ليس فقط من ملح الطعام.. تحذير من خطر الصوديوم على الأمعاء
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم يمكن أن يكون لها تأثير ضار على "ميكروبيوم الأمعاء"، الذي يساعد على هضم الأطعمة، وتوفير الطاقة للجسم وامتصاص العناصر الغذائية، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ويُعرّف مختصون "ميكروبيوم الأمعاء" بأنه مجتمع من البكتيريا والفيروسات والميكروبات التي تعيش في أمعاء الإنسان، وتقوم بالمساعدة على عمليات الهضم.
والصوديوم من المعادن التي يمكنك الحصول عليها بصورة طبيعية من الحليب وغيره.
وتضيف بعض شركات تصنيع الأغذية بإضافة الصوديوم إلى الأطعمة المعالجة كالخبز.
ويُضاف الصوديوم أيضًا إلى المكونات التي تُكسب الطعام نكهة مثل صوص الصويا. وعندما يقترن الصوديوم بعنصر معدني آخر يسمى الكلوريد، يشكلان معًا ملح الطعام، وفقا لموقع "مايو كلينك".
ويشير مختصون إلى أن استهلاك كميات أكبر من المعدل من الصوديوم، قد يتسبب في مشكلات صحية كثيرة، وخاصة ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من تناول أكثر من 2000 ميليغرام من الصوديوم يوميا، بينما ينصح خبراء التغذية في الولايات المتحدة بعدم تناول أكثر من 2300 ميليغرام، في اليوم الواحد، للأشخاص البالغة أعمارهم 14 عاما فأكثر، وفق الموقع ذاته.
وبحسب "واشنطن بوست"، فقد وجدت إحدى الدراسات الحديثة أنه عندما يقلل الناس من كمية الصوديوم التي يستهلكونها، تنتج بكتيريا الأمعاء مستويات أعلى من المركبات المفيدة التي تقلل الالتهاب وتحسّن الصحة.
ويرجح بعض الخبراء أن النظام الغذائي عالي الصوديوم، يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، من خلال تعطيل ميكروبات الأمعاء، التي تساعد على الحفاظ على صحة وضغط الدم.
وقال كريس دامان، طبيب الجهاز الهضمي بجامعة واشنطن، إن "كمية الملح التي نتناولها يمكن أن تؤثر على الميكروبات الموجودة في الأمعاء، ومدى قدرتها على إنتاج العوامل الصحية التي تساعد على تنظيم شهيتنا وعملية التمثيل الغذائي لدينا".
وبرأي بعض الخبراء، فإن معظم البالغين يتناولون الكثير من الصوديوم دون أن يدركوا ذلك. إذ أن معظم الصوديوم الذي نأكله لا يأتي من ملح الطعام الذي نضيفه إلى طعامنا فحسب.
ويشير هؤلاء إلى أن حوالي 70% من الملح الغذائي يأتي من الأطعمة المعالجة والمعبأة مثل الخبز والبيتزا ورقائق البطاطس والحساء المعلب والبرغر.
وتؤكد الدراسات الصحية أن حالة "ميكروبيوم الأمعاء"، مرتبطة بتطور الأمراض المزمنة والخطيرة، وبالتالي من الضروري الحصول على غذاء صحي ومتوازن، بحسب تقرير لموقع "هيلث سنترال" الطبي.
ويرى مدير مختبر حركية الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، المتحدث الرسمي باسم جمعية أمراض الجهاز الهضمي الأميركية، كايل ستالر، أن "توازن البكتيريا في الأمعاء يساعد على هضم الطعام، والحماية من الالتهابات والعدوى".
وأشار ستالر إلى أن "الميكروبيوم الصحي في الأمعاء، يساهم في نظام مناعي قوي، ويقلل خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل السمنة والسكري وأمراض القلب".
وينصح الأطباء بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الخضراوات والبطاطس والفاصوليا والعدس والحمص والقرع والفواكه، ويشيرون إلى أهمية استخدم التوابل، بدلًا من إضافة نكهة ملح الطعام، وينصحون باستخدام مسحوق الثوم والفلفل والسمسم والأعشاب والتوابل الأخرى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من الصودیوم ملح الطعام
إقرأ أيضاً:
أمل جديد لمنع حساسية الطعام.. آلية وقائية واعدة!
الولايات المتحدة – درس فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن، سانت لويس، دور الخلايا المناعية المعوية في منع الحساسية الغذائية.
يعتمد الجهاز المناعي المعوي عادة على آلية دقيقة للتمييز بين المواد الغذائية غير الضارة وعوامل المرض الخطرة، ما يسمح له بتحمل أنواع مختلفة من الأطعمة، بينما يحارب محفزات الأمراض. ومع ذلك، يعاني بعض الأشخاص من حساسية الطعام نتيجة لخطأ مناعي يجعل الجسم يهاجم بعض الأطعمة كما لو كانت تهديدا.
وعادة، يواجه الجهاز المناعي مكونات الطعام الشائعة، مثل الفول السوداني والمكسرات والحليب والبيض والمحار، دون أن يطلق استجابة مناعية ضارة، في عملية تعرف بـ”التحمل المناعي”. لكن ضعف هذه الآلية يؤدي إلى تفاعلات تحسسية تتراوح من الطفح الجلدي الخفيف إلى صدمة تحسسية مهددة للحياة.
وبهدف فهم العوامل التي تمنع حدوث هذه التفاعلات، ركّز الباحثون على دراسة الخلايا الشجيرية RORγt+، وهي نوع نادر من الخلايا المناعية الموجودة في الأمعاء، والتي حدد مختبر الدكتور ماركو كولونا، أستاذ علم الأمراض بجامعة واشنطن، وجودها لدى البشر عام 2023. ومع ذلك، لم يكن دورها في الوقاية من حساسية الطعام واضحا حتى الآن.
وأجرى الباحثان، باتريك رودريغيز وشيتونغ وو، تجارب على الفئران لاختبار دور هذه الخلايا، حيث تم تعريضها لبروتين “ألبومين البيض”، المعروف بتحفيزه للحساسية. وكشفت النتائج أن الفئران التي تفتقر إلى الخلايا الشجيرية RORγt+ أظهرت علامات التهابات تحسسية حادة، بينما لم تظهر الفئران التي تمتلك هذه الخلايا أي ردود فعل غير طبيعية.
كما أظهر تحليل الجهاز المناعي لدى الفئران المصابة بالحساسية وجود اختلال في توازن الخلايا التائية، ما يشير إلى استجابة مناعية مفرطة.
وقال رودريغيز: “عند إزالة هذه الخلايا من الأمعاء، فقدنا قدرة الجسم على تطوير التحمل المناعي تجاه مسببات الحساسية الغذائية. وهذا يدفعنا الآن لاستكشاف إمكانية تعزيز نشاط هذه الخلايا كوسيلة وقائية ضد الحساسية الغذائية”.
وتفتح هذه النتائج آفاقا لعلاج الحساسية الغذائية، ليس فقط من خلال فهم دور الخلايا الشجيرية RORγt+، ولكن أيضا في تطوير استراتيجيات علاجية لأمراض مناعية أخرى مثل الداء البطني والتهاب الأمعاء المزمن.
وأشار وو إلى أن “استهداف نشاط الخلايا الشجيرية RORγt+ قد يكون خطوة واعدة لمنع الاستجابة المناعية من الأساس، ما قد يوفر تحمّلا طويل الأمد لمسببات الحساسية الغذائية”.
وتمثل هذه الدراسة إنجازا مهما في فهم آليات الحساسية الغذائية، حيث تفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة قد تساعد في الحد من انتشار هذه المشكلة وتحسين جودة حياة الملايين حول العالم.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Cell.
المصدر: ميديكال إكسبريس