وزير الخارجية المصري: معبر رفح يجب ألا يكون ساحة صراع ونرفض تواجد إسرائيل فيه
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
القاهرة- شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على "أهمية ألا يكون معبر رفح مجالاً للصراع العسكري"، مشددا رفض بلاده "التواجد العسكري الإسرائيلي (بالمعبر) بسبب تأثيره على إدخال المساعدات".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده شكري الثلاثاء4يويو2024، مع وزير خارجية قبرص الرومية، كونستانتينوس كومبوس في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وأشار إلى أن "المباحثات تركزت على الحرب في غزة والمطالبة بأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني".
وحول تفاصيل اللقاء المصري الأمريكي الإسرائيلي الأحد، قال شكري: إن "اللقاء الثلاثي كان معنياً بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومراعاة الأوضاع على الحدود المشتركة".
وأشار إلى أن "هذا اللقاء يأتي في الإطار الطبيعي من عمليات التنسيق لإدخال أكبر قدر من المساعدات".
وأضاف أن معبر رفح "أغلق لأنه أصبح موقع تراشق عسكري بين الجانبين وفي سبيل الحفاظ على أمن وسلامة العاملين في مجال الإغاثة".
وأكد "أهمية ألا يكون معبر رفح مجالاً للصراع العسكري"، داعيا "المجتمع الدولي للتساؤل عن العوائق التي تُفرض على دخول المساعدات الإنسانية".
وشدد شكري على "رفض التواجد العسكري الإسرائيلي في رفح بسبب تأثيره على إدخال المساعدات".
والأحد، أفادت وسائل إعلام مصرية، بانتهاء الاجتماع المصري الأمريكي الإسرائيلي الذي استضافته مصر، بشأن معبر رفح الحدودي مع غزة، وسط تمسك مصري بانسحاب تل أبيب من الجانب الفلسطيني منه.
ومنذ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 مايو/أيار الماضي، ترفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب بشأنه، تحسبا لـ "شرعنة" احتلاله.
وردا على سؤال حول إمكانية وجود فرصة لمنع انهيار الصفقة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، في ظل ردود الفعل الإسرائيلية المتأرجحة لوقف إطلاق النار، قال شكري إن "هناك توافقا لدى المجتمع الدولي بأنه حان الوقت لوقف الحرب بعد أن وصل عدد الضحايا لأرقام غير مسبوقة بجانب الحجم الكبير للتدمير والأوضاع المتدهورة للفلسطينيين".
وأشار إلى أن "مصر بذلت جهودا كبيرة على مدى أشهر طويلة مع الولايات المتحدة للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات ومنع تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967".
وذكر أن هناك تنامياً حاليا في اعتراف عدة دول بالدولة الفلسطينية، وأشار إلى أنه "يجب أن يتم وقف إطلاق النار وأن يكون هناك انخراط لتحقيق الهدف".
وشدد على أن "كل الجهود تركز على ضرورة وقف الحرب وأن يتم التجاوب مع هذا الطرح والتفاعل معه بشكل إيجابي ومرن لتحقيق مصالح الطرفين بشكل متساو".
والجمعة، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تقدم إدارته دعما مطلقا لتل أبيب في حربها على غزة، عن تقديم إسرائيل مقترحا من 3 مراحل يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، بينما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مخلفة أكثر من 119 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها دون تجاوب حاسم مع مقترح بايدن، متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح جنوبي قطاع غزة، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بالقطاع.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية" بين عامي 1939 و1945.
وأشار راجاجوبال في مقابلة معه، إلى أن الدمار في قطاع غزة "غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك".
ولفت إلى دمار أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و"هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية".
وأوضح أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بغزة عدة مرات ودمر وأحرق مبانيه (رويتزر) دمار شاملوقال المقرر الأممي "عملت في مجال العلاقات الدولية لأكثر من 40 عاما ولم أشهد قط صراعا مدمرا كهذا".
وأضاف "لم أشهد مثل هذا المستوى من الدمار، ليس فقط للمنازل، بل للمباني الدينية والمدارس وجميع المؤسسات والمحلات التجارية".
وأردف "أستطيع القول إنه منذ الحرب العالمية الثانية، سواء لدى قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنابل النووية أو عندما دُمّرت مدينة دريسدن بالكامل، لم نشهد دمارا بهذا الحجم. حتى في دريسدن، لم تُدمَّر المدينة بأكملها كما هو الحال في غزة".
وأوضح أن الفلسطينيين الذين عادوا إلى غزة أو أجبروا على الرحيل مصدومون من مستوى الدمار، وأن الجميع يتساءلون كيف سيكون من الممكن إعادة البناء.
إعلانوأكد أن "الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم"، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.
وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.
وشدد على ضرورة إزالة الحطام في غزة أولا، وخطورة وجود ذخائر غير منفجرة وسط الحطام.
ألقت إسرائيل نحو 100 ألف طن من القنابل على غزة (رويترز) وقف العدوانوأوضح راجاجوبال أن الدول مستعدة لمساعدة غزة، لكنها تريد التأكد من أن المباني التي بنتها لن تدمرها إسرائيل مرة أخرى إذا استؤنف الصراع.
وقال "لهذا ينبغي احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير بشكل كامل، وضمان إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام في المنطقة، إضافة إلى توفير الأمن الكافي لإعادة بناء بنيتها التحتية المادية والإنسانية كاملة".
وأكد على أهمية ضمان احترام جميع الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار كاملا.
وشدد على ضرورة أن تحصل الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي قطر ومصر والولايات المتحدة، على الدعم من بقية المجتمع الدولي.
إبادة حقيقيةوقال المقرر الأممي إن "ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن".
وأضاف "إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية".
وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار "لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت".
وأردف "الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب (الفلسطيني) بالكامل أو جزء منه".
وتابع "اتفاق وقف إطلاق النار لا يتحدث عن العدالة للجرائم التي ارتُكبت في غزة، لكن هذا لا يعني أن الأطراف التي ارتكبت هذه الجرائم، لا سيما الجنود الإسرائيليين، ستظل دون عقاب. يجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية أمام المحاكم الدولية".
إعلانوفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.