تليجراف: الإدارة الأمريكية لا تستطيع الإمساك بعجلة القيادة من نتنياهو في غزة
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم "الثلاثاء" أن الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن،لا تستطيع الإمساك بعجلة القيادة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع الوضع في قطاع غزة والحرب المستمرة هناك منذ ما يقرب من عشرة شهور.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني -أنه اعتمادًا على قول أي مسئول إسرائيلي، فإن إسرائيل إما قريبة من تحقيق انتصار كامل على حماس في غزة أو في منتصف ما سيكون عامًا طويلًا وطاحنًا مقبلًا حيث قال نتنياهو لحكومته في 7 إبريل الماضي "إننا على بعد خطوة واحدة من النصر" بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من القتال بينما كان لدى تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي لنتنياهو، تقييم مختلف تمامًا للوضع هذا الأسبوع عندما قال: "نحن الآن في الشهر الخامس من عام 2024، مما يعني أننا نتوقع هذا العام سبعة أشهر أخرى من القتال".
ونوهت الصحيفة بأنه أيا كان مما يقال،هناك شيء واحد لا جدال فيه: ليس لدى إسرائيل خطة في غزة حيث تؤكد قرارات نتنياهو،رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل، هذه الفكرة.
وأضافت الصحيفة أنه للوهلة الأولى، قد يبدو هذا بمثابة أمر غريب، فقد أكدت إسرائيل على أية حال أن لديها هدفين من وراء هذه الحملة العسكرية:هزيمة حماس، وتحرير المحتجزين المتبقين ومع ذلك فقد ثبت أن هذين الهدفين لا يمكن التوفيق بينهما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يزعم فيه نتنياهو أن الضغط العسكري أمر بالغ الأهمية لإطلاق سراح بقية المحتجزين، فإن الحقائق حتى الآن أثبتت عكس ذلك. بالنسبة لحماس، يعتبر المحتجزين بمثابة أوراق مساومة تهدف إلى إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب إلى الأبد وإلى الأبد ــ وهو الأمر الذي استبعده نتنياهو.
وتابعت أنه في ظل الضغوط العسكرية الأوسع التي تمارسها حماس منذ تأسيس الحركة قبل أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، ليس لدى حماس ببساطة أي سبب لتسليم المحتجزين مقابل أي شيء أقل من وقف فوري وشامل لإطلاق النار وبضمان دولي،وما لم يوافق نتنياهو على ذلك، فمن الصعب رؤية التوصل إلى اتفاق.
ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم صعوبة هذه القضية، فإن خطط إسرائيل لكيفية إدارة غزة بعد الحرب تتراوح بين الوهمية وغير الموجودة، موضحة إن أول تصدع من جانب نتنياهو كان لاقتراح ما بعد الحرب هو رؤية ما يود رؤيته وليس ما هو ممكن واقعيًا، فبموجب هذه الخطة،ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية إلى أجل غير مسمى على غزة في حين تقوم بتسليم العمل الشاق في مجال الشؤون المدنية إلى الفلسطينيين الذين توافق عليهم إسرائيل والذين لا تربطهم أي صلة بحماس أو السلطة الفلسطينية.
ومع ذلك، ووفقا للصحيفة، فقد جرت السخرية من هذه الخطة لأن أي فلسطيني لن يخاطر بحياته وسمعته بالتعاون مع مخطط إسرائيلي ولن تشارك الدول العربية في خطة تسهل على إسرائيل الحفاظ على احتلالها الفعلي لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون فلسطيني.
وأضافت أن السؤال البديهي الذي سيتم طرحة الآن هو: ماذا بعد؟ ولسوء الحظ بالنسبة لإسرائيل، فإن خياراتها محدودة، مشيرة إلى أن أفضل وصف للخيار الأول هو "إعلان النصر والإنسحاب"،فبعد تدمير آخر أربع كتائب تابعة لحماس في مدينة رفح، يصبح بوسع القوات الإسرائيلية أن تنسحب من غزة بالكامل، وأن تضمن أن حدودها مع غزة آمنة، وأن تستمر في استراتيجية "قص العشب" التي نفذتها طوال العقد ونصف العقد الماضيين بحيث عندما تعود التهديدات التي تفرضها حماس إلى الظهور من جديد، فمن الممكن أن تتخذ إسرائيل إجراءً عسكريًا لتحييدها.
ونوهت الصحيفة بأن هذا الخيار بمثابة استراتيجية لإدارة الصراع، وليس حلًا طويل الأمد، لأنه لن تتم معالجة أي من القضايا التي حولت الصراع إلى واحدة من أطول النزاعات في العالم، ناهيك عن حلها.
وتابعت أن الخيار الثاني يتلخص في الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة من أجل إبقاء حماس في وضع ضعيف قدر الإمكان،ومع ذلك، لن يؤيد هذا الأمر سوى الأعضاء الأكثر تطرفا في حكومة نتنياهو كما أن القيادة العسكرية الإسرائيلية لن تؤيد ذلك أيضًا، لأن الاحتلال يستلزم محاربة تمرد طويل الأمد، فضلًا عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليوني شخص هناك كما أن إدارة بايدن لن تؤيده.
أما الخيار الثالث فهو إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة لإدارة المنطقة حيث ترى الصحيفة أنه الخيار الأفضل أو الأقل سوءا في القائمة خاصة أن السلطة الفلسطينية تمتلك على الأقل بعض الخبرة في أساسيات الحكم،وهي بالفعل البديل الفلسطيني الوحيد لحماس اليوم.
واختتمت الصحيفة تقريرها التحليلي بأنه بغض النظر عما يقرر نتنياهو القيام به، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى البقاء خارج دوامة غزة وأفضل ما يمكن لواشنطن أن تفعله هو أن تنصح إسرائيل بعدم اتخاذ المزيد من القرارات السيئة كما يتعين على إسرائيل وبقية أصحاب المصلحة في المنطقة أن يأخذوا زمام المبادرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية نتنياهو غزة
إقرأ أيضاً:
القيادة السورية تعيّن وزيرا للخارجية سعيا لإقامة علاقات دولية
دمشق «رويترز»: أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) اليوم بأن الإدارة الجديدة في سوريا عينت أسعد حسن الشيباني وزيرا للخارجية، في إطار سعيها لبناء علاقات دولية بعد أسبوعين من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وذكرت الوكالة «تعلن القيادة العامة تكليف أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية الجديدة».
وقال مصدر في الإدارة الجديدة: إن هذه الخطوة «تأتي استجابة لتطلعات الشعب السوري إلى إقامة علاقات دولية تحقق السلام والاستقرار».
وقالت القيادة العامة إن الشيباني (37 عاما)، الذي تخرج في جامعة دمشق، «أسس إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ» التابعة للمعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
وينخرط أحمد الشرع قائد إدارة العمليات العسكرية بشكل نشط في لقاءات مع الوفود الأجنبية منذ الإطاحة بالأسد. واجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ودبلوماسيين أمريكيين كبار.
وأبدى الشرع استعداده للتعاون الدبلوماسي مع المبعوثين الدوليين قائلا إن تركيزه الأساسي ينصب على إعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية. وأوضح أن «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».
ورحبت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى والكثير من السوريين بالإطاحة بالأسد على يد المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام التي يقودها الشرع، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الجماعة ستفرض حكما إسلاميا أم تمضي نحو الديمقراطية الغربية.
وكانت هيئة تحرير الشام جزءا من تنظيم القاعدة حتى قطع الشرع العلاقات به في عام 2016.
وسيطرت المعارضة السورية على دمشق مما أجبر الأسد على الفرار بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما، لينتهي بذلك حكم عائلته الذي استمر ما يربو على خمسة عقود.
وشكلت الإدارة الجديدة بقيادة الشرع حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال تستمر ثلاثة أشهر، وكانت تدير في السابق منطقة للمعارضة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وصنفت واشنطن الشرع إرهابيا في عام 2013، قائلة إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد وتطبيق حكم إسلامي متشدد في سوريا. إلا أن مسؤولين أمريكيين قالوا اليوم إن واشنطن ستلغي مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار كانت قد رصدتها للقبض عليه.
وحصدت الحرب أرواح مئات الآلاف وتسببت في واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وتعرضت خلالها الكثير من المدن لقصف حولها إلى أنقاض، كما انهار الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية.