لبنان ٢٤:
2025-01-31@12:40:00 GMT

مبادرات تمرير الوقت.. لا حلّ خلال الحرب

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

مبادرات تمرير الوقت.. لا حلّ خلال الحرب

كل المؤشرات السياسية الداخلية توحي بأن الإيجابية التي أعطاها "حزب الله" للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان كانت كبيرة ولافتة، خصوصاً في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي وضرورة إنتخاب رئيس وإستعداد الحزب للذهاب بعيداً في إتجاه المساهمة في عقد جلسة إنتخاب، كما ان تحرك الحزب "التقدمي الإشتراكي" بإتجاه الأفرقاء وربطاً بالقراءة العميقة الدائمة للنائب السابق وليد جنبلاط، يوحي بأن الحلّ الداخلي بات قريباً، لكن كل ذلك لا يخرج من إطار تمرير الوقت ومساعي الأطراف لحجز موقع سياسي داخلي قبل أن يحين موعد التسوية الشاملة في المنطقة.



لقد كان العنوان الأساسي لتصريحات "حزب الله" في المرحلة الماضية هو عدم ربط الأزمة السياسية الداخلية بالحرب الحاصلة في الجنوب والمرتبطة بدورها بالحرب في غزة، لكن هذه التصريحات، حتى لو كان الحزب صادقاً فيها، ليست واقعية، فكيف يمكن فصل لبنان والتسوية الداخلية فيه التي ستؤثر على التوازنات، بالحدث الضخم الذي يفرض نفسه في المنطقة ككل، خصوصاً أن الحزب منخرط حتى العظم في هذا الحدث، لا بل أصبح المؤثر الأول فيه، وعليه فإن التأثيرات على لبنان ستكون تلقائية.

بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز العام 2006، رفض "حزب الله" بشكل علني أن يستفيد من إنتصاره على الجيش الإسرائيلي في الجنوب في الداخل اللبناني وأهدى أمينه العام الإنتصار الى جميع اللبنانيين، لكن في الواقع قام وزراء الحزب بالإنسحاب من الحكومة ودخل البلد في أزمة سياسية كبيرة أدت في نهاية المطاف إلى إتفاق الدوحة وتكريس فكرة "الثلث المعطل" الامر الذي قد يكون انعكاساً واضحاً على تقدم الحزب ميدانياً خلال الحرب وتأثراً داخلياً بالتوازنات الجديدة.

هذه المعادلة لا تنطبق فقط على "حزب الله" بل على مختلف القوى الداخلية والإقليمية، وعليه فإن الحديث عن تسوية وإيصال رئيس جديد اليوم، بغض النظر عن نتائج الحرب العسكرية الحاصلة، يعدّ ضرباً من الخيال، فمن سيقبل أن يوافق على مرشح "قوى الثامن من اذار" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية قبل وقف إطلاق النار، على اعتبار أن نتائج الحرب قد لن تكون لمصلحة الحزب الذي سيكون مضطراً إلى الإنكفاء سياسياً وتقديم التنازلات، وكذلك لا يمكن للحزب التخلي عن فرنجية اليوم، على اعتبار أن لديه قناعة بأن إنتصاره حتمي وأن إيصال فرنجية سيكون أسهل لاحقاً.

لكن،في مقابل هذا الأمر لا يمكن للاطراف المعنية ترك الساحة الداخلية من دون أي مبادرة، لأن هذه المبادرات تخدم أكثر من هدف وغاية، الأولى جسّ النبض المستمر للاطراف الداخلية ومعرفة سقوفها التفاوضية وحجم التنازلات التي تكون مستعدة لتقديمها خلال اي مرحلة، والثانية هي حفاظ الأطراف المبادرة على دورها وحضورها، وعلى سبيل المثال فرنسا التي تريد أن تبقى مبادرة وصاحبة كلمة في الداخل اللبناني ولا ترغب بترك الساحة للقطريين، وهذا ينطبق أيضاً على الحزب "التقدمي الإشتراكي" المصر على ان يكون له دور وسطي في الحياة السياسية الداخلية.

ما يحصل اليوم يحرك المياه الراكدة لكنه لن يوصل إلى نتيجة، إذ ان الاهتمام الفعلي للدول المؤثر في المنطقة والعالم ينصب اليوم على فلسطين وقطاع غزة والتطورات العسكرية التي قد تبدل التوازنات لسنوات طويلة مقبلة، لذا فإن الواقع اللبناني سيبقى على "الرفّ" في المرحلة الحالية مع إستمرار "إبر البنج" من خلال مبادرات وإقتراحات ومفاوضات يقودها ديبلوماسيون وسياسيون... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎

وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
  • فيديو الجيش في منشأة الحزب.. رسالة إلى الخارج
  • أزمة سيولة تُجمِّد تعويضات المتضررين من الحرب
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • نائب:هناك صعوبة في تمرير تعديل قانون موازنة 2025
  • حزب الأمة القومي يجيز “مشروع الخلاص الوطني” لإنهاء الحرب
  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان
  • أسباب إرجاء الانسحاب الإسرائيلي ميدانيا واستراتيجيا
  • هل تصمد التهدئة في لبنان؟