أوبك+ تمدد خفض إنتاج النفط.. وصفة لتجنب ضعف الطلب عالميا فهل ستنجح؟
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
قرر تحالف "أوبك+" في اجتماعه الأخير الذي عقد في الرياض تمديد خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2025.
وقرر التحالف الذي يضم دول أوبك بالإضافة إلى روسيا ومنتجين آخرين تمديد اتفاقية خفض الإنتاج بمقدار 3.8 ملايين برميل يوميا حتى نهاية العام المقبل 2025 بدلا من نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2024.
الاتفاقية الحالية التي بدأها التحالف مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، إلزامية على كافة الأعضاء (عددهم 22 دولة)، وتهدف إلى الحفاظ على توازن سوق النفط العالمية.
تضاف للاتفاقية الإلزامية أخرى طوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، بدأت مطلع تموز/ يوليو 2023 وتستمر حتى أيلول/ سبتمبر المقبل، بمشاركة 8 دول بصدارة السعودية وروسيا.
ضعف الطلب
ورغم اتفاقيتي خفض الإنتاج الإلزامية والاختيارية إلا أن الطلب على النفط الخام يشهد ضعفا في النمو، مقارنة مع أرقام 2023، ويعزى ذلك إلى مخاوف جيوسياسية.
فتوترات الشرق الأوسط، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤشرات على حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة، جميعها أحدثت مزاجا اقتصاديا سلبيا وأضعفت من نمو الطلب على الخام.
تشير بيانات "أوبك" إلى أن متوسط الطلب العالمي على النفط الخام، يبلغ 103 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع قرابة 102.6 مليون برميل في 2023.
هذه العوامل، أسهمت في إضعاف أسعار النفط عالميا إلى متوسط 81 دولارا للبرميل، من متوسط 88 دولاراً في 2023، و98 دولاراً كمتوسط في 2022 وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب شرق أوروبا.
لذلك، وجد التحالف أن تمديد اتفاقية خفض الإنتاج عاما إضافيا قد يسهم في الوصول إلى سعر عادل من وجهة نظرهم، أي عند قرابة 95 دولارا للبرميل.
وحتى قبل التمديد الأخير، كان التحالف في 2023 أقر تمديد اتفاقية الخفض حتى نهاية 2024 بدلا من نهاية العام الماضي، بسبب ظهور مؤشرات في السوق تدلل على ضعف الطلب.
سعر عادل
وفي أكثر من مناسبة، ردد التحالف أنه يطمح إلى سعر عادل لبرميل النفط الخام، وهو ما يراوح بين 95 - 100 دولار للبرميل، مقارنة مع متوسط 81 دولارا حاليا.
ومرد هذا السعر العادل بحسب التحالف، عدة عوامل منها: تراجع هوامش أرباح النفط الخام بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل والتكرير.
كذلك، تشهد الاستثمارات في صناعة الطاقة التقليدية تراجعا في ضخ الأموال لصالح مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يعني مزيدا من المخاطر التي يتحملها منتجو الوقود الأحفوري.
سبب ثالث، يتمثل في الإبقاء على مصادر آمنة وموثوقة في الطاقة التقليدية، قادرة على مواجهة أية صدمات صعودية في الطلب على النفط، كما حصل في الشهر الأول للحرب الروسية الأوكرانية، عندما ارتفع الطلب من خارج روسيا، الأمر الذي قفز بالأسعار إلى 140 دولارا للبرميل.
كذلك، كرر التحالف في أكثر من مناسبة أن اتفاقية خفض الإنتاج من شأنها القضاء على أية فوائض في معروض النفط العالمي، وإبقاء السوق في حالة توازن.
تحول الطاقة
ويخوض تحالف "أوبك+" حربا باردة مع وكالة الطاقة الدولية، التي تضم كبار مستهلكي الطاقة حول العالم، إذ ترى الأخيرة أن عصر النفط قد انتهى.
ومنتصف الشهر الماضي، قالت وكالة الطاقة الدولية إن توقعات نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام، تواصل التراجع وسط تباطؤ اقتصادي وطقس معتدل في أوروبا.
وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري حينها، أن الاستهلاك العالمي للوقود سيزيد بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام مقارنة مع 2023 إلى 103.2 ملايين برميل نفط يوميا، أي أقل بـ 140 ألف برميل عما كان متوقعا قبل شهر.
هذا التقليص في الطلب على النفط، يأتي للشهر الثاني على التوالي ضمن إصدارات التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية، التي تتوقع استمرار الطلب الضعيف في الربع الثاني 2024.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتهم الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وكالة الطاقة الدولية بتشويه سمعة صناعة النفط والغاز، حيث يستمر الاختلاف بشأن سياسات المناخ والطاقة.
وقال هيثم الغيص في بيان: "هذا يمثل إطارا ضيقا للغاية للتحديات التي نواجهها، وربما يقلل من قضايا مثل أمن الطاقة، والقدرة على تحمل تكاليفها أو الحصول عليها، كما أنه يشوه سمعة الصناعة ظلما باعتبارها وراء أزمة المناخ".
وأضاف الغيص أنه من المؤسف أن تصف وكالة الطاقة الدولية تقنيات مثل التقاط الكربون وتخزينه بأنها "وهم"، حيث اعتبرتها التقارير الحكومية الدولية المعنية بقضايا المناخ، والتابعة للأمم المتحدة جزءًا من الحل.
يأتي هذا بعد أن انتقدت وكالة الطاقة الدولية في مذكرة، العام الماضي، تقنيات احتجاز الكربون، وقالت إنه يتعين على المنتجين في صناعة الوقود الأحفوري الاختيار بين تعميق أزمة المناخ أو التحول إلى الطاقة النظيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أوبك النفط نفط انتاج أوبك المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وکالة الطاقة الدولیة النفط الخام برمیل یومیا خفض الإنتاج الطلب على مقارنة مع على النفط
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط ترتفع أكثر من 6% في أسبوع.. وبرنت يتجاوز 75 دولارا للبرميل
الاقتصاد نيوز - متابعة
قفزت أسعار النفط نحو 1% عند التسوية في جلسة الجمعة، لتسجل أعلى مستوى عند التسوية في أسبوعين مع ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية في السوق على خلفية تصاعد حدة الحرب في أوكرانيا هذا الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 94 سنتا بما يعادل 1.3% إلى 75.17 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.14 دولار أو 1.6% إلى 71.24 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار الخام بأكثر من 6% خلال الأسبوع، وهو أعلى سعر تسوية لها منذ السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك مع تكثيف روسيا حملتها في أوكرانيا بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين، وفق ما نقلته "رويترز".
وقال أولي هانسن المحلل لدى ساكسو بنك "أثار تصعيد روسيا وأوكرانيا التوتر الجيوسياسي إلى حد أبعد من المستويات المشهودة خلال الصراع المستمر منذ عام بين إسرائيل والمسلحين المدعومين من إيران".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ستواصل اختبار صواريخ أوريشنيك فرط الصوتية الجديدة في القتال وإنها تملك مخزونا جاهزا للاستخدام.
وأطلقت روسيا الصاروخ على أوكرانيا بعد أن استخدمت أوكرانيا صواريخ باليستية أميركية وصواريخ كروز بريطانية في ضرب روسيا.
وقال جون إيفانز المحلل لدى (بي.في.إم) "ما تخشاه السوق هو التدمير غير المتعمد لأي جزء من النفط والغاز والتكرير قد لا يحدث ضررا طويل المدى فحسب، وإنما يسرع امتداد الحرب".
وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على بنك غازبروم الروسي في وقت يكثف فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إجراءات العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا قبل مغادرته منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.
وقال الكرملين إن العقوبات الأميركية الجديدة محاولة من واشنطن لعرقلة تصدير الغاز الروسي، لكنه أشار إلى أن موسكو ستتوصل إلى حل.
كما حظرت الولايات المتحدة أغذية ومعادن وواردات أخرى من 30 شركة صينية تقريبا بسبب ما يتردد عن تشغيل عمالة قسرية من قومية الويغور.
وأعلنت الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة، منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية.
وتشير توقعات محللين ومتعاملين وبيانات تتبع السفن إلى أن استيراد الصين للنفط الخام مرشح للزيادة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وزادت واردات النفط في الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، مع زيادة الاستهلاك المحلي، وفقا لبيانات حكومية.
الحد من ارتفاع الأسعارحد من ارتفاع الأسعار اليوم تراجع نشاط الأعمال في منطقة اليورو بحدة خلال الشهر الجاري مع انكماش قطاع الخدمات المهيمن في المنطقة واستمرار الركود في قطاع الصناعات التحويلية.
وعلى النقيض، قالت شركة (إس اند بي غلوبال) إن المؤشر اللحظي المركب لمديري المشتريات، والذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ أبريل/ نيسان 2022، مع تسجيل قطاع الخدمات النسبة الأكبر من الزيادة.
وقفز الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى في عامين مقابل سلة من العملات الأخرى بسبب سير مقاييس نشاط الأعمال في اتجاهين متعاكسين في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة في دول أخرى، وهو ما قد يخفض حجم الطلب.
وقال مكتب الإحصاء الاتحادي إن الاقتصاد في ألمانيا، أكبر اقتصادات أوروبا، نما في الربع الثالث بأقل من التقديرات التي كانت متوقعة في السابق.