أمريكا تفشل في إخفاء الصفعة.. أصداء القصف اليمني على “آيزنهاور” تدوِّي في أنحاءِ العالم
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
يمانيون/ تقارير كشفت صورٌ فضائيةٌ نشَرَها متتبِّعو الملاحة البحرية أن حاملةَ الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” ذاتِ الهالة “الأُسطورية” واصلت التراجُعَ باتّجاه شمال البحر الأحمر، بعد أن استهدفتها القواتُ المسلحةُ اليمنية مرتَين خلال 24 ساعة منذ يوم الجمعة الماضي
في خطوةٍ تاريخية أثارت دهشةَ المراقبين حول العالم، كما أثارت انتقادات واسعة لإدارة بايدن التي لجأت إلى التكتُّم على الأمر؛ خوفًا على سُمعة الولايات المتحدة التي يمثل استهداف “آيزنهاور” سقوطًا مدوِّيًا لها.
وبحسب صور فضائية نشرها متتبعون لحركة الملاحة، ظهرت حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” خلال الساعات الماضية وهي تُبحِرُ شمال سواحل “ينبُع” السعوديّة، باتّجاه أقصى شمال البحر الأحمر، على مسافة تزيد عن 1100 كيلو متر من اليمن.
وكانت “آيزنهاور” قد عدَّلت تموضعَها بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، حَيثُ انسحب من قبالة منطقة “القنفدة” جنوب السعوديّة إلى قبالة سواحل “جدة” قبل أن تبتعد أكثر باتّجاه الشمال.
وجاء هذا التراجعُ متزامنًا مع هجومين بصواريخ بالستية ومجنَّحة وطائرات مسيرة شنتهما القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات منذ يوم الجمعة، وحتى السبت؛ رَدًّا على الاعتداءات الأمريكية البريطانية الأخيرة التي أسفرت عن استشهاد وإصابة 58 مواطنًا؛ وهو الأمرُ الذي مثَّل تصعيدًا توعّدت صنعاءُ بِــ ردٍّ “حازم ورادع” عليه، بحسب تعبير المجلس السياسي الأعلى.
التراجُعُ الفاضح لحاملة الطائرات “آيزنهاور” وضع الولايات المتحدة في موقف محرج للغاية بعد أن حاولت من خلال الصمت، أن تغطِّيَ على الهجمات اليمنية المهينة وغير المسبوقة على الحاملة، حَيثُ أثار العديدُ من النشطاء جدلًا واسعًا بشأن وضع “آيزنهاور” بعد الهجمات؛ وهو الأمر الذي دفع قبطانها “تشوداه هيل” إلى نشر مقطع فيديو لتهدئة الرأي العام.
لكن مقطع الفيديو الذي يوثِّقُ انطلاقَ طائرة مقاتلة من على متن الحاملة تحوّل إلى دليل آخر على الصفعة المدوية التي تلقاها الجيش الأمريكي، حَيثُ اتضح أنه مقطعٌ قديمٌ نُشر في مارس الماضي؛ الأمر الذي عزز التساؤلات عما إذَا كانت آيزنهاور قد أُصيبت بأضرارٍ بالغة جراء الهجمات اليمنية.
ولأنَّ حاملة الطائرات “آيزنهاور” تعتبر واحدةً من أهم القواعد العسكرية البحرية والجوية المتنقلة للولايات المتحدة، ومن القطع البحرية التي اعتمدت عليها واشنطن في تشكيل سُمعتها الحربية على مستوى العالم؛ فقد مثَّل استهدافُها غير المسبوق من قبل القوات المسلحة دلالةً على انتهاء عصر الهيمنة الأمريكية العسكرية على البحار؛ وهو ما يُمَثِّلُ سُقُوطًا جيوسياسيًّا كَبيرًا لـ “الإمبراطورية” الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال براندون ويشيرت، وهو محلِّلٌ جيوسياسي وعسكري وموظَّفٌ السابق في الكونغرس وكاتب في مجلة “ناشيونال انترست” وله عدة مؤلفات: إن “حاملاتِ الطائراتِ الأمريكية أصبحت في حقيقة الأمر كالبَطِّ، واستهدافُ آيزنهاور هي مثالٌ تحذيريٌّ لما يمكنُ أن تفعلَه الصينُ بالبحرية الأمريكية في حال الحربِ معها” مضيفًا: “إنه لَأمرٌ محزِنٌ للغاية أننا نواصلُ الاستثمارَ في هذه الحاملات”
وَأَضَـافَ ويشيرت في تغريدات على منصة “إكس”: “لقد قامت حاملةُ الطائرات (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور) الآن بالمناورة، وانتقلت من شَنِّ ضربات على أهداف الحوثيين في اليمن إلى الرسو قبالة جدة بالمملكة العربية السعوديّة” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بترسانتهم من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أرسلوا حاملاتِ طائرات أمريكية تبلُغُ قيمتُها ملياراتِ الدولارات هاربةً إلى مياهٍ أكثرَ أمانًا” في إشارة إلى تراجُعِها باتّجاه شمال البحر الأحمر؛ خوفًا من الهجمات اليمنية.
وأشَارَ المُحَلِّلُ الأمريكي إلى أن العالَمَ ومنافسي الولايات المتحدة “تعلَّموا حقيقةً لا تُقَدَّرُ بثمن” خلال اليوم الماضيين “وهي أن القوة العظمى الأمريكية، بقدراتها البحرية القوية التي يعودُ فيها الفضل إلى حاملات الطائرات بنسبة أكبر، يمكن هزيمتها وإعادتها إلى الموانئ وذيلها بين ساقيها”.
وأضاف: “سنخسرُ حاملات طائرات أمريكية، لقد افترض الجميعُ أن الصينيين هم الذين سينفذون الضربة القاتلة، لكن يبدو على نحوٍ متزايدٍ أن اليمنيين الملطَّخين بالطين هم من سيفعلونها“.
وقال ويشيرت أيضًا: “لقد أنفقنا عشراتِ المليارات من الدولارات على حاملات الطائرات. والآن، يمكن للمتمردين، المسلحين بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أن يلحقوا الضررَ بمقصورةِ قيادة حاملات الطائرات الأمريكية أَو حتى يُغرِقوا تلك الحاملات”.
هذه التعليقات كشفت بوضوحٍ أن استراتيجيةَ “الصمت” التي التزمت بها الولاياتُ المتحدةُ تجاه استهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملة الطائرات “آيزنهاور” لم تنجح، وأن صنعاءَ قد تمكّنت من توجيهِ ضربةٍ استراتيجية متعددة الأبعاد لأمريكا من خلال استهداف الحاملة.
وقد أبدت وسائلُ الإعلام الصينية اهتماماً كَبيراً بالاستهدافِ وعبَّرت عن إعجاب واندهاش كبيرَينِ في الصين تجاه ما تقوم به صنعاءُ، حَيثُ ذكر تقريرٌ نشره موقع “غوانتشا” الصيني أن الهجوم الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات “يُنذِرُ بتراجُعِ مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم” مُشيراً إلى أن “آيزنهاور لم تغرَقْ جراءَ الهجوم لكنه قد أثار مشكلةً كبيرةً؛ فقد تم تدميرُ الصورة المهيمنة للولايات المتحدة”.
وَأَضَـافَ التقرير أنه “منذ الحرب العالمية الثانية، لم تجرؤ أيَّةُ دولة أَو منظَّمة على شنِّ هجوم مفتوحٍ على حاملة طائرات أمريكية، وهذه إهانةٌ كبيرةٌ للولايات المتحدة”.
واعتبر التقرير أن اليمنيين “ثقبوا الطَّوْطَمَ الروحيَّ للولايات المتحدة، مثلما يتم وخزُ البالون بإبرة”، مُشيراً إلى أن حرصَ بعض وسائل الإعلام الأمريكية على نفي تعرُّضِ حاملة الطائرات لهجوم يمثّلُ “تلميحًا إلى أن الولايات المتحدة قد استسلمت ولا تستطيعُ أن تفعلَ أيَّ شيء”.
وسخر التقريرُ من محاولة قبطان حاملة الطائرات تشوداه هيل التغطيةَ على ما حدث من خلال نشر مقطع فيديو قديم، وقال: إن “أفضلَ طريقة لإثبات أن حاملة الطائرات آمنةٌ وسليمةٌ هي عقدُ يومٍ مفتوحٍ لحاملة الطائرات والسماح للصحفيين من مختلف البلدان بالصعود وإلقاء نظرة”.
واعتبر أنه “مهما كانت الحيلُ التي تمارسُها الولايات المتحدة؛ فلن تتمكّنَ من إزالة شكوك العالم” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بصقوا في وجهِ الولايات المتحدة”.
واختتم التقريرُ بالقول: “الآن بعد أن تحوَّلت الولاياتُ المتحدةُ إلى سلحفاة؛ فإلى أي مدى تستطيعُ أن تحافظَ على السُّمعة؟.. لقد فقدت الولاياتُ المتحدة هيبتَها ولا تجرُؤُ على التحَرّك، وهذا ما تراه الدولُ العربيةُ أَيْـضاً والعالَــمُ أجمع”.
# القوات المسلحة اليمنيةُ#أمريكا#العمليات العسكرية اليمنية#القوات الأمريكيةً#اليمن#حاملة الطائرات الأمريكي أيزنهاور#طوفان الأقصىالبحر الأحمرالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة الولایات المتحدة للولایات المتحدة حاملة الطائرات بات جاه م شیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
عقيد أمريكي لمجلة” نيوزويك”: “سقوط طائرة “إف18” غير طبيعي ونادرًا ما تحدث”
يمانيون../
وصف العقيد المتقاعد بالقوات الجوية الأميركية جيفري فيشر، في تصريحات لمجلة “نيوزويك” مشيرًا إلى أن وتيرة العمليات وساعات النوم القليلة قد تكون أنهكت مناولي سطح السفينة وأسهمت في وقوع الحادثة. وأضاف فيشر أن حاملة الطائرات “ترومان” كُلّفت بمهام ثقيلة لمواجهة هجمات الحوثيين إلى جانب الحاملة “إيزنهاور”، ما فاقم الضغط على الطاقم ورفع من معدلات الإرهاق. ولفت إلى أن من المرجح أن “ترومان” اضطرت لتنفيذ منعطف حاد لتفادي تهديدات محتملة، في إشارة إلى الحالة الطارئة التي أسفرت عن الحادثة.
وأوضح فيشر أن حاملتي هاري إس ترومان ودوايت دي أيزنهاور، وهي حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، كُلفتا بمهام ثقيلة لمواجهة هجمات الحوثيين. وأضاف أن الحاملة ربما نفذت منعطفًا حادًا، وهو ما أكدته تقارير أولية نقلتها شبكة CNN عن مسؤول أمريكي، مشيرة إلى أن ترومان قامت بمنعطف حاد لتجنب هجمات محتملة من الحوثيين. وقال فيشر: “إذا كان هذا صحيحًا، فهذا منطقي. قد تتأرجح حاملة الطائرات في منعطف حاد بشكل ملحوظ”، مما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الطائرة.
واضافت النيوزويك بان هذه الحادثة تأتي وسط تهديدات متجددة تواجهها القوات الأمريكية المتمركزة في البحر الأحمر والمحيط الهندي من جماعة الحوثيين الذين وجهوا تحذيرا علنيا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفين تدخله في اليمن بأنه دخول في “مستنقع استراتيجي”.
وتفاقمت الأزمة على متن “هاري إس. ترومان” بفعل تقارير عن حالة إرهاق شديدة في صفوف الطاقم، نتيجة طول فترات العمل، وارتفاع مستوى التوتر، وتكرار حالات الإنذار القتالي خلال الأيام والشهور الماضية. وأشار مسؤولون إلى أن مستويات التعب الجسدي والذهني بين الجنود قد ساهمت في بطء الاستجابة وكثرة الأخطاء، وهو عامل حاسم فاقم من آثار الهجمات المفاجئة، وجعل من الصعب تنفيذ البروتوكولات الدفاعية بفعالية.
واستندت المجلة إلى الصورة التي التقطتها الأقمار الصناعية لمناورة دراماتيكية قامت بها حاملة الطائرات الأميركية هاري إس ترومان قبل أيام من سقوط طائرة مقاتلة في البحر، حيث تعرضت حاملة الطائرات لنيران مقاتلي الحوثيين أثناء تنفيذها غارات جوية ضدهم لأكثر من شهر. موضحة أن الصورة تكشف منعطفا حادا تم التقاطه في صورة جديدة للأقمار الصناعية عن نوع المناورة المراوغة التي قامت بها حاملة طائرات أمريكية أثناء تعرضها لهجوم من صواريخ وطائرات بدون طيار تابعة للحوثيين – مما قد يفسر فقدان طائرة ويؤكد التهديد المستمر الذي الحوثيون على الرغم من أسابيع من الضربات الجوية الأمريكية.