تصحو في اليوم الثامن والعشرين لشهر يوليو من كل عام وهي في حالة أشبه بالإعياء! تنام على وسادة خالية، وتستيقظ والألم يعتصر قلبها، والحزن يعود في كل سنة كما لو لم تعش في العمر حلواً.
أكثر من خمسة عقود والسيدة نعمات مالك لا تنسى رفيق عمرها الذي التف الحبل حول عنقه معلناً نهاية رجل شجاع، في 28 يوليو 1971.
في الثالث من يونيو 2019 استشهد نفر من خيرة شباب البلد في مجزرة أمام القيادة العامة للجيش السوداني، تم ذلك عبر مؤامرة من قادة الجيش والجنحويد وكتائب الإسلاميين؛ مؤامرة اشترك فيها الغشماء والدهماء والغرماء، ضد ثوار أحرار، مكشوفي الوجوه والصدور والغرض!
وبين نعمات مالك وأمهات وآباء ورفاق الشهداء يضيق بون الحال ويتسع بون الزمان؛ وبين عبد الخالق محجوب وشهداء مجزرة القيادة، يقصر مدى الاختيار وينفسح مدى التجربة والعمر وخط التاريخ. وبينهم جميعاً تتجلى معاني العطاء والبذل والصبر والرضا، فبعض هؤلاء دفع العمر ثمناً لأجل الوعي والثورة والتغيير، والبعض الآخر دفع الثمن من عمره لتعيش ذكرى من أحب وبه اعتلق، ليبق بصيص من نور الجسارة في العصر الجبان، وكي يحيا الوطن.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مجزرة جديدة في خان يونس
أعلنت وسائل فلسطينية، عن سقوط شهداء ومصابون في قصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة المواصي الساحلية التي تؤوي نازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
70% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة قد تعرضت للتدمير
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة الغارديان في تقرير جديد استنادًا إلى صور أقمار صناعية، أن نحو 70% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة قد تعرضت للتدمير أو التضرر بشكل كبير منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع فى السابع من اكتوبر لعام 2023، وتظهر الصور الجوية التي تم تحليلها تدميرًا واسعًا للمساحات الزراعية التي كانت تشكل مصدرًا رئيسيًا للغذاء والاقتصاد بالنسبة للعديد من العائلات الفلسطينية.
رغم الظروف القاسية التي يواجهها المزارعون والصيادون في غزة، فإنهم يواصلون العمل في ظروف خطرة للغاية، العديد منهم يخاطرون بحياتهم في مناطق قريبة من خطوط المواجهات أو في المناطق التي تتعرض لقصف مكثف، سعياً للحفاظ على الإنتاج الزراعي وتوفير احتياجات سكان القطاع من الطعام، تشير التقارير إلى أن كثيرًا من هؤلاء العاملين في قطاع الزراعة والصيد قد فقدوا معداتهم ومصادر دخلهم بسبب القصف، ومع ذلك، يصرون على الاستمرار في عملهم رغم المخاطر الكبيرة.
أفادت منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) بأن الإنتاج الغذائي في غزة تعرض لتدمير واسع، ما زاد بشكل كبير من خطر المجاعة في القطاع، فقد دُمرت المحاصيل الزراعية، بما في ذلك الخضروات والفواكه، وكذلك الثروة الحيوانية، في حين تسببت الهجمات في تعطيل القدرة على الصيد والإنتاج البحري، وأكدت المنظمة أن القطاع يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، مما يهدد حياة الملايين من المدنيين الفلسطينيين.
إلى جانب تدمير الأراضي الزراعية، يواجه قطاع غزة إغلاقًا جزئيًا للأسواق المحلية، مما يعوق قدرة المزارعين على بيع محاصيلهم، هذا النقص في إمدادات السوق يزيد من المعاناة، حيث تُحرم العائلات من الوصول إلى المنتجات الأساسية، في وقت يشهد فيه القطاع أزمة غذائية حادة.
تأتي هذه التحذيرات وسط توقعات متزايدة حول تفشي المجاعة في غزة، في ظل استمرار تدمير الموارد الغذائية، وبحسب التقرير، فإن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية تدق ناقوس الخطر بشأن الوضع المتدهور، محذرة من كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب نقص الغذاء والموارد الأساسية.
في ظل هذه الظروف القاسية، طالبت المنظمات الإنسانية الدولية والسلطات المحلية بزيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى ضرورة فتح المعابر للسماح بدخول الإمدادات الغذائية والأدوية.