لقادة حماس وإسرائيل.. كيف تحولت خطة إنهاء الحرب إلى لعبة بقاء مميتة؟
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
أصبح إنهاء الحرب في غزة "لعبة بقاء مميتة" بالنسبة للقادة من حماس وإسرائيل على حد سواء، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وبحسب الهيئة البريطانية، فإن الشروط التي تنتهي بها الحرب قد تحدد إلى حد كبير مستقبلهم السياسي وقبضتهم على السلطة. وبالنسبة لزعيم حماس يحيى السنوار، حتى بقاؤه على قيد الحياة.
واعتبر المصدر ذاته، أن هذا يبقى "جزئيا السبب في فشل المفاوضات السابقة"، وهو أيضا ما يقف "وراء إرجاء سؤال كيفية إنهاء القتال بشكل دائم إلى المراحل النهائية من الخطة التي أوضحها الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة".
وينص الاقتراح الذي قدمه بايدن، الجمعة، على البدء بمرحلة مدتها ستة أسابيع ستشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وتبادل أولي للرهائن والمعتقلين.
ثم سيجري تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل وقف دائم لإطلاق النار، مع تواصل الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة.
وسيكون الانتقال بين المحادثات بشأن صفقة رهينة محدودة مقابل أسرى إلى المناقشات حول وقف إطلاق نار دائم، كما أقر بايدن، "صعبا"، ولكنه يبقى السؤال المحدد لفشل أو نجاح هذه الصفقة الأخيرة.
وقالت الولايات المتحدة، الأحد، إنه إذا قبلت حماس بخطة الهدنة المتعددة المراحل في غزة، فإنها تتوقع أن تحذو إسرائيل حذوها.
وأعلنت حركة حماس في رد فعلها الأولي أنها "تنظر بإيجابية" إلى الخطة المقترحة.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يقود حكومة ائتلافية يمينية هشة، لضغوط شديدة في الداخل، وقد أبدى تحفظات عن المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي.
وأصر نتانياهو على أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تقضي على حماس وتحرر الرهائن.
كما شدد على أنه وفقا "للمخطط الدقيق الذي اقترحته إسرائيل" فإن الانتقال من مرحلة إلى أخرى كان "مشروطا" ومصمما للسماح لإسرائيل بالحفاظ على أهداف حربها.
ولدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسباب محلية قوية للرغبة في التعامل مع هذه الصفقة خطوة بخطوة، وفقا للهيئة البريطانية.
وأوضحت أن نتانياهو يحتاج إلى الاحتفاظ بخياراته طويلة الأجل، للوقوف بفرصة جيدة لكسب دعم شركائه في الحكومة اليمينية المتطرفة لأي صفقة أولية لإطلاق سراح الرهائن.
ومن ناحية أخرى، من المرجح أن يؤكد قادة حماس على الحصول على ضمانات وقف إطلاق نار دائم مسبقا.
وانهارت المفاوضات السابقة بسبب "هذه الفجوة" بين الجانبين، والتي يعتمد اليوم تجاوزها مدى قدرة نتانياهو وحلفائه في الحكومة اليمينية المتطرفة لإيجاد بدائل لـ "القضاء" على حماس - وإلى مدى استعداد قادة حماس لأخذها في الاعتبار.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إنه على الرغم من أن قدرات حماس "تدهورت تدريجيا" في الأشهر الأخيرة، إلا أنها لا تزال تشكل تهديدا وأن الولايات المتحدة لا تعتقد أنه يمكن القضاء عليها عسكريا.
وتحدث نتانياهو خلال عطلة، نهاية الأسبوع، عن تدمير "القدرات العسكرية والإدارية" لحماس وضمان عدم تشكيلها تهديدا لإسرائيل.
وبحسب الهيئة فإن "لا أحد يطعن في أن حماس قد عانت من خسائر كبيرة في بنيتها العسكرية - وحتى في نسب دعمها العام داخل غزة وسيطرتها عليه".
ولكن لا توجد أي علامة على أن إسرائيل قد قتلت أو اعتقلت قادتها البارزين يحيى السنوار ومحمد الضيف، موضحة أن "ترك هؤلاء أحرارا في غزة للاحتفال بانسحاب القوات الإسرائيلية سيكون كارثة سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنهك".
في هذا الجانب، يقول يانير كوزين، المراسل الدبلوماسي لإذاعة الجيش الإسرائيلية، إن نتانياهو لن ينهي الحرب حتى يتمكن من تصويرها على أنها نجاح.
وأضاف: "إذا انتهت الحرب بصفقة تترك حماس قائمة، فهذا سيكون فشلا كبيرا بالنسبة له.. بعد ثمانية أشهر من القتال، لم يتحقق أي من أهداف الحرب - ليس القضاء على حماس، ولا استرداد جميع الرهائن، ولا تأمين الحدود - فإنه لا يريد أن ينهي الحرب. لكنه أيضا يدرك أنه لا يمكنه المغادرة حتى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في عام 2026".
وتابع أنه إذا استطاع أن يقول: 'لقد تم نفي أو القضاء على يحيى السنوار ومحمد الضيف، وهما لا يعيشان في غزة، وإذا استطاع سكان المناطق القريبة من غزة والحدود الشمالية العودة إلى منازلهم، أعتقد أنه سيستطيع الاحتفاظ بحكومته. ولكن هناك الكثير من 'لو' و'إذا'، في هذه المعادلة.
وعلى الجهة الأخرى، تؤكد الهيئة أن غير المرجح أن توافق حماس على نفي أو استسلام قادتها البارزين، لافتة في السياق ذاته إلى أن هناك انشقاقات واضحة تبرز بين القادة داخل وخارج غزة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
النمسا: لا مفاوضات لإنهاء الحرب دون مشاركة أوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شددت النمسا على ضرورة إجراء مفاوضات إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بمشاركة مباشرة من أوكرانيا، مؤكدة أن السلام يجب أن يكون "عادلًا وغير مفروض" على الأوكرانيين.
وأفادت وزارة الشئون الأوروبية والخارجية النمساوية - في تعليق لوكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية - بأن 24 فبراير يصادف مرور ثلاث سنوات على بدء الحرب ضد أوكرانيا؛ و"مثل أي حرب، يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات".
وأكدت الوزارة أنه من حق أوكرانيا أن تقرر "متى وأين وكيف" سيتم التوصل إلى السلام.. وقالت الوزارة: "الأمر متروك للأوكرانيين لتحديد توقيت وشروط السلام. لا مفاوضات بشأن أوكرانيا دون أوكرانيا".
وفي الوقت نفسه، استمرت الجهود الأمريكية لتحقيق تسوية، حيث أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم "التقدم بسرعة" نحو إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب وإحلال السلام في أوكرانيا، مع اتخاذ خطوات لتسهيل التسوية.
يُذكر أن وفودًا أمريكية وممثلي روسيا، قد عقدوا محادثات في 18 فبراير في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.