يستحب للحاج عند الطواف الدعاء بالعديد من الأدعية، حيث يُسنُّ للحاج أن يبتدئ الطواف بالتكبير؛ فقد روى الصحابي -عبدالله بن عباس- رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم طافَ بالبيتِ وهو على بعيرٍ، كلَّما أَتَى على الرُّكْنِ أشارَ إليهِ بشيٍء في يدهِ وكَبَّرَ). كما يسن للحاج أن يقول بين الحجر الأسود والركن اليماني: (ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ).
و يسن للحاج أن يقول بين الحجر الأسود والركن اليماني: (اللهمَّ إِنَّي أسالُكَ العفوَ والعافِيَةَ في الدنيا والآخرَةِ). وفيما يخص الدعاء عند استلام الحجر الأسود، حيث كانَ ابنُ عمرَ إذا استلمَ الحجرَ، قالَ: "اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ وسنَّةِ نبيِّك ثمَّ يصلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم".
دعاء الإحرام للحج يبدأ الحج بالإحرام بحيث ينوي الحاج الحج، ويقول: لبيك اللهم حجاً. وإن كان قارناً يقول: (لَبَّيك اللَّهُمَّ حَجًّا وعُمرةً معًا)، ويسن للحاج أن يشرع بالتلبية، فيقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك). حكم الإحرام عند جمهور الفقهاء أجمع علماء المذهب الحنفيّ أنّ الإحرام شرطٌ من شروط صحّة الحجّ ابتداءً؛ ولذلك صَحّ أن يسبق أشهر الحجِّ مع الكراهة، وهو رُكنٌ عند انتهاء الحجّ؛ بحيث لا يجوز البقاء عليه إلى السنة اللاحقة لِمَن فاتَه الحَجّ، في حين ذهب جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ الإحرام رُكنٌ من أركان الحجّ، واستدلّوا في ذلك بقول الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).
والإخلاص يعني النيّة، وهي من أعمال القلوب؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)، فصحّة العمل مُرتبطة بالنيّة، وقد أجمع العلماء على أنّها فرضٌ من فروض الحجّ وغيره من مَقاصد العبادات. وأمّا العمرة؛ فيرى أبو حنيفة أنّ الإحرام شرطٌ من شروط صحّة العمرة، ويرى مالك أنّ الإحرام رُكنٌ من أركانها، وذهب إلى ذلك الشافعيّ، في حين يرى أحمد بن حنبل أنّه على الرغم من كونه رُكناً من أركان العمرة في الأصل إلّا أنّه واجبٌ في الميقات، وكيفيّة الإحرام في العمرة ككيفيّة الإحرام في الحجّ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء الحجر الأسود دعاء الإحرام
إقرأ أيضاً:
5 أعمال إذا فعلتها تضمن لك دعوات الملائكة
تعدّ الملائكة مخلوقات نورانية من مهامها الدعاء والاستغفار لعباد الله الصالحين، ولأن المسلم يسعى جاهدًا لنيل دعوات الملائكة، فإن الشريعة الإسلامية أوضحت أن القيام ببعض الأعمال يجعل المسلم موضع دعاء الملائكة له، ما يمنحه الطمأنينة في الدنيا والآخرة.
أعمال تجلب دعوات الملائكة
في السنة النبوية بيان واضح للعلاقة بين بعض الأعمال الصالحة ودعاء الملائكة الكرام، الذي يُعتبر مستجابًا بفضل الله سبحانه وتعالى. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
حرص العلماء على توضيح أهمية هذه الأعمال التي تؤدي إلى دعاء الملائكة واستغفارهم. في هذا السياق، قال ابن بطال -رحمه الله-: "مَن أراد أن تُحطَّ ذنوبه بغير جهد كبير، فليحرص على ملازمة مكان صلاته بعد الفراغ منها؛ لأن الملائكة تدعو وتستغفر له في تلك اللحظة". وهذا مستنبط من قول النبي ﷺ: "من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري، حديث رقم: 6402).
كما أشار العلماء إلى أن دعاء الملائكة لمن يبقى في مصلاه يُعدّ أرجى للإجابة، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: 28]. هذا يظهر بوضوح أن الالتزام بهذه الأعمال البسيطة له فضل عظيم وأثر كبير في حياة المسلم.
5 أعمال إذا فعلتها تضمن لك دعوات الملائكة1. النوم على طهارة:
قال النبي ﷺ: "من بات طاهرًا بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان؛ فإنه بات طاهرًا."
النوم على طهارة من أسهل الأعمال التي تضمن للمسلم دعاء الملائكة أثناء نومه.
2. انتظار الصلاة بعد الصلاة:
قال النبي ﷺ: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه."
البقاء في مكان الصلاة بعد الانتهاء من الفريضة يُعدّ من العبادات العظيمة التي تجلب دعوات الملائكة.
3. الدعاء بظهر الغيب:
أوضح النبي ﷺ: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة... ويقول الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل."
هذا العمل البسيط يُظهر أن الخير للآخرين يعود عليك بنفس الفضل.
4. تعليم الناس الخير:
قال النبي ﷺ: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض... ليصلون على معلم الناس الخير."
تعليم الناس ما ينفعهم في دينهم ودنياهم يجعل المسلم في منزلة رفيعة بين الناس والملائكة.
5. زيارة المريض: قال النبي ﷺ: "من عاد مريضًا... ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً."
القيام بهذه الأعمال ليس صعبًا، ولكنه مفتاح لنيل رضا الله ودعوات ملائكته، فلنجعل من هذه الأفعال جزءًا من حياتنا اليومية لنضمن طمأنينة القلوب والرضا الإله