تضارب بإسرائيل وحماس تنتظر العرْض.. إلى أين وصل مقترح بايدن؟
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
يحظى المقترح الأخير لوقف الحرب في غزة بزخم إعلامي وسياسي كبير، وسط مجموعة من التناقضات في المواقف والتصريحات -وخاصة الإسرائيلية- وغموض يكتنف المشهد.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قدم مقترحا إسرائيليا من 3 مراحل بشأن اتفاق لوقف النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة، وقد أشارت الخارجية الأميركية إلى أن المقترح جرى تطويره بالتشاور مع قطر ومصر.
وستدوم المرحلة الأولى -وفقا لهذا المقترح- 6 أسابيع، وتتضمن وقف إطلاق نار شاملا وكاملا، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق عدد من المحتجزين بغزة بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء، مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين.
وسيتم في هذه المرحلة أيضا تسليم ما بقي في غزة من جثث لأسرى إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينيون إلى كل مناطق غزة بما في ذلك الشمال، وستدخل المساعدات إلى القطاع المحاصر بمعدل 600 شاحنة في اليوم.
وحسب مقترح بايدن فإنه خلال هذه الأسابيع الستة، ستتفاوض إسرائيل وحماس على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.
وسيتم بالمرحلة الثانية تبادل كل الأسرى الأحياء، بما في ذلك الجنود الإسرائيليون، في حين تشمل المرحلة الثالثة منه -حسب بايدن- إعادة إعمار قطاع غزة.
مواقف متضاربة
وفي حين عرض بايدن المقترح على أنه "إسرائيلي" حثت الولايات المتحدة في الوقت ذاته إسرائيل على قبول المقترح، وردت الأخيرة بتصريحات متضاربة ولم تعلن بعد قبولها بالاتفاق المطروح.
وما زال الغموض يكتنف الموقف الإسرائيلي من الصفقة المطروحة، وسط تصريحات متضاربة وخلافات داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهذا الشأن.
فقد عارض نتنياهو -في خطاب أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست- مقترح إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، مدعيا أن هناك فجوات بين المقترح الإسرائيلي وما أعلن عنه بايدن.
كما قال نتنياهو إن ما عرضه الرئيس الأميركي بشأن مقترح الصفقة لم يكن دقيقا، رافضا الموافقة على وقف الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها، كما يقول.
وعلى وقع تهديدات من حلفائه بتفكيك الحكومة، قال نتنياهو -أمس الاثنين- إن الادعاء بأن مجلس الحرب وافق على وقف النار دون تحقيق شروطه ليس صحيحا.
بينما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن الرئيس إسحاق هرتسوغ قوله إنه سيمنح دعمه الكامل لأي صفقة تؤدي إلى الإفراج عن "المحتجزين" في قطاع غزة.
"مقترح إسرائيلي"وتعليقا على ذلك، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن المقترح الإسرائيلي الحالي نتاج جهود دبلوماسية مكثفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا يرى أن هناك فجوات كما قال نتنياهو.
وأفاد كيربي -في مؤتمر صحفي- أن وقف النار الذي أعلن عنه الرئيس "مقترح إسرائيلي" مشيرا إلى أن بايدن أعلن عن المقترح من أجل شرح العملية بشكل أكثر وضوحا، وتأكيدا على دور الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن ردود الفعل الأولى لمسؤولي حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار كانت إيجابية.
وأكد أهمية توصل كل من إسرائيل وحماس إلى تسوية حول هذا الاتفاق، وتابع أن الكرة الآن في ملعب حماس، وقد تم نقل المقترح إليهم خطيا مساء الخميس.
بدورها، قالت الخارجية الأميركية إن اتفاق وقف النار جرى تقديمه لحماس الخميس الماضي "ولم نتلقَّ ردا بعد" مشيرة إلى ثقتها التامة بأن إسرائيل ستوافق عليه.
في غضون ذلك، تحدثت الخارجية الأميركية أمس عن أن واشنطن لديها التزام إسرائيلي بالموافقة على المقترح، وأضافت أن الولايات المتحدة لم تتلق ردا إسرائيليا حتى الآن على مقترح الصفقة.
هل هناك رد من حماس؟
في المقابل، جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في تصريح للجزيرة نت على لسان عضو المكتب السياسي باسم نعيم- تأكيدها أنها لم تتسلم أي شيء رسميا حتى الآن.
وسبقه في ذلك عضو المكتب السياسي حسام بدران الذي قال إن حماس لم تتسلم أي ورقة جديدة لوقف النار في قطاع غزة، والمُقترح الذي قدمه الوسطاء بالسادس من مايو/أيار الماضي، ووافقت عليه حماس وفصائل المقاومة هو الموقف المعتمد.
وأضاف بدران أن "خطاب الرئيس الأميركي المتعلق بمفاوضات إنهاء الحرب على غزة يدل على أن الاحتلال وداعميه الرئيسيين يعيشون حالة من الإرباك، مشيرا إلى بيان بايدن أقر بطريقة أو بأخرى أن الاحتلال عاجز عن تحقيق أي من أهدافه السياسية والعسكرية التي أعلن عنها طوال الأشهر الماضية.
كما لفت إلى أن الولايات المتحدة لديها الأدوات والقدرة للضغط على نتنياهو وحكومته لوقف الحرب، لأنهم هم من يمتنعون عن التوصل لأي اتفاق.
وكان القيادي في حماس أسامة حمدان قال -في وقت سابق للجزيرة- إن الجهد الذي بذله الوسطاء في قطر ومصر يهدف لوقف النار، وإن الإطار العام لما ورد في خطة بايدن جيد إجمالا، لكنهم يحتاجون لمعرفة تفاصيل الخطة، مؤكدا أن من تعنت خلال الشهور الأربعة الماضية هو الجانب الإسرائيلي.
كما أعلنت حماس أنها ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق نار دائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل جادّة للأسرى، وتكثيف الإغاثة.
جهود الوساطة
وتجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بغزة وتبادل الأسرى بين الطرفين، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، بينما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.
وفي إطار الحراك الدبلوماسي، أيد بيان مشترك لوزراء خارجية قطر ومصر والسعودية والأردن والإمارات جهود الوساطة بشأن غزة.
وشدد هؤلاء الوزراء -في البيان- على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأميركي بهدف الاتفاق على صفقة تضمن وقفا دائما لإطلاق النار وإيصال المساعدات.
بدوره، حث بايدن في اتصال هاتفي أمس -مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني– آخر التطورات المتعلقة بمقترح وقف النار، وشدد خلال الاتصال على وجوب قبول حماس المقترح، مؤكدا أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ الخطوة التالية بموجب شروط الاتفاق المقدم لحماس.
وطلب الرئيس الأميركي من الدوحة استخدام نفوذها لإقناع حماس بقبول مقترح الاتفاق، معربا عن شكره لأمير قطر على دعمه في هذه العملية.
كما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستطلب من مجلس الأمن الدولي تبني قرار يدعم مقترح وقف إطلاق النار في غزة.
وتتهم الفصائل الفلسطينية الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم الرغبة حقا في إنهاء الحرب، والسعي عبر المفاوضات إلى كسب الوقت، على أمل أن يحقق نتنياهو أهدافه عبر القتال.
ومن أبرز أهداف إسرائيل المعلنة من الحرب "القضاء على حماس، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة".
ونجحت وساطة قطرية سابقة -بدعم مصري أميركي- في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الرئیس الأمیرکی إسرائیل وحماس إطلاق النار وقف الحرب وقف النار وقف إطلاق قطاع غزة أعلن عن فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
فريق بايدن يدفع بقوة نحو تحقيق السلام في السودان
تطلق إدارة بايدن حملة في اللحظة الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان والتي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم، ويدرس مسؤولو الإدارة الأميركية خططاً لإعلان الفظائع في السودان بمثابة إبادة جماعية وإصدار حزمة
واشنطن - NatSec Daily - بقلم روبي جرامر ونهال الطوسي
18/12/2024
تطلق إدارة بايدن حملة في اللحظة الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان والتي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم.
ويدرس مسؤولو الإدارة الأميركية خططاً لإعلان الفظائع في السودان بمثابة إبادة جماعية وإصدار حزمة من العقوبات الجديدة على ميليشيا سودانية تتنافس على السلطة في الحرب، بحسب ما قاله أربعة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر لصحيفة "NatSec Daily".
وتشمل العقوبات المفروضة على قائد ما يسمى بميليشيا قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" ومؤسسات أخرى تابعة لقوات الدعم السريع.
واتهمت الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، واتهمت قوات الدعم السريع بالتطهير العرقي.
ويضغط مسؤولون وخبراء آخرون من خارج الإدارة على فريق بايدن لتعيين مسؤول كبير في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للإشراف على استمرار تدفق المساعدات الأميركية والدولية إلى البلد المنكوب بالحرب بينما تستعد واشنطن لتغيير السلطة بين إدارتي جو بايدن ودونالد ترامب . وقد مُنح هؤلاء المسؤولون عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مداولات السياسة الداخلية بحرية.
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى نيويورك يوم الخميس لحضور اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن السودان. وقبل اجتماع الأمم المتحدة، سعى المسؤولون الأميركيون إلى إنشاء ممرات إنسانية جديدة إلى المناطق المتضررة بشدة في السودان، بما في ذلك الخرطوم، عاصمة البلاد.
وبالنظر إليها مجتمعة، تعكس هذه التدابير الدفعة النهائية التي يبذلها فريق بايدن لدفع التقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية السودانية بعد جولات متعددة من محادثات السلام الفاشلة والضغوط المتزايدة من المشرعين الأميركيين والمنظمات الإنسانية لبذل المزيد من الجهد خلال شهرهم الأخير في مناصبهم.
ورغم أن الصراع في السودان لا يحظى إلا بجزء ضئيل من الاهتمام العام أو تمويل الإغاثة الإنسانية الذي تحظى به الحروب في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، فقد دفع الصراع في السودان ملايين البشر إلى شفا المجاعة. كما أصبح برميل بارود جيوسياسي، حيث تتنافس القوى الأجنبية بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران ومصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا على النفوذ بين الأطراف المتحاربة في حين تعمل على إطالة أمد الحرب وتفاقمها.
واجهت إدارة بايدن انتقادات حادة من المشرعين مثل السيناتور جيم ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، الرئيس القادم للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لعدم بذلها ما يكفي من الجهود لمحاسبة محركات الحرب الأهلية السودانية. كما انتقدت منظمات حقوق الإنسان إدارة بايدن لعدم محاسبة الإمارات العربية المتحدة علنًا على دورها في الصراع أيضًا. وقد اتُهمت الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على نطاق واسع بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع أثناء تنفيذها حملة من القتل الجماعي والاغتصاب في جميع أنحاء السودان.
وقال السيناتور بن كاردين (ديمقراطي من ماريلاند)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المنتهية ولايته، لصحيفة NatSec Daily: "إن الولايات المتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود. كما يتعين على الإمارات العربية المتحدة أن تتوقف عن تأجيج النار هناك".
وقال كاميرون هدسون ، الخبير في العلاقات الأمريكية الأفريقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أي إجراءات نهائية من جانب إدارة بايدن بشأن السودان يمكن أن "تحرر ترامب من الاضطرار إلى اتخاذ تلك القرارات" وتمكن المشرعين الذين يركزون على الصراع من "استخدام هذا كوقود لمواصلة دفع ترامب لمواصلة القيادة الأمريكية في السودان".
وأضاف "إن أي زخم يمكن أن ينتج عن هذا هو أمر جيد إذا كان من الممكن أن ينتقل إلى الإدارة المقبلة".
يُنظر إلى تحديد الإبادة الجماعية أو الفظائع المتجددة على أنها أداة سياسية مهمة لحشد انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة. وقال مسؤولان إن وزارة الخارجية لا تزال تدرس إعلان الإبادة الجماعية، الأمر الذي يتطلب مراجعات قانونية وفنية داخلية مكثفة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بلينكين سيؤيد مثل هذا الإجراء. حذر خبراء الأمم المتحدة بالفعل من أن الصراع في السودان يشبه بشكل متزايد الإبادة الجماعية .
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على الأمر بشكل محدد، قائلة إنها لا تناقش علنًا العقوبات أو القرارات الجديدة مسبقًا. وقالت إنها تدفع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية وفتح ممرات إنسانية إلى السودان للوصول إلى المدنيين الأكثر ضعفًا في البلاد. ورفض مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق .
*_ساعد فى كتابة التقرير: بول ماكلياري، وفيليم كين، وكونور أوبراين، ودانييل ليبمان_*