القسام تستهدف حفار عسكري ودبابتين ميركفاه جنوب قطاع غزة بقذائف الياسين
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
سرايا - أعلنت كتائب القسام عن استهداف حفار عسكري ودبابتين صهيونيتين من نوع "ميركفاه" بقذائف "الياسين 105" في مخيم يبنا بمدينة رفح جنوب قطاع غزة .
إقرأ أيضاً : وزير الخارجية المصري: معبر رفح أصبح مسرحا للعمليات العسكرية وإغلاقه يعيق إدخال المساعدات إلى غزةإقرأ أيضاً : 7 مجازر في غزة خلال 24 ساعة لليوم 242 على العدوانإقرأ أيضاً : بعد تهديدات بن غفير وسموتريتش بإسقاط الحكومة .
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
المقاومة من غزة: “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”.. برجماتيةُ الصورة ودلائلُ الرموز
يمانيون../
جاء المشهدُ العام خلال مراسم عملية تسليم الأسرى الصهاينة، الدفعة الخامسة، كاشفًا عن صورةٍ حرصت المقاومةُ الإسلامية في غزة على أن تظهرها للعالم بأسره سواءً من كان معها أَو ضدها، بأنها هي من تمسك بزمام الأمور والقادرة على تنظيم هذه العملية التي تذكّر بعملياتٍ سابقة أثارت دهشة العالم وحفيظة أمريكا و”إسرائيل”.
في تفاصيل المشهد؛ مع سطوع شمس السبت، الـ 8 من فبراير الجاري، توافد الآلاف من جمهورٍ كبيرٍ احتشدوا إلى ساحة المسرح الواقعي، لرؤية هذه العملية عن قرب.. في المشهد ظهرت المِنصة أمامهم بما فيها من صورٍ وكتاباتٍ ورموز، وطاولةٍ خشبية غطيت بقماشٍ مموَّه، ربما أنها ذات الطاولة التي تابعناها في مشاهِدَ سابقة.
رفع المجاهدون لافتةً كبيرة كخلفيةٍ للمسرح، كتب عليها: “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”، هذه العبارة، كتبتها “القسام” باللغات الثلاث “العربية والعبرية والإنجليزية”، بينما حملت صورةً للعَلَم الفلسطيني إلى جانب “قبضة يد”.
ومن ساحة النصر بمدينة “دير البلح” وسط قطاع غزة، كان من أبرز اللافتات التي وُضعت بعرض وأسفل المنصة صورة المجرم “نتنياهو” وجواره دبابات ومدرعات صهيونية مدمّـرة، فيما تتوسط اللافتة بالعبرية عبارة: “نتسحون محلات”، وتعني “النصر المطلق”، والذي ظهر في قلبه “السهم أَو المثلث المقلوب” الذي اشتهرت فيه “القسام” خلال طوفان الأقصى.
قراءة في دلائل الرموز والكلمات وخلفيات الصور:
وفي قراءةٍ لدلائل وخلفيات المشهد، تشير كُـلّ المعطيات إلى أن كُـلّ ما يصدر عن المقاومة في غزة يحمل رسائل سياسية وأمنية محسوبة، تعكس موازين القوى على الأرض، فعندما تقول: “نحن الطوفان.. ونحن اليوم التالي”، فهي تقدم إجَابَة واضحة على سؤال طرحه الاحتلال وحلفاؤه منذ اليوم الأول للعدوان مفاده: من سيكون في اليوم التالي في غزة؟
وبحسب مراقبين فَــإنَّ رسالة المشهد جاءت لتحسم قضية “اليوم التالي”، ولتجيب على أنه سيكون لـ “حماس والمقاومة”، وكذا لكتائب “القسام” التي قادت المعركة وبقيت صامدة رغم كُـلّ محاولات استئصالها، وهذا الإعلان يؤكّـد فشل المشروع الصهيوني الذي سعى لتغيير الواقع السياسي في غزة، ويكرس حقيقة أن الاحتلال لم يحقّق أهدافه.
ويُعد استحضار مصطلح “الطوفان” مجدّدًا في هذا التوقيت بالتزامن مع تنفيذ عمليات تبادل الأسرى فيه انعكاس لمعادلة صراعٍ جديدة، تثبت فيها المقاومة أنها الأكثر تأثيرًا في رسم المشهد السياسي والأمني في المستقبل.
وعلى المستوى الدولي، يأتي هذا الإعلانُ في تفاصيل المشهد، كردٍّ مباشر على دعوات التهجير والتصريحات الأمريكية بما فيها موقف المعتوه “ترامب” الذي يسعى إلى إعادة هندسة مستقبل غزة سياسيًّا وديمغرافيًّا، وهي رسالة مقصودة لهم: “إن رجال الطوفان باقون في أرضهم، ولن يسمحوا بأية مشاريع تتجاوز إرادَة شعبهم”.
ومنذ 25 يناير المنصرم، يروج “ترامب” لمخطّط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أُخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
ولعل هذه المشاهد التي خرجت من قطاع غزة لقوة التنظيم والترتيب، توجّـه العديد من الرسائل إلى قادة كيان الاحتلال في كُـلّ المستويات “العسكرية السياسية والأمنية”، بأن “النصر المطلق” الذي كان يتحدث “نتنياهو” عنه قد انهار وتكسر في قطاع غزة، وتقول للمجرم “سموتريتش” الذي طالب بالعودة إلى القطاع والانتصار على “حماس” وتدميرها: “تعال إن استطعت.. نحن بالانتظار”.
العدوّ يرسل رسائل شديدة اللهجة للوسطاء: لا نريد تكرار هذه المشاهد:
في الإطار؛ وعلى المقلب الآخر؛ وبعد تسلم كيان العدوّ أسراه الثلاثة، توالت ردود الفعل السياسية والشعبيّة داخل الكيان حول المشاهد المتعلقة بالإفراج، وعلق المستوطنون الصهاينة سواء على مستوى سياسي أَو شعبي على مشهدين.
المشهد الأول، إجراء أبطال المقاومة مقابلات مباشرة أمام الإعلام باللغة العبرية مع المحتجزين والإفادات التي أدلوا بها فيما تعلق بما سموه بمعاملة حماس الجيدة معهم طيلة فترة الاحتجاز، ومنها شهادتهم بتقطير الغذاء والماء والدواء بشكلٍ دوري، فضلًا عما ذكروا فيما تعلق بدعوتهم لرئيس الحكومة “نتنياهو” بضرورة إتمام الاتّفاق في كُـلّ مراحله؛ مِن أجلِ الإفراج عن المحتجزين والرهائن.
أما الموضوع الآخر، فكان متعلقًا بهذه الصور والمشاهد التي أظهرت الحالة الصحية السيئة لهؤلاء المحتجزين، والذي جاء في عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه وضع صحي صعب لهؤلاء المحتجزين، حَيثُ أكّـد ما يسمى “منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين”، والمعارضة داخل الكيان، بأن هذه المشاهد هي دليل على وجوب أن يقوم “نتنياهو” بالمفاوضات بشكلٍ فوري؛ مِن أجلِ إتمام المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار، والذي يشمل التفاوض على باقي المحتجزين الإسرائيليين.
في الجهة المقابلة، ذكر مكتب رئاسة حكومة كيان العدوّ بأن “إسرائيل ستدرس اتِّخاذ خطوات ردًّا على هذه المشاهد من قطاع غزة وسائل الإعلام الإسرائيلية”، وذكرت وسائل إعلام عبرية، بأن “إسرائيل أرسلت رسائل شديدة لهجة للوسطاء؛ مِن أجلِ عدم تكرار هذه المشاهد داخل قطاع غزة”.
ما يسمى وزير خارجية الكيان الإسرائيلي “جدعون ساعر” ذكر بأن “هذه المشاهد تدل على أن عناصر حركة حماس كانوا يعيشون بشكلٍ جيد، وَأَيْـضًا السكان في غزة، بينما الرهائن يعانون من الجوع”، حَــدّ وصفه.
غير أن الجميع داخل الكيان المحتلّ، يجمع تقريبًا بأن هذه المشاهد هي مشاهد صعبة لقادة الكيان وصفعة للمجرم “نتنياهو” تدفعهُ هذه المشاهد باتّجاه أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بإتمام الاتّفاق.
يأتي هذا في سياق تلاشي القلق من إمْكَانية إتمام المرحلة الثانية، خُصُوصًا بعد تراجع “ترامب” و”نتنياهو” وتأجيل موضوع التصريحات الأمريكية الإسرائيلية خلال لقائه بالرئيس الأمريكي “ترامب”، والتي ركزت على قضية تهجير الفلسطينيين من داخل قطاع غزة، ما قرأتهُ عائلات الرهائن المحتجزين على أنه احتمال أن يؤثر ذلك على مستقبل المفاوضات داخل قطاع غزة.
برجماتية الصورة تضاعف الضغط على لعدو:
في السياق؛ تشير المعطيات إلى أن اختيار المقاومة لهذه العبارات والرموز جاء بعد أَيَّـام من أنباء تداولتها هيئة البث العبرية حول قبول “إسرائيل” بمغادرة جميع أَو بعض قادة “حماس” من قطاع غزة إلى دولٍ أُخرى، في ضوء حديث الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن فرض تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن وأماكن أُخرى من العالم.
ويؤكّـد مراقبون أن الصورة التي ظهرت بها مراسم التسليم ضاعفت من الضغط على قادة الكيان والشارع الصهيوني عُمُـومًا، كما تعاملت المقاومة مع برجماتية الصورة بشكلٍ حرفي، عندما نشرت “القسام” عددًا من عناصرها ملثمين ومسلحين ببنادق رشاشة، مما اغتنموها خلال المعركة.
كما زُينت المنصة بصور العديد من قادة الحركة الذين اغتالهم العدوّ خلال الحرب من بينهم القائد العام لكتائب القسام “محمد الضيف ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري”، إلى جانب صورة الفقيدين رئيس المكتب السياسي “إسماعيل هنية ورئيس الحركة يحيى السنوار”.
وكذا أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام “مروان عيسى وأيمن نوفل وغازي أبو طماعة ورائد ثابت”، إذ لم تخلُ الساحةُ والمِنصة من رموز وكلمات عبرية ذات دلالة، كما في كُـلّ الدفعات الـ4 السابقة لتبادل الأسرى.
إلى ذلك، ووفقًا لمؤسّسات حقوقية فلسطينية، يعتقل كيان الاحتلال في سجونه أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد، وفي المرحلة الأولى من الاتّفاق المكون من 3 مراحل مدة كُـلُّ منها 42 يومًا، تنص البنود على الإفراج تدريجيًّا عن “33 إسرائيليًّا محتجزًا بغزة”، سواءً الأحياء أَو جثامين الأموات، مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعمٍ أمريكي، ارتكب كيان الاحتلال الإسرائيلي بين الـ 7 من أُكتوبر 2023 و19 يناير 2025م، إبادة جماعية بغزة خلّفت 170 ألف شهيد وجريح ومفقود من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المسيرة | عبد القوي السباعي