عربي21:
2024-07-04@14:46:03 GMT

شغفٌ عربي بالهزيمة.. غزة كاشفة

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

تمر ذكرى هزيمة خمسة جيوش عربية وخسارتها للضفة الغربية والقدس وسيناء والجولان عام 1967، على وقعٍ مختلف لفهم أسباب وظروف حدوثها وسقوط ذرائع تبريرها، وتحليل ظواهر وبواطن الأمور للإنسان العربي العربي وأجياله التي أدركت بعمق أسباب الهزيمة العربية الرسمية أمام الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستعماري، وحاولت الرد عليها قبل عقدٍ من الآن في موجة الربيع العربي المغدور، التي تم الانقضاض عليها بثورة مضادة، لهزيمة الإنسان العربي المطالب بحرية وكرامة ومواطنة وديمقراطية وتعددية سياسية والتخلص من حكم الاستبداد والفرد الواحد.



والأسباب حُكما ذاتية وعربية صرفة، مع سقوط ربط كل ما جرى بالمؤامرة الإمبريالية، وبعدم جاهزية العقل العربي لثورة وديمقراطية وتحرر، وتأبيد سطوة العقل الصهيوني على كل شيء في هذا الكون، وذلك سبب كان يريح ويعفي النظام العربي من تحمل مسؤولياته التي تشدق بها. ومقارنة العجز لجيوش وهياكل اقتصادية واجتماعية وسياسية عربي بالسابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما يجري في غزة وفي بقية مدن فلسطين وفي الجولان وسيناء ورفح، يتأكد الحكم القاطع لقرار الهزيمة من خلال المقايضة التي تمت قبل 57 عاما من هذه الأنظمة بتحقيق هزيمتها وتسليم بقية فلسطين للمشروع الصهيوني.

العودة لجردة أسباب وظواهر الهزيمة العربية هي في التدقيق بالمواقف العربية اليوم من الجريمة الصهيونية التي تستكمل تحقيق الهزيمة على من فشلت التغلغل والإقامة في صدورهم، لفرض هذه الهزيمة بسطوة المحتل أو الطاغية العربي، وإلا كيف تفسر هذه الهياكل العربية فشل جيوشها وفشل سياساتها وحضورها العسكري والأمني والاقتصادي والاجتماعي عن رد العدوان على الشعب الفلسطيني!
براهين تلك المقايضة واضحة مثل المواقف العربية المستمرة منذ ثمانية أشهر مقابل جرائم الإبادة الجماعية التي تجري في غزة، ومقابل التغول الصهيوني المتطور عما تحقق له في هزيمة أنظمة عربية لا تترك مناسبة إلا توضح فيها للإنسان العربي كيف يكون الخذلان والخزي والهوان والذل لها ولشعوبها؛ بتجربة الحكم والأداء الساقط لقعر السياسة، وفي الأمن القومي والاقتصاد الذي ضل تكامله رغم كثرة القرارات التي يتسابق عليها مندوبو الأنظمة في جامعتهم.

بكل الأحوال، العودة لجردة أسباب وظواهر الهزيمة العربية هي في التدقيق بالمواقف العربية اليوم من الجريمة الصهيونية التي تستكمل تحقيق الهزيمة على من فشلت التغلغل والإقامة في صدورهم، لفرض هذه الهزيمة بسطوة المحتل أو الطاغية العربي، وإلا كيف تفسر هذه الهياكل العربية فشل جيوشها وفشل سياساتها وحضورها العسكري والأمني والاقتصادي والاجتماعي عن رد العدوان على الشعب الفلسطيني!

التفسيرات المقيتة للهزيمة العربية الرسمية هي أن تشن هذه الأنظمة حربا موازية على مقاومة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن سياسة الجبن التي فرضتها تلك الأنظمة بالقمع على شعوبها، رغم انهيار الأسباب والشعارات وتقدم الأسباب الحقيقية لواجهة الأحداث في كل فلسطين؛ مع ما تحقق من كسر لهيبة المحتل وتمريغ أنف جيشه في غزة من مقاومة لا تمتلك عتادا ومستودعات سلاح مخزنة على كامل جغرافيا الأوطان العربية وتصرف عليها مليارات الدولارات، إنما بوسائل بسيطة مقرونة بإرادة متحررة من قيود التكبيل العربي الذاتي لهذه الإرادة، تلك القيود المقرونة بهزيمة أبدية مع الحاكم العربي. لكل ذلك وغيره جرت وتجري محاولة تلويث هذه الإرادة والمقاومة، لأن الحالة العربية المهزومة يجب أن تكون "موحدة"، والحفاظ على هذه الوحدة هو من أسمى غايات النظام العربي.

ولهذه التفسيرات نخب ومثقفون حاضرون بشكل دائم على معلف الهزيمة العربية منذ زمن طويل، يتكاثرون كلما استجدت ظروف عربية يحاول من خلالها العربي النفاذ من تحت عباءة الهزيمة لفضاء الحرية والتحرر، والتعبير عن وجدانه وانتمائه لقضاياه.

أسباب الهزيمة العربية لم تعد أسرارا عسكرية وسياسية بحاجة لمؤرخين وباحثين للنبش فيها، الهزيمة هي اليوم فضيحة عربية في غزة وفي القدس وفي الجولان وفي سيناء ومعبر رفح، فضيحة بكل التفاصيل المنشور غسيلها الأمني والسياسي القذر على حبل الحدود العربية المحيطة بفلسطين. وهناك من يطلب فصل قضية فلسطين عن علاقاتها العربية وبتر ساق القضية عن الجسد العربي، كما يحلو لمثقف النظام المصري القول "هو إحنا مالنا هو محور فيلادلفيا مصري" في تبرير احتلال الجيش الإسرائيلي لهذا المحور، وكما يحلو لقائمة طويلة من مطبلي أنظمة الهزيمة اليوم من رؤية شجاعة مقاومة الشعب الفلسطيني وإيلامها جيش عدوها، ومن دون ملاحظة فشل تحقيق هزيمة الوعي العربي والغربي والدولي الذي يصحو اليوم على واقع معاكس لرغبة المهزومين، لفهم كيف تؤدي المقاومة الفلسطينية في معركة الدفاع عن الوجود ومقاومة الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني، والدفاع عن أمل الشعب الفلسطيني بالتحرر من المحتل.

ليس جديدا أن يقال إن الهزيمة الرسمية العربية في غزة امتداد لهزيمة عقود طويلة، وليس جديدا أن يُتهم المدافعون عن أرضهم بكل قاموس البذاءة والشيطنة، وأن يبقى المصفقون لانهيار حياة الغزيين الذين أنجبوا واحتضنوا مقاومتهم؛ عناوين أخبار في نشرات أخبار عربية وفي حوارات إعلامية يتسابق المتفرجون على إيقاع الاحتلال في تضخيم قوته وتقزيم فعل الفلسطينيين وإعادة صياغة وعي قديم للهزيمة، ولكن الحاجة لهذا القول مع تمدد العدوان واتساعه، يعني أن اشياء خطيرة تحدث لحزيران العربي تزعج شغف الأنظمة بتثبيت الهزيمة المزعزعة، وأن المقاومة في غزة وفي فلسطين عكرت أجواء التطبيع وتعرقل النمو السرطاني للمستعمرين حلفاء المهزومين.

من يتذكر الآن جنرالات عسكرية عربية على رأس عملهم ويسأل ما هي وظيفتهم الأساسية؟ والجواب أن الملثم أطاح بكل نياشين الزيف العربي وأعادت حالة الاشتباك في غزة صورة الجنرال العربي حارسا لزنزانة، وظلا لطاغية، وحاميا للمحتل، وهذا تعريف الهزيمة العربية في غزة وفي كل فلسطين
الشغف العربي الرسمي بالهزيمة مزمن وقديم، وشرحه موجود على يافطات كبيرة في المطارات والسجون العربية وفي عناوين الأخبار وفي الفروع الأمنية وفي عشرات آلاف الأسرى التي تحتضنهم أقبية التعذيب، وشغف الفلسطينيين بالتحرر دك عروش الاستبداد العربي، وفضحت مقاومتهم للمشروع الاستعماري ونظام الأبارتايد الصهيوني كل أسرار الهزيمة، وعرّت مواجهتهم لجريمة الإبادة الصهيونية كل محاولات عزل الفلسطيني عن مداه العربي وعن حضور قضيته العادلة الإنسانية على الساحة الدولية.

والسؤال الأخير في ذكرى هزيمة جيوش عربية في الخامس من حزيران/ يونيو قبل أكثر من نصف قرن: من يتذكر الآن جنرالات عسكرية عربية على رأس عملهم ويسأل ما هي وظيفتهم الأساسية؟ والجواب أن الملثم أطاح بكل نياشين الزيف العربي وأعادت حالة الاشتباك في غزة صورة الجنرال العربي حارسا لزنزانة، وظلا لطاغية، وحاميا للمحتل، وهذا تعريف الهزيمة العربية في غزة وفي كل فلسطين.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهزيمة الاحتلال الاستبداد غزة فلسطين فلسطين غزة الاحتلال العالم العربي الاستبداد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الهزیمة العربیة عربیة فی غزة فی غزة وفی

إقرأ أيضاً:

أميركا المضيفة تودع "كوبا أميركا" بالهزيمة من أوروغواي

ودعت الولايات المتحدة، صاحبة الضيافة، كأس كوبا أميركا لكرة القدم من الدور الأول عقب خسارتها 1-صفر أمام أوروجواي متصدرة المجموعة لتحتل المركز الثالث، فيما تأهلت بنما لدور الثمانية باحتلالها المركز الثاني.

وأحرز المدافع ماتياس أوليفيرا هدفا ليقود أوروغواي لصدارة المجموعة الثالثة والتأهل لدور الثمانية بعد تحقيق الانتصار الثالث على التوالي والأول في كافة مباريات الدور الأول منذ عام 1959.

وفازت بنما 3-1 على بوليفيا لتحتل المركز الثاني بست نقاط، متقدمة بفارق 3 نقاط عن الولايات المتحدة.

وقال لاعب وسط أوروغواي مانويل أوغارتي "كان من الصعب للغاية اللعب في هذا الملعب. لكن عندما تعين علينا أن نلعب ونسجل ننجح في ذلك. إنه نوع من التكيف مع المباريات ولحظات كل لقاء"، وفقا لرويترز.

وزادت الهزيمة من الضغط على غريغ برهالتر، مدرب الولايات المتحدة، إذ هتفت الجماهير "اطردوا غريغ" في الشوط الثاني وعقب صفارة النهاية.

وقال برهالتر للصحفيين "ندرك قدرتنا على تقديم المزيد وفي هذه البطولة لم نظهر ذلك. الأمر بهذه البساطة حقا. أعتقد أنه كان ينبغي لنا أن نفعل ما هو أفضل في هذه البطولة".

وبدأت الولايات المتحدة، التي كانت بحاجة للفوز لتتأهل لدور الثمانية، المباراة بقوة لكن أوروغواي هيمنت على اللقاء مع مرور الوقت في الشوط الأول وحولت المباراة لمنافسة بدنية.

وتخللت المباراة سلسلة من التوقفات والالتحامات البدنية، إذ عانى الحكم للسيطرة على الأمر في بعض الأوقات واتخذ بعض القرارات المثيرة للجدل فيما يتعلق بأفضلية اللعب.

 وفقدت أوروغواي المهاجم مكسيمليانو أراوخو في الدقيقة 27 إثر التحام مع المدافع الأميركي تيم ريم. واحتاج المهاجم لارتداء دعامة للرقبة قبل خروجه من الملعب على محفة واستبداله بكريستيان أوليفيرا.

واستبدل المهاجم الأميركي فلوريان بالوجون أيضا بعد أن بدا أنه تعرض لإصابة بعد اصطدام قوي بحارس أوروغواي سيرجيو روشيت.

ورغم الضغط الهجومي المبكر من أصحاب الأرض، إلا أن أخطر الفرص في الشوط الأول كانت من جانب أوروغواي التي كانت قريبة من التقدم في الدقيقة 38 عندما أرسل أوليفيرا تمريرة عرضية خطيرة داخل منطقة الجزاء تابعها داروين نونيز بتسديدة مرت إلى جوار المرمى.

وجاءت أكبر فرحة في استاد أروهيد في الشوط الثاني عندما سجلت بوليفيا هدف التعادل أمام بنما في المباراة الأخرى بالمجموعة الثالثة لتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني لفترة وجيزة لكن هذه الفرحة لم تدم طويلا.

وافتتحت أوروغواي التسجيل في الدقيقة 66 عندما هز أوليفيرا الشباك من متابعة ضربة رأس لزميله رونالد أراوخو ردها الحارس الأميركي مات تيرنر داخل منطقة الجزاء ليضعها مدافع أوروغواي في الشباك.

وتم احتساب الهدف بعد مراجعة مطولة من حكم الفيديو المساعد بداعي التسلل.

وسنحت فرصة ممتازة لأصحاب الأرض لإدراك التعادل في الدقيقة 75 عندما سقطت الكرة من يد روشيت ووجد نفسه بعيدا عن مرماه لكن تسديدة كريستيان بوليسيك التي بدلت اتجاهها أخرجها أوغارتي من على خط المرمى.

وواصلت الولايات المتحدة الضغط في الوقت المحتسب بدل الضائع لكن دفاع أوروغواي صمد وتماسك ليقتنص أول فوز له على الولايات المتحدة منذ نسخة كوبا أميركا عام 1993.

مقالات مشابهة

  • اليمن تترأس اجتماعا طارئا في الجامعة العربية خرج بعدة قرارات
  • 431 من طلبة 16 دولة عربية يشاركون في برامج موهبة الإثرائية الصيفية 2024
  • 12 دولة عربية تشارك في البطولة العربية الثانية لألعاب القوى تحت 23 سنة المقامة بالاسماعيلية
  • بدء الدورة غير العادية للجامعة العربية لبحث سبل مواجهة الجرائم الإسرائيلية
  • وزيرة الشباب: التزام الكويت راسخ بدعم الشباب وتمكينهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم
  • أبو الغيط: الحروب كانت دافعاً للهجرة على مر التاريخ الإنساني و أدت إلى ارتفاعها
  • إشادة عربية ودولية بدور الأرصاد السعودي في موسم الحج 2024
  • السفيرة أبو غزالة: الظروف التي تمر بها الأسرة العربية  تتطلب حلولاً ابتكاريه
  • أميركا المضيفة تودع "كوبا أميركا" بالهزيمة من أوروغواي
  • ولادة أول مها عربي مهدد بالانقراض في منتزه القصيم.. صور