#سواليف

نشرت صحيفة ” الغارديان” تقريراً أعده جيسون بيرك، مراسل الشؤون الأمنية الدولية، قال فيه إن “حماس” لا تزال قوية في المناطق التي قال الجيش الإسرائيلي إنه “طهّرها” في شمال غزة.

ويرى خبراء أن قدرة “حماس” على العودة لمناطق أجبرت بداية الحرب على الانسحاب منها يهدد بـ “حرب لا نهاية لها”.

ويعتقد المحللون أن عدد عناصر “حماس” في مناطق الشمال، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنه طهّرها، ربما كان أكبر مما هو موجود في رفح، جنوبي غزة، التي تزعم إسرائيل أنها “آخر معاقل” الحركة.

مقالات ذات صلة حماس: إسرائيل غير جادة في التوصل إلى صفقة 2024/06/04 ميليشتاين: “حماس” لديها الكثير من السلاح، ويمكنك أخذ ولد عمره 16 أو 17 عاماً، ومنحه بندقية، أو قنبلة يدوية، وسيكون لديك مقاتل

ويعتقد أن أكثر من مليون غزي غادروا رفح بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات لهم، وفي أكبر موجة نزوح منذ بداية الحرب، قبل عدة أشهر.

وظل الجيش الإسرائيلي يردد مراراً أن “حماس” لديها أربع كتائب في رفح، التي توغّلَ فيها، إلا أنه يقاتل الآن في جباليا، ثاني أكبر المخيمات عدداً للسكان قبل الحرب في غزة. وخاض الجيش، في الشهر الماضي، معارك وصفها بأنها “الأشد شراسة”، والتي واجهها منذ بداية الحرب، قبل تسعة أشهر تقريباً.

وقال إيال حالوطا، مدير مجلس الأمن القومي ما بين 2021- 2023: “علينا تذكر أن هناك مزيداً من مقاتلي “حماس” المسلحين في شمال غزة، وبالمناطق التي خرج منها الجيش الإسرائيلي أكثر من رفح. وهذه هي أرقام الجيش الإسرائيلي، ولهذا السبب كان عليه العودة إلى جباليا والزيتون. “حماس” تسيطر على هاتين المنطقتين”. وزعم المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن العملية الحالية في رفح ستحقق أهداف الحرب بتدمير قدرات “حماس”، ومنعها من تهديد إسرائيل، وتحرير الأسرى الإسرائيليين لديها. ويعلق بيرك بأن المعارك بين قوات خفيفة متحركة لـ “حماس” والقوات الإسرائيلية القوية تؤكد قدرة “حماس” على العودة إلى أجزاء من غزة، والتي أجبرت على الانسحاب منها بداية الحرب، ما يهدّد بنزاع طويل يستمر أشهراً، بل سنوات، في وقت تحاول فيه إسرائيل قمع مقاومة عنيدة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن “حماس كانت تسيطر بالكامل على جباليا، قبل وصولنا بأيام قليلة”، وبعد أربعة أشهر من زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري أن المسلحين يعملون بطريقة متفرقة، و”بدون قيادات”.

وأنهى الجيش الإسرائيلي عمليته في جباليا الأسبوع الماضي، لكن لا يعرف إنْ كان قد هَزَمَ المقاتلين، أم أنهم انتقلوا لأماكن أخرى.

وعودة “حماس” ليست مقتصرة على الجانب العسكري، بل والقيام بجهود حثيثة للحفاظ على سلطتها في المجال المدني. ويقول ميخائيل ميليشتاين، من مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا: “هذا ليس نوعاً من حكومة ظل، بل السلطة المهيمنة البارزة في غزة، وهي “حماس”، وقادة “حماس” مَرِنون، وتكيّفوا مع الوضع الجديد”.

وسيطرت “حماس” على القطاع منذ عام 2007، حيث قال سكان جباليا إنهم شاهدوا مسؤولي “حماس” وهم يحرسون الأسواق، ويفرضون الأسعار على البضائع الرئيسية، وينظمون عمليات توزيع المساعدات.

وقال جو شمالة (26 عاماً)، والذي فرّ من المخيم: “كانت هناك سيطرة لحماس عبر الشرطة، ولكن بدون ظهور لأنها مستهدفة، وكانوا يقومون بالواجبات الأساسية، وليس مثل الوضع قبل الحرب”.

وأدارت “حماس” مؤسسات مدنية أخرى، وإن بدون ظهور، ولكن بطريقة فعالة للحكم.

ويعلق بيرك بأن المصاعب التي تواجه الجيش الإسرائيلي بهزيمة “حماس”، ربما لم يدفعها للموافقة على مبادرة بايدن لوقف إطلاق النار.

ويزعم الكاتب، نقلاً عن مصادر، أن يحيى السنوار، زعيم “حماس” في غزة يعتقد أن الأزمة الإنسانية في غزة، والغضب الدولي المتزايد من إسرائيل حول العالم، يعتبران مصدر قوة لحركته.

وطلب مدعي عام “المحكمة الجنائية الدولية”، كريم خان، من قضاة المحكمة إصدار مذكرات اعتقال للسنوار والزعيم العسكري محمد الضيف وإسماعيل هنية ونتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقال المصدر: “يعتقد السنوار والضيف أنهما سيموتان في الحرب، أو ستقتلهما إسرائيل، ولا يحترمان أي شيء مثل “الجنائية الدولية”، وربما كانت التهم إزعاجاً ثانوياً لهنية، إلا أن هناك عدة أماكن سيجدها آمنة له من الاعتقال”.

وقتل أكثر من 36,000 شخص منذ بداية الحرب، ومعظمهم من النساء والأطفال. وهناك من يحذر من قدرة “حماس” على التجنيد وإعادة قوتها، ومواصلة حرب استنزاف، كقوة حرب عصابات، وببعض الدعم من سكان القطاع، البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة.

بيرك: المعارك بين قوات خفيفة متحركة لـ “حماس” والقوات الإسرائيلية القوية تؤكد قدرة “حماس” على العودة إلى أجزاء من غزة، ما يهدّد بنزاع طويل

ويقول ميليشتاين: “تقييمي الحذر هو أن “حماس” لديها الكثير من السلاح، ويمكنك أخذ ولد عمره 16 أو 17 عاماً، ومنحه بندقية، أو قنبلة يدوية، وسيكون لديك مقاتل”.

ويرى مخيمر أبو سعدة، الباحث في العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، أن العدد الكبير من الضحايا سيحفز على المزيد من التجنيد، و”هناك اعتقاد بأن إسرائيل ليست في حرب مع “حماس” ولكن مع الشعب الفلسطيني”.

و”لن تعلن حماس النصر، ليس بعد كل هذا الموت والدمار، ولكنها لن تستسلم، هذا ليس في قاموسهم”.

ورفض نتنياهو تقديم خطة لما بعد الحرب، خشية أن يُغضِب حلفاءه من اليمين المتطرف، مع أن عدداً من المسؤولين الأمريكيين حذّروا من الفراغ الأمني بمناطق في غزة، وقد يكون هزيمة إستراتيجية.

وحذّر وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن من فراغ يقود للفوضى، وأن “حماس” قد تملأه.

وقال ماكس بوت، المعلق في صحيفة “واشنطن بوست”، ومؤلف كتاب عن حرب العصابات، إن مسؤولين أخبروه قائلين: “يظهر الإسرائيليون عدم قدرتهم على القيام بمكافحة التمرد”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الجیش الإسرائیلی بدایة الحرب أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة، إذا لم تطلق حركة حماس ما تبقى من رهائن إسرائيليين محتجزين لديها. وتخطط إسرائيل فعلاً لذلك.

دمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية

وكتب دوف ليبر وآنات بيليد في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن إسرائيل أعدت خططاً لسلسلة خطوات تصعيدية، بهدف الضغط على حماس، بعد توقف المفاوضات لتمديد المرحلة الأولى من وقف النار التي امتدت سبعة أسابيع، ما قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت 16 شهراً. وقف السلع والإمدادات

وبدأت الخطوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بوقف دخول السلع والإمدادات إلى غزة. وستشمل الإجراءات التالية قطع الكهرباء والمياه، وفق ما أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أضاف أن هذه الخطوات نوقشت في اجتماع الكابينيت الأسبوع الماضي.
وإذا أخفقت هذه الخطوات، فإن إسرائيل يمكنها اللجوء إلى حملة من الغارات الجوية، وعمليات المداهمة التكتيكية ضد أهداف لحماس، حسب محلل أمني إسرائيلي مطلع، ومن ثم، يمكن لإسرائيل أن تهجّر مجدداً مئات آلاف الفلسطينيين، الذين استفادوا من وقف النار للعودة إلى منازلهم في الشطر الشمالي من القطاع.

هجوم أقوى

واستناداً إلى مطلعين على الخطة الإسرائيلية، فقد تهاجم إسرائيل القطاع بقوة عسكرية أكبر من تلك التي زجت بها في النزاع حتى الآن، مع نية احتلال فعال في الوقت الذي تهاجم فيه بقايا حماس.

As cease-fire talks stall, Israel has charted a course for gradually increasing pressure on Hamas to the point of another invasion of the Gaza Strip https://t.co/2H47GxXetX

— The Wall Street Journal (@WSJ) March 8, 2025

وفي إسرائيل، هناك كثيرون يشعرون بأن هجوماً آخر على غزة، لا يمكن تجنبه. ويقول المسؤول السابق في البنتاغون مايكل ماكوفسكي، الذي يتولى الآن منصب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، في واشنطن: "هناك تصميم على العودة والقضاء على حماس مهما حدث. وأعتقد أن إسرائيل ستدخل المنطقة بقوة وحزم".
ويأتي هذا التخطيط في الوقت الذي وصلت فيه إسرائيل وحماس إلى مرحلة محورية في المحادثات، حيث يطرح الطرفان العدوان مواقف متعارضة تماماً من القضايا الجوهرية في الحرب، ما يعرقل الجهود الرامية إلى مواصلة المفاوضات.
وتريد إسرائيل من حماس إطلاق عشرات الرهائن الذين لا يزالون في حوزتها، الأمر الذي تقول الحركة إنها ستقدم عليه فقط عند نهاية دائمة للقتال، وهو ما ترفضه الدولة العبرية. وتطالب تل أبيب أيضاً حماس بالتخلي عن السلطة وعن سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة المصنفة على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة.
وفي خطوة انتقالية، تقترح إسرائيل تمديد وقف النار شهراً، إذا واصلت حماس إطلاق الرهائن، وحددت السبت، أمس مهلة أخيرة للحركة لتلبي مطالبها. وإذا لم تفعل، فإن إسرائيل قالت للوسطاء في اتفاق وقف النار، إنها ستصعد معاقبة حماس تدريجياً وصولاً إلى العودة الشاملة للحرب.

BREAKING: @elianayjohnson with the Washington Free Beacon reports that Israel plans massive Gaza offensive in 4–6 weeks with 50,000+ troops to eliminate Hamas:

Israeli FM: "We will open the gates of hell on Hamas again." pic.twitter.com/0ZdsJ9tTQt

— Eyal Yakoby (@EYakoby) February 28, 2025

وتصر حماس على بدء المفاوضات حول وضع حد نهائي للحرب، وترفض مناقشة نزع سلاحها، حسب  الوسطاء.

ترامب نفد صبره

وأظهر ترامب في الأسبوع الماضي علامات على نفاد صبره بعد التأخير. وحذر حماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء، ، فقال لها إذا لم تطلق جميع الرهائن المتبقين في غزة فوراً، "فإنكم ميتون!". وبعد يوم واحد، اقترح ترامب ومبعوثه ويتكوف، أن تتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل، إجراءً مشتركاً ضد حماس.
ويقول محللون أمنيون، إن إسرائيل في موقع أفضل بكثير للدخول إلى غزة، أكثر بكثير مما كانت عليه عند بداية الحرب. فقد أعادت ملء مستودعاتها بالذخائر، وزال ضغط إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كما أنها لن تحتاج إلى تموضع أعداد كبيرة من جنودها على حدودها الشمالية تحسباً لهجوم من حزب الله، الذي فرضت عليه إسرائيل وقفاً للنار بعد حملة عسكرية شرسة.
ودمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية، بما فيها منشآت لصنع الأسلحة وأنفاقاً رئيسية تستخدم للربط بين المواقع العسكرية المهمة. ومُنعت الحركة من الحصول على مساعدة من الخارج، وتعتقد إسرائل أنها قتلت 20 ألف مقاتل، بينهم قادة كبار. وبينما جندت حماس آلافاً إضافية، فإن هؤلاء لا يملكون الخبرة وسيتدربون في أوقات عصيبة قد يتحولون معها إلى أهداف.
وأوضح المحلل الأمني المطلع على التخطيط الإسرائيلي، إن المراحل الأولية للتصعيد قد تستغرق شهرين، في وقت تبدأ إسرائيل خلالها تعبئة قواتها لشن غزو واسع بوجود أعداد كافية من الجنود للإمساك بالأرض.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف أميدرور، عن أي جهد للقضاء على حماس عسكرياً: "لا سبيل إلى تحقيق ذلك دون احتلال غزة". وأضاف أن إسرائيل ستحتاج إلى ستة أشهر على الأقل أو إلى عام، لإخضاع الحركة.
أما المحللة الفلسطينية البارزة لدى مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى فقالت، إنه رغم الضعف الذي يعتري حماس، فمن المرجح أن تنجو الحركة من جولة قتال  أخرى.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: إسرائيل متمسكة باستدامة حرب غزة والمرحلة الثانية غير مطروحة
  • شقيق أسير قُتل في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بقتله
  • الجيش اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أحد عسكريينا وينقله إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • إسرائيل توقف إمداد غزة بالكهرباء قبل محادثات التهدئة الجديدة
  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • اشتباه بتجسس سموتريتش على الجيش الإسرائيلي وحصوله على تسريبات
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة