مهدد بالسجن 25 عامًا .. بدء محاكمة هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
سرايا - بدأت الاثنين محاكمة هانتر، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتهمة حيازة سلاح ناري بطريقة غير قانونية في أول محاكمة لابن رئيس حالي يمكن أن تهدد فرص والده في الفوز بولاية ثانية.
وهانتر متّهم بالكذب بشأن إدمانه على المخدرات عند ملئه استمارة للحصول على سلاح ناري في العام 2018.
وصل المتهم البالغ 54 عاما إلى المحكمة في بلدته ويلمنغتون مصحوبا بأفراد عائلته بينهم السيدة الأولى جيل بايدن، لكن بغياب الرئيس.
وأنجزت عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين، ما يتيح بدء المرافعات الافتتاحية الثلاثاء في محاكمة يتوقّع أن تستمر لأسبوع أو أسبوعين.
وأفاد بايدن بأنه والسيدة الأولى التي تحتفل بعيد ميلادها الـ73 الاثنين "فخوران جدا" بهانتر بايدن.
وقال بايدن في بيان "كرئيس لن أعلق على إجراء فدرالي جار، ولكن كأب أكن حبا لا حدود له لابني وأثق به وأحترم قوته".
يأتي بدء محاكمته بعد أيام على الإدانة التاريخية في نيويورك لدونالد ترامب بتهمة تزوير سجلات تجارية، ليكون أول رئيس أمريكي سابق في التاريخ يدان في قضية جنائية.
يواجه ترامب، المرشح الجمهوري المنافس لجو بايدن في انتخابات نوفمبر الرئاسية، ثلاث قضايا جنائية أخرى أكثر خطورة، من بينها محاولاته المفترضة لقلب نتيجة انتخابات العام 2020.
وتعد محاكمة ديلاوير إلى جانب أخرى يواجه فيها هانتر بايدن اتهامات في كاليفورنيا بالتهرب الضريبي محرجة بالنسبة لجو بايدن فيما يسعى للفوز بولاية ثانية ويأمل بإبقاء تركيز البلاد على سلوك ترامب.
وفضلا عن كونها قضية تصرف الانتباه سياسيا، تعيد مشاكل هانتر بايدن القانونية فتح جروح قديمة بالنسبة للعائلة تعود إلى الفترة الطويلة التي قضاها مدمنا على المخدرات، وهي فترة ناقشها ووالده علنا. توفي بو، شقيق هانتر جراء إصابته بمرض السرطان عام 2015 بينما توفيت شقيقته ناومي عندما كانت رضيعة بحادث سيارة عام 1972.
إدمان
والمحامي هانتر خريج جامعة "ييل" متهم بالإفادة في وثائق قانونية لدى شرائه مسدس كولت كوبرا عيار 38 ملم عام 2018 بأنه لا يستخدم المخدرات بشكل غير قانوني. كما أنه متهم بالحيازة بشكل غير قانوني على سلاح ناري كان بحوزته 11 يوما في أكتوبر من ذلك العام.
وأصر هانتر بايدن على براءته. وتوصل في وقت سابق إلى صفقة إقرار بالذنب مع الادعاء لكنها انهارت، ما أدى إلى المحاكمة.
ومن المقرر أن يستعرض المدعون العديد من الأدلة في خطوة ستكون غير مريحة لعائلة بايدن ترتبط بالسنوات التي قضاها كمدمن. واستدعوا ثلاثة من شركائه بينهم لوندن روبرتس، والدة أحد أطفاله، للشهادة.
ويتوقع بأن يشدد نجل الرئيس الذي كتب كثيرا عن إدمانه على أنه لم يكن يعتبر نفسه مدمنا عندما اشترى المسدس. وأعلن بأنه تخلص من الإدمان منذ العام 2019.
وحال إدانته، يمكن أن يواجه هانتر 25 عاما في السجن، رغم أنه من الممكن بأن يحصل على عقوبة أقل على اعتبار أن لا سوابق لديه حتى أنه قد يكون بإمكانه الإفلات من السجن.
وأشار الرئيس بايدن الاثنين إلى أن الصعوبات التي واجهها ابنه ستلقى صدى في أوساط الكثير من الأشخاص.
وقال إن "صمود هانتر في مواجهة المحن والقوة التي جلبها إلى تعافيه ملهمة بالنسبة لنا. لدى العديد من العائلات أحباء تجاوزوا الإدمان ويعرف هؤلاء ما نعنيه".
هدف للجمهوريين
لطالما استُهدف هانتر بايدن من قبل ترامب وغيره من الجمهوريين اليمينيين المتشددين، بينما ركّزت شبكة "فوكس نيوز" على قضيته.
وتم تسريب صور من فترة إدمانه وحقق حلفاء ترامب بشأنه في الكونغرس بتهم الفساد واستغلال النفوذ، لكن لم توجه أي اتهامات له في هذا الصدد.
كما أن حياة هانتر بايدن الخاصة المتشابكة وتعاملاته التجارية الخارجية المثيرة للجدل مع الصين وأوكرانيا شكلت أساس محاولات الجمهوريين في الكونغرس لإطلاق إجراءات عزل بحق الرئيس. لكن لم تفض هذه الجهود إلى أي نتيجة تذكر.
وأفاد البيت الأبيض العام الماضي بأن هانتر بايدن لن يحصل على عفو رئاسي حال إدانته.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: هانتر بایدن
إقرأ أيضاً:
الحرائق التي سيطفئها ترامب فور تسلمه المنصب
أيام قليلة تفصل الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن تسلّم منصبه، ودخوله البيت الأبيض حيث أعيد انتخابه لولاية ثانية في الانتخابات التي جرت في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفاز بها على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بعدما انسحب الرئيس المرشح جو بايدن من السباق الانتخابي لصالح هاريس.
هي أيام، ولكنّ تسارع الأحداث وتطوراتها يجعل ترامب يجدها أشهرًا لا بل سنوات؛ بسبب النظام الأميركي الذي يسمح للرئيس المنتهية صلاحياته بممارسة مهامه كاملة إلى حين التسلم والتسليم.
سيدخل ترامب البيت الأبيض، آملًا أن تنطفئ حرائق أشعلتها إدارة الرئيس بايدن عمدًا، وأخرى أُشعلت بفعل عوامل لم تحدد، لكنّ ترامب وجه اللوم إلى إدارة بايدن أيضًا؛ لإهمالها الشأن الداخلي على حساب مغامرات خارجية.
سيتسلم ترامب في الـ20 من يناير/ كانون الثاني الجاري منصبه خلال حفل تسلم وتسليم، على رائحة الحرائق التي تضرب ولاية كاليفورنيا، والتي دخلت أسبوعها الثاني دون أن تتمكن السلطات المحلية رغم المساعدات الخارجية من كندا والمكسيك من احتوائها، بعدما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 24، وفاق عدد المباني المدمرة أكثر من 13 ألف مبنى.
قال بايدن، الخميس 9 يناير/ كانون الثاني، بعد أن توجّه إلى منطقة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا لمتابعة المسألة، إن "الحرائق التي تجتاح المنطقة حاليًا، هي الأكثر دمارًا في تاريخ الولايات المتحدة، إنها أشبه بساحة حرب حقيقية".
إعلانليس المهم أن يقول ذلك بايدن؛ لأنّ العالم أجمع يشهد على هول الحرائق، لدرجة لم يتردد البعض بوصف المشهدية بـ"الجحيم". لكنّ الأهم هو ما نطق به ترامب في إلقاء المسؤولية على الإهمال الإداري والفساد المستشري الذي ساعد في توسع انتشار الكارثة الطبيعية، التي إلى الآن لم يتمّ احتواؤها.
في خضم كارثة الحرائق التي تعيشها الولايات المتحدة، تعرّضت عمدة لوس أنجلوس، العضو الديمقراطي في الكونغرس، كارين باس، لانتقادات لاذعة؛ بسبب وعد قطعته على نفسها قبل 3 سنوات، لكن لا يبدو أنها تفي به.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد تعهّدت باس عام 2021 بتقليص رحلاتها خارج أميركا، والتركيز على الشؤون الداخلية، ولكن المفارقة، عندما اندلعت سلسلة من حرائق الغابات المدمرة في أنحاء منطقة لوس أنجلوس، كانت باس قادمة من غانا، حيث حضرت تنصيب رئيس جديد في البلد الأفريقي.
الإهمال وعدم المحاسبة، دفعا الرئيس ترامب لشنّ هجوم جديد على المسؤولين الديمقراطيين في ولاية كاليفورنيا، واتهمهم بعدم الكفاءة في إدارة الأزمات. وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": إن "الحرائق لا تزال مشتعلة، والسياسيون غير الأكْفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها"، كما دعا ترامب حاكم الولاية غافين نيوسوم إلى الاستقالة.
قد يكون ترامب يعبّر عن غضبه أمام هول الكارثة، ولكنّ الأكيد أنّه يسعى لإيصال رسائل سياسية، يتوجّه بها إلى الصوت الناخب في الولاية، التي تعتبر من كبرى الولايات من حيث القوةُ التصويتية وانتماؤُها. إذ يبلغ عدد أصوات المجمع الانتخابي فيها 54 صوتًا، وهو الرقْم الأعلى بين سائر الولايات الأميركية، في حين أن انتماء هذه الولاية تاريخيًا يعود إلى سيطرة الحزب الديمقراطي.
هي الحرائق التي يريد إطفاءها الرئيس ترامب، والتي أشعلتها سياسة بايدن في الداخل الأميركي، والتي كانت سبب سقوط الديمقراطيين بطريقة مدوية في الانتخابات الأخيرة. لهذا، يجد ترامب أنه مضطر لبذل جهود إضافية لمعالجة القضايا الداخلية، فهي تحتاج إلى وقت ومثابرة، وهذا ما دفع به للطلب من المعنيين بضرورة إطفاء النيران التي أشعلتها السياسات الأميركية في الخارج.
إعلانلم يعد مفاجئًا للمتابعين، ما أعلن عنه ترامب في حديثه الذي بثته قناة Fox News التلفزيونية بأن "العمل جارٍ للتحضير لعقد لقاء له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لوقف الحرب في أوكرانيا". وأضاف ترامب في سياق حديثه: أما بالنسبة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، فهناك العديد من الاجتماعات المخطط لها مع العديد من الأشخاص، وقد تمّ عقد بعضها بالفعل.
واضح ترامب فيما يريده، والمتمثل بإطفاء الحرائق الخارجية التي أشعلتها إدارة الرئيس بايدن مع كل من روسيا والصين. فبالنسبة إلى الشأن الروسي، الأمور تسير بالطريق الذي سيفضي في النهاية إلى وقف الحرب، إذ قال مستشار ترامب مايكل والتز؛ إن ترامب يرى أنه من غير الواقعي "إزاحة" روسيا من الأراضي الأوكرانية، وكأنّ في هذا اعترافًا ضمنيًا بامتلاك روسيا للأراضي الأوكرانية التي أعلنت عن ضمها إلى أراضيها، هذا ما سيسهل عملية التلاقي بين الزعيمين للتوصل إلى آلية عملانية لوقف الحرب، حتى ولو على حساب أوكرانيا.
يبدو للبعض أن الموضوع يأخذ تعقيدات أكثر فيما يخص الشأن الصيني، وهذا ما يظهر من خلال سلسلة التعيينات التي أجراها ترامب في إدارته، حيث يتبيّن أن الكثير من الذين سيتبوَّؤُون المناصب يتمتعون بخلفية عدائية تجاه الصين.
ولكن هذا لا يعني أن ترامب سيعتمد على سياسة "الاحتواء البايدنية"، من خلال إشعال الحرب بين الصين وجارتها تايوان، أو أي جارة أخرى، بل يعني أن ترامب سيأخذ منحى أقل كلفة على الخزينة الأميركية، لا بل أكثر ربحًا لها، وهي محاربة الصين عبر سياسة رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على الشركات الصينية المنافسة، كما فعل مع شركة "هواوي" الصينية للاتصالات في ولايته الأولى.
"أميركا أولًا" شعار ترامب في حملته الانتخابية الأولى، منذ عام 2016، ولكنه يعيد اليوم رفعه من جديد قبيل أيام من تسلّمه المنصب، حيث تشير التقارير إلى أن وجهة هذا الرجل المستقبلية أن يرى أميركا أفضل.
إعلانولتحقيق ذلك، عليه العمل على إطفاء كافة الحرائق الخارجية ليتفرّغ للشأن الأميركي الداخلي. لهذا يسارع الخطى، ويمارس المزيد من الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة الرهائن مع حركة حماس قبل حفل التنصيب. وكانت له اليد الطولى في الضغط لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله، ورحّب بسقوط الأسد، لاعتباره أنّ هذا النظام ساهم في توتير الشؤون الداخلية لدول الجوار.
تركة بايدن مؤلمة وتجعل من الأميركي يرزح تحت أعبائها، لا سيما أن المديونية العامة تخطت الـ 36 تريليون دولار، كأعلى نسبة دين في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. إضافة إلى الحرائق الخارجية التي أشعلتها، هناك حرائق داخلية سيعمل ترامب أيضًا على إخمادها، منها القوانين التي شرّعتها إدارة بايدن فيما يخصّ حقوق المثليين، والقتل الرحيم، وغيرها من القضايا الأخلاقية التي سيبذل جهدًا لإقرار قوانين لمنعها، وتحريمها في البلاد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية