دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة.. أحب الأيام إلى الله
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
مع اقتراب شهر ذي الحجة، تتوجه قلوب المسلمين نحو الله بالدعاء والعبادة، طامعين في رحمة الله وبركاته في هذه الأيام المباركة، ويعد دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة من السنن التي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بها، حيث يفضل كثرة الدعاء والتكبير في هذا الشهر المبارك.
وتستعرض «الوطن» في هذا التقرير الحديث عن دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة وما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص هذا الدعاء، بالإضافة إلى بعض الأدعية الأخرى المستحبة في هذه الأيام الفضيلة
دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجةوحول الحديث عن دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة، أكدت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: *«اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»* (رواه الترمذي وحسنه)، حيث أن هذا الدعاء المبارك هو ما كان يردده الرسول صلى الله عليه وسلم عند رؤية الهلال، ويستحب للمسلمين أن يرددوه اقتداءً به.
وتعد الليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة من أفضل الأيام عند الله، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» (رواه البخاري)، ويستحب في هذه الأيام المباركة الإكثار من الصلاة، والصوم، والصدقة، والدعاء.
أدعية مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجةويجوز للمسلم أن يرد في تلك الايام المباركة بعض الأدعية المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة وذلك على سبيل المثال لا الحصر:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ اَلْعَافِيَةَ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ اَلْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِيٍّ وَدُنْيَايِ ، وَأَهْلِي وَمَالِي.
- اللَّهُمَّ نُور قَلْبِيٍّ وَقَبْرِي وَاعَدَنِي مِنْ اَلشَّرِّ كُلِّهِ وَاجْمَعْ لِي اَلْخَيْرُ كُلُّهُ أَسْتَوْدِعُكُ دِينِي وَأَمَانَتِي وَقَلْبِي وَبَدَنِيًّ وَخَوَاتِيمُ عَمَلِيٍّ وَجَمِيعِ مَا أَنْعَمَتْ بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى جَمِيعِ أَحِبَّائِي وَالْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
- اللَّهُمَّ آتِنَا فِي اَلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ ، اَللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِيٌّ ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَأَنَّهُ لَا يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةٌ مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمِ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هلال شهر ذي الحجة شهر ذي الحجة ذي الحجة الرسول صلى الله علیه وسلم هذه الأیام
إقرأ أيضاً:
حفظ العهد من الإيمان
حفظ العهد من الإيمان ومن أخص صفات المؤمنين الأتقياء، والنبلاء الأصلاء، وأصحاب الشرف والبيوتات العظيمة، ولاسيما مع من ربطتك به عشرة أو صلة، أو كان له فى عنقك دين أو جميل أو مروءة، أو أحسن إليك يوما ما، أو صاحبك فى عمل أو سفر أو جوار، أو علمك حرفة أو صنعة، يقول الحق سبحانه «ولا تنسوا الفضل بينكم»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكرِ النَّاسَ لم يشكرِ اللَّهَ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُتِيَ إليهِ معروفٌ فلِيكافئَ بهِ ومَنْ لمْ يستطعْ فلِيذكرْهُ فإنَّ مَنْ ذكرَهُ فقد شكرَهُ».
وكان صلى عليه وسلم أحفظ الناس للعهد والجميل، ومن ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم فى إكرام امرأة عجوز ومبالغته فى الاهتمام بها، فلما سئل عن ذلك قال: «إنها كانت تأتينا على عهد خديجة وإن حسن العهد من الإيمان»، وكان (صلى اللّه عليه وسلم ) يقول : «ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ ما خلَا أبا بكرٍ فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ، ومَا نفَعَنِى مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِنى مالُ أبى بِكْرٍ».
وعلى نهجه (صلى الله عليه وسلم) فى الوفاء سار أصحابه الكرام، ومن ذلك ما كان من سيدنا عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه مع ابنة خُفَافِ بنِ إيْمَاءَ الغِفَارِيِّ، حين شكت إليه حاجتها، فَقالَ: مَرْحَبًا بنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى بَعِيرٍ قوى، فَحَمَلَ عليه غِرَارَتَيْنِ مَلَأَهُما طَعَامًا، وحَمَلَ بيْنَهُما نَفَقَةً وثِيَابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا بخِطَامِهِ، ثُمَّ قالَ: اقْتَادِيهِ، فَلَنْ يَفْنَى حتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بخَيْرٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أكْثَرْتَ لَهَا؟ قالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! واللَّهِ إنِّى لَأَرَى أبَا هذِه وأَخَاهَا قدْ حَاصَرَا حِصْنًا زَمَانًا، فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أصْبَحْنَا نَسْتَفِىءُ سُهْمَانَهُما فِيه.
ومنه ما كان من عبدالله بن عمر رضى الله عنهما عندما لقى أعرابيا فبالغ فى إكرامه وأهداه عمامته وألبسه إياها، فسئل عن ذلك فَقالَ: إنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: «إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ»، وإنَّ أَبَاهُ كانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ.
وقد قالوا: أسوأ الناس خلقا من إذا انتفت مصلحته عندك نسى فضلك وتنكر لك وأنكر معروفك، وربما قال عنك ما ليس فيك، وقالوا: إذا لم تستطع أن ترد الجميل فكن أرقى من أن تنكره أو تتنكر له.
والعرب تعد نكران الجميل مخلا بالشرف مذهبا للمروءة، وتعد من ينكر الجميل غير أصيل، فالأصيل هو من يحفظ العهد ويرد الجميل كما علمنا القرآن الكريم فى رد التحية «فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا».
والذى لا شك فيه أن حفظ العهد يسهم فى ترابط المجتمع وتماسك عراه، وأن عدم الوفاء يخل بالأمن المجتمعى ويورث الأثرة والأنانية، وهما من أخطر الأدواء على السلام الاجتماعى.
الأستاذ بجامعة الأزهر