قانون استعادة الطبيعة الأوروبي يهدد تجارة بقيمة 110 مليارات دولار
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
يهدد قانون "استعادة الطبيعة" -الذي اعتمده الاتحاد الأوروبي، والذي يرمي إلى معالجة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي- تجارة عالمية تقدر سنويا بنحو 110 مليارات دولار، وهي تمس اقتصادات في جميع أنحاء العالم، والموردين الذين يكافحون لاستيعاب حقيقة سعي أوروبا إلى أن تصبح أكثر مراعاة للبيئة، وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية.
وبحلول نهاية العام، سيُطلب من الشركات الكبرى العاملة في 7 سلع أساسية (القهوة والكاكاو وفول الصويا وزيت النخيل والماشية والمطاط والخشب)، إثبات أن الأشخاص في سلاسل توريدها لم يعملوا في الأراضي التي تمت إزالة الغابات منها بعد عام 2020، بشكل قانوني أو غير قانوني.
ويعني هذا أن كل حبة قهوة، وذبيحة من الماشية ولوح الخشب، إلى جانب أشياء مثل الشوكولاتة وإطارات السيارات والكتب، ستحتاج إلى أن يتم تعقبها إلى المواقع الدقيقة التي جُلبت منها، أو سيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ثقيلة، وفق ما ذكرت بلومبيرغ .
ويوجد أكثر من 55 دولة تصدر كل منها بما لا يقل عن 100 مليون دولار سنويا من البضائع إلى الاتحاد الأوروبي والتي ستتأثر بالقانون، وسيعتمد التأثير على السلع التي يشحنونها، ومن يشتريها، وما إذا كان ثمة معطيات للتعامل مع رسم خرائط المزرعة وجميع الأعمال الورقية اللازمة، لكن يوجد محاذير من ارتفاع الأسعار للمستهلكين في أوروبا.
ويزيد ثقل المهمة في صناعة القهوة، وهي أقل ارتباطا بإزالة الغابات من زيت النخيل أو الماشية أو فول الصويا، ولكنه يعتمد أكثر على ملايين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة المنتشرين في عشرات البلدان، ويفتقر كثيرون إلى الوسائل التي تثبت قدرتهم على الامتثال للقانون.
تحد عالميقالت إليزابيث تيغ، مديرة المرونة المناخية في (روت كابيتال)، وهي مستثمر مؤثر يدعم صغار المزارعين في المراحل الانتقالية، "بدأنا في رؤية حجم هذا التحدي في جميع أنحاء العالم.. الجميع يحاول التدافع والاستجابة لواقع القانون الأوروبي".
وتصدّر إندونيسيا كميات كبيرة من 5 سلع من جملة السبع سلع التي سيطبق عليها القانون، إذ تعد أكبر منتج لزيت النخيل في العالم، وثاني أكبر مصدر للمطاط، وواحدة من أكبر منتجي القهوة.
وأعربت حكومة جاكرتا عن قلقها إزاء نهج تطبيق قاعدة واحدة على الجميع، الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي ويهدد بتقويض الاقتصادات من خلال استبعاد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من أكبر كتلة تجارية في العالم.
وقالت المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية باميلا كوك هاملتون الذي يعمل مع الاقتصادات الضعيفة "ثمة خوف شديد لدى البلدان بشأن ما سيعنيه هذا بالنسبة لصادراتها، وبالتالي أرباحها النهائية.. لأنها ضخمة"، وفق ما نقلت عنها بلومبيرغ.
ولا أحد ينكر الحاجة إلى حماية الغابات، التي تشكل أهمية بالغة لخفض نسبة الكربون في الغلاف الجوي، فوفق بلومبيرغ، في غضون 3 عقود فقط، خسر العالم ما يقدر بنحو 4.2 ملايين كيلومتر مربع من الغابات، وهي مساحة أكبر من مساحة الاتحاد الأوروبي.
وفي قمة المناخ (كوب 26) في غلاسكو عام 2021، تعهدت أكثر من 100 دولة بوقف هذا الأمر وزيادة مساحة الغابات، وفي حين خفف البعض من التزامه بالأمر، فإن تمسك الاتحاد الأوروبي بالوعود، بحجة أنها مسألة مصداقية بعد حصولها على دعم شعبي ساحق.
ويسلط التكيف مع القواعد الجديدة الضوء على حجم التحدي المتمثل في تقديم السياسات البيئية الخضراء، والتي يواجه بعضها بالفعل ردة فعل عكسية، ومنذ أن دخل التشريع حيز التنفيذ في يونيو/حزيران الماضي، أدى هذا التشريع في بروكسل إلى دعوات لتأجيل تطبيقه، والعديد من رسائل القلق بشأن تنفيذه، وضغوط شديدة من الحكومات.
وأعربت مجموعات صناعية متنوعة، مثل محامص البن، وصانعي الأرضيات الخشبية، والطابعات، والمزارعين، عن مخاوفها بشأن تنفيذ القانون، وهو مصدر قلق متزايد.
وطلبت دول مثل أستراليا التأجيل حتى يتم فهم المتطلبات بشكل جيد بما فيه الكفاية، وألقى التجار باللوم على الاتحاد الأوروبي في زيادة أسعار الكاكاو هذا العام، وحذرت الدول المنتجة للبن من نقص محتمل في أوروبا.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعربت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن قلقها من عدم حصول مزارعيها وشركاتها على الوقت الكافي للاستعداد، ودعت إلى "مراجعة سريعة" وتمديد فترة التنفيذ.
قانون الاتحاد الأوروبي يسعى للحفاظ على الغابات (شترستوك) تحديد المواقعوفي الوقت نفسه، يجري السباق لإثبات أن المزارع لم تشارك في إزالة الغابات وتلتزم بالقوانين المحلية، تنشغل الشركات والحكومات والتعاونيات الزراعية في تحديد الموقع الجغرافي للأراضي حول العالم.
وبحسب بلومبيرغ، يشرف توماس فاسن مدير شركة ميريديا لاند على عملية شاقة للتحقق من البيانات من أكثر من 35 دولة، وخرائط للمزارع في إندونيسيا وساحل العاج وغانا، لصالح الشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي.
ويزداد الإقبال على الشركة من قبل بعض أكبر العلامات التجارية الاستهلاكية والشركات منها يونيليفر ومونديليز إنترناشيونال وكارغيل ولولي دريفس، على سبيل المثال لا الحصر.
ويقول فاسن إن عدد عملاء الشركة تضاعف منذ الإعلان عن القانون الجديد في أواخر عام 2021، وتعمل في التحقق من ملايين المزارع الأخرى.
ويقدر أن حوالي نصف المزارع المشمولة في القانون الأوروبي ربما لم يتم رسم خرائط لها، وقال فاسن "يقوم الآن الآلاف من الأشخاص بتحديد المواقع الجغرافية للمزارع حول العالم، ثمة جهد هائل مستمر.. ثمة ملايين المزارع ويجب رسم خرائطها جميعا في غضون سنوات قليلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: ارتفاع متوقع في درجات الحرارة قد يهدد أكثر من 2 مليار شخص
كتب- محمد نصار:
ركز تقرير حديث للأمم المتحدة على الأزمات المتصاعدة لتغير المناخ والتوسع الحضري السريع، موضحًا كيف أدى سوء إدارة النمو الحضري إلى تراجع مستمر في المساحات الخضراء داخل المدن. فقد تراجعت الحصة المتوسطة للمساحات الخضراء في المناطق الحضرية عالميًا من 19.5% في عام 1990 إلى 13.9% في عام 2020، وفقًا لتقرير "مدن العالم" الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
وتشير التوقعات إلى أن أكثر من 2 مليار شخص يعيشون في المدن قد يواجهون ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة لا يقل عن 0.5 درجة مئوية بحلول عام 2040، وفي ظل هذه الأوضاع، لا تزال الجهود المناخية في المدن غير قادرة على مجاراة حجم وشدة التحديات المتزايدة.
ويشير التقرير إلى فجوة تمويلية كبيرة في تطوير بنية تحتية حضرية قادرة على الصمود أمام تغير المناخ.
وبحسب التقرير، تحتاج المدن إلى استثمارات تقدر بنحو 4.5 إلى 5.4 تريليون دولار سنويًا لتشييد وصيانة أنظمة مرنة، بينما يبلغ التمويل الحالي 831 مليار دولار فقط، مما يشكل جزءًا صغيرًا من المتطلبات المالية. هذه الفجوة تترك المدن، وسكانها الأكثر عرضة للتأثر، في مواجهة مخاطر متزايدة.
وما يزيد من القلق هو ما يكشفه التقرير حول بعض التدخلات المناخية التي لم تحقق الحماية اللازمة للفئات الأكثر ضعفًا، بل وأسهمت في تدهور أوضاعهم. من الأمثلة على ذلك "التجديد الأخضر"، حيث تؤدي مبادرات مثل إنشاء المتنزهات إلى نزوح الأسر ذات الدخل المحدود، أو ارتفاع قيمة الممتلكات مما يرفع أسعارها، فيزيد من صعوبة تحمل تكاليف السكن في تلك المناطق.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه المدن في ظل تفاقم حالة الطوارئ المناخية، يؤكد التقرير على ضرورة النظر إلى المناطق الحضرية كجزء من الحل وليس مجرد جزء من المشكلة، حتى لو كانت إمكانياتها لم تُستغل بالكامل بعد.
ويُقدَّم تقرير "مدن العالم: المدن والعمل المناخي" هذا الأسبوع تزامنًا مع الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، الذي يعد المؤتمر الأول عالميًا للتنمية الحضرية المستدامة. يُعقد هذا الحدث في القاهرة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024 بدعوة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبالتعاون مع حكومة جمهورية مصر العربية.
الطقس درجات الحرارة حالة الطقستابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: وزير الإسكان: نفذنا 1.5 مليون وحدة سكنية ونعمل على الانتهاء من نصف مليون آخرى الأخبار المتعلقة ارتفاع حرارة واستمرار الأمطار.. توقعات طقس الساعات المقبلة أخبار رياح وأمطار وشبورة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة أخبار حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 5-11-2024 أخبار أمطار في القاهرة.. الأرصاد تعلن طقس الساعات المقبلة أخبار أخبار مصر وزير المالية: حزمة تيسيرات ضريبية جديدة بنهاية يونيو المقبل منذ 20 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير المالية: إعداد منظومة ضريبية متكاملة تخاطب كل الأوعية الضريبية منذ 22 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير المالية: 45 % زيادة في إيرادات الضرائب منذ 24 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الأوقاف يدعو قادة الأديان بالعالم لحماية البيئة وإكرام الإنسان منذ 52 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الحكومة ترد على أنباء إقامة معرض لمقتنيات "توت عنخ آمون" باليابان منذ 58 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر ارتفاع حرارة واستمرار الأمطار.. توقعات طقس الساعات المقبلة منذ 1 ساعة قراءة المزيدإعلان
أخبار مهرجان الجونة
المزيد أخبار مهرجان الجونة منتج "الفستان الأبيض" لـ"مصراوي": قصة الفيلم مختلفة وسعدت بمشاركته أخبار مهرجان الجونة طلاب أكاديمية MBC ونجوم السعودية يشاركون في نشاطات وفعاليات على هامش أخبار مهرجان الجونة يسرا لـ"مصراوي": "الجونة السينمائي" خلية نحل وتربطني صداقة كبيرة بـ أخبار مهرجان الجونة "أنا تخينة بسبب الدواء".. أسما شريف منير ترد على انتقادات إطلالتها أخبار مهرجان الجونة بالفيديو.. آية سماحة تكشف سبب ارتدائها بدلة رجالي في مهرجان الجونةإعلان
أخبارتقرير أممي: ارتفاع متوقع في درجات الحرارة قد يهدد أكثر من 2 مليار شخص
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك