سرايا - يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط دولية هائلة للمضي قدما في اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة، لكن المعارضة داخل ائتلافه اليميني المتشدد تعني أن ذلك قد يكون له ثمن سياسي.

وهدد شركاء الائتلاف اليميني المتطرف بالاستقالة بسبب المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، ما قد يترك نتنياهو تحت رحمة أحزاب الوسط التي من المرجح أن تغتنم أول فرصة لإقالته من منصبه.



لكن، قال محللون لوكالة فرانس برس إنه في مجتمع لا يزال يعاني من عملية "طوفان الأقصى"، من السابق لأوانه استبعاد نتنياهو عن المشهد كليا.

لماذا يتعرض نتنياهو للضغوط؟

خرج عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع السبت لمطالبة نتنياهو بالموافقة على اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

منذ أشهر، تنظم احتجاجات تطالب بالإفراج عن المحتجزين في نهاية كل أسبوع، لكن السبت كان مختلفا بعدما عرض بايدن ما قال إنها خطة إسرائيلية لإطلاق سراح المحتجزين ووقف القتال.

لكن نتنياهو جدد التأكيد على أن شروطه لوقف إطلاق النار لم تتغير، وأنها تشمل "القضاء" على حماس.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون رهط لوكالة فرانس برس "هناك محتجزين ينتظرون أن يتخذ نتنياهو قراره وهذا أمر مروع".

ورأى رهط أن نتانياهو "قد يقدم ردا سلبيا لأن من مصلحته ضمان استمراريته السياسية"، معبرا بذلك عن مخاوف الكثير من المتظاهرين المناهضين للحكومة.

ونفذت حركة حماس هجوما غير مسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1194 شخصا.

وشنت إسرائيل حرب على قطاع غزة أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 36550 شخصًا في غزة.

ولوح المتظاهرون في تل أبيب السبت بالأعلام الأميركية وقالوا لوكالة فرانس برس: "بايدن هو أملنا الوحيد".

هل يتخلى اليمين المتطرف عن نتنياهو؟

هدد حليفا نتنياهو اليمينيان المتطرفان، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المال بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا قرر نتنياهو إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.

ويحكم الائتلاف بغالبية ضئيلة تبلغ 64 مقعدا من أصل 120 في البرلمان الإسرائيلي ويعتمد على أصوات اليمين المتطرف.

وقال الخبير السياسي في جامعة بار إيلان، إيلان غريلسامر لوكالة فرانس برس إن تنفيذ بن غفير وسموتريتش تهديداتهما يعتمد على اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة.

وأضاف لوكالة فرانس برس "إذا كان الاتفاق يقضي بوقف الحرب على الفور وإعادة القوات إلى البلاد، فمن الصعب تصور بقائهما في الحكومة".

أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة في إسرائيل دينيس شاربيت، فأوضح أن ثمة "احتمالا قويا" لانسحابهما من الحكومة.

من ناحية أخرى، قال رهط إنه من الممكن تشكيل حكومة أقلية بدون اليمين المتطرف مع الاحتفاظ بنفوذ كبير في البرلمان.

كيف سيكون شكل الائتلاف من دون اليمين المتطرف؟

وقال غريلسامر إنه إذا انسحب اليمين المتطرف فإن الطريق الوحيد أمام نتنياهو للعودة إلى حكومة تمتع بالغالبية سيكون من خلال اتفاق مع حزب زعيم المعارضة يائير لابيد "يش عتيد" (يوجد مستقبل) الوسطي.

وكان لابيد عرض على نتنياهو دعم حزبه للتوصل إلى صفقة محتجزين، لكن من المرجح أن يكون هذا الدعم لفترة محدودة، مما يثير تساؤلات جدية حول المستقبل السياسي لرئيس الوزراء على المدى المتوسط.

وقال رهط "أرى صعوبة في حدوث ذلك لأنه يفضل البقاء مع حلفائه من اليمين ... لكن الأمر ممكن".

ورأى شاربيت أن "من غير المستحيل" أن ينضم حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه وزير الحرب بيني غانتس إلى الائتلاف، والعامل الرئيسي هو ما إذا كانت ستتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة أم لا.

وفي أعقاب "طوفان الأقصى"، انضم غانتس إلى حكومة نتنياهو الحربية ولكن ليس إلى ائتلافه الحاكم.

وهدد غانتس الشهر الماضي بالاستقالة من حكومة الحرب ما لم يوافق نتنياهو على خطة ما بعد الحرب في غزة.

وقال حزبه الأسبوع الماضي إنه قدم مشروع قانون لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

ماذا لو تمت الدعوة لانتخابات مبكرة؟

ويتوقع المحللون الثلاثة أن يخرج غانتس من الانتخابات في أفضل وضع لتشكيل حكومة غالبية.

لكن غريلسامر أضاف أن قائد القوات المسلحة السابق كان لديه مخاوف سياسية خاصة به.

وأوضح "تراجع غانتس كثيراً في استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة، لأنه يُنظر إليه على أنه متساهل للغاية، ومتردد للغاية، ومتهاون للغاية تجاه نتانياهو".

ووفقا لاستطلاع للرأي بثته قناة التلفزيون العامة الإسرائيلية، فإن 38% من الناخبين يشعرون أن غانتس هو الأنسب ليصبح رئيسا للوزراء، في مقابل 30% لنتنياهو.

وتقلص الفارق بين الاثنين من 21 نقطة في كانون الثاني/يناير إلى ثماني نقاط الآن.

وقال شاربيت "يمكن لنتنياهو الترويج لنفسه بالقول: "يمكنني أن أكون الشخص الذي يستطيع وقف إنشاء دولة فلسطينية، وإلا فإن دولة فلسطينية على أبوابنا ستتسبب يوميا بالسابع من (تشرين الأول)/أكتوبر".

وأضاف، انه من هذا المنطلق فإن الناخبين "على الرغم من كرههم له، سيقدمون على التصويت له".

أ ف ب


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: لوکالة فرانس برس الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

مع استئناف العدوان على غزة.. «بن غفير» المتطرف يستعيد منصبه بأوامر من نتنياهو

إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي الإسرائيلي.. وافقت الحكومة الإسرائيلية أمس الثلاثاء على إعادة تعيين السياسي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يترأس حزب القوة اليهودية، وزيراً للأمن القومي، متجاهلة بذلك اعتراضات النائب العام غالي بهاراف ميارا التي أشارت إلى وجود عوائق قانونية تحول دون ذلك حالياً.

إيتمار بن غفير

ومن المتوقع أن يوافق الكنيست اليوم الأربعاء على هذه الخطوة، إلى جانب عودة عضوي الحزب إسحاق فاسرلاوف وأميخاي إلياهو إلى منصبيهما الوزاريين أيضاً، وفقا لما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

كما أكدت الصحيفة أن المحكمة العليا رفضت بوقت سابق التماساً لإصدار أمر قضائي مستعجل بوقف تعيين بن غفير وزيراً للأمن القومي، في قضية ينظرها القضاء الشهر المقبل.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير احتجاجا على اتفاق وقف النار

ويذكر أن بن غفير كان أعلن استقالته من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

فيما جاءت عودته للحكومة بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته العسكرية في غزة فجر الثلاثاء، بعد وقف لإطلاق النار استمر منذ 19 يناير الماضي

بنيامين نتنياهو مقتل أكثر من 400 فلسطيني

وأسفر التصعيد الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني أتى بعد تعثر المفاوضات التي انطلقت قبل أسابيع في الدوحة، وفشلها في التوصل إلى تمديد للهدنة.

تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار

وفي هذا الاتجاه طالبت إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، أكدت حماس تمسكها بما اتفق عليه سابقاً والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

ومن ناحية آخري تصاعدت الضغوط في الداخل الإسرائيلي على حكومة نتنياهو من قبل بعض الأصوات المتطرفة، التي طالبت بالعودة إلى الحرب بدل الانتقال إلى المرحلة الثانية.

اقرأ أيضاًتعرض لحادث وحاصروه في القدس.. من هو إيتمار بن غفير وزير الأمن الإسرائيلي؟

الليكود يعلن رسميا عودة حزب بن غفير إلى الحكومة الإسرائيلية

من سموتريش وبن غفير إلى نتنياهو.. لماذا تلجأ الحكومة الإسرائيلية لسياسة «توزيع الأدوار»؟!

مقالات مشابهة

  • واشنطن: فرصة تمديد الهدنة في غزة قائمة ولكنها "تتضاءل بسرعة"
  • هجوم إسرائيلي على مؤتمر لمكافحة معاداة السامية يحضره عتاة اليمين الأوروبي
  • واشنطن: فرصة تمديد الهدنة في غزة قائمة ولكنها تتضاءل بسرعة
  • واشنطن بوست: نتنياهو استأنف الحرب على غزة لإنقاذ حكومته من الانهيار
  • صحفي: نتنياهو اخترق الهدنة من أجل الحفاظ على بقائه السياسي في الحكم
  • مع استئناف العدوان على غزة.. «بن غفير» المتطرف يستعيد منصبه بأوامر من نتنياهو
  • بن غفير يعود لحكومة نتنياهو بعد استئناف العدوان على غزة
  • سياسي: إسرائيل تبحث عن تمديد المرحلة الحالية من اتفاق الهدنة بغزة
  • عضو كنيست: الهدنة لم تنهر بل تم تدميرها عمدا من قبل سيد القتلة نتنياهو
  • عضو كنيست: الهدنة لم تنهار بل تم تدميرها عمدا من قبل سيد القتلة نتنياهو