الجزيرة:
2025-01-28@02:04:23 GMT

كنيسة المسيح أول كنيسة بروتستانتية في القدس

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

كنيسة المسيح أول كنيسة بروتستانتية في القدس

تقع كنيسة المسيح داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، قرب باب الخليل. شُيّدت لتكون منزلا روحيا لتلاميذ يسوع اليهود، وهي أول كنيسة بروتستانتية في مدينة القدس، وتقع أمام قلعة العسكر العثماني القريب من ميدان عمر بن الخطاب.

التأسيس والتاريخ

تأسست الكنيسة في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وافتتحت عام 1849م.

بُنيت بدعم من "جمعية لندن لتعزيز المسيحية بين اليهود"، وهي جمعية تبشيرية تؤمن بأنه من أجل أن يعود المسيح إلى بيت المقدس يجب أن يصبح اليهود مسيحيين.

في عشرينيات القرن التاسع عشر قاد هذه الجمعية -تحت رعاية الساسة واللوردات البريطانيين بمن فيهم وزير الخارجية البريطاني اللورد بالمرستون- يهود اعتنقوا البروتستانتية، ورأوا أنه من المناسب إرسال المزيد من البروتستانت ذوي الأصول اليهودية إلى فلسطين للتبشير بين اليهود.

وسرعان ما أسس البريطانيون أول قنصلية أجنبية سمح العثمانيون بإنشائها في القدس عام 1838م، وأسست كنيسة إنجلترا مطرانية أنجليكانية في المدينة المقدسة عام 1842.

وكان المطران الأول، مايكل سولومن ألكسندر، حاخاما يهوديا ألمانيا قبل اعتناقه البروتستانتية. وسرعان ما اشترى البريطانيون أراضي وأنشأ قنصلُهم عدة مؤسسات لتوظيف اليهود في الزراعة، وغيرها من المهن.

مشهد من داخل كنيسة المسيح في القدس (صفحة الكنيسة على إنستغرام)

كما بدأ المستعمرون البريطانيون أنفسهم في شراء الأراضي والعمل في الزراعة، ومنهم جون مشولم، وهو يهودي من السفارديم (اليهود الشرقيين) ولد في بريطانيا واعتنق البروتستانتية، وامتلك أرضا بالقرب من بيت لحم استخدم اليهود المحليين لزراعتها.

كانت بريطانيا جادة في تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين، بعد الغزو الفرنسي لمصر وتمرد محمد علي باشا حاكم مصر في سوريا الكبرى، وللقيام بذلك، سعت بريطانيا إلى إنشاء مجتمع بروتستانتي في المنطقة تحميه بشكل مباشر (مثلما فعلت فرنسا وروسيا مع المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس في المنطقة، على التوالي) ودفعت لبناء أول كنيسة بروتستانتية في القدس.

كما أن المنظمات التبشيرية، وعلى رأسها "جمعية لندن لتعزيز المسيحية بين اليهود"، كان لها اهتمام خاص بتكوين مجتمع بروتستانتي في فلسطين.

دفعت المصالح المشتركة للمنظمات التبشيرية والحكومة البريطانية، إلى جانب البروتستانت المخلصين مثل جون نيكولايسون (وهو مُبَشّرٌ دنماركيٌّ)، إلى العمل بشكل متضافر من أجل إنشاء الكنيسة في القدس.

وأدى ذلك -إضافة إلى الضغط الدبلوماسي المستمر الذي مارسه جورج كانينغ وغيره من الدبلوماسيين البريطانيين على الإمبراطورية العثمانية الضعيفة- في النهاية إلى بناء أول كنيسة بروتستانتية في القدس والشرق الأوسط بأكمله.

وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1845م، أبلغ قناصل بريطانيا وبروسيا محافظ القدس علي أفندي أنه بناء على مرسوم السلطان، سيتم المضي قدما في بناء الكنيسة البروتستانتية في القدس.

وبعد يومين زار علي أفندي موقع البناء المقترح على رأس وفد كبير وأعلن أن البناء مخالف لما ورد في الفرمان، وقال إن المرسوم لم يذكر موقع الكنيسة، واعتبر أنه لا يفهم من الوثيقة أن المبنى المقصود سيكون كنيسة حقيقية، بل فهم أنه سيكون مكانا مخصصا للصلاة داخل مقر القنصلية البريطانية للبروتستانت البريطانيين والبروسيين.

وأبلغ القنصل البريطاني الجديد في القدس سمو نيوبولت علي أفندي أن مبنى الكنيسة الذي بدأ العمل فيه هو المكان نفسه المذكور في الفرمان، وأن القنصلية البريطانية انتقلت إلى مكان مجاور للكنيسة المقترحة.

واعترف نيوبولت بأن المرسوم لم يشير على وجه التحديد إلى الكنيسة، وقال إن المبنى لا يحتاج إلى أن يسمى كنيسة؛ وأنه يمكن بدلاً من ذلك أن يطلق عليه مكان العبادة البروتستانتي.

كما لم يحدد الفرمان المكان الذي يجب أن يقام فيه المبنى، بل تمت الإشارة إلى أن هذا المبنى كان داخل مقر القنصلية البريطانية، وطلب علي أفندي من البريطانيين وقف بناء الكنيسة حتى يتلقى أوامر أخرى من الباب العالي.

قدمت السفارة البريطانية في إسطنبول احتجاجا إلى علي باشا بشأن العوائق الجديدة التي وضعها علي أفندي أمام استكمال الكنيسة البروتستانتية في القدس، وأشارت السفارة البريطانية إلى أنه على الرغم من أن مبنى الكنيسة لم يكن فعليا داخل القنصلية، إلا أنه من المخطط أن يكون جزءا من المؤسسة القنصلية في المستقبل.

وطلبت السفارة من علي باشا أن يصدر أوامر واضحة وحاسمة بعدم حدوث أي تأخير آخر، على أن تكون موجهة إلى علي أفندي وأن تتم صياغتها بشكل لا يترك مجالا للشك والتأويل، وأعلن علي باشا أنه سيرسل الرسائل اللازمة إلى علي أفندي وأسد باشا.

وهكذا صدر فرمان جديد أكثر وضوحا في 9 ديسمبر/كانون الأول 1845، ينص على استئناف أعمال البناء في الكنيسة في موقعها الذي بدأت فيه، وتم الانتهاء من بناء أول كنيسة بروتستانتية في القدس وتسميتها كنيسة المسيح في 21 يناير/كانون الثاني 1849م.

شغل جون نيكولايسون منصب عميد هذه الكنيسة حتى وفاته عام 1856م، وكانت تلك خطوة رئيسية نحو الضغط البريطاني اللاحق على الإمبراطورية العثمانية للاعتراف رسميا بالمجتمع البروتستانتي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1850م، أصدر السلطان عبد المجيد الأول فرمانًا يعترف رسميًا بالطائفة البروتستانتية طائفة دينية رسمية، إلى جانب الكاثوليك والمسيحيين الأرثوذكس، واعتبر البريطانيون ذلك إنجازا عظيما ورحبوا به.

كنيسة المسيح بنيت بفرمان من السلطان العثماني بعد خضوعه لضغط بريطانيا (شترستوك) تصميم الكنيسة

تميزت الكنيسة بتصميمها البسيط والمتناسب مع المباني المجاورة، إذ بُنيت على الطراز القوطي الجديد، الذي يشبه كنائس العصور الوسطى في بريطانيا، إلا أن تصميمها الداخلي فريد من نوعه.

فلا يوجد صليب واحد في زخرفته، وبدلا من ذلك، تم وضع خزانة من كتب التوراة في صدره، وتم تزيينه بآيات عبرية تجمع بين الوصايا العشر والصلاة الربانية.

واجهة الكنيسة مزينة بالشمعدان اليهودي، ويشبه مظهرها الداخلي إلى حد ما الكنيس، تم جلب بنائين متخصصين في البناء بالحجر من مالطا لبناء الهيكل القوطي الجديد، الذي يحاكي الكنائس الأنجليكانية الأخرى من الناحية المعمارية.

إلا أن واجهة المبنى لا تحتوي على رموز مسيحية علنية، والرموز المسيحية الوحيدة الصريحة في الكنيسة هي نقوش كلمات يسوع وعقيدة الرسل باللغة العبرية على الحائط الشرقي.

كان مجمع الكنيسة يضم أيضا القنصلية البريطانية قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، ونجا المبنى من حرب فلسطين (1947-1949) وحرب الأيام الستة، وما زال يُستخدم كنيسة أنجليكانية تستقبل تجمعات تتحدث الإنجليزية والعربية والعبرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القنصلیة البریطانیة کنیسة المسیح علی باشا

إقرأ أيضاً:

مجلس المشاركة المصرية البريطانية يبحث تطوير العلاقات الاقتصادية

مصر – بحث اجتماع الدورة الثانية لمجلس المشاركة المصرية البريطانية في القاهرة، تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.

وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن الوزير بدر عبد العاطي استقبل نظيره البريطاني ديفيد لامي، وترأسا الدورة الثانية لمجلس المشاركة المصرية البريطانية.

كما شارك في الاجتماع ممثلون مصريون عن وزارتي الاستثمار والتجارة الخارجية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إضافة إلى مسؤولين من وزارة التجارة والأعمال البريطانية.

ولفت متحدث الخارجية السفير تميم خلاف، في البيان، إلى أن مجلس المشاركة هو الآلية المعنية بمتابعة وإدارة تنفيذ اتفاقية المشاركة المُوقعة بين البلدين في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2020.

وشهد الاجتماع “مناقشة حول سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين”، وفق البيان.

وشدد عبد العاطي على “الأهمية التي توليها مصر لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات البريطانية المباشرة في مصر، بما يحقق المنفعة المتبادلة”.

وأكد وجود “وجود فرص استثمارية واعدة في قطاعات مختلفة بمصر، أبرزها الطاقة المتجددة والبنية التحتية والخدمات المالية والمصرفية والقطاع الزراعي واللوجستيات والنقل والمواصلات”.

واستعرض الوزيران التطورات السياسية بالشرق الأوسط، وتبادلا وجهات النظر بشأن المستجدات في قطاع غرة وسوريا والسودان والصومال والبحر الأحمر والأمن المائي والتعاون في إفريقيا، حسب البيان.

وبحسب بيانات مكتب الإحصاء البريطاني، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2023 حوالي 4.8 مليارات جنيه إسترليني (6.09 مليارات دولار).

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • تفاهم بين «أمرك» و«مارشال» البريطانية
  • فوق connect.. مؤتمر لشباب كنيسة القديسين بالخصوص
  • ذا تايمز البريطانية: مسؤول بالجيش اللبناني سرب معلومات خطيرة لحزب الله
  • ستارمر وترامب يناقشان العلاقات البريطانية- الأمريكية
  • رسامة شمامسة جدد في كنيسة السيدة العذراء في بيت لحم
  • كنيسة "القديسين" بالخصوص تنظم مؤتمرا للشباب بعنوان "فوق connect"
  • “هيومن أبيل” البريطانية تنفذ مشروع ختان جماعي لـ 300 طفل بأم درمان
  • مجلس المشاركة المصرية البريطانية يبحث تطوير العلاقات الاقتصادية
  • مدح أحدهما السيد المسيح.. الكنيسة تحتفل بذكرى مريم ومرثا أختيّ لعازر الحبيب
  • نفط كركوك على أعتاب طفرة كبيرة مع BP البريطانية