غزة - صفا

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء، إنه وثق حالات قتل متزايدة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر إطلاق نار مباشر وإلقاء قنابل متفجرة من طائرات مسيّرة صغيرة الحجم (كوادكابتر)، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي في بيان له، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم طائرات كوادكابتر المسيّرة إلكترونيًّا عن بُعد، لأغراض متعددة بدءًا من المراقبة والتجسس، إلى جانب توجيه أوامر التهجير، وترهيب المدنيين عبر إصدار أصوات مزعجة، والأخطر استخدامها كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين.

وصعّد جيش الاحتلال منذ بداية حربه واسعة النطاق على قطاع غزة من تنفيذ عمليات قتل عمد وإعدام خارج إطار القانون والقضاء بحق المدنيين الفلسطينيين، من خلال القنص وإطلاق النار من طائرات مسيرة في مختلف مناطق قطاع غزة، ويستخدمها في الدخول للأزقة الضيقة وداخل المنزل، إلى جانب استمراره في قتل الفلسطينيين على نحو واسع من خلال القصف الجوي والمدفعي على المناطق السكنية.

واطلع الأورومتوسطي على مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوثق فيها استخدام هذا النوع من الطائرات في إلقاء قنابل تجاه منازل وأشخاص خلال أعماله الحربية في قطاع غزة.

وذكر أنه وثق إعدام قوات جيش الاحتلال السيدة "سلاح محمد أحمد عودة" (52 عامًا) بعد استهدافها بإطلاق نار مباشر من طائرات كواد كابتر بتاريخ 21 مايو/أيار الماضي، رغم أنها كانت ترفع الراية البيضاء وهي تحاول النزوح من مخيم جباليا، حيث جرى إعدامها أمام أفراد عائلتها.

وأفاد شقيقها "نضال" (40 عامًا) لطاقم الأورومتوسطي بما يلي: "كان الوقت متأخرًا بتاريخ 20 مايو، قالت شقيقتي" سلاح" إن الأفضل أن نبيت في منزل جيراننا في الشارع الخلفي لمنزلنا في مخيم جباليا الذي جرفته الآليات، ونخرج في اليوم التالي صباحًا. في صباح 21 مايو، اتفقنا على خط السير، آثرت شقيقتي "سلاح" أن تحمل الراية البيضاء وتخرج في مقدمتنا، ونحن جميعنا نتبعها، وكان معنا جارتنا من عائلة "أبو الطرابيش"، كنا قرابة 12 فردًا.. خرجت شقيقتي، وما أن وصلنا للشارع الرئيس، حتى أطلقت طائرة كواد كابتر النار عليها بشكل مباشر، وأصابتها إصابة مباشرة في رأسها.

وأضاف؛ "وجدناها تسقط أمامنا والدماء تملأ رأسها، رجعنا مسرعين نحو المنزل الذي خرجنا منه، وبدأت القذائف المدفعية نحونا بشكل جنوني، لقد كنت آخر من عاد للمنزل من أخوتي، نظرت نحو شقيقتي وجدتها جثة هامدة، كان من الصعب أن أنتشلها لأنها باتت في منتصف الشارع الرئيس، فرجعت للمنزل. لم تمضَ سوى ساعتين أو ثلاث، أدخلت قوات الاحتلال طائرة صغيرة وصوّرتنا ونحن في المنزل، دون أن تحرّك ساكنًا، ومن ثم دخلت علينا قوات الجيش وأطلقت النار تجاهنا ولكن كان عبارة عن طلقات صوت فقط، لقد أصابوا الأطفال والنساء بالخوف الشديد". 

وتابع "أجبرونا على خلع ملابسنا بالكامل وقيدوا أيدينا ومن ثم حققوا معنا وصورونا وأعطونا راية بيضاء ومن ثم قالوا لنا اتجهوا نحو الغرب باتجاه البحر. أخي "مهدي" كان يتحدث العبرية، قال للجندي إننا نريد أخذ جثة شقيقتي "سلاح" الموجودة في الشارع معنا، ولكنه رفض. خرجنا تحت القصف المدفعي الكثيف في الطريق الذي حدده لنا جيش الاحتلال إلى أن وصلنا المناطق الغربية للمخيم حيث يوجد مواطنون. عدنا للمخيم بعد انسحاب الجيش، وتحديدا في 30 مايو، وانتشلنا جثمان شقيقتي "سلاح" ودفناها في مقبرة الفالوجا غرب المخيم".

كما وثق المرصد الأورومتوسطي مقتل المسن "فتحي حسان ياسين" (70 عامًا) في 10 مايو/أيار الماضي، جراء إطلاق نار من طائرات كواد كابتر في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

وأفاد نجله "إبراهيم" لطاقم الأورومتوسطي بما يلي: "بعد ليلة طويلة لم نستطع النوم فيها بسبب استمرار القصف من الطيران الحربي والقذائف المدفعية بشكل جنوني، اتخذنا قرار الخروج من البيت والنزوح إلى مدرسة نزح إليها عمي.. خرجنا الساعة العاشرة صباح هذا اليوم، وقد كان جميع من بالمنطقة يُخليها، وطائرات الكوادكابتر تستهدف النازحين بالإضافة لقذائف المدفعية التي استهدفت نازحين كانوا يتواجدون في مدرسة "شهداء الزيتون" مما أدى لوقوع إصابات، اقتربت طائرة كواد كابتر منا، فهربت أنا وبقي والدي مكانه يحمل فراشه وغطاءه بحثًا عن المكان الآمن، فقامت الطائرة باستهدافه بشكل مباشر بطلق ناري فقتل فورًا، وأنا أُصبت في رأسي".

ووثق المرصد الأورومتوسطي مقتل "إبراهيم عزيز عطالله" بتاريخ 7 مايو/أيار الماضي، جراء إلقاء طائرة كواد كابتر إسرائيلية قنبلة تجاهه في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وأفاد "محمد مازن كرم"، ابن خال الشهيد، لطاقم الأورومتوسطي: "نحن من سكان منطقة اليرموك، كنت برفقة ابن خالي "إبراهيم عطا الله"، في شارع ما قبل مفترق "دولة" بحي الزيتون عند مسجد صلاح الدين، نبحث عن النحاس والبلاستيك لنبيعه ونعيل أسرنا، حركة الناس كانت طبيعية في المنطقة، عندما مررنا بشارع فرعي اقتربت منا طائرة كوادكابتر، وحذرته بعد أن لاحظتها للهرب والاختباء، ولكن هو ربما لم يسمعني أنادي لكون سمعه ضعيفًا، اتجهت أنا لأختبئ بزاوية وأخبرته أن يختبئ أيضًا، وفجأة سمعت صوت انفجار وسمعت صوت "إبراهيم" ينادي فأخبرته أن يختبئ يمينًا حتى يأتي أحد ليسعفنا، وقد رأيته وهو يُستهدف من الكوادكابتر بقنبلة أطلقتها، كان ذلك في الساعة التاسعة صباحًا وقد قتل بعد أن رأيته يتنفس في البداية".

وروى الشاب "كمال حامد الأسطل" (25 عامًا) لطاقم الأورومتوسطي كيف أُصيب بفعل طائرة كوادكابتر أطلقت عليه النار ثم قُصف عليه البيت في القرارة شرق خانيونس بتاريخ 9 مارس/آذار الماضي: "قتل أخي يوم 8 مارس 2024، جراء قصف إسرائيلي، ولم أستطع سحب جثمانه لدفنه إلا في اليوم التالي، فذهبت الساعة السابعة صباحًا أحضرت جثمانه ونقلته إلى مستشفى شهداء الأقصى وتم تكفينه ودفنه، ثم قررت العودة لتفقد البيت في منطقة القرارة، بعد أن تفقدت البيت وصعدت لسطح البيت الساعة 12:00 ظهرًا، اقتربت مني طائرة كوادكابتر، هربت منها بسرعة فاقتربت من الشباك وبدأت بإطلاق النار نحوي وعندما حاولت الهروب مجددًا، قام الطيران الحربي بقصف البيت وبقيت ما يقارب الخمس ساعات تحت الركام، وعندما حاولت الخروج وأخرجت ساقي، قصفتني الزنانة بصاروخ ولم يكن هناك أي شخص آخر بالمنطقة حتى جاء رجل وامرأته أخرجوني ونُقلت بعدها إلى مستشفى شهداء الأقصى، وقد كانت الساعة وقتها 5:00 عصرًا، أما طبيعة الإصابة فإن عظم ساقي تفتت ولم يعد موجودًا من الركبة، والعضلات تحتاج للتجميع بالإضافة لحروق في الوجه واليدين"

ووفقًا لتحقيقات أجراها المرصد الأورومتوسطي سابقًا، فإنه يشتبه باستخدام جيش الاحتلال لنظام (Smash dragon) من إنتاج شركة (Smart Shooter) الإسرائيلية والذي يمكن تزويده لطائرات مختلفة،Matrice 600،   و طائرة (ُThor) من تصنيع شركة (Elbit systems)، وهي طائرات مسيرة متعددة الاستخدامات وعالية القدرة على التحرك، ومصممة للتشغيل على المدى القصير، ويمكن لها أن تحمل  حمولات قاتلة أو غير قاتلة، وهي قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهمات للقوات الخاصة والعسكرية.

وسبق أن وثّق الأورومتوسطي مقتل عشرات المواطنين جراء إطلاق نار من هذه النوع من المسيرات، إما عن طريق إطلاق النار المباشر تجاه الأفراد، أو من خلال إطلاق النار العشوائي تجاه التجمعات، حيث يجري تركيب بندقية رشاشة أسفل الطائرة والتحكم فيها آليًّا.

وأكد المرصد الأورومتوسطي توثيقه عشرات حالات القتل والإصابة الأخرى لمدنيين فلسطينيين في عمليات قنص من جيش الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق النار من طائرات كوادكابتر المسيرة، أو من خلال إطلاقها صواريخ موجهة للأفراد منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، مع تزايدها خلال عمليات التوغل البري التي بدأت نهاية تشرين أول/أكتوبر الماضي، لا سيما في الأسابيع الأخيرة.

وتؤكد الشهادات التي جمعها الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم بشكل منهجي طائرات كوادكابتر في تنفيذ عمليات قتل عمدي وإعدام غير قانونية ضد المدنيين الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تشهد توغلات ومداهمات إسرائيلية ثم تتراجع عنها الآليات الإسرائيلية، بحيث تستهدف عبر هذا النوع من الطائرات أو القناصة الذين يكونون متخفين في المباني المدنيين الذين يحاولون العودة لتفقد منازلهم.

وأشار الأورومتوسطي إلى أنه يجري استخدام هذا النوع من الطائرات أيضًا لترويع الفلسطينيين وبث الرعب لديهم والتأثير سلبًا على صحتهم النفسية، من خلال إصدارها أصوات مرعبة، وتوجيهها أوامر الجنود، فضلًا عن وجودها المستمر في الأجواء.

وحوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض الطائرات المسيّرة التي أُنتجت للاستخدام بالأساس في أغراض التصوير والصناعات المختلفة إلى سلاح جوي استخباري ومن ثم وسيلة للقتل والإعدام خارج نطاق القانون والقضاء مثل طائرات شركة DJI.

وطائرات كواد كابتر هي طائرات مسيرة طورتها شركات صناعات عسكرية إسرائيلية بخصائص وميزات تكتيكية مختلفة، وهي رباعية المروحيات وصغيرة الحجم لا يتجاوز قطرها مترًا واحدًا، وهي سهلة البرمجة وتسيّر إلكترونيًا عن بُعد.

وهذا النوع من المسيّرات مزوّد بكاميرات ذات جودة عالية وأدوات تنصت دقيقة جدًا، ويمكنها القيام بمهام عسكرية إضافية، مثل إطلاق النار وحمل قنابل، كما أنه تم تصنيع العديد من الطائرات ال مسيّرة الإنتحارية .(Loitering weapon)  مثل طائرة (Spike Firefly) من تصنيع شركة (Rafael) الإسرائيليه

ويؤكد الأورومتوسطي أن الطائرات المسيّرة، على الرغم من أنها لا تعتبر في حد ذاتها من الأسلحة غير القانونية، مثل الأسلحة المحظورة دوليًّا، إلا أن استخدامها يجب أن يتم وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني المعمول بها في سياق النزاعات المسلحة، تمامًا مثل أي سلاح آخر يسمح باستخدامه. ويأتي على رأس هذه القواعد ضمان احترام مبادئ التمييز، والتناسبية، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة قبل تنفيذ الهجوم العسكري.

ويشدد الأورومتوسطي على أن الغرض الأساس من استخدام هذه الطائرات المسيرة كأسلحة في النزاعات المسلحة الأخرى كان لمنع أو تقليل وقوع ضحايا مدنيين في الهجمات العسكرية، نظرًا لطبيعة التكنولوجيا المتقدمة المميزة لهذه الطائرات المسيرة، ومزاياها غير المتاحة في أغلب الأسلحة الأخرى، مثل القدرة على الرصد بواسطة الكاميرات والمراقبة في الوقت الحقيقي، والقدرة على التصويب بدقة في الغالب بسبب طبيعة السلاح الذي تحمله، والقدرة على التتبع والتحرك السريع مع الهدف. مع ذلك، فإن هذه الميزات ذاتها تظهر أيضًا أن "إسرائيل" تستخدمها بشكل متعمد لاستهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث إن معظم الاستهدافات التي وقعت كانت في مناطق مفتوحة يسهل فيها تمييز المدنيين من المقاتلين.

وكانت تلك الطائرات تحلق فوق مناطق الاستهداف لفترات تمكنها من مراقبة وتقييم الأوضاع الميدانية، كما أن معظم حالات القتل التي نفذتها هذه الطائرات كانت باستخدام أعيرة نارية ذات مدى الاستهداف القصير والمباشر.

وكان المرصد الأورومتوسطي وثق في نهاية كانون أول/ديسمبر الماضي في ملف أولي قدمه إلى مقررين خاصين للأمم المتحدة ومدعى عام المحكمة الجنائية الدولية، عشرات جرائم القتل والإعدام المباشر غير القانونية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، داعيًا إلى التحقيق الفوري بها لمحاسبة مرتكبيها وإنصاف الضحايا.

وحثّ الأورومتوسطي الجهات المذكورة وغيرها من الأطراف الدولية، على إعلان موقف من مجمل عمليات القتل الواسعة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وبشكل خاص عمليات الإعدام والتصفية الجسدية في قطاع غزة.

كما طالب الأورومتوسطي بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالهجوم العسكري المتواصل على قطاع غزة، وتمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة التي تم تشكيلها من عام2021 من القيام بعملها، بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة وفتح التحقيقات اللازمة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع، بما في ذلك عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين عمدًا وتصفيتهم جسديًّا.

كما دعا الأورومتوسطي المقرر الخاص المعنيّ بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا لإجراء زيارة قُطرية إلى قطاع غزة في أقرب فرصة ممكنة من أجل التحقيق في جرائم القتل غير المشروعة التي تندرج ضمن ولايته الموضوعية.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن عمليات الإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء سواء بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة وحظر حرمانهم من هذا الحق على نحو تعسفي، وذلك وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما تعتبر من الانتهاكات الجسيمة وفقًا لاتفاقيات جنيف، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام رما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، وتشكل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: كواد كابتر جيش الاحتلال الأورومتوسطي جیش الاحتلال الإسرائیلی المدنیین الفلسطینیین المرصد الأورومتوسطی الطائرات المسی هذا النوع من من الطائرات إطلاق النار فی قطاع غزة طائرة کواد الطائرات ا کواد کابتر إطلاق نار من طائرات من خلال نار من رة على ومن ثم

إقرأ أيضاً:

بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟

تزدحم الصفحات الإسرائيلية الرسمية الناطقة بالعربية بالعديد من "التهاني" بحلول شهر رمضان المبارك، في محاولة لتحسين صورة الاحتلال عربيا وإسلاميا، ضمن جهود الدعاية المنظمة.

وتتبع أغلب هذه الصفحات إما لجيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة أو إلى جهات رسمية أخرى مثل وزارة الخارجية أو وزارة الإعلام والشتات.

عشية حلول شهر رمضان الكريم نتقدم بالتهاني لعموم المسلمين في اسرائيل والعالم قاطبة داعين من الله عز وجل ان تتنامى فيه الألفة بين القلوب وترفرف روح التعايش في المنطقة بأسرها.

نحن لسنا باولاد عمومة فحسب، انما جيران ايضا والله اوصى بسابع جار .
صياما مقبولا وذنبا مغفورا#رمضان_كريم pic.twitter.com/olutgS1fHe — إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) February 28, 2025
وتأتي هذه الدعوات رغم التحريض المباشر في "إسرائيل" منذ سنوات على قتل الفلسطينيين بمختلف أعمارهم، مع اعتبار أن كل غير اليهود من الممكن قتلهم.

بعد ثبوت رؤية هلال #شهر_رمضان نهنئ المسلمين بمناسبة الشهر الفضيل. اللهم صفّد شياطين ودواعش التنظيمات الإرهابية من حماس وحزب الله ووكلاء إيران وغيرهم من الارهابيين وابعد عن اهل الشرق الأوسط دعاة الخير والسلام الارهاب البغيض pic.twitter.com/CLno7coHas — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) February 28, 2025
"عدالة إلهية"
في شباط/ فبراير 2023 قارن الحاخام الإسرائيلي، شموئيل إلياهو، زلزال تركيا وسوريا بـ "غرق المصريين في البحر" وفق القصة التوراتية، قائلا إن الكارثة "عدالة إلهية".

وإلياهو رجل دين مشهور في "إسرائيل"، وهو مقرب من إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المستقيل، واعتبر في ذلك الوقت الكارثة الإنسانية التي لحقت بسوريا وتركيا بعد الزلزال بأنها "تطهر العالم وتجعله أفضل".

ونشر إلياهو تفسيراته للزلزال ضمن مقال في صحيفة "أولام كاتان"، وهي نشرة أسبوعية يمينية دينية ذات شعبية بين صفوف المتطرفين الإسرائيليين.


ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" مقال الحاخام الذي تضمن قوله: "ليس هناك شك في أن أولئك الذين رأوا المصريين يغرقون في البحر والذين لم يتذكروا الحدث بأكمله من البداية إلى النهاية كانوا سيمتلئون بشفقة كبيرة عليهم وسيحاولون إنقاذهم من الغرق".

وأضاف "لكن بني إسرائيل غنوا الأغاني لأنهم يعرفون المصريين، وفهموا أن هؤلاء الغرقى أرادوا قتل بعضهم والاستمرار في استعباد البقية، لقد غنوا الأغاني لأنهم فهموا أن هناك عدالة إلهية هنا تهدف إلى معاقبة المصريين الذين أغرقوا بني شعب إسرائيل في النيل، حتى يرى جميع الأشرار في العالم ويخافون".

وقال إلياهو: "الله يحكم على جميع الدول من حولنا التي أرادت غزو أرضنا عدة مرات ورمينا في البحر"، مهاجما سوريا وتركيا بالقول: "كل ما يحدث، يحدث من أجل تطهير العالم وجعله أفضل".

"اليهودي مقدس"
في آذار/ مارس 2023، قال الحاخام اليعازر ميلاميد، في كلمة تأبين لمستوطنين شقيقين قتلا في عملية نفذها مقاوم فلسطيني في بلدة حوارة بالضفة الغربية في 26 شباط/ فبراير من العام ذاته: إن "كل يهودي يُقتل لمجرد كونه يهوديا فهو مقدس".

ووسّع ميلاميد صفة القداسة لتشمل جميع المستوطنين، حيث قال "إذا كان هذا هو ما يقال عن كل يهودي، فمن المؤكد أنه ينبغي أن يقال عن المستوطنين الذين يعيشون في الخط الأمامي للاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وأضاف خلال كلمة التأبين "لم نعد إلى بلادنا لنطرد العرب من ديارهم، بل لجلب الخير والبركة للعالم، ويمكن للعرب أيضا الاستفادة من ذلك"، على حد زعمه.

وفي كلمة أخرى لميلاميد مع عدد من طلابه قال: "طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل، فإن أعداءنا مستمرون في الوجود هناك ويقتلوننا"، زاعما أن "حدود إسرائيل هي من نهر النيل في مصر حتى الفرات بالعراق، وأنه لم يتم الاستحواذ سوى على المنطقة المحيطة بنهر الأردن"، في إشارة إلى أرض فلسطين.

وقال ميلاميد: "أحيانا يسأل الأولاد الصغار أسئلة كبيرة بصدق ويفتحون الباب للتفكير العميق، فعندما التقيت مؤخرا بأولاد لإجراء محادثة، سأل أحدهم بجدية وألم: لماذا توجد هجمات إرهابية؟ لماذا يقتل اليهود الصالحون؟"، فأجابهم: "لأنه لا يوجد عدد كاف من اليهود في إسرائيل"، بحسب ما نقلت "القناة السابعة" حينها.

وأضاف: "لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل عموما وفي يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية) بشكل خاص، فكما قيل في التوراة: وإذا لم تترك سكان الأرض أمامك، فليكن أن تتركهم عبيدا في عينيك حتى لا يحاصرونك في الأرض التي تسكن فيها".

وتابع: "يعتقد البعض أن المشكلة خارجية، إذا لم يكن هناك أعداء في الأرض، فستنتهي المشاكل، ومع ذلك، فقد تعلمنا من التوراة أن الواقع هو عكس ذلك فإذا لم يكن هناك أعداء، فقد تنشأ مشاكل أكبر من البرية، فمن غير السار الاعتراف بأن القتال ضد العدو يصوغ إسرائيل ويوحدها، ومن يدري ما هي الأزمات والحروب الأهلية التي كنا سنخوضها بدونها. وبمعنى آخر، طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود للاستيطان في الأرض بأكملها بالطول والعرض، حتى لا تبقى أماكن مقفرة، فإن الله يرى في طريق الطبيعة أن الأعداء سيبقون في الأرض".

وأضاف أنه بعد أن يتكاثر اليهود سيكونون قادرين على التوسع تدريجياً نحو شرق الأردن وجميع أراضي "أرض الميعاد" في إشارة إلى كيان الاحتلال.

تمجيد غولدشتاين 
وفي ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي، أشاد الحاخام البارز في أوساط "الحريديم"، مئير مازوز، بالإرهابي باروخ غولدشتاين الذي قتل 27 مصليا فلسطينيًا عام 1994 في الحرم الإبراهيمي، معتبرا أن جريمته منعت "خطرًا كبيرًا".

وقال الحاخام مازوز: "في مغارة المكفيلة (الحرم الإبراهيمي) وضع العرب فؤوسا وبنادق وسكاكين تحت السجاد الذي يصلون عليه- وكان هناك خطر كبير جدا. وبفضل هذا اليهودي تم تجنب الخطر".
وهذا الموقف تكرر من قبل بن غفير التي وصف أيضا منفذ المجزرة بـ "الدكتور غولدشتاين"وأنه "البطل والقديس والطبيب الذي أنقذ حياة اليهود".

"شريعة الملك"
وفي مطلع عام 2023، أحدث الوزير الإسرائيلي السابق، عامي أيالون، ضجة عقب توثيقه السلبي في أحد كتبه، للقاء جمعه بالحاخام الهشير يتسحاق شابيرا، صاحب فتوى "قتل الأطفال العرب، لأنهم قد يكبرون ويصبحون أشرارا".


وفي ذلك اللقاء، الذي لم يُوضع تاريخ حدوثه، برر شابيرا فتواه بأنه "حسب التوراة والإجماع بين حكمائنا اليهود، فإن التحريم المطلق للقتل ينطبق على اليهود فقط، وليس على الوثنيين".

وجاءت هذه الفتوى ضمن "شريعة الملك" أو "توراة الملك" أو هو مصنف فقهي يهودي من تأليف الحاخامين شابيرا ويوسيف اليتسيور، اللذان أدارا في مستوطنة "يتسهار" في الضفة الغربية، ومدرسة دينية تدعى "مازال يوسف حيا".

ويضم الكتاب المنطلقات والقواعد الفكرية والأيديولوجية التي تدعو لاستباحة وسفك دماء الأغيار (الغوييم وتعني غير اليهود بشكل عام) على أيدي اليهود في أوقات السلم والحرب.

وحرر الكتاب بلغة عبرية قديمة، هو مزيج من أحكام منتقاة وفقا لمجموعة نصوص دينية، معتمدا على تفسيرات وأقوال فلاسفة وعلماء يهود متطرفين من عدة عصور، ويقدم أرضية عقائدية لجنود الاحتلال والمستوطنين تبيح قتل الفلسطينيين.

ويعتبر مؤلفو الكتاب أن "الله خلق هذا الكون من أجل اليهود فقط، وخلق باقي العالم الذي له منزلة البهائم لخدمة اليهود"، ويدعو الكتاب بوضوح إلى قتل وإبادة الفلسطينيين ويقدم أرضية دينية عقائدية تبيح سياسات وأعمال جيش الاحتلال ومستوطنيه تجاه الفلسطينيين.

ويستخلص المؤلّفان أنّ "اليهود يُسمح لهم بقتل الآخرين أكثر مما يسمح للأغيار بقتل أناس من الأغيار الآخرين"، ويتم التركيز في الفصل الرابع على استباحة دماء غير اليهود.

ويتناول الفصل الخامس من الكتاب احكام قتل غير اليهود في الحروب، ويشير إلى "وجوب قتل أيِّ مواطن في المنطقة المعادية يشجع المقاتلين أو يعبر عن رضاه عن أعماله، وجواز قتل مواطني الدولة أو المنطقة المعادية وإن كانوا لا يشجعون دولتهم في أعمال الحرب".

ويبرر الكتاب جواز القتل بأن "الشريعة اليهودية تعتقد أنهم يرغبون في أوقات السلم بسفك دماء اليهود، فيما ويتعاظم هذا الاعتقاد برغبتهم في سفك دماء اليهود في حالة الحرب".

قتل الجميع
في آذار/ مارس 2024، وخلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، دعا حاخام في مدينة يافا إلياهو مالي، إلى "إبادة كل سكان قطاع غزة، بمن في ذلك الأطفال والنساء والمسنين".

وقال الحاخام إلياهو مالي مدير المدرسة الدينية في يافا، التي يخدم طلابها في جيش الاحتلال إنه "يجب اتباع مبدأ (لا تدع نفسا على قيد الحياة) و(إذا لم تقتلهم سيقتلونك)".

وفي اجتماع للمدارس الدينية، اعتبر أن "مخربي اليوم هم الأطفال الذين تركتهم على قيد الحياة في المعركة السابقة"، عندما سئل عن قتل أطفال غزة.

أما عن النساء فقال الحاخام: "هن من ينتجن المخربين"، مضيفا أن "من يشكل خطرا عليك ليس فقط الفتيان في عمر 14 أو 16 ومن يرفع السلاح بوجهك، بل جيل المستقبل ومن ينتجن جيل المستقبل، فالحقيقة لا يوجد فرق بينهم".

وعن المسنين أضاف: "أحكام المدنيين في غزة تختلف عن أحكام المدنيين في مناطق أخرى، ففي غزة وفق التقديرات ما بين 95 إلى 98 بالمئة يؤيدون إبادتنا".

الإبادة بالصواريخ
رغم أن كل هذه الدعوات جاءت في السنوات الأخيرة مع تصاعد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الفتاوى والدعوات التحريضة على القتل جاءت من الحاخام الأشهر في "إسرائيل" وهو عوفاديا يوسف.

ويعد يوسف الزعيم الروحي لحزب "شاس" لليهود الشرقيين ومؤسسه، وهو الحاخام الذي عرف بمواقفه العنصرية المتشددة نحو الفلسطينيين والعرب، فضلا عن معارضته الشديدة للمس بالقضايا المحورية في الصراع مع العرب وأهمها القدس والمستوطنات وعودة اللاجئين.

وعرف عن عوفاديا كرهه الشديد للعرب الذي بلغ حد دعوته إلى إبادتهم جميعا بالصواريخ، ففيتموز/ يوليو 2001 دعا إلى "إبادة العرب بالصواريخ"، وأضاف في "عظة" السبت في كنيس بالقدس بمناسبة عيد الفصح اليهودي أن العرب "يجب ألا نرأف بهم، ولا بد من قصفهم بالصواريخ وإبادة هؤلاء الأشرار والملعونين".

وقال لأتباعه إن "العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل.. عليهم أن يذهبوا إلى الجحيم".


وبعد ذلك في عام 2004، قال يوسف في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلا من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".

وكان يوسف قد أثار عام 2005 عاصفة من الانتقادات في "إسرائيل" عندما "دعا الله في خطبة دينية أن يقضي على رئيس الوزراء السابق أرييل شارون بسبب خطته للانسحاب من قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يوسع عدوانه علي الضفة.. و«أصدقاء صهيون» تضغط علي ترامب
  • الأورومتوسطي: الاحتلال يواصل سياسة الإبادة والتجويع في غزة
  • انقطاع المياه عن محطة دير البلح بغزة بسبب عطل فني.. والاحتلال يمنع إصلاحه
  • الأورومتوسطي: إغلاق معابر غزة تصعيد خطير يكرس التجويع كأداة إبادة جماعية
  • الأورومتوسطي .. قطع المساعدات الإنسانية يؤكد النية المبيتة لاستمرار جريمة الإبادة وسط صمت دولي
  • الصين تبني حاملة طائرات ضخمة تنافس الأسطول الأمريكي
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • إصابتان إثر قصف شقة سكنية في رفح وانتشال 4 شهداء بغزة
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!