فى العلاقات الأوروبية - المصرية، بدءاً من العديد من الزيارات على أرفع مستوى ومروراً باجتماعات لا حصر لها بين مؤسسات الاتحاد الأوروبى والحكومة، وارتفاع معدل التجارة والاستثمار، والاتفاقات المبرمة بشأن الطاقة، والمياه، والهيدروجين، والمشاركة فى رئاسة العديد من الندوات الدولية، وإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وصولاً إلى فتح الطريق لمشاركة مصر فى أكبر برنامج بحثى عالمى وفتح أكبر حافظة ببنك الاستثمار الأوروبى خارج أوروبا، وكل هذا الإنجاز ما كان ليحدث لولا تفانى فريق عمل وفد الاتحاد الأوروبى وتعاون ودعم سفارات دول الاتحاد الأوروبى الأعضاء، والتعاون الوثيق مع شركائنا فى الأجهزة الحكومية والبرلمان فى كل المحافظات، وتعاون منظمات المجتمع المدنى، وأسرة الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية العالمية، وعالم الأعمال، والإعلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي بنك الاستثمار الأوروبي بروكسل القاهرة بلجيكا الاتحاد الأوروبى الأوروبى فى فى القاهرة مع مصر مصر فى من أجل فى مصر
إقرأ أيضاً:
وزير الري يلتقي سفيرة الاتحاد الأوروبي بمصر لبحث الشراكة المائية
عقد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري اجتماعا مع السفيرة أنجلينا إيخورست سفير الاتحاد الأوروبى في مصر ، حيث تم التباحث حول سُبل تعزيز الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبى ، ومناقشة مقترحات تطوير خطط العمل الاستراتيجية (٢٠٢٤ - ٢٠٢٧) طبقاً لأولويات الوزارة ، والتنسيق المشترك في فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه والمزمع عقده في شهر أكتوبر ٢٠٢٥ .
وأشاد الدكتور سويلم بالتعاون المتميز والشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي خاصة فى مجال المياه ، مشيراً لدعم الاتحاد الأوروبي لمصر فى تعزيز مجالات هامة مثل رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ ، وهو ما ساهم فى دعم جهود مصر لمواجهة تحديات ندرة المياه والأمن الغذائي، وقد توج هذا التعاون بتوقيع "إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي" خلال فعاليات مؤتمر COP28 المنعقد في عام ٢٠٢٣ والذى يهدف لدعم الأمن المائي في مصر من خلال تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات التى تعزز القدرات التكنولوجية والعلمية والإدارية في مصر والاتحاد الأوروبي، وبناء القدرات في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية استنادًا إلى مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة.
المشروعات يجري تنفيذها بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبيوأشار وزير الري لوجود عدد من المشروعات الجارى تنفيذها بالتعاون مع عدد من دول الإتحاد الأوروبى مثل البرنامج القومى الثالث للصرف ، ومشروع تحسين نوعية المياه في مصرف كيتشنر ، ومشروع "تحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر" ، ومشروع النهج القطاعى المتكامل JISA ، ومشروع مراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد .
وأوضح وزير الري أنه ومع محدودية الموارد المائية فإن مصر تسعى لرفع كفاءة إستخدام المياه من خلال العديد من المشروعات والإجراءات التي تندرج تحت مظلة "الجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0" ، حيث تقوم الوزارة حالياً بتأهيل المنشآت المائية و دراسة التحكم الآلى في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، ودرسة استخدام المواد الصديقة للبيئة فى تأهيل الترع، والتوسع في مشروعات الرى الحديث طبقاً لاولويات الوزارة، والتوسع فى مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، و دراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء، وتوجه الوزارة لتطبيق مبادئ الحوكمة، وتحديث منظومة الإدارة بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والرقمنة والإعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي .
وتم خلال اللقاء مناقشة موقف مبادرة "المرفق الأوروبي الأخضر" تحت مظلة "مبادرة فريق أوروبا" والتي تم توقيعها خلال فعاليات "إسبوع القاهرة السابع للمياه" لعام ٢٠٢٤ بين مصر والاتحاد الأوروبي ، حيث أشار الدكتور سويلم إلى أن هذه المبادرة تمثل خطوة حيوية فى التعامل مع التحديات التي تواجه مصر لا سيما في قطاعي المياه والزراعة اللذان يعدان ركيزتان يعتمد عليهما فى تحقيق التنمية المستدامة في مصر .