سنوات وعقـود مرت، كذب وتضليل وافتراءات ترددت، مؤامرات حيكت وحملات تشويه ممنهجة انطلقت ولم تتوقف، وفى هذه الأيام ومع حلول شهر يونيو كل عام، يكثر الحديث عن النكسة، لا لنتذكـــر كـيـف تجـــاوز الـوطن محنتــه؟، ولكن من باب الشماتة وتصفية الحسابات مع الثورة، وتشويهها لصالح الرأسمالية، التى يــزعجها بقــاء هذه الـمرحلة، شاهدة على تآمر الاستعمار، ومُلهمة فى مواجهة التحديات.
لذلك أحرص كل عام، أن أكتب عن بطولات حرب الاستنزاف، وقد كتبت المقال السابق عن جانب من هذه البطولات وكيف كانت الطريق نحو بناء الجيش والمجتمع القادر على النصر الذى تحقق فى أكتوبر.
وهذه المرة أود أن أشير إلى بعض الأمور، ليعرف من وقع فريسة الدعايات المغرضة أن المسألة لم تكن مجــرد معركة «مصرية - إسرائيلية»، وإنما حرب غربية أمريكية شرسة على المشروع الذى تبنته ثورة يوليو.
وهـذا بعض مما كشفته وثائق الدول التى شاركت مع جيش العدو:
- 100 طائرة أمريكية انطلقت من قاعدة الظهران السعودية المؤجرة للجيش الأمريكى وضربت المطارات جنوب مصر، إضافة إلى 40 طائرة أخرى انطلقت من قاعدة هويلس فى ليبيا ضربت غرب مصر.
- 20 طائرة فرنسية يقودها فرنسيون انطلقت من المطارات الإسرائيلية مع القوات الجوية للعدو، كرَّمتهم الحكومة الإسرائيلية سنة 1997.
- 20 طائرة من جنوب أفريقيا انطلقت من إسرائيل مع القوات الإسرائيلية.
- من ميزانية المخابرات الأمريكية تم منح إسرائيل 3 أسراب طائرات «سكاى هوك»، وسربى طائرات ميراج، و62 دبابة ليوبارد ألمانية.
- منحت المخابرات البريطانية إسرائيل الخطة الجوية لحرب 1956.
- وفرت أمريكا لإسرائيل 140 طيارًا مقاتلاً من شتى أنحاء العالم.
- وفر شاه إيران لإسرائيل احتياجاتها البترولية حتى نهاية 1967.
- فى 3 يونيو انطلقت 4 طائرات أمريكية من صحراء النقب لرصد كل الوضع فى سيناء، وتم تسليم كل الصور والأفلام للجيش الإسرائيلى.
- تم تخطيط واختبار خطة الحرب الإسرائيلية على الحاسبات الإلكترونية للبحرية الفرنسية.
- قامت أمريكا بفك كل شفرات الجيوش العربية، كما تنصتت على كل الاتصالات واعترضت الرسائل وأعادت صياغتها لتضليل العرب.
- أرسلت واشنطن حاملة الطائرات «ساراتوجا» للسواحل الإسرائيلية، وقامت طائرات الحاملة بعمل مظلة جوية فوق الأجواء الإسرائيلية يوم 5 يونيو للتصدى لأى هجوم جوى مصرى كما أرسلت المدمرة ليبرتى للتجسس وتصوير المعركة أمام السواحل المصرية طيلة أيام الحرب.
على جانب آخر، كانت حرب يونيو أكبر اختبار لـتجربة ثورة يوليو الاقتصادية، تـلك الحرب التى وصفها الرئيس الفرنسى شارل ديجول بأنها «أمريكية بأداء إسرائيلى».. فرغم عنف الضربة حافظت مصر على نسبة النمو الاقتصادى قبل النكسة، بل إن هذه النسبة زادت فى عامى 1969و1970 وبلغت 8% سنويـًّا.. واستطاع الاقتصاد المصرى عام 1969 أن يحقق زيادة لصالح ميزانــه التجارى، لأول وآخر مرة فى تاريخ مصــــر، بفائض قـدره 46.9 مليون جنيه بأسعـار ذلك الزمان.
لقد تحمَّل الاقتصاد عبء إعادة بناء الجيـش المصرى من الصفـر، وبدون مديونيات خارجية، فى الوقت الذى كانت المحلات تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس وأثاث وأجهزة كهربائية وغيرها، ولِمَ لا، ولدى مصر أكبر قـاعدة صناعية فى العالم الثـالث، ناهيك عن تحمل تكاليف إتمام بناء مشروع السد العالى، ومجمع مصانع الألومنيوم فى نجع حمادى، وغيرها من المشروعات العملاقة.
المصادر:- 30 ساعة من الحرب: شموئيل جونين ترجمة هيئة الاستعلامات.
- حروب إسرائيل: الصادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية.
- مذكرات موشى ديان.
- كتاب القوات المسلحة عن حرب 1967، صادر عن وزارة الحربية 1969.
- أسرار حرب 1967: أمين هويدى.
- حروب عبد الناصر: أمين هويدى.
- الصراعات والحروب التى فرضت على عبد الناصر: دراسة للواء حمدى محمد الشعراوى.
- سنوات الغليان - الانفجار: محمد حسنين هيكل.
- حرب يونيو: طه المجدوب.
- العملية سيانيد: بيتر هونام.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نصر أكتوبر القوات المسحلة يونيو ٥ يونيو ٦٧ حرب مصر وإسرائيل انطلقت من
إقرأ أيضاً:
زعيم المعارضة الإسرائيلية: إقالة وزير الدفاع في خضم الحرب "عمل جنوني"
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن قرار إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في خضم الحرب هو عمل جنوني.
وأضاف: إن نتنياهو يبيع أمن إسرائيل ومقاتلي الجيش الإسرائيلي من أجل البقاء السياسي المخزي. إن حكومة اليمين المتطرف تفضل المراوغين. وأنا أدعو جميع الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع الليلة للاحتجاج".
وأبلغ نتنياهو وزير دفاعه يوآف جالانت مساء اليوم الثلاثاء بإنهاء منصبه بسبب "أزمة الثقة التي بدأت تتكشف". وقرر نتنياهو أن يتولى يسرائيل كاتس منصب وزير الدفاع مكان جالانت، بينما يتولى جدعون ساعر منصب وزير الخارجية.
سبب إقالة يوآف جالانت
وكشف نتنياهو أسباب إقالة جالانت وقال إن أزمة ثقة وخلافات كبيرة بين الاثنين في إدارة الحرب. وقال نتنياهو في بيان بعد إعلان الإقالة: "إن التزامي الأسمى كرئيس لوزراء إسرائيل هو الحفاظ على أمن إسرائيل والوصول بنا إلى النصر الكامل".
وأضاف: "في خضم الحرب، أكثر من أي وقت مضى، مطلوب الثقة الكاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع. لسوء الحظ، على الرغم من أنه في الأشهر الأولى من الحملة كانت هناك مثل هذه الثقة وكان هناك عمل مثمر للغاية، خلال الأشهر الأخيرة تصدعت هذه الثقة بيني وبين وزير الدفاع".
وأضاف: "تم اكتشاف فجوات كبيرة بيني وبين جالانت في إدارة الحملة، وكانت هذه الفجوات مصحوبة بتصريحات وتصرفات تتناقض مع قرارات الحكومة ومجلس الوزراء. لقد قمت بمحاولات عديدة لسد هذه الفجوات، لكنهم لقد لفتت انتباه الجمهور أيضًا بطريقة غير مقبولة، والأسوأ من ذلك، أنها وصلت إلى معرفة العدو - وقد استمتع أعداؤنا بذلك واستفادوا منه كثيرًا.
وتابع "اختلاف الآراء في المناقشات المفتوحة، الجميع يعرف، أولئك الذين يعرفونني - هذه هي طريقتي في إدارة المناقشات والتقييمات والقرارات. الجميع يعرف ذلك. لكن أزمة الثقة التي انفتحت تدريجياً بيني وبين وزير الدفاع إلى أن تفاقمت".
واستطرد نتنياهو: "لست الوحيد الذي يقول هذا، معظم أعضاء الحكومة ومعظم أعضاء في مجلس الوزراء، جميعهم تقريبًا يشتركون في الشعور بأن هذا لا يمكن أن يستمر".
وقال: "على ضوء ذلك، قررت اليوم إنهاء فترة ولاية وزير الدفاع. وقررت بدلاً منه تعيين الوزير يسرائيل كاتس. لقد أثبت يسرائيل كاتس بالفعل قدراته ومساهمته في العمل الوطني. أمنياً كوزير للخارجية، ووزيراً للمالية، ووزيراً للمخابرات لمدة خمس سنوات، ولا يقل أهمية عن ذلك كعضو في الحكومة السياسية والأمنية لسنوات عديدة".