توجه مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان إلى روسيا في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، فيما يؤدي وفد آخر برئاسة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي زيارة لكل من مالي والنيجر حلفيتي موسكو في الساحل  الأفريقي.

ومن المقرر أن يشارك عقار في فعاليات الدورة الـ27 للمنتدى الاقتصادي الدولي بسانت بطرسبورغ، يرافقه خلال الزيارة  وزراء الخارجية والمالية والمعادن.

وتأتي الزيارة بعد أيام من تصريحات للسفير السوداني لدى روسيا محمد سراج قال فيها إن الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، موضحاً أنّ المشكلة تكمن في بعض المسائل الإجرائية.

وأوضح سراج -في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية- أن القاعدة تمثل "نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر"، مذكرا بأن البلدين وقعا على الاتفاقية التي سيتم بناؤها بموجبها، ما يعني أن "من واجبهما تنفيذ المشروع".

وسيلتقي عقار خلال الزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويتوقع أن تركز المحادثات على العلاقات الثنائية وتطورات الحرب الدائرة الآن في السودان وتأثيرها على المحيط الإقليمي والدولي والدعم المتوقع أن تقدمه موسكو للجيش.

مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني (الجزيرة) تطور لافت

وتمثل هذه الزيارة تطورا لافتا وسريعا في علاقات البلدين بعد زيارات متبادلة خلال الأشهر الماضية بدأها في أبريل/نيسان الماضي مدير جهاز المخابرات العامة السوداني الجنرال أحمد مفضل، عندما شارك في فعاليات الملتقى الـ12 لكبار القادة الأمنيين العالمي الذي استضافته روسيا بمشاركة 106 دول.

وخلال الزيارة بحث مفضل العلاقات الثنائية مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف وفقا لما أعلنت الخارجية الروسية.

 كما زار بوغدانوف -وهو أيضا يشغل منصب المبعوث الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا- مدينة بورتسودان في مايو/أيار الماضي والتقى مسؤولين سودانيين على رأسهم رئيسُ مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائباه في الجيش الفريق شمس الدين كباشي والمجلس السيادي مالك عقار ووزير الخارجية، وتركزت المباحثات حول العلاقات بين البلدين في ظل الحرب.

وأكد بوغدانوف في ختام زيارته إلى السودان أن مجلس السيادة السوداني هو السلطة الشرعية التي تمثل الشعب السوداني وجمهوريته.

يُذكر أنّ الجانبين الروسي والسوداني وقّعا، عام 2019، اتفاقية بشأن إنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان، والذي من المفترض أن يستضيف ما يصل إلى 300 جندي روسي، ويزوّد سفنا تابعةً لها بالوقود.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أكد عقب زيارة سابقة للسودان أنّ الاتفاق بين موسكو والخرطوم بشأن إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، يقع حالياً في مرحلة التصديق.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قال القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان إنّ بلاده ملتزمة ببناء قاعدة بحرية روسية في البلاد وإنّها ستنفّذ الاتفاق.

كباشي في النيجر ومالي

على صعيد متصل، توجه عضو مجلس السيادة ونائب قائد الجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلى دولتي النيجر ومالي في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام. ويرافقه خلال الزيارة وزير الدفاع الفريق الركن ياسين إبراهيم.

وتمثل الزيارة أهمية كبيرة للسودان في ظل الحرب الحالية التي "تشارك فيها عناصر من الدولتين ضمن قوات الدعم السريع".

وتأتي الزيارة في ظل التقارب الكبير بين موسكو والقادة العسكريين في مالي والنيجر، مما يعني أن هناك بعدا سياسيا في تزامن هذه الزيارة مع توجه وفد سوداني آخر لموسكو

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، مما أدى حتى الآن لسقوط نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مجلس السیادة خلال الزیارة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم

أفادت مصادر سودانية، اليوم الاثنين، بسيطرة الجيش السوداني على محطة 13 بشرق النيل وتقدمه ضد قوات الدعم السريع واقترابه من جسر المنشية الرابط بين وسط الخرطوم ووسط محلية شرق النيل.

وأوضحت مصادر عسكرية أن الجيش أحرز تقدما في أحياء عدة بشرق النيل، فيما قال مصدر مطلع في قوات "درع السودان" التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، إن الجيش والقوات المساندة له اقتربت من الوصول إلى الناحية الشرقية من جسر المنشية.

وأضاف المصدر أن السيطرة على الجسر باتت مسألة وقت، وأن قوات الدعم السريع بدأت في الانسحاب، "ولم يتبق منها سوى قناصة يتخندقون في بعض البنايات، ويجري التعامل معهم".

كما قال مصدر عسكري للجزيرة، إنّ الجيش تقدم في أحياء عدة بشرق النيل من بينها أحياء النصر، والهدى، ومرابيع الشريف، إلى جانب تقدمه نحو حي القادسية.

وكان مصدر ميداني قال للجزيرة، إن الجيش سيطر على المحطة رقم 13 بشرق النيل، واقترب من جسر المنشية، في حين أظهرت صور بثها سلاح المدرعات بالجيش السوداني اقتراب وحداته من وسط العاصمة الخرطوم.

وقد تعهد قائد منطقة الشجرة العسكرية وسلاح المدرعات في الجيش اللواء نصر الدين عبد الفتاح لدى تفقده دفاعات الجيش بجسر الحرية الرابط بين وسط الخرطوم وجنوبها، "بتحقيق النصر" والوصول إلى القصر الجمهوري وجزيرة توتي خلال شهر رمضان.

إعلان

بدورها، قالت الخارجية السودانية إن القوات المسلحة تتقدم في جميع المحاور توطئة لبسط السلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

من جهتها، أفادت غرفة طوارئ شرق النيل، بولاية الخرطوم في وقت سابق، بأن تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى نزوح آلاف الأسر السودانية من مدينة شرق النيل، شمالي العاصمة الخرطوم.

وأشارت غرفة الطوارئ إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءا، بسبب تكدس السكان في مناطق النزوح، تزامنا مع دخول شهر رمضان، ما يجعل الحاجة ملحة لتوفير الملاجئ الآمنة والغذاء والماء والرعاية الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة.

كما ناشدت الغرفة المنظمات الإنسانية والجهات ذات الصلة بضرورة المساهمة الفورية، وتقديم الدعم الإنساني العاجل.

مواجهات الفاشر

وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلن الجيش السوداني أن عشرات من الدعم السريع سقطوا بين "قتيل وجريح" في 4 غارات شنها بمحيط المدينة.

وكان إعلام الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بمدينة الفاشر قال أمس الأول، إن ما سماها المليشيا استهدفت بالمسيّرات والمدافع عددا من المواقع بالمدينة، من بينها حيي أبو جَربون "دون وقوع خسائر".

وأوضح إعلام الجيش أن قيام قوات الدعم السريع بقصف الفاشر يأتي بعد أن "منيت بخسائر" بمناطق ودَعة ودارالسلام جنوبي وغربي الفاشر، حسب البيان.

كما أضاف أن الجيش أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الدعم السريع القادمة من مدينتي نِيالا بولاية جنوب دارفور، والضِعين بولاية شرق دارفور القادمة "بغرض الهجوم على الفاشر".

وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية مع الجيش في مدينة الفاشر التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الإقليم.

ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسية الردع عن بُعد
  • ???? طائرات السيادة الجوية الجديدة تحلق في سماء السودان
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم
  • السودان: مواقف كينيا معزولة ووضعتها في خانة “الدولة المارقة” حسب بيان لوزارة الخارجية أشادت فيه بمواقف دول أخرى
  • الغموض يلف مصير السائقين المغاربة المفقودين بالساحل الأفريقي
  • الجيش السوداني يفرض سيطرته على جسر سوبا بشرق النيل