لوفيغارو: إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
قالت لوفيغارو إن مقطع الفيديو -الذي يظهر خياما تشتعل فيها النيران بمخيم للاجئين الفلسطينيين في رفح، حيث قتل 45 شخصا في قصف إسرائيلي- صدم الرأي العام وأكد بشكل قاطع هزيمة إسرائيل في الحرب الإعلامية وتدهور وضعها في العالم.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، في عمود بقلم رينو جيرار، أن مقطع الفيديو -الذي تم توزيعه على نطاق واسع للخيام التي تشتعل فيها النيران ذلك اليوم- كان يعادل صورة الفتاة الصغيرة التي أحرقت بالنابالم في حرب فيتنام، وهي تركض عارية على الطريق، وعلى وجهها علامات الرعب.
وذكر الكاتب بأن تلك الصورة والتقارير الواردة، من فيتنام وقتها، حولت الرأي العام ضد الحرب، ليقرر الكونغرس تخلي الولايات المتحدة عن فيتنام الجنوبية، مما تسبب في هزيمها في أقل من عام، وها هي إسرائيل كذلك تخسر حربها الإعلامية اليوم في غزة، رغم ما لذلك من أهمية كبيرة في الصراعات المعاصرة، بسبب الاستخدام الواسع النطاق للهواتف الذكية المزودة بكاميرات التي يمكنها نشر الصور على الفور عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
جالوت الإسرائيلي
وإذا كانت فظائع الجيش الإمبراطوري الياباني في الصين عام 1937 استغرقت أسابيع قبل أن تصل أخبارها إلى آذان الغرب، فإن عمليات اغتيال 45 مدنيا وحرقهم حتى الموت في منطقة يقال إنها آمنة، بعد أن نزحوا عدة مرات، أثارت المشاعر الدولية في نفس اليوم.
ورغم أن القصف الإسرائيلي كان ردا على صواريخ أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تل أبيب دون إصابات -كما يقول الكاتب- فإن ما شاهده الرأي العام العالمي هو جالوت الإسرائيلي وهو يهاجم عائلة داود الفلسطينية، ويقتل عددا غير قليل من المدنيين، سيضاف إلى 36 ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إذا كان الإسرائيليون قد عرفوا دائما كيف يبقون وسائل الإعلام الغربية والرأي العام الغربي إلى جانبهم فإن صورتهم كضحايا للمحرقة في ذهن العالم تحولت تدريجيا إلى صورة الظالم المتسلط، مما أدى إلى تدهور وضعهم في العالم.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الضربة الإسرائيلية بأنها "غير مقبولة" واستبعدت حكومته -كأول إجراء عملي- شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية من معرض يوروساتوري الذي سيقام في العاصمة باريس بين 17 و21 يونيو/حزيران 2024، رغم موقف باريس المؤيد لإسرائيل بداية الصراع.
ورغم مواقف الغرب المؤيدة دائما للعمليات المستهدفة التي تقوم بها إسرائيل، مثل اغتيالها منفذي عملة ميونخ وقادة حماس في غزة ولبنان، فإن شعبية إسرائيل في الرأي الغربي تدهورت بشكل كبير خلال 8 أشهر من الحرب.
من ضحية إلى ظالم متسلط
وبسبب ظهورها في صورة المنغمس في الانتقام والعقاب الجماعي، خسرت إسرائيل الحرب الإعلامية، إذ يردد الآن شباب البلدان الأكثر تأييدا لها روايات تاريخية مفادها أن الإسرائيليين "مستعمرون فظيعون يهاجمون المدنيين العزل" مما يوشك أن يوسع المقاطعة وسحب الاستثمارات، والعقوبات التي تستهدف إسرائيل من قبل بلدانهم، حسب الكاتب.
وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان مؤيدا للغاية لإسرائيل طوال حياته السياسية، يبدو اليوم غاضبا من إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأصبح يمارس أقصى قدر من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لصالح وقف إطلاق النار.
وإذا كان الإسرائيليون قد عرفوا دائما كيف يبقون وسائل الإعلام الغربية والرأي العام الغربي إلى جانبهم -كما يقول الكاتب- فإن صورتهم كضحايا للمحرقة في ذهن العالم تحولت تدريجيا إلى صورة الظالم المتسلط، مما أدى إلى تدهور وضعهم في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الرأی العام
إقرأ أيضاً:
تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
بعد مرور 85 يوما على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 17 يناير/كانون الثاني 2025، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عددا من قادة العمل الحكومي في القطاع، إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار 2025، وهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل في قطاع غزة المستشار أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان.
واستأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدعيا أنها تستهدف حركة حماس، وتسبب باستشهاد 356 غزيا فضلا عن مئات الجرحى، فيما حملت حركة حماس رئيس الوزراء اللإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنّت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة.
كما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مكتب نتنياهو تأكيده أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة "بعد رفض حماس مرة تلو الأخرى إعادة مخطوفينا ورفض عروض الوسطاء".
ولد عصام الدعليس عام 1966 في مخيم جباليا الواقع شمال شرق قطاع غزة، وينحدر من عائلة هُجرت من مدينة أسدود المحتلة.
إعلاننشأ في مخيم النصيرات وسط القطاع، وهو متزوج وله 6 أبناء.
عمل الدعليس مديرا مساعدا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكان عضوا في اتحاد الموظفين للوكالة، ورئيسا لقطاع المعلمين فيها.
شغل منصب المستشار السياسي لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية في الفترة بين عامي 2012 و2014.
كما كان عضوا في الهيئة التنفيذية لحركة حماس بين عامي 2009 و2013، وترأس الدائرة المالية والاقتصادية فيها. وتولى منصب نائب رئيس الدائرة السياسية للحركة من عام 2012 حتى 2020.
في مارس/آذار 2020، انتُخب الدعليس عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، وتسلّم رئاسة الدائرة الإعلامية، إلا أنه غادرها لاحقا بعد مصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني على قرار تعيينه رئيسا للجنة متابعة العمل الحكومي بالقطاع في يونيو/حزيران 2021.
أحد أبرز قيادات حركة حماس، والشخصية الرئيسية خلف العديد من القرارات الأمنية والسياسية فيها، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية في غزة.
أدى أبو وطفة دورا محوريا في إدارة الشؤون الأمنية للقطاع، خاصة في فترات التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأشرف على حفظ الأمن والنظام في غزة، وأسهم في تنسيق العمليات الأمنية بين الأجنحة المختلفة التابعة للحركة، كما كان له دور بارز في ضمان استمرارية الحياة اليومية لسكان القطاع، ما جعله هدفا رئيسيا لإسرائيل.
في يناير/كانون الثاني 2025، وقبيل استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، جال أبو وطفة في شوارع غزة، متفقدا انتشار قوات الأمن الداخلي وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية لتعزيز الأمن بعد حرب استمرت 471 يوما.
وأكد أثناءها التزام الوزارة بمواصلة خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم، مع إصدار توجيهات لضمان استقرار الحياة اليومية في غزة.
أحمد عمر الحتة، الملقب بـ"أبو عمر"، حصل على درجة الماجستير في القانون، ثم شغل منصب عميد كلية الرباط الجامعية الشرطية في قطاع غزة. وقد عُين وكيلا لوزارة العدل بغزة في ديسمبر/كانون الأول 2021، خلفا للمستشار محمد النحال.
إعلانوأعلنت حركة حماس استشهاد الحتة إلى جانب عدد من قيادات العمل الحكومي جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في مارس/آذار 2025، وأوضحت مصادر أن الحتة استشهد مع زوجته فاطمة وأبنائه يسرى وعمر وهدى وهاجر وجنان وبنان.