القاهرة– لم تتخل الأسر في مصر عن شعيرة الأضحية، رغم ارتفاع أسعار الأضاحي بعد خفض قيمة الجنيه بنحو 60% في مارس/آذار الماضي، بل لجأ كثير منهم إلى حلول بديلة لتخفيف العبء المالي ومواصلة أداء الشعيرة الدينية.

وتظهر هذه البدائل، التي ظهرت مع الأزمة الاقتصادية الممتدة منذ سنوات، مدى حرص المصريين على الالتزام بأداء الشعيرة الدينية والرغبة في مساعدة المحتاجين في الوقت نفسه، وتتيح للراغبين المشاركة في هذه الشعيرة المهمة بطرق ميسرة ومبتكرة.

 

مصر تعتمد على سلاسل المواشي المستوردة والأعلاف من الخارج لتوفير اللحوم (الجزيرة) ماذا حل بالمواشي المحلية؟

يقول رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجاري، محمد وهبة، إن أسعار الأضاحي من البقر والغنم الأكثر شعبية "زادت حوالي 20% مقارنة بالعام الماضي، وبلغ متوسط سعر الكيلو قائم في العجول البقري 175 جنيها (3.7 دولارات)، وبلغ متوسط سعر الكيلو قائم في الغنم البلدي 210 جنيهات (4.5 دولارات)، مما أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء بنسبة 50%".

ويضيف في حديث لـ"الجزيرة نت" أن مصر تعتمد بشكل كبير على استيراد سلالات المواشي من الخارج، مما أدى إلى تراجع كبير في أعداد السلالات المحلية أو "البلدي" التي تتميز بقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المصرية، لكن قلة الدعم والتشجيع الحكومي أدت إلى تراجع تربيتها.

وأشار وهبة إلى أن ارتفاع أسعار الأضاحي جاء للأسباب التالية:

تراجع التربية الحيوانية وانخفاض عدد المربين نتيجة لارتفاع تكاليف التربية، هذا الانخفاض أدى إلى تقليل المعروض من المواشي في السوق. نقص زراعة الأعلاف، حيث تقلصت مساحات الأراضي المخصصة لزراعة الأعلاف نتيجة للتحول إلى زراعة محاصيل تجارية أكثر ربحية، مما أدى إلى نقص حاد في الأعلاف. نقص الأعلاف وزيادة أسعارها أثر سلبا على تكلفة تربية المواشي، مما انعكس على أسعار الأضاحي.  زيادة الاعتماد على المواشي الأجنبية، مما زاد من الأسعار، بسبب تقلبات أسعار الصرف وارتفاع تكاليف النقل والشحن. بدائل عبر المؤسسات الخيرية

من أحدث البدائل أمام المصريين لتقديم الأضاحي، هو القيام بالشعيرة عبر المؤسسات الخيرية التي تعمل في عدد من الدول القارة الأفريقية في ظل ارتفاع الأسعار وكأحد الحلول المبتكرة لتخفيف العبء المالي.

يقول المشرف في جمعية "مؤسسة الخير الإنسانية بأفريقيا" إبراهيم العدوي "مع الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي في مصر، لجأ بعض المصريين إلى شراء الأضاحي من دول أفريقية تعاني من ظروف اقتصادية صعبة وعملة محلية ضعيفة مثل تنزانيا وكينيا والصومال وغيرها".

وهذه الأضاحي، وفق ما قال العدوي لـ"الجزيرة نت"، تكون عادة أقل تكلفة، ويتم ذلك عبر التعاون مع مؤسسات خيرية تقوم بشراء الأضاحي في تلك الدول وذبحها وتوزيع لحومها على المحتاجين.

وأضاف أن هذا الخيار لا يخفف فقط العبء المالي عن كاهل المصريين، بل يساهم أيضا في دعم المجتمعات الأفريقية الفقيرة.

وبشأن أسعار الأضاحي، أوضح أن متوسط سعر الخروف 2200 جنيه (حوالي 46 دولارا) مقارنة بنحو 8500 جنيه (حوالي 180 دولارا) للبديل البلدي (المحلي)، ومتوسط سعر العجول 22 ألف جنيه (حوالي 470 دولارا) مقارنة بنحو 72 ألف جنيه (حوالي 1500 دولار) للبديل المحلي، لسببين أولهما العملة المحلية (في الدول الأفريقية) الضعيفة، وثانيهما وفرة المراعي الخصبة الكثيرة، والثروة الحيوانية المحلية الكبيرة.

تمنح الجمعية صاحب الأضحية فرصة رؤية الأضحية الخاصة به وذبحها وتوزيعها من خلال توثيق العملية من خلال فيديو مصور يتم إرساله له إما بشكل مباشر أو إرساله لاحقا، وذكر اسمه على الأضحية قبيل ذبحها حتى يستوثق من أداء الشعيرة.

ورغم انخفاض الأسعار، فإن تأثيرات الأوضاع الاقتصادية الأخيرة في مصر لم تساعد كثيرا في زيادة الطلب على الأضاحي الأفريقية، بحسب مؤسسة الخير الإنسانية، ولكنها لم تشهد تراجعا كما حدث في السوق المحلي.

التأثيرات الاقتصادية ضغطت على المصريين في الأضاحي (غيتي) حرمان

يقول مواطنون اعتادوا أن يُضَحّوا كل عام ويوزعوا اللحوم على الفقراء والمحتاجين إن زيادة أسعار الأضاحي تجاوزت قدرة كثير من الأسر المصرية على شراء الأضاحي، مما أدى إلى انخفاض عدد الراغبين في أداء شعيرة الأضحية هذا العام.

أحد هؤلاء كان المهندس محمد شريف الذي قال لـ"الجزيرة نت" "نحن في مرحلة التقشف والتوفير، الكثير من الأسر اضطرت للتقشف في مصاريفها، مما أثر على نمط حياتها اليومي، وبالتالي قلل من عدد الأضاحي المتاحة للتوزيع على الفقراء، كما أثر سلبا على قدرة هؤلاء الفقراء على الاستفادة من لحوم الأضاحي خلال عيد الأضحى".

يضيف أنه قبل عامين أو 3 كان ربع العجل من البقر أو الجاموس لا يزيد على 5 آلاف جنيه، ويبلغ وزنه نحو 95 كيلوغراما والصافي نحو 50 كيلوغراما، أما الآن فإن الصك في الجمعيات والمؤسسات الخيرية يبلغ حوالي 13 ألف جنيه ويزن حوالي 16 كيلوغراما فقط.

في نهاية المطاف، فإن ارتفاع أسعار الأضاحي في مصر هو نتاج تداخل مجموعة من العوامل الزراعية والاقتصادية واللوجيستية، فهذه الزيادة لم تؤثر فقط على قدرة المصريين على شراء الأضاحي والالتزام بالشعيرة الدينية، بل امتدت تأثيراتها لتشمل الفقراء الذين يعتمدون في الحصول على اللحوم على ما يتم توزيعه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسعار الأضاحی مما أدى إلى فی مصر

إقرأ أيضاً:

عندما يتألق المصريون.. أول تعليق من مصممة إطلالة محمد رمضان بـ كوتشيلا

علقت مصممة الأزياء فريدة تمراز، على إطلالة الفنان محمد رمضان، التي صممتها له، وظهر بها في حفل مهرجان كوتشيلا بالولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأحد. 

ونشرت فريدة تمراز، فيديو لـ إطلالة محمد رمضان، وعلقت عبر انستجرام: «تمرازا - الاسم الذي يقف وراء رواد… من كونها أول علامة تجارية مصرية تتألق في حفل توزيع جوائز الأوسكار، إلى تصميم أزياء محمد رمضان، أول فنان مصري يغني في كوتشيلا».

وأضافت، تمراز: «قطعة فنية مصنوعة يدويًا من الخرز، مستوحاة من رموز مصرية قديمة ومفتاح الحياة.. عندما يتألق المصريون، تمرازا موجودة». 

View this post on Instagram

A post shared by Temraza Official (@temraza)

إطلالة محمد رمضان المثيرة للجدل 

وأحيا الفنان محمد رمضان حفلًا غنائيًا فى أمريكا، وشهدت إطلالته التى ظهر بها علي المسرح، حالة من الجدل .

وكانت قد أعلنت منصة YouTube  عن بث حفل محمد رمضان بثا مباشرا وحصريا عبر قناة كوتشيلا الرسمية على YouTube، إلى جانب بث باقي حفلات المهرجان.

رد محمد رمضان 

رد الفنان محمد رمضان عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك ، على الإذاعة الإسرائيلية بعدما هاجمت الملابس التى قام بارتدائها فى حفله بأمريكا.

وقال محمد رمضان: حق الرد على الإذاعة الإسرائيلية .. لبسي في كوتشيلا تصميم المصرية فريدة تيمراز والصدرية مستوحاه من تماثيل ملوك الفراعنة وصممتها بالعملة المصرية الفضة وأضافت عليها كب أسود فرعوني .. بس السؤال بأمانة يا إسرائيل كان غير موفق وزعلكم ؟ وهل علم مصر في أمريكا فرحكم؟. 

تعليق نقابة المهن الموسيقية 

أصدرت نقابة المهن الموسيقية بيانا بشأن ظهور محمد رمضان الغريب فى حفله الأخير فى أمريكا والذى أثار حالة من الجدل الواسع خلال الساعات القليلة الماضية. 

وجاء بيان نقابة المهن الموسيقية يؤكد على أن محمد رمضان عضو نقابة المهن التمثيلية وهي الجهة الوحيدة التي لها حق المحاسبة والمساءلة، أما عن الحفلات التي تقام داخل جمهورية مصر العربية، فهي عبارة عن تصاريح للحفل الواحد أو العمل الواحد طبقًا لبروتوكول اتحاد النقابات الفنية الثلاث الموسيقية والتمثيلية والسينمائية. 

مقالات مشابهة

  • أسعار وشروط حجز وحدات سكن لكل المصريين 7
  • أولى بواخر الأضاحي تصل الجزائر الخميس او الجمعة.. وتخصيص 280 مركز حجر صحي
  • البريطانيون يلجؤون للمنتجات المحلية مع تفاقم حرب ترامب التجارية
  • خبير بالمعادن النفيسة: ارتفاع أسعار الذهب يدفع المصريين لشراء الفضة كبديل
  • بدء صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة.. دعم حكومي لـ5 ملايين أسرة في مواجهة الغلاء
  • التغيرات المناخية وراء ارتفاع الأسعار عالميًا.. 80 ألف طن استهلاك المصريين من البن سنويًا
  • عندما يتألق المصريون.. أول تعليق من مصممة إطلالة محمد رمضان بـ كوتشيلا
  • بعد انتقاده هجرة الأطباء خارج البلاد.. خالد أمين يرد على عمرو أديب: حق دستوري
  • قضايا قيمتها 7 ملايين جنيه.. ضربات مستمرة ضد تجار العملات الأجنبية
  • كيف تأثر المصريون بتوابع ارتفاع سعر الوقود؟