باحث أميركي: إبادة جماعية جديدة تخيم على دارفور وعلى العالم التحرك
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
حذر باحث وأكاديمي أميركي من أن شبح إبادة جماعية جديدة يخيم على إقليم دارفور غربي السودان في وقت يوجه فيه العالم أنظاره إلى مكان آخر.
وفي مقال له بصحيفة واشنطن بوست، أشار ديفيد سايمون –الذي يعمل مديرا لبرنامج دراسات الإبادة الجماعية في جامعة ييل بالولايات المتحدة- إلى أن قوات الدعم السريع، التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني، تسيطر على 3 من الطرق الرئيسية الأربعة المؤدية إلى الفاشر حاضرة الإقليم، فيما القوات الحكومية والمليشيات المحلية المتحالفة معها بالكاد تتشبث بمواقعها.
ومنذ أكثر من شهر، تفرض قوات الدعم السريع –وهي قوة شبه عسكرية تمردت على الجيش الحكومي- حصارا على مدينة الفاشر التي يقطنها أكثر من 2.5 مليون نسمة، بعد أن تضخم عدد سكانها بسبب لجوء نازحين إليها من مدن وبلدات أخرى من جميع أرجاء دارفور.
وعلى الرغم من أن حصار الفاشر بدأ بشكل جدي منذ فترة قصيرة فقط، فإن الأوضاع كانت بائسة قبل ذلك بكثير، وفق المقال. وفي فبراير/شباط، قدر المراقبون الدوليون أن الأطفال كانوا يموتون بمعدل طفل واحد كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين خارج الفاشر. واليوم، لم تعد المساعدات تصل، ويبدو أن المجاعة الحادة باتت وشيكة.
سقوط الفاشر
ويعتقد سايمون –الذي يعمل أيضا محاضرا أول في كلية جاكسون للشؤون العالمية التابعة لجامعة ييل- أن سقوط الفاشر، إذا ما حدث، سيمنح قوات الدعم السريع سيطرة شبه كاملة على غرب السودان وستكون لها، من ثم، يد طولى في معركتها للسيطرة على البلاد، الأمر الذي ينذر بعودة الإبادة الجماعية على نطاق واسع في الإقليم المضطرب.
وتوشك قوات الدعم السريع أن تنجح في مسعاها للسيطرة على دارفور، مما قد يتيح لها -في حال سقوط الفاشر- الفرصة لاستكمال ما يسميه كاتب المقال "مشروع الإبادة الجماعية" الذي بدأته في العقد الأول من القرن الحالي، حيث كانت تُسمى مليشيا الجنجويد التي تحالفت مع نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وناشد سايمون العالم الاستجابة سريعا لما يحدث في دارفور رغم أن خياراته تتضاءل يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن أفضل مسار الآن هو التفاوض على وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات إلى المدينة.
وفي اعتقاده أن الخيار الآخر الوحيد هو نشر قوات لحفظ السلام، بموافقة الأمم المتحدة، لحماية السكان المدنيين. وفي هذه الحالة –يضيف الباحث الأميركي- قد يتعين على المنظمة الأممية أن ترجع إلى الاتحاد الأفريقي في تحديد مصادر القوات وتنظيمها، على الرغم من أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ينبغي أن تكون مستعدة لتوفير العتاد.
واقترح أن تكون أولى مهام عملية حفظ السلام، منع الهجمات المباشرة على السكان المدنيين في الفاشر ومخيمات اللاجئين فيها، ثم تأمين مطار المدينة لإيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الحل الدائم للأزمة يتطلب تسوية سياسية دائمة يتوصل إليها السودانيون أنفسهم، مرجحا أن يكون ذلك حلا، مع ضرورة وضع إستراتيجية لمتابعة محاسبة مرتكبي الجرائم المروعة في هذا النزاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني: ارتفاع ضحايا الهجوم على الفاشر وتدمير مركبات عسكرية للدعم السريع
بلغت حصيلة انتهاكات الدعم السريع أكثر من 150 قتيلاً وقرابة 90 جريحًا خلال الأسبوع الجاري، بحسب بيان للجيش.
متابعات – تاق برس
أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع بصاروخين أطلقتهما طائرة مسيّرة مساء السبت على سوق حي أولاد الريف.
وأوضحت أن الهجوم أسفر عن مقتل 40 شخصًا بينهم أطفال، وإصابة 25 آخرين. وذكرت أن الضحايا هم من الباعة الجائلين وبائعات الشاي وتجار المواد الغذائية الذين يتوافدون إلى السوق ليلاً لتجنب القصف الذي تشهده المنطقة خلال النهار.
وأكدت الفرقة في بيان أن ما تم ترويجه عبر وسائل الإعلام التابعة لقوات الدعم السريع بشأن استهداف مواقع عسكرية للجيش عارٍ من الصحة، مشيرة إلى أن هذا الادعاء محاولة للتغطية على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها تلك القوات بحق المدنيين في مدينة الفاشر، والتي بلغت حصيلتها أكثر من 150 قتيلاً وقرابة 90 جريحًا خلال الأسبوع الجاري.
وعلى الصعيد العسكري، أفادت القوات المسلحة والقوات المشتركة تمكنت يوم الأحد من تدمير 13 مركبة قتالية لقوات الدعم السريع عبر المدفعية وسلاح الجو، إضافة إلى تكبيدها خسائر بشرية كبيرة شمال شرق المدينة.
كما أكدت التصدي لمحاولة تسلل من محور الجنوب الشرقي، ما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع بعد مناوشات استمرت لأكثر من ساعة.
وأشارت الفرقة إلى استمرار الانشقاقات في صفوف قوات الدعم السريع، حيث شهدت الأيام الماضية هروب عدد من العناصر وتسليم أنفسهم وأسلحتهم للقوات المسلحة، نتيجة تصاعد الخلافات الإثنية وعمليات التصفية الجسدية داخل تلك القوات.
ودعت الفرقة مواطني مدينة الفاشر إلى أخذ الحيطة والحذر، خصوصاً من الطائرات المسيّرة التي تستهدف التجمعات والأسواق الليلية، مشددة على ضرورة الالتزام بتوقيتات آمنة لتجنب المخاطر.
فيما أشادت بجنودها المنتشرين في جميع أنحاء المدينة، مؤكدة استقرار الأوضاع الأمنية واستعدادها لمواجهة أي تهديدات جديدة.
الجيش السودانيالفاشرالفرقة السادسة مشاة