ربما طبقت عليه قيود السفر إلى دولة معادية.. الكرملين يعلق على منع استخباراتي أمريكي من زيارة روسيا
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن روسيا اليوم هي دولة معادية للولايات المتحدة، تماما كما هي الولايات المتحدة دولة معادية بالنسبة لروسيا.
وخلال تعليقه على ما حصل مع سكوت ريتر، قال بيسكوف: "لا يعرف الكرملين تفاصيل الوضع، ريتر ضابط مخابرات سابق، لذلك قد يخضع لقيود معينة في السفر إلى الخارج، خاصة إلى روسيا التي يعتبرها الجانب الأمريكي دولة معادية".
وتابع ممثل الكرملين: "نحن الآن دولة معادية بالنسبة لهم، وكذلك هم بالنسبة لنا".
وكان ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر قد صرح بأن سلطات واشنطن منعته من السفر لحضور فعاليات "منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2024"، وقامت بإنزاله من على متن الطائرة. وقال: "هذه المرة لن يكون هناك سفر إلى روسيا، صادرت وزارة الخارجية جواز سفري، لذلك لن أستطيع السفر".
إقرأ المزيد سكوت ريتر: السلطات الأمريكية تعمدت مصادرة جواز السفروأشار بيسكوف إلى أن القيود المفروضة على ضباط المخابرات السابقين، تمارس في جميع البلدان تقريبا.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين دميتري بيسكوف رجال المخابرات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي دولة معادیة
إقرأ أيضاً:
ألعاب الهواتف الذكية .. «قيود مخفية» تهيمن على حياة المستخدمين
د. نوال المحيجرية: يجب التوعية بكيفية استخدام الألعاب بطريقة متوازنة وصحية -
د. هيثم المحروقي: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤدي إلى مشكلات طويلة المدى في الرؤية -
نبراس بوشحام: إدمان اللعبة يتحكم في حياة المستخدم ويقلل قدرته على الفصل بينها وبين الواقع -
على مرمى البصر، في كل زاوية وركن، تتنقل العيون بين الشاشات، وجوه غارقة في عالم رقمي، أطفال يطاردون وحوشًا افتراضية، وشباب يخوضون معارك ملحمية ضد أعداء خياليين، وآخرون يزرعون مزارع رقمية في عالم لا وجود له.
أصبحت هذه المشاهد جزءًا من حياتنا اليومية، حيث تحوّلت الألعاب الإلكترونية من مجرد وسيلة للترفيه إلى ظاهرة ثقافية تؤثر في الوقت والطاقة والصحة.
في عالم الألعاب الإلكترونية، لا تقتصر الإثارة على قتل الأعداء أو التنافس في معارك، بل تمتد إلى إنشاء عوالم افتراضية تُتيح للمستخدمين بناء إمبراطوريات أو مجتمعات رقمية، وتحقيق نجاحات شخصية موازية للواقع، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن فعلًا ندرك ثمن هذه الرحلة الرقمية؟ وهل هناك حدود لهذا الهروب من الواقع؟
سلوك مهيمن
يرى نبراس عبدالجليل بوشحام، أحد اللاعبين المتمرسين في هذا المجال، أن العلاقة بين الأفراد وألعاب الهواتف الذكية قد تغيّرت بشكل جذري، ويقول بوشحام: «في البداية كانت الألعاب وسيلة للترفيه، لكن مع تطور التكنولوجيا، أصبحت جزءًا من حياة الجميع، تجذب من مختلف الأعمار والأهداف».
ويضيف: الهواتف المحمولة التي كانت في البداية مجرد وسيلة للتواصل أصبحت الآن بوابة مفتوحة إلى عوالم افتراضية تُتيح اللعب في أي مكان وزمان.
وفيما يعترف بوشحام بفوائد الألعاب، مثل تعزيز سرعة رد الفعل وتنمية التفكير الاستراتيجي، إلا أن التحذير الواضح يظل قائمًا، «المشكلة تبدأ عندما يتحول اللعب إلى إدمان، فتبدأ اللعبة بالتحكم في حياتك وتقل القدرة على الفصل بينها وبين الواقع»، هذه الملحوظة تشير إلى تحول تدريجي في العلاقة مع الألعاب، من نشاط مسلٍ إلى سلوك مهيمن قد يهدد التوازن الشخصي.
إدمان ألعاب الهواتف الذكية
لا يقتصر تأثير الألعاب على قضاء الوقت أو تحقيق المتعة، بل يمتد إلى التأثيرات النفسية والعقلية التي قد تشبه إلى حد بعيد إدمان المخدرات، وتفسر الدكتورة نوال المحيجرية، استشارية الطب النفسي، تأثير الألعاب على الدماغ، قائلة: «إدمان الألعاب الذكية يؤثر على المواد الكيميائية نفسها التي تُحفز عند تعاطي المخدرات، مثل الدوبامين»، وتشير المحيجرية إلى أن الألعاب قد تسبب تحفيزًا عاطفيًا مؤقتًا، يتبعه شعور بالفراغ، مما يجعل الشخص يبحث عن المزيد من الإثارة.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ فالإفراط في اللعب قد يؤدي إلى تأثيرات أعمق على الصحة العقلية، «المدمنون على الألعاب يصبحون أقل قدرة على اتخاذ قرارات منطقية في حياتهم اليومية، كما يزداد تعرضهم للقلق والاكتئاب»، وتشير المحيجرية إلى أن القدرة على التحكم في هذا السلوك تصبح شبه مستحيلة رغم الوعي بتأثيراته السلبية.
العلاج.. بين الواقع والخيال
ما هو الحل إذًا؟ ترى الدكتورة نوال المحيجرية أن العلاج الإيحائي قد يكون وسيلة فعّالة في معالجة إدمان الألعاب، وهو يعتمد على تقنيات تعديل العقل الباطن ليتحول سلوك الفرد تجاه الألعاب إلى علاقة صحية، وفق المحيجرية، التي ترى أن العلاج يهدف إلى تغيير الطريقة التي يرتبط بها الشخص مع اللعبة، مما يساعد في الحد من تأثيراتها السلبية.
لكن المحيجرية تشدد على أهمية الوقاية أكثر من العلاج قائلة: «الوقاية تبدأ من سن مبكر، من خلال التوعية في المدارس والعائلة حول كيفية استخدام الألعاب بطريقة متوازنة وصحية»، مؤكدة أن المشاركة الأسرية تسهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الإدمان الرقمي.
القيد غير المرئي
قد يغيب عن الكثيرين أن الهاتف الذكي، الذي كان في البداية وسيلة للاتصال والترفيه، أصبح في الوقت الحالي قيدًا غير مرئي، وهذه الأجهزة، التي تسهل التواصل والترفيه، يمكن أن تزرع فينا سلوكيات قد تهدد صحتنا العقلية والجسدية إذا ما أفرطنا في استخدامها.
ويسلط الدكتور هيثم المحروقي، اختصاصي جراحة القرنية، الضوء على مشكلة أخرى ترتبط بتأثير الأجهزة الذكية، وهي تأثير الضوء الأزرق على العين قائلًا: «الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يسبب إجهادًا للعين، وقد يؤدي إلى مشكلات طويلة المدى في الرؤية»، ورغم أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى أدلة قاطعة حول تأثير الضوء الأزرق، إلا أن المحروقي يشير إلى أنه قد يسبب مشكلات صحية تتفاقم مع الاستخدام المستمر لهذه الأجهزة.
العودة إلى الواقع
بينما تزداد تعلقاتنا بالأجهزة المحمولة والعوالم الافتراضية، يبقى السؤال: هل نحن نغرق في بحر من الألعاب الرقمية؟ وهل نحن على وشك فقدان الاتصال بالواقع؟
في الحلقة القادمة، سنتناول تأثير هذه الألعاب على المجتمع ككل، وكيف يمكننا الوقاية من الوقوع في فخ الإدمان الرقمي، هل سيكون الوعي هو الحل؟ أم أن مستقبلنا الرقمي يحمل تحديات أكبر مما نتوقع؟