الجزيرة:
2025-05-01@12:53:47 GMT

باحثون يطورون طريقة لصنع مسكّن آلام من الأشجار

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

باحثون يطورون طريقة لصنع مسكّن آلام من الأشجار

منذ عدة قرون استخدم الطب التقليدي الأشجار والنبات في صناعة الأدوية، ولا تزال تشكل حتى اليوم مورداً قيّماً في صناعته، إذ تُستخلص العديد من الأدوية من مصادر نباتية، لتنتج النباتات مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية التي ظهر أن لها خصائص علاجية.

ومن أمثلة الأدوية التي تُستخلص من النباتات يمكن أن نذكر:

الأسبرين: وهو مشتق من لحاء شجرة الصفصاف، ويستخدم لتخفيف الألم وخفض الحمى وتقليل الالتهاب.

التاكسول: وهو دواء للعلاج الكيميائي مشتق من لحاء شجرة الطقسوس، ويستخدم لعلاج سرطان المبيض والثدي والرئة. الكينين: ويُشتق من لحاء شجرة الكينا، ويستخدم لعلاج الملاريا. المورفين: ويشتق من خشخاش الأفيون، ويستخدم لتخفيف الألم الشديد. الأرتيميسينين: ويُشتق من نبات الشيح الحلو، ويستخدم لعلاج الملاريا. الطب التقليدي استخدم منذ عدة قرون الأشجار والنبات في صناعه الأدوية (شترستوك)

وفي هذا الاتجاه طور مؤخرا علماء في جامعة ويسكونسن ماديسون الأميركية، طريقة فعالة من حيث التكلفة ومستدامة بيئيًا لصنع مسكن للألم ومنتجات قيمة أخرى من النباتات بدلاً من النفط.

وبحسب البيان الصادر من جامعة ويسكونسن ماديسون المنشور في موقع فيز أورغ، تعتمد الدراسة على تقنية حاصلة على براءة اختراع لتصنيع الباراسيتامول باستخدام الكتلة الحيوية من أشجار الحور (Poplar trees)، والتي نجح فريق العلماء في تحويل كتلتها الحيوية إلى باراسيتامول متبلور ومنتجات أخرى عالية القيمة، مما يدل على تنوع العملية.

كما أن هذا الاكتشاف يعد أكثر مراعاة للبيئة لواحد من الأدوية والمواد الكيميائية الأخرى الأكثر استخداما في العالم، والأهم من ذلك أنه يمكن أن يوفر مصادر جديدة لجعل الوقود الحيوي السليولوزي (المشتق من الألياف النباتية غير الغذائية) قادرا على المنافسة من حيث التكلفة مع الوقود الأحفوري، وهو المحرك الرئيسي لتغير المناخ.

الباحثون حصلوا على براءة اختراع لطريقة تصنيع عقار الباراسيتامول من مركب طبيعي مشتق من مادة نباتية (شترستوك) اختراع سابق لإنتاج الباراسيتامول

تعمل مسكّنات الألم (Analgesic) بطرق مختلفة على الأجهزة العصبية المحيطية والمركزية، وتختلف مسكنات الألم عن الأدوية المخدرة التي تُذهب الشعور كليا بشكل مؤقت، ومن تلك المسكنات الباراسیتامول أو الأسيتامينوفين، وهو المعتمد كمسكن وخافض للحرارة واسع الاستخدام، ويُستخلصه من القطران الذي يتبقى في قاع برج التقطير عقب التكرير التجزيئي للنفط، وهو أثقل منتجات النفط وأعلاها في درجة الغليان، وكان يستخدم في عملية رصف الطرق.

وفي عام 2019، أظهر ستيفن كارلين من مركز أبحاث الطاقة الحيوية في جامعة ويسكونسن ماديسون وجون رالف أستاذ الكيمياء الحيوية في الجامعة نفسها؛ كيف يمكن تصنيع الباراسيتامول من مركّب في أشجار الحور باستخدام تفاعل كيميائي معروف.

وحصل الباحثان على براءة اختراع لطريقة تصنيع عقار الباراسيتامون من مركب طبيعي مشتق من مادة نباتية، ويقدم هذا النهج بديلا متجددا لعملية التصنيع الحالية التي تَستخدم المواد الكيميائية المشتقة من القطران، كما أنه يخلق منتجا مفيدا من مكون وفير ولكن يصعب التحكم فيه في جدران الخلايا النباتية يسمى اللجنين، وهو عبارة عن بوليمر معقد للغاية.

أشجار الحور في الصورة اعتمدت عليها تقنية حاصلة على براءة اختراع لتصنيع عقار الباراسيتامول (شترستوك) مسكّن ألم من الأشجار

وبحسب بيان جامعة ويسكونسن ماديسون، قام فريق كارلين في اختراعهم الجديد بتحسين عملية تصنيع الباراسيتامول بالإضافة إلى صناعة أدوية أخرى وأصباغ المنسوجات والمواد البلاستيكية القابلة للتحلل، وهي مجموعة من المنتجات التي يمكن أن تدعم عشرات المنتجات الحيوية الصغيرة التي تغذي منتجات أكبر.

يقول ستيفن كارلين الذي قاد البحث الجديد: "لقد قمنا بالبحث والتطوير لتوسيع نطاق الاختراع الذي توصلنا له في عام 2019 كي يكون قابلا للتحقيق".

يتكون جزيء الباراسيتامول المصنوع من الأشجار من حلقة بنزين سداسية الكربون مع مجموعتين كيميائيتين متصلتين، حيث تنتج أشجار الحور مركبًا مشابهًا في اللجنين والذي يسمى "بي هيدروكسي بنزوات" (p-hydroxybenzoate)، وهو جزء من جدار الخلية الذي يربط السكريات النباتية معا ، كما أنه مادة طبيعية موجودة في العديد من النباتات وبعض الحشرات. كما يمكن تصنيعه لاستخدامه في مستحضرات التجميل والأدوية والأغذية.

واللجنين مركب كيميائي معقد يُستخرج في أغلب الأحيان من الخشب، ويعد اللجنين من مكونات الجدار الخلوي للنباتات، وهو مليء بالمركبات العطرية القيمة التي يمكن أن تحل محل العديد من البتروكيماويات، وكذا إنتاج الوقود النباتي.

ووفقا للدراسة اتضح أنه من السهل نسبيا فصل المركب "بي هيدروكسي بنزوات" الذي تنتجه أشجار الحور، ومن ثم تحويله إلى باراسيتامول.

آفاق الابتكار الجديد

بحسب بيان جامعة ويسكونسن ماديسون، فإن هذا الابتكار لا يعمل على تبسيط إنتاج الباراسيتامول فحسب، بل يفتح الباب أيضا لتصنيع العديد من الأدوية والأصباغ والمنسوجات والمواد البلاستيكية القابلة للتحلل.

يقول كارلين: "يمكننا بواسطة الطريقة المتبعة في هذا الابتكار صنع أصباغ مثل الحبر الأسود، أو البوليمرات التي يمكن استخدامها في المنسوجات أو تطبيقات المواد، أو تحويلها إلى مواد لاصقة أو إلى أشياء من هذا القبيل، وبالتالي فان أشجار الحور يمكن اعتبارها بانها تتمتع بسوق ضخمة وقيمة كبيرة."

ويضيف كارلين: "من خلال إعادة تدوير المنتج مرة أخرى في مفاعل مستمر، نجح العلماء في تحويل 90% من المادة الخام إلى باراسيتامول، والذي استُخلص باستخدام طريقة أرخص من تقنيات التنقية التقليدية، حيث يُمكن رفع العائد من المادة الخام إلى 99%، وتعتمد هذه العملية في المقام الأول على الماء، كما تعتمد على المذيبات الخضراء، وهي مستمرة مما يجعلها مثالية للتطبيقات الصناعية، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة الفعالة والمستدامة تتوافق مع الجهود المبذولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز نهج أكثر صداقة للبيئة في إنتاج الأدوية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على براءة اختراع العدید من یمکن أن مشتق من التی ت

إقرأ أيضاً:

الخميسي: كلام بوجناح يثير علامات استفهام حول معايير اختيار موردي الأدوية

هاجم الصحفي الاقتصادي أحمد الخميسي كلام وزير الصحة بحكومة الوحدة رمضان بوجناح بأن أدوية السرطان يتم استيرادها من العراق، عبر شركة تقدمت وتمت الموافقة عليها، في إجراء يثير أكثر من علامة استفهام حول معايير اختيار المورد، وضمان جودة الأدوية.

وأضاف الخميسي عبر “فيسبوك”: أدوية أمراض السرطان تُورّد عادة من الشركات الأم المُصنّعة والمعتمدة دوليًا، وفق بروتوكولات صارمة تضمن سلامة المريض وجودة العلاج.

واستدرك: أما الاعتماد على وسطاء أو شركات غير معروفة، فذلك يُقوّض ثقة الناس في المنظومة الصحية، ويزيد من مخاوفهم المبررة.

واستكمل: الشعب ليس فئران تجارب. ومرضى السرطان ليسوا مجرد ملفات تُوقَّع في مكاتب الاستيراد، بل هم أبطالٌ صامدون، يُحاربون الألم والإهمال في آنٍ واحد، ويستحقون رعاية تليق بإنسانيتهم، لا أدوية مشكوك في جودتها ولا قرارات مرتجلة.

مقالات مشابهة

  • “ظاهرة علمية فريدة”.. أشجار تتنبأ بكسوف الشمس قبل حدوثه!
  • الخميسي: كلام بوجناح يثير علامات استفهام حول معايير اختيار موردي الأدوية
  • “الجاكرندا”.. وجهة سياحية جاذبة في منطقة عسير
  • آخر أخبار العاصفة الترابية اليوم.. ابتعدوا عن الأشجار ولوحات الإعلانات
  • أمير الرياض يُدشِّن مشروع زراعة أشجار العود والصندل في المنطقة
  • من مطبخك .. طرق بسيطة لصنع مُعطّر منزلي طبيعي وآمن
  • 100 مليون شجرة مبادرة لزرع الأشجار برأس البر
  • على رأسها الأدوية.. إليك السلع الأساسية التي تركزت عليها الاعتمادات
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم
  • علامات قد تكون مؤشرا لإصابتك باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه