عاجل وزير المالية: بدء خفض معدل دين أجهزة الموازنة العامة للدولة لأقل من ٨٠٪ من الناتج المحلي بحلول 2027
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن الموازنة الجديدة للعام المالي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥ تركز على استمرار دفع جهود التنمية البشرية بمحوريها: الصحة والتعليم؛ لاستكمال استراتيجية بناء الإنسان المصري، كما تركز على مساندة ودعم النشاط الاقتصادي، خاصة القطاعات الإنتاجية «الصناعة والزراعة» والتصدير، إضافة إلى الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا، وتحسين مستوي معيشة متوسطي الدخل، موضحًا أننا ملتزمون بتحفيز نمو القطاع الخاص، حتى يقود قاطرة التنمية الاقتصادية، فضلًا على التعامل المتوازن مع الآثار التضخمية لتخفيف الأعباء عن المواطنين، مع الاستمرار أيضًا فى ضبط أوضاع المالية العامة للدولة وتحقيق الأمان المالي للدولة المصرية فى إطار التطوير الشامل للأداء الاقتصادى.
قال الوزير، بعد موافقة مجلس النواب على الموازنة الجديدة، إن موازنة العام المالي المقبل شهدت زيادة المصروفات العامة بنحو ٢٩٪ لتصل ٣ تريليونات و٨٧٠ مليار جنيه، بما يمثل ٢٢،٦٪ من الناتج المحلى للعام المالى المقبل، مقارنة بالنتائج المتوقعة بنهاية يونيه ٢٠٢٤، موضحًا أنه تم استيفاء نسب الاستحقاق الدستورى للصحة والتعليم، حيث بلغت مخصصات الصحة ٤٩٦ مليار جنيه، والتعليم قبل الجامعى ٥٦٥ مليار جنيه، والتعليم العالى والجامعي ٢٩٣ مليار جنيه، والبحث العلمي ١٤٠،١ مليار جنيه. أشار الوزير، إلى زيادة مخصصات الأجور إلى ٥٧٥ مليار جنيه مقابل ٤٩٤ مليار جنيه بالنتائج المتوقعة للعام المالي ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤ لاستيعاب الحزمة الأخيرة المقررة للعاملين بالدولة، التى تضمنت رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة ٥٠٪ ليصل إلى ٦ آلاف جنيه شهريًا، وزيادة أجور العاملين بالدولة والهيئات الاقتصادية بحد أدنى يتراوح بين ١٠٠٠ جنيه إلى ١٢٠٠ جنيه، وفق الدرجة الوظيفية.
وأضاف “ معيط”، أنه تم تعجيل صرف العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية في شهر مارس ٢٠٢٤ بنسبة ١٠٪ من الأجر الوظيفي، و١٥٪ من الأجر الأساسي لغير المخاطبين، وبحد أدنى ١٥٠ جنيهًا بتكلفة إجمالية ١١ مليار جنيه، وصرف حافز إضافي يبدأ من ٥٠٠ جنيه للدرجة السادسة ويزيد بقيمة ٥٠ جنيهًا لكل درجة، ليصل إلى ٩٠٠ جنيه للدرجة الممتازة، وتخصيص ٦،٦ مليار جنيه لتعيين ١٢٠ ألفًا من أعضاء المهن الطبية والمعلمين والعاملين بالجهات الإدارية الأخرى، وإقرار زيادة إضافية في أجور المعلمين بالتعليم قبل الجامعي، تتراوح بين ٣٢٥ جنيهًا إلى ٤٧٥ جنيهًا، وزيادة إضافية أيضًا لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعات والمعاهد والمراكز البحثية، وزيادة إضافية أخرى لأعضاء المهن الطبية وهيئات التمريض تتراوح من ٢٥٠ إلى ٣٠٠ جنيه في بدل المخاطر للمهن الطبية، وزيادة تصل إلى ١٠٠٪ في بدل السهر والمبيت، وزيادة حد الإعفاء الضريبي لكل العاملين بالدولة بالحكومة والقطاعين العام والخاص بنسبة ٣٣٪، من ٤٥ ألف جنيه إلى ٦٠ ألف جنيه، بتكلفة إجمالية سنوية ٥ مليارات جنيه.
وتابع الوزير، أنه تم تخصيص ٦٣٥،٩ مليار جنيه للدعم والمنح والمزايا الاجتماعية مقارنة بـ ٥٣٢،٨ مليار جنيه تقديرات متوقعة للعام المالى ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤ بمعدل نمو ١٩،٣٪ بما فى ذلك: تخصيص ١٥٤،٥ مليار جنيه لدعم المواد البترولية مقارنة بـ ١١٩،٤ مليار جنيه بموازنة السنة المالية الحالية، بزيادة ٣٥،١ مليار جنيه بنسبة ٢٩،٤٪، و١٣٤،٢ مليار جنيه للسلع التموينية و٤٠ مليار جنيه لمعاش الضمان الاجتماعي وتكافل وكرامة، بزيادة أكثر من ٩ مليارات جنيه عن موازنة العام المالى الحالى، و١١،٩ مليار جنيه للإسكان الاجتماعي، ودعم توصيل الغاز الطبيعي للمنازل بنحو ٣،٥ مليار جنيه، و١٨،٤ مليار جنيه للتأمين الصحي والأدوية وعلاج غير القادرين على نفقة الدولة و٢،٤ مليار جنيه لدعم منظومة التأمين الصحى الشامل في المحافظات التي يتم التطبيق فيها ودعم غير القادرين، و١٥،٤ مليار جنيه للهيئة العامة للرعاية الصحية منها ٨،٤ مليار جنيه ممولة من الخزانة العامة، واستمرار دعم ومساندة المبادرات الصحية، وزيادة مخصصات الأدوية والمستلزمات الطبية إلى ٢٦،٧ مليار جنيه، لافتًا إلى أنه تم تخصيص ٢١٤،٢ مليار جنيه لصالح الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية، لسداد دعم الخزانة لأصحاب المعاشات ليصل إجمالي ما تم تحويله للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية بنهاية يونيه ٢٠٢٥ إلى تريليون و١١٦ مليار جنيه.
أشار الوزير، إلى تمويل برامج تحفيز النشاط الاقتصادى، خاصة مساندة قطاع الصناعة والأنشطة التصديرية، وغيرها من المبادرات بإجمالي ٤٠،٥ مليار جنيه، ومنها: ٢٣ مليار جنيه للاستمرار في سرعة رد الأعباء التصديرية، واستمرار تحمل الأعباء المالية المترتبة على خفض أسعار الكهرباء لقطاع الصناعة، بتكلفة سنوية ٦ مليارات جنيه، وتحمل قيمة دعم الفائدة فى مبادرة التسهيلات التمويلية للقطاعات الإنتاجية «الصناعة والزراعة» بنحو ٨ مليارات جنيه، بخلاف ١،٥ مليار جنيه قيمة الحوافز النقدية للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ونصف مليار جنيه لدعم استراتيجية صناعة السيارات، واستمرار تحمل الخزانة عن الصناع والمستثمرين قيمة الضرائب العقارية على المباني المستخدمة في ممارسة الأنشطة الصناعية بنحو ١،٥ مليار جنيه، ودعم المزارعين بمبلغ ٦٥٧ مليون جنيه بخلاف دعم فائدة الرى الحديث بنحو ٣٠٠ مليون جنيه.
أضاف الوزير، أنه من المتوقع ارتفاع مخصصات الاستثمارات إلى ٤٩٦ مليار جنيه مقارنة بـ ٣٣٤ مليار جنيه فى التقديرات المحدثة للعام المالى الحالي، ولكن ٤٤٪ من هذه الاستثمارات ممولة ذاتيًا، وتتوقف علي توفير التمويل الذاتي لها وليس لها تأثير على زيادة عجز الموازنة، حيث تم وضع حد أقصى تريليون جنيه للاستثمارات العامة لكل أجهزة ومؤسسات الدولة دون استثناء لأي جهة خلال العام المالي المقبل.
قال الوزير، إنه من المتوقع أن يبلغ العجز الكلى للموازنة للعام المالى المقبل نحو ١،٢ تريليون جنيه، بنسبة ٧،٣٪ من الناتج المحلى مقابل تقديرات محدثة للعجز الكلى بنهاية العام المالى الحالى بقيمة ٥٥٥ مليار جنيه، بنسبة ٤٪ من الناتج المحلى، ونستهدف تحقيق فائض أولى ٥٩١،٤ مليار جنيه بنسبة ٣،٥٪ من الناتج المحلى المقدر للعام المالى المقبل مقابل فائض أولى بنحو ٨٠٥،١ مليار جنيه تقديرات متوقعة بنهاية العام المالى الحالي بنسبة ٥،٧٥٪ من الناتج المحلى؛ أخذًا فى الاعتبار، أثر تحصيل ١٢ مليار دولار، تمثل ٥٠٪ من إيرادات مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة لصالح الخزانة العامة، الذى يعد موردًا استثنائيًا غير متكرر.
أضاف الوزير، إن الإيرادات العامة بالموازنة العامة للدولة للسنة المالية الجديدة تبلغ ٢،٦ تريليون جنيه بما يمثل ١٥،٤٪ من الناتج المحلى، بزيادة ٨،٥٪ عن التقديرات المتوقعة في العام المالي الحالي، ونستهدف أن تنمو الإيرادات الضريبية بنحو ٣٠،٥٪ مقارنة بالنتائج المتوقعة لتصل لأكثر من ٢ تريليون جنيه؛ بما يعكس جهود الميكنة لرفع كفاءة الإدارة الضريبية، وتوسيع القاعدة الضريبية، والتوسع في تحصيل الضرائب المستحقة على التجارة الإلكترونية خاصة المنصات العالمية غير المقيمة في مصر وأيضًا الضرائب الدولية على الشركات متعددة الجنسيات، لافتًا إلى أننا نستهدف تحصيل إيرادات غير ضريبية من مصادر مختلفة تبلغ نحو ٥٩٩،٦ مليار جنيه.
أكد الوزير، أننا نعمل على تنفيذ استراتيجية محددة، أكثر استهدافًا لسرعة بدء خفض معدل دين أجهزة الموازنة العامة للدولة لأقل من ٨٠٪ من الناتج المحلي بحلول يونيه ٢٠٢٧، وقد حدد مجلس الوزراء سقف دين أجهزة الموازنة العامة للدولة فى السنة الجديدة بمبلغ ١٥،١ تريليون جنيه وبنسبة ٨٨،٢٪ من الناتج المحلى مقارنة بنسبة ٩٦٪ فى العام المالى ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣ ونتوقع أقل من ٩٠٪ بنهاية يونيه ٢٠٢٤، مشيرًا إلى أنه لايمكن تجاوز هذا «السقف» إلا فى الحتميات القومية وحالات الضرورة بموافقة رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب. أضاف الوزير، أننا نعمل على تحسين إدارة الدين وتقليل المخاطر المتعلقة بإعادة التمويل من خلال خفض عجز الموازنة، عبر تنمية موارد الدولة مع ترشيد الإنفاق والحفاظ على تحقيق فائض أولي متزايد، وتسجيل معدلات نمو مرتفعة وتوجيه نصف إيرادات برنامج «الطروحات» لبدء خفض مديونية الحكومة وأعباء خدمتها، بشكل مباشر، والنزول بمعدلات زيادة مدفوعات الفوائد من خلال اتباع سياسة تنويع مصادر التمويل بين الأدوات والأسواق الداخلية والخارجية، إضافة إلى خفض الاحتياجات التمويلية التي تتكون من العجز، وإطالة عمر الدين بعد تحسن أسعار الفائدة، ووضع «سقف» للضمانات التي تصدرها وزارة المالية، ومراقبة حجم الضمانات السيادية الصادرة، والضمانات المطلوبة لما تشكله من التزامات محتملة على الموازنة العامة للدولة، وكذلك العمل على مراجعة كافة الضمانات المطلوبة والتفاوض على شروطها.. مع العمل على خفض رصيد الضمانات السيادية للناتج المحلي الإجمالي ابتداءً من العام المالى المقبل.
أكد الوزير، أننا نعمل على تحسين مؤشرات المالية العامة للدولة من خلال استحداث موازنة «الحكومة العامة» التى تشمل إيرادات ومصروفات كل الهيئات العامة الاقتصادية الـ ٥٩، وموارد واستخدامات الموازنة العامة للدولة من جهاز إداري وإدارة محلية وهيئات عامة خدمية؛ على نحو يعكس الواقع الفعلي للنشاط الاقتصادي، والقدرات الحقيقية للاقتصاد المصري، وذلك فى خطوة حاسمة اتخذناها معًا: حكومة ومجلس نواب، على طريق إعادة هيكلة المالية العامة للدولة، مع إيجاد الآليات التنظيمية والتشريعية اللازمة، بما يؤدى لتحسين الشفافية بشأن أنشطة الهيئات الاقتصادية، وتعزيز قدرتنا على مراقبة وتحسين أدائها المالي، وتقدير حجم الاستثمار العام، وحجم مديونية كل أجهزة الدولة وأعباء خدمتها، اعتبارًا من مشروع موازنة العام المالي المقبل، بما يتسق مع القواعد والأسس الإحصائية المتعارف عليها عالميًا فى نشر البيانات والمؤشرات المالية للدول المختلفة.
أوضح الوزير، أن إجمالي مصروفات «الحكومة العامة» يبلغ نحو ٦،٦ تريليون جنيه، وإيراداتها نحو ٥،٣ تريليون جنيه للعام المالي الجديد «بعد استبعاد كل العلاقات الموازنية المتبادلة بين الموازنة العامة للدولة، وموازنات الـ ٥٩ هيئة عامة اقتصادية» وتبلغ نسبة الإيرادات الضريبية ٣٨،٢٪ من إجمالي إيرادات الحكومة العامة و١١،٨٪ من الناتج المحلى الإجمالي، وتبلغ نسبة الإيرادات غير الضريبية ٦١،٨٪ من إجمالي إيرادات الحكومة العامة و١٩،٢٪ من الناتج المحلى الإجمالي، كما يبلغ الفائض الأولى للموازنة العامة للدولة ٣،٥٪ من الناتج المحلى الإجمالي، بينما يبلغ الفائض الأولى لموازنة الحكومة العامة ٣،٧٪ من الناتج المحلى الإجمالي، والعجز الكلى للموازنة العامة للدولة ٧،٣٪ من الناتج المحلى الإجمالي، بينما يبلغ العجز الكلى لموازنة الحكومة العامة ٧،٧٪ من الناتج المحلى الإجمالي، ويبلغ إجمالي أجهزة الموازنة العامة للدولة فى السنة الجديدة ١٥،١ تريليون جنيه وبنسبة ٨٨،٢٪ من الناتج المحلى مقارنة بنسبة ٩٦٪ فى العام المالى ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣، بينما يبلغ إجمالي دين الحكومة العامة للدولة للناتج المحلى الإجمالي نسبة ٩٦،٤٪ حيث حدد مجلس الوزراء سقف دين الحكومة العامة «أجهزة الموازنة والهيئات العامة الاقتصادية» ليكون ١٦،٤ تريليون جنيه وبنسبة ٩٦،٤٪ من الناتج المحلى الإجمالي، على نحو يعكس جهود الدولة في ترسيخ مبدأ «شمولية الموازنة» الذى يساعدنا فى امتلاك القدرة بشكل أكبر على التعامل الأكثر تحوطًا في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مجددًا تأكيده على أنه لايمكن تجاوز «سقف دين الحكومة العامة» ولا سقف دين الموازنة العامة إلا فى الحتميات القومية وحالات الضرورة بموافقة رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحکومة العامة المالى المقبل تریلیون جنیه ملیارات جنیه العام المالى موازنة العام العام المالی للعام المالى ١ ملیار جنیه ٦ ملیار جنیه ٥ ملیار جنیه ٤ ملیار جنیه أنه تم جنیه ا
إقرأ أيضاً:
بعد رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7 آلاف جنيه.. هل تخفف الحزمة الاجتماعية أعباء المصريين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أستاذ اجتماع سياسي: القرار جاء فى توقيت حساس لتخفيف الأعباء عن المواطنين.. خبير اقتصادى يؤكد ضرورة ضبط أسعار السلع الأساسية بفرض رقابة صارمة وفعالة.. دعم الدولة للمشروعات الصغيرة ضرورة فى ظل التحديات الاقتصادية
نجلاء بكر: رفع الحد الأدنى للأجور خطوة إيجابية مشروطة باستقرار الأسعار ودعم القطاع الخاص
قبل عدة أيام، أعلنت الحكومة عن حزمة حماية اجتماعية جديدة، تتضمن زيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين فى القطاع الخاص إلى ٧٠٠٠ جنيه اعتبارًا من ١ مارس ٢٠٢٥، بهدف دعم الفئات الأكثر احتياجًا فى ظل التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية.
آراء المواطنين
فى هذا السياق؛ أوضحت سارة حازم صاحبة الـ٢٦ عامًا وموظفة المبيعات فى إحدى شركات الأدوية الخاصة، لـ"البوابة"، أن رفع الحد الأدنى للأجور يؤكد حقوق العاملين ويعزز من أمانهم الوظيفى.
وأشارت سارة، إلى أن تباين مستويات الرواتب فى السابق بين الشركات كان يثير القلق بشأن الاستقرار المالى، وأن تطبيق حد أدنى موحد يساهم فى توفير بيئة عمل أكثر شفافية وعدالة. وأن هذا الإجراء يعزز من ثقة الموظفين فى مؤسساتهم ويساهم فى تحقيق التزام أكبر من قبل الشركات تجاه حقوق العاملين.
خطوة نحو استقرار الشباب فى القطاع الخاص
وقال كريم هانى، صاحب ٣٢ عاما، والذى يعمل بإحدى الشركات الخاصة المتخصصة فى تصنيع الأجهزة الكهربائية، إن قرار رفع الحد الأدنى للأجور يشكل خطوة مهمة لتشجيع الكثير من الشباب للعمل فى القطاع الخاص، لأنه كان سابقا لم يكن هناك حد أدنى للأجور يوازى القطاع الحكومى، ويضمن استقرار للشباب العاملين بالقطاع الخاص بأن يسدد التزاماته فى ظل التضخم المتواجد.
ويُضيف كريم أن هذا القرار يوفر للعاملين إطارًا ماليًا مستقرًا يمكنهم من تحقيق طموحاتهم المهنية والاقتصادية، كما أنه يسهم فى خلق فرص عمل أكثر أمانًا وإنتاجية. وفى رأيه، يمثل هذا الإجراء تحولًا إيجابيًا يساهم فى إعادة تعريف مستقبل سوق العمل الخاص.
لا آلية حكومية تلزم القطاع الخاص
يواجه الاقتصاد المصرى تحديات متعددة نتيجة للتطورات الاقتصادية العالمية، مثل تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى وارتفاع معدلات التضخم. أعلنت الحكومة وضع حزمة حماية اجتماعية جديدة للتخفيف من آثار هذه الأزمات على المواطنين.
وفى هذا السياق؛ يرى الخبير الاقتصادى الدكتور حسام عيد، أن الحكومة لا تمتلك آلية ملزمة تُجبر القطاع الخاص على الالتزام برفع الحد الأدنى للأجور إلى ٧ آلاف جنيه؛ موضحًا أن هذا الرقم لا يعدو كونه رقمًا استرشاديًا، قد تلتزم به بعض المؤسسات الخاصة بينما قد تتجاهله أخرى.
وأشار "عيد"، فى تصريح خاص لـ"البوابة"، إلى أن ضمان الاستدامة الاجتماعية والرعاية الاقتصادية للمواطنين، سواء كانوا يعملون فى القطاع العام أو الخاص، يتطلب آلية مرنة لربط الحد الأدنى للأجور بمعدلات التضخم.
وأضاف عيد أنه كلما ارتفعت معدلات التضخم، زادت الحاجة إلى رفع الحد الأدنى للأجور للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، والعكس صحيح. لذا، من الضرورى إقرار آلية واضحة تجعل هناك ارتباطًا مباشرًا بين الحد الأدنى للأجور ومعدلات التضخم، بحيث يتم تعديل الأجور صعودًا أو هبوطًا وفقًا للمتغيرات الاقتصادية.
دعم الدولة للمشروعات الصغيرة
وتطرق عيد إلى أن الدولة تقدم دعمًا مستمرًا للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وهى نقطة غاية فى الأهمية، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية التى يواجهها الاقتصاد المصرى نتيجة الأزمات الجيوسياسية العالمية. هذه الأزمات ألقت بظلالها على الاقتصاد المحلى، وفرضت تحديات كبيرة تتطلب حلولًا مبتكرة واستراتيجيات مرنة لمواجهتها.
وأشار إلى أن مصر تعتمد على الاستيراد لتلبية ما يقرب من ٦٥٪ من احتياجاتها الاستهلاكية، ما يجعلها عرضة لتأثيرات تقلبات أسعار العملات الأجنبية عالميًا. فمع أى ارتفاع فى أسعار العملات الأجنبية، ترتفع تكلفة الاستيراد، مما يؤدى إلى زيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وشدد عيد على أن الحل الجذرى للتصدى لهذه الأزمة الاقتصادية يتمثل فى تعزيز الإنتاج المحلى وتقليص فاتورة الاستيراد، عبر إقرار مجموعة من المحفزات التى تشجع على زيادة الاستثمارات المباشرة فى السوق المصرى، مع التركيز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر باعتبارها مكونًا أساسيًا فى الاقتصاد القومى.
وأضاف أن الحكومة المصرية أعلنت مؤخرًا عن حزمة من التسهيلات الضريبية والمساعدات، والتى من المتوقع أن تترك أثرًا إيجابيًا على حركة التدفقات النقدية داخل السوق المحلى، خاصة مع استمرار تقديم الدعم اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتذليل العقبات التى تواجهها؛ معتبرًا أن هذه المحفزات قد تكون عاملًا أساسيًا فى تحقيق الاستدامة الاقتصادية وتعزيز مساهمة هذه المشروعات فى الاقتصاد الجزئى والاقتصاد الكلى على حد سواء.
تعزيز الإنتاج المحلي
وفيما يتعلق بملف ضبط الأسعار، شدد عيد على أهمية زيادة الإنتاج المحلى، خاصة فى القطاعات الاستراتيجية مثل الأغذية والمشروبات، مؤكدًا أن مصر شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة فى زيادة الناتج المحلى لهذا القطاع، مما يساهم فى تقليص فاتورة الاستيراد وتخفيف الأعباء المالية على الدولة.
وأشار إلى أن هذه الطفرة سيكون لها مردود إيجابى على السوق المحلى، حيث تسهل عملية الرقابة على الأسواق وضبط الأسعار، مما يساعد فى تحقيق قدر أكبر من الاستقرار الاقتصادى. كما أوضح أن قطاع الصناعة يُعد من القطاعات التى يمكن التحكم فى أسعارها من خلال زيادة الإنتاج المحلى وتقليل الاعتماد على المواد الخام المستوردة.
وتوقع عيد أن تشهد الفترة المقبلة زيادة ملحوظة فى الإنتاج الصناعى المصرى، مدعومًا بتوجهات الدولة الهادفة إلى تقليص فاتورة الاستيراد للمكونات الصناعية المستخدمة فى الإنتاج المحلى. وأكد أن قطاعات مثل صناعة الأسمدة الزراعية والبتروكيماويات تُعتبر من بين أبرز القطاعات التصديرية التى حققت نجاحًا خلال النصف الثانى من العام الماضى، مما يعزز دورها فى دعم الاقتصاد المحلى وتقليل الفجوة الاستيرادية.
واختتم عيد حديثه بالتأكيد على أن زيادة الإنتاج المحلى فى مختلف القطاعات، وخاصة القطاعات الاستراتيجية، سيساهم فى خلق بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا، وسيسهل من عمليات ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار، مما يحقق فى النهاية تحسنًا فى مستوى المعيشة للمواطن المصرى ويقلل من الأعباء الاقتصادية على الدولة.
توجهات الموازنة العامة ٢٠٢٤-٢٠٢٥
وتعكس الموازنة المالية لعام ٢٠٢٤-٢٠٢٥ والتى أصدرتها وزارة المالية فى أغسطس الماضى، توجهات الحكومة نحو تحقيق نمو اقتصادى متوازن، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، مع الحفاظ على الاستقرار المالى. ومن خلال الجمع بين الحزم الاجتماعية، وتشجيع القطاع الخاص، وتحسين الخدمات العامة، تسعى الدولة إلى تحقيق أهدافها التنموية وضمان الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل، وجاءت ملامحها كالتالي:
١) تركز موازنة على تحقيق استدامة الانضباط المالى وتحفيز النشاط الاقتصادى، مع الالتزام بتقليل العجز المالى إلى ٧.٣٪ من الناتج المحلى الإجمالى، وتحقيق فائض أولى بنسبة ٣.٥٪.
وتعمل الحكومة على تقليل الدين العام ليكون أقل من ٨٠٪ بحلول عام ٢٠٢٧، من خلال إعادة هيكلة المالية العامة، وتوجيه الإيرادات نحو خفض الديون، وتحقيق استقرار اقتصادى مستدام. كما تستهدف الحكومة تعزيز الاستثمار فى القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة، لضمان تحفيز النمو الاقتصادى دون فرض ضرائب جديدة على المواطنين.
٢) تعزيز الحماية الاجتماعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين: تخصص الموازنة الجديدة أكثر من نصف إيرادات الدولة للإنفاق على الحماية الاجتماعية والتنمية البشرية، لضمان دعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتحسين الظروف المعيشية للطبقة المتوسطة.
ومن أبرز القرارات فى هذا السياق رفع الحد الأدنى للأجور إلى ٧٠٠٠ جنيه، وزيادة المعاشات، وتوسيع نطاق برامج الدعم النقدى مثل "تكافل وكرامة". كما تشمل الموازنة تخصيص ١٣٣.٣ مليار جنيه لدعم السلع التموينية والخبز، يستفيد منها أكثر من ٦٩.٥ مليون مواطن، إضافة إلى تحسين آليات توزيع الدعم لضمان وصوله إلى مستحقيه بفعالية.
٣) دعم الاستثمار والقطاع الخاص كمحرك رئيسى للنمو: تتبنى الحكومة نهجًا لتعزيز دور القطاع الخاص فى قيادة التنمية الاقتصادية، من خلال تنفيذ "وثيقة سياسة ملكية الدولة"، التى تهدف إلى تقليل تدخل الدولة فى الأنشطة الاقتصادية وزيادة الاعتماد على الاستثمار الخاص.
وقد تم تخصيص ١٢٠ مليار جنيه لتسهيلات تمويلية للقطاعين الزراعى والصناعى، و٥٠ مليار جنيه لدعم قطاع السياحة، الذى يعد من المصادر الرئيسية للنقد الأجنبى. كما تسعى الحكومة إلى تحفيز الاستثمارات فى المشروعات الاستراتيجية، مثل الهيدروجين الأخضر والصناعات التصديرية، مع تقديم حوافز ضريبية لجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية.
٤) تحسين الخدمات والبنية التحتية لتحقيق التنمية المستدامة: تشمل الموازنة زيادة كبيرة فى مخصصات التعليم والصحة، حيث تم تخصيص ٩٩٦.١ مليار جنيه لقطاع التعليم (قبل الجامعى والجامعي)، و٤٩٦ مليار جنيه لقطاع الصحة، ضمن خطة الحكومة لاستكمال مشروعات تطوير البنية التحتية للمستشفيات والمدارس والجامعات.
كما تتواصل الجهود لتوسيع نطاق التأمين الصحى الشامل، حيث تم تسجيل أكثر من ٤.٦ مليون مواطن فى المنظومة حتى الآن، مع خطط لتوسيعها لتشمل جميع المحافظات.
على مستوى النقل، تم تخصيص استثمارات ضخمة لتطوير مترو الأنفاق والقطار الكهربائى الخفيف، واستكمال مشروعات الطرق والكبارى، بهدف تحسين جودة الخدمات المرورية وتعزيز البنية التحتية لدعم النمو الاقتصادى. كما يجرى تنفيذ مشروعات كبرى مثل تطوير الطريق الدائرى، وتحسين شبكات النقل العام، مما يسهم فى تحسين كفاءة الحركة المرورية وتقليل الانبعاثات الكربونية.
٥) إجراءات الإصلاح المالى والتعامل مع التحديات الاقتصادية: فى ظل التحديات العالمية التى تؤثر على الاقتصاد المصرى، مثل ارتفاع معدلات التضخم، والتوترات الجيوسياسية، وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، تتبنى الحكومة مجموعة من السياسات النقدية والمالية لمواجهة هذه الأوضاع.
شملت الإجراءات الأخيرة تحرير سعر الصرف، وزيادة أسعار الفائدة، واتخاذ تدابير لزيادة الإيرادات الضريبية دون فرض ضرائب جديدة، مثل إلغاء بعض الإعفاءات الضريبية للكيانات الحكومية، وتوسيع القاعدة الضريبية.
كما تستهدف الحكومة تحقيق فائض أولى بنسبة ٣.٥٪ من الناتج المحلى، من خلال تحسين إدارة الموارد المالية، وترشيد الإنفاق العام، وزيادة الإيرادات غير الضريبية عبر برنامج الطروحات الحكومية والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تضمين القطاع الخاص فى الخطة
وأكد أحمد ماجد، ٢٨ عامًا، والذى يعمل فى خدمة العملاء بإحدى شركات الاتصالات، لـ(البوابة نيوز) عن ارتياحه للقرار المتخذ برفع الحد الأدنى للأجور فى القطاع الخاص. يؤكد أحمد أن هذا الإجراء يضمن له استقرارًا ماليًا ملحوظًا ويساهم فى تحسين قدرته على التخطيط للمستقبل، حيث أصبحت الوظائف فى القطاع الخاص تتمتع الآن بمستوى من الضمان المالى لم يكن متوفرًا سابقًا.
كما يشير إلى أن إدماج القطاع الخاص ضمن الخطط الحكومية يمثل توجهًا استراتيجيًا يوفر بدائل واعدة للباحثين عن الأمان الوظيفى، خاصةً فى ظل تقلص فرص العمل فى القطاع الحكومى.
التكامل بين القطاع الخاص وخطط الحكومة
أكد الدكتور محمد السيد شكر، أستاذ علم الاجتماع السياسى ورئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة بورسعيد فى تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن قرار رفع الحد الأدنى للأجور إلى ٧ آلاف جنيه فى القطاعين الحكومى والخاص يأتى فى توقيت حساس لتخفيف الأعباء عن المواطنين، وخاصة محدودى الدخل.
وأوضح "شكر"، أن هذا القرار يساعد المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة وتداعياتها على المجتمع المصرى. وأشار إلى أن توقيت تنفيذ القرار قبيل شهر رمضان يعد مناسباً، حيث تزداد نفقات الأسر خلال هذا الشهر، مما سينعكس إيجاباً على المجتمع.
وأضاف شكر أن اهتمام الدولة بحماية حقوق العاملين فى القطاع الخاص، الذى يعد شريكاً أساسياً فى التنمية والاقتصاد الوطنى، يمثل خطوة محفزة للشباب للتوجه نحو العمل فى هذا القطاع.
وأوضح أن هذا التوجه يوفر الأمان الوظيفى للعاملين ويبدد مخاوفهم السابقة من فقدان وظائفهم دون الحصول على حقوقهم، مما يسهم فى تعزيز الإنتاجية والتنمية الوطنية وزيادة الدخل القومي؛ مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل حلاً عملياً لمواجهة البطالة وما يرتبط بها من تحديات مجتمعية وأمنية.
أهمية ضبط أسعار السلع وتأثيرها على الحد الأدنى للأجور
فيما أكد الخبير الاقتصادى الدكتور حمدى صبحى، فى تصريح خاص لـ"البوابة"، على أهمية تحقيق انضباط فى أسعار السلع والمنتجات الأساسية من خلال فرض رقابة صارمة وفعالة على جميع المنافذ التجارية ومواقع البيع المنتشرة فى مختلف أنحاء مصر.
وشدد "صبحي"، على أن أى ارتفاع غير مبرر فى أسعار السلع سيؤدى إلى تفاقم معدلات التضخم، مما سيؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطن، وقد يؤدى فى النهاية إلى إبطال أى تأثير إيجابى لزيادة الحد الأدنى للأجور.
وأوضح أن بعض أصحاب المشاريع فى القطاع الخاص قد يلجأون إلى رفع أسعار المنتجات أو الخدمات التى يقدمونها لتعويض تكاليف الالتزام بزيادة الحد الأدنى للأجور، مما يعيد المواطنين إلى نفس النقطة التى بدأوا منها، حيث تصبح الزيادة فى الأجور غير ذات جدوى فعلية بسبب تضخم الأسعار المستمر.
ويرى صبحى أنه لضمان تحقيق هذه الزيادة أثرًا إيجابيًا حقيقيًا على المواطن المصرى، ينبغى أن يتزامن أى رفع للحد الأدنى للأجور مع وضع حلول جذرية لمشكلة التضخم وضبط آليات تسعير المنتجات داخل الأسواق المحلية، بحيث لا تُستهلك أى زيادة فى الرواتب بسبب الارتفاع المفرط فى الأسعار.
وشدد صبحى على أهمية وضع حلول اقتصادية شاملة وعملية تأخذ فى الاعتبار الواقعين المحلى والعالمى، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية التى تواجه مصر نتيجة للأزمات الدولية وتأثيراتها على الأسواق.
وأكد أن أى حلول يتم تطبيقها يجب ألا تقتصر على جانب واحد فقط، بل يجب أن تشمل جميع عناصر المنظومة الاقتصادية، بما فى ذلك المُنتج والمُصنع لضمان توفير المواد الخام بأسعار مناسبة، والمُوزع والتجار لضمان عدم استغلال حلقات الوساطة لرفع الأسعار بشكل غير مبرر، وآليات تحديد التكلفة الفعلية للمنتجات بحيث يتم التوصل إلى تسعير عادل ومتوازن يخدم المستهلك ولا يضر بمصالح أصحاب الأعمال.
تأثير التيسيرات الضريبية على أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة
فى سياق متصل؛ أشاد الدكتور صبحى بحزمة التيسيرات الضريبية التى تم إصدارها مؤخرًا لصالح الممولين الصغار وأصحاب المشروعات المتوسطة، مؤكدًا أنها خطوة إيجابية تحسب لصالح هيئة الضرائب المصرية.
وأوضح أن هذه التيسيرات من شأنها تخفيف الأعباء المالية على أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يتيح لهم الفرصة للنمو والتوسع فى السوق، وهو أمر فى غاية الأهمية لتعزيز النشاط الاقتصادى وزيادة الإنتاج المحلى، وبالتالى الحد من الاعتماد على الواردات وتقليص فاتورة الاستيراد.
خطوة إيجابية مشروطة
كما أوضحت الدكتورة نجلاء بكر، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ببنى سويف، أن رفع الحد الأدنى للأجور إلى ٧ آلاف جنيه فى القطاعين الحكومى والخاص يمثل خطوة مهمة لتحسين مستويات المعيشة فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والتضخم العالمى.
وشددت "بكر"، فى تصريحات لـ"البوابة"، على ضرورة ضمان تطبيق هذا الحد الأدنى فى جميع القطاعات الخاصة؛ مشيرة إلى أن بعض المؤسسات لم تصل بعد إلى مستوى ٦ آلاف جنيه كراتب بداية. واقترحت دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر تخفيف الأعباء الضريبية والرسوم لتمكينها من الالتزام بالحد الأدنى الجديد للأجور.
وأوضحت أن نجاح الحزمة الاجتماعية الجديدة يتطلب الحفاظ على استقرار الأسعار، موضحة أن زيادة الحد الأدنى للأجور ستعزز القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة مع جهود الحكومة لخفض معدلات التضخم.
وفيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية، أشارت إلى أن مصر تتبنى حالياً مزيجاً من السياسات النقدية المتعلقة بأسعار الفائدة والصرف، والسياسات المالية المتمثلة فى حزم الحماية الاجتماعية.
ودعت إلى تبنى سياسات إنتاجية هيكلية لتنويع مصادر العملة الأجنبية، وتقديم تسهيلات لدعم هذا التوجه، مع وضع استراتيجية واضحة لسداد الديون ودعم القطاع الصناعى. وأكدت على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص فى الإنتاج لخلق المزيد من فرص العمل.
ونوهت "بكر" بالنمو الملحوظ فى القطاع السياحى، مؤكدة إمكانية مضاعفة هذا النمو نظراً لمكانة مصر كوجهة سياحية رئيسية فى الشرق الأوسط. واقترحت التوسع فى الأنشطة السياحية المتخصصة، مثل السياحة الاستشفائية فى سيوة، لجذب المزيد من السياح وزيادة موارد العملة الأجنبية.