الأسبوع:
2025-02-17@02:31:19 GMT

يونيو.. ذكرى الصمود - 2

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

يونيو.. ذكرى الصمود - 2

سنوات وعقـود مرت، كذب وتضليل وافتراءات ترددت، مؤامرات حيكت وحملات تشويه ممنهجة انطلقت ولم تتوقف، وفى هذه الأيام ومع حلول شهر يونيو كل عام، يكثر الحديث عن النكسة، لا لنتذكـــر كـيـف تجـــاوز الـوطن محنتــه؟، ولكن من باب الشماتة وتصفية الحسابات مع الثورة، وتشويهها لصالح الرأسمالية، التى يــزعجها بقــاء هذه الـمرحلة، شاهدة على تآمر الاستعمار، ومُلهمة فى مواجهة التحديات.

لذلك أحرص كل عام، أن أكتب عن بطولات حرب الاستنزاف، وقد كتبت المقال السابق عن جانب من هذه البطولات وكيف كانت الطريق نحو بناء الجيش والمجتمع القادر على النصر الذى تحقق فى أكتوبر.

وهذه المرة أود أن أشير إلى بعض الأمور، ليعرف من وقع فريسة الدعايات المغرضة أن المسألة لم تكن مجــرد معركة «مصرية - إسرائيلية»، وإنما حرب غربية أمريكية شرسة على المشروع الذى تبنته ثورة يوليو.

وهـذا بعض مما كشفته وثائق الدول التى شاركت مع جيش العدو:

- 100 طائرة أمريكية انطلقت من قاعدة الظهران السعودية المؤجرة للجيش الأمريكى وضربت المطارات جنوب مصر، إضافة إلى 40 طائرة أخرى انطلقت من قاعدة هويلس فى ليبيا ضربت غرب مصر.

- 20 طائرة فرنسية يقودها فرنسيون انطلقت من المطارات الإسرائيلية مع القوات الجوية للعدو، كرَّمتهم الحكومة الإسرائيلية سنة 1997.

- 20 طائرة من جنوب أفريقيا انطلقت من إسرائيل مع القوات الإسرائيلية.

- من ميزانية المخابرات الأمريكية تم منح إسرائيل 3 أسراب طائرات «سكاى هوك»، وسربى طائرات ميراج، و62 دبابة ليوبارد ألمانية.

- منحت المخابرات البريطانية إسرائيل الخطة الجوية لحرب 1956.

- وفرت أمريكا لإسرائيل 140 طيارًا مقاتلاً من شتى أنحاء العالم.

- وفر شاه إيران لإسرائيل احتياجاتها البترولية حتى نهاية 1967.

- فى 3 يونيو انطلقت 4 طائرات أمريكية من صحراء النقب لرصد كل الوضع فى سيناء، وتم تسليم كل الصور والأفلام للجيش الإسرائيلى.

- تم تخطيط واختبار خطة الحرب الإسرائيلية على الحاسبات الإلكترونية للبحرية الفرنسية.

- قامت أمريكا بفك كل شفرات الجيوش العربية، كما تنصتت على كل الاتصالات واعترضت الرسائل وأعادت صياغتها لتضليل العرب.

- أرسلت واشنطن حاملة الطائرات «ساراتوجا» للسواحل الإسرائيلية، وقامت طائرات الحاملة بعمل مظلة جوية فوق الأجواء الإسرائيلية يوم 5 يونيو للتصدى لأى هجوم جوى مصرى كما أرسلت المدمرة ليبرتى للتجسس وتصوير المعركة أمام السواحل المصرية طيلة أيام الحرب.

على جانب آخر، كانت حرب يونيو أكبر اختبار لـتجربة ثورة يوليو الاقتصادية، تـلك الحرب التى وصفها الرئيس الفرنسى شارل ديجول بأنها «أمريكية بأداء إسرائيلى».. فرغم عنف الضربة حافظت مصر على نسبة النمو الاقتصادى قبل النكسة، بل إن هذه النسبة زادت فى عامى 1969و1970 وبلغت 8% سنويـًّا.. واستطاع الاقتصاد المصرى عام 1969 أن يحقق زيادة لصالح ميزانــه التجارى، لأول وآخر مرة فى تاريخ مصــــر، بفائض قـدره 46.9 مليون جنيه بأسعـار ذلك الزمان.

لقد تحمَّل الاقتصاد عبء إعادة بناء الجيـش المصرى من الصفـر، وبدون مديونيات خارجية، فى الوقت الذى كانت المحلات تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس وأثاث وأجهزة كهربائية وغيرها، ولِمَ لا، ولدى مصر أكبر قـاعدة صناعية فى العالم الثـالث، ناهيك عن تحمل تكاليف إتمام بناء مشروع السد العالى، ومجمع مصانع الألومنيوم فى نجع حمادى، وغيرها من المشروعات العملاقة.

المصادر:

- 30 ساعة من الحرب: شموئيل جونين ترجمة هيئة الاستعلامات.

- حروب إسرائيل: الصادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية.

- مذكرات موشى ديان.

- كتاب القوات المسلحة عن حرب 1967، صادر عن وزارة الحربية 1969.

- أسرار حرب 1967: أمين هويدى.

- حروب عبد الناصر: أمين هويدى.

- الصراعات والحروب التى فرضت على عبد الناصر: دراسة للواء حمدى محمد الشعراوى.

- سنوات الغليان - الانفجار: محمد حسنين هيكل.

- حرب يونيو: طه المجدوب.

- العملية سيانيد: بيتر هونام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: نصر أكتوبر القوات المسحلة يونيو ٥ يونيو ٦٧ حرب مصر وإسرائيل انطلقت من

إقرأ أيضاً:

حين ينكسر الصلف أمام الصمود: ترامب يعتذر… والأردن يعلّم العالم معنى الكرامة!

*✍️ محمد أبو صلاح*

في مسرح السياسة الدولية، حيث يتقافز اللاعبون بين الغطرسة والانكسار، وقف الأردن شامخًا كجبال عجلون وصلبًا كصخور البتراء، ليُجبر دونالد ترامب، صاحب أكثر المواقف رعونة، على التراجع والانحناء تحت ثقل الكرامة الأردنية.
*ترامب، الذي اعتاد أن يُسمع العالم صوته الأجوف كطبل فارغ، ها هو اليوم يعزف سيمفونية الاعتذار الخافت، بعدما اصطدم بجدار من الإرادة الأردنية التي لا تلين.*

*الأردن… حين يصنع الموقف هيبة الوطن*

لم يكن الموقف الأردني الرافض لمخطط *تهجير الفلسطينيين مجرد كلمة عابرة، بل كان صرخة من أعماق التاريخ، من زمن *صلاح الدين الأيوبي* حين أبت القدس إلا أن تعود عربية، ومن زمن *عبدالله الأول* الذي استشهد على عتبات الأقصى، ومن كل حبة تراب في *فلسطين* ارتوت بدماء الأحرار.
*لقد كان الموقف الأردني كالسيف المسلول، لم يُشهره ترفًا، بل دفاعًا عن حق شعب، وكرامة أمة، ومبدأ لا يقبل المساومة.*

*الشعب الأردني… حين تكون الكلمة للشوارع لا للقصور*

في لحظة فارقة، خرج الشعب الأردني إلى الشوارع، لا طلبًا لرغيف خبز ولا احتجاجًا على ضائقة معيشية، بل في *مسيرات عفوية علت فيها الهتافات كهدير نهر الأردن*، تؤكد أن هذا الشعب لن يرضى إلا بالعزة، ولن يسمح بابتزاز وطنه.
*لقد احتشد الأردنيون، موالون ومعارضون، خلف قيادتهم، كالبنيان المرصوص، ليبعثوا برسالة واضحة إلى العالم: كرامة الأردن ليست ورقة للمساومة، وسيادته ليست رهنًا لمساعدات أحد.*

    “هنا الشعب إذا انتفض، فلا جدار يصمد، ولا طغيان يبقى. هنا شعبٌ إذا قال كلمته، اهتزت لها أروقة البيت الأبيض، وتراجعت أمامها أعتى القوى.”

*ترامب… حين يهتز الطغيان أمام الشعوب*

ترامب، الذي اعتاد أن يفرض كلمته كأنها قدرٌ محتوم، لم يتوقع أن يجد في وجهه شعبًا يخرج في الشوارع لا لمطالب معيشية، بل ليقول: كرامة الأردن لا تباع، وسيادة القرار الأردني لا تُشترى!
وكأنهم يقولون له:

    “أيها الطغيان، إنك وإن ظننت أن لك أنيابًا، فاعلم أن في هذا الوطن قلوبًا تأبى الانحناء، وأرواحًا لا تنكسر تحت أي سوط، مهما علا صوت جلادك!”

فكان الرد الأمريكي سريعًا، *فيديو قصير لا يتجاوز الدقيقة، لكن دلالاته تتجاوز الزمن كله.*
*ترامب يصف الملك عبدالله الثاني بـ”أعظم القادة”، ويشيد بشعب الأردن، في محاولة واضحة لامتصاص الغضب الشعبي الذي اشتعل كالنار في الهشيم.*

*رسالة الصمود… درس لكل العرب*

ما حدث لم يكن مجرد “اعتذار دبلوماسي”، بل كان درسًا بليغًا:
    *•    حين يقف العرب موقفًا واحدًا، ولو للحظة، تتصدع جدران الغطرسة، ويُجبر الطغيان على التراجع.*
    *•    لم يكن الأردن بحاجة إلى سلاحٍ أو جيشٍ جرار، بل كان بحاجة إلى موقفٍ مبدئي، جعل ترامب نفسه يتراجع عن عنجهيته.*

*فإذا كان الأردن، رغم محدودية موارده، قد استطاع أن يجبر ترامب على التراجع، فما الذي يمكن أن تفعله أمة عربية كاملة لو وقفت موقفًا موحدًا؟*
هل كنا سنرى *غزة* تُدك بهذا الشكل؟
هل كنا سنرى *القدس* تُهوّد يومًا بعد يوم؟
هل كنا سنرى *نتنياهو* يصول ويجول في المنطقة وكأنه الحاكم بأمره؟

*الخاتمة: لا مقام للذل بين الأحرار!*

إن ترامب، بكل ما يملكه من نفوذ، لم يستطع أن يفرض إرادته حين وُوجِه بإرادة حقيقية، فكيف له أن يستمر لو أن العرب جميعًا اختاروا طريق الصمود والعزة؟

    “إن الطغاة، مهما علا صوتهم، ليسوا سوى فقاعات تنتفخ بالهواء، فإذا ما واجهت صخرة الصمود، انفجرت وتلاشت.”

اليوم، أثبت الأردن أن *الكرامة ليست رفاهية، بل هي سلاحٌ لا يُهزم.*
فهل يتعلم العرب من هذا الدرس؟
أم سنظل نحيا في زمنٍ يعتذر فيه الطغاة عندما نغضب، ثم يعودون ليبطشوا عندما نصمت؟

*“لا يُغيّرُ اللهُ ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفُسهم”*…
فإلى متى ننتظر؟

مقالات مشابهة

  • «الدفاع الإسرائيلية» تعلن وصول شحنة أمريكية من قنابل MK-84 الثقيلة إلى إسرائيل
  • محادثات أمريكية روسية أوكرانية لوقف الحرب في السعودية
  • الجيش السوداني ينفي مزاعم أمريكية بامتلاك «أسلحة كيميائية».. والأمم المتحدة تكشف «خطتها» للدعم
  • وزير الإسكان: 16.3 مليار جنيه حجم الاستثمارات بمدينة العبور بنهاية يونيو الماضي
  • 16.3 مليار جنيه حجم الاستثمارات بـ«العبور» منذ نشأة المدينة حتى يونيو 2024
  • زيلينسكي: فرصتنا ضئيلة في الصمود دون دعم أمريكا العسكري
  • زيلينسكي: فرص الصمود في ساحة المعركة دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة
  • لمساعدة الإيزيديات.. مسيرة بريطانية انطلقت من حلبجة لإنقاذ الناجيات من داعش
  • كم بلغ عدد المشاركين باحتفال ذكرى 14 شباط؟
  • حين ينكسر الصلف أمام الصمود: ترامب يعتذر… والأردن يعلّم العالم معنى الكرامة!