مع اقتراب عيد الأضحى.. ما شروط وسنن الأضحية لغير الحاج؟
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
في كل عام، يأتي عيد الأضحى المبارك ليجلب معه الفرحة والسرور للمسلمين حول العالم، وبينما يحتفل الحجاج بتأدية مناسكهم في مكة المكرمة، تكون الأضحية لغير الحاج من طرق الاحتفال بالعيد لمن لم يتمكن من زيارة بيت الله الحرام، وهناك فضل وثواب ورد في الشريعة لمن يضحي وهو غير حاج، وهي من الأمور التي يهتم العديد من المسلمين بمعرفتها، وفي السطور التالية توضح «الوطن» فضل وشروط وثواب الأضحية لغير الحاج، وما ورد عنها في السنة النبوية.
ونشرت دار الإفتاء المصرية، فتوى عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، حول الأضحية لغير الحاج، وأوضحت من خلالها الفضل والثواب الذي يحصل عليه العبد في هذه الحالة، أيضا ما جاء عنها في السنة النبوية الشريفة، وأكدت الإفتاء أن الأضحية سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وأنها تحمل قيمة كبيرة في عبادة المسلمين؛ فإهمال الأضحية وتركها إذا كان المرء قادرًا عليها يُعتبر إهمالًا لخير عظيم، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».
وأوضحت الإفتاء، أن هناك شروطا وردت حول الأضحية لغير الحاج منها أن يكون الحيوان المختار سليمًا وخاليا من العيوب، وأن يكون حيًّا وأن يبلغ سن الأضحية، وأن يكون ملك المضحي، وأن ينوي بها التقرب إلى الله تعالى، أما عن وقت الأضحية، فهو يكون في الفترة بين صلاة عيد الأضحى وحتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ولا بد أن يحرص العبد على أن تكون أضحيته خلال تلك الفترة، أما عن توزيع اللحوم فيستحب أن يتم تقسيمها لأثلاث، ويحصل المضحي على ثلث، ويحصل الفقراء على ثلث، ويكون هناك ثلث للهدية بين المواطنين.
سنن الأضحية لغير الحاجولفتت الإفتاء إلى وجود سنن وردت حول الأضحية لغير الحاج؛ أولها أن يقوم المواطن بذبح الحيوان بنفسه إن كان قادرًا على ذلك؛ لما في ذلك من قربة ومباشرة للقربة أفضل من تفويض شخص آخر بذلك، ومن أبرز الأمور التي وردت في السنة التسمية عند الذبح، فهي عبارة عن تعبير عن القربة والتقرب إلى الله.
وأوضحت الإفتاء، أنه من المستحب أن يردد المسلم عند النحر الدعاء التالي: «اللهم منك ولك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين».
وأشارت في حديثها عن سنن الأضحية لغير الحاج، إلى قص الشعر والأظافر، إذ قالت إنه من المهم ألا يزيل الشخص شعره أو أظفاره من أول ليلة من عشر ذي الحجة وذلك حتى ينتهي من النحر، كما لفتت الإفتاء إلى أنه من المستحب أن يبادر المضحي بالأضحية ويسرع بها قبل غيرها من وعبادات العيد وأيام التشريق لابتدار الخير، مشيرة لقوله تعالى في الآية رقم 133 من سورة آل عمران: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سنن الأضحية الأضحية عيد الأضحى
إقرأ أيضاً:
حكم المشاركة في التحديات والألعاب الرياضية العنيفة
أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم المشاركة في التحديات والألعاب العنيفة، مؤكدة أنها لا تجوز بسبب ما يترتب عليها من إلحاق الضرر بالنفس أو الغير، ولكن إن أُدِّيت تلك الألعاب داخل إطار الجهات المعنية أو الاتحادات الوطنية المنظمة للألعاب الرياضية أو لدى المدربين المعتمدين والمتخصصين أُبِيحَت حينئذٍ، مع ضرورة مراعاة معايير السلامة والوقاية وفقًا للوائح والقوانين المنظمة لذلك.
حفظ النفس الإنسانية من مقاصد الشريعة الإسلاميةوقالت الإفتاء إنه من الضروريات التي أمر الشرع الشريف بالمحافظة عليها والعناية بها حفظُ النفس الإنسانية بما يشمل حفظ الجسد علاجًا ووقاية وترقية.
يقول الإمام الغزالي في "المستصفى" (ص: 174، ط. دار الكتب العلمية): [مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكلُّ ما يتضمَّن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوِّت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعها مصلحة] اهـ.
حث الإسلام على ممارسة الأنشطة الرياضية
وأمدت الإفتاء أن الشرع الشريف حث على ممارسة الأنشطة الرياضية عمومًا؛ لما لها من فوائد تعود على الإنسان، من تقوية البدن والأعضاء ونحو ذلك؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ» رواه ابن ماجه في "سننه".
قال العلامة المُناوي في "فيض القدير" (4/ 327، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«علِّموا أبناءكم السِّباحة» بالكسر: العوم؛ لأنه منجاة من الهلاك، وقيل لأبي هاشم الصوفي: فيم كنت؟ قال: في تعليم ما لا ينسى، وليس لشيء من الحيوان عنه غنى، قيل: ما هو؟ قال: السباحة. وقال عبد الملك للشعبي: عَلِّم ولدي العوم، فإنهم يجدون مَن يكتب عنهم ولا يجدون مَن يسبح عنهم، وقد غرقت سفينة فيها جماعة من قريش، فلم يعطب ممن كان يسبح إلَّا واحدٌ، ولم ينج ممن كان لا يسبح إلَّا واحدٌ، (والرمي) بالسهام ونحوها؛ لما فيه من الدفع عن مهجته وحريمه عند لقاء العدو] اهـ.
حكم ممارسة الألعاب الرياضية
وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنهما: "أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمُ الْعَوْمَ، وَمُقَاتِلَتَكُمُ الرَّمْيَ" أخرجه الإمام أحمد في "المُسند"، وابن حبَّان في "صحيحه".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَدخلُ علينا ولي أخٌ صغير يُكنَّى أبا عُميرٍ، وكان له نُغَرٌ يلعبُ به فمات، فدَخَلَ عليه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ذاتَ يومٍ فرآه حزينًا، فقال: «ما شأنه؟» قالوا: مات نُغَرُه، فقال: «يا أبا عُميرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» متَّفقٌ عليه. والنُّغَرُ: البلبل -طائر يشبه العصفور-.