لبنان ٢٤:
2025-02-16@11:43:26 GMT
أمرٌ واحد يعني إعلان حزب الله الحرب.. مدينة تحت النار!
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تبدلات جديدة فرضت نفسها على ميدان جنوب لبنان بعد تصاعد الضربات المُتبادلة بين "حزب الله" وإسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية.
بشكلٍ غير مسبوق، بات مدى الضربات كبيراً، فـ"حزب الله" من جهة عمّق استهدافاته، فيما بادرت إسرائيل إلى توسيع رقعة المناطق التي تقوم بقصفها في العمق اللبناني، حتى باتت أي منطقة آمنة تحت خطر الضربات المفاجئة.
حالياً، فإنّ السيناريو الأكثر بروزاً على لسان الإسرائيليين هو "غزو لبنان"، فالإستعدادات لذلك كثيرة، وآخرها كان عبر مناورات خاضها لواء "غولاني" لمُحاكاة سيناريوهات الدخول إلى لبنان والإشتباك مع عناصر "حزب الله". في المقابل، يبدو أن "حزب الله" مُلتزم بتعميق ضرباته المدروسة لإيصال رسائل موجعة ميدانياً إلى الإسرائيليين، وأساسها أنّ التمادي في قصف المدنيين سيُقابل بالرّد الأشدّ. هنا، ما تبين هو أن "حزب الله" فتحَ الطريق نحو معادلات حربية جديدة، محورها إدخال مناطق جديدة إلى خط النار، من بينها عكا ونهاريا. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الحزب آثر إلى جانب ذلك، تثبيت قدراته الإضافية في إستهداف سلاح الجو الإسرائيلي عبر إسقاطه قبل يومين مُسيرة من طراز "هيرمز 900" فوق جنوب لبنان.
إزاء كل ذلك، تبرز 3 تساؤلات أساسية وهي: لماذا اختار الحزب عكا ونهاريا بالتحديد لإدخالهما المعركة؟ ولماذا لا يستهدف كل الطائرات الإسرائيلية فوق لبنان؟ وما هي النقطة الفاصلة التي تعتبرُ بمثابة إعلان حربٍ من قبل "حزب الله"؟
بشأن التساؤل الأول، ما يتبين هو أنّ "حزب الله" قرّر أن تكون جبهته أكثر شمولية بعيداً عن خط التماس المباشر بين لبنان والمستوطنات الإسرائيلية، ولهذا السبب، اختار عكا ونهاريا لتكونان بمثابة منطقتين أساسيتين لتوسع "الصراع المدروس والمضبوط".
الخبير العسكريّ والإستراتيجي هشام جابر يقول لـ"لبنان24" إنَّ استهداف الحزب لهاتين المدينتين يمثل رمزية كبيرة في الحرب القائمة، مشيراً إلى أن الرسالة الأساس مما يجري مفادها أن "حزب الله" أراد إدخال منطقة الساحل الإسرائيلي تحت خانة التهديد، وبالتالي الضغط بشكلٍ كبير على هذا الجانب المُهم من فلسطين المحتلة بالنسبة لتل أبيب.
مصدرٌ سياسيّ مُقرب من "حزب الله" يتوافقُ مع جابر في هذا الإطار، ويكشفُ لـ"لبنان24" أنّ منطقة الساحل الإسرائيلي تُمثل نقطة إنعطافٍ مهمة على صعيد الصراع، وبالتالي فإن دخولها منطقة النار يعني أنَّ التوتر سينسحب عليها، ما يعني انعكاس ذلك على المرافئ والموانئ هناك، وبالتالي تأثر الحركة التجارية الإسرائيلية عند البحر الأبيض المتوسط.
في المقابل، يقول جابر إنَّ منطقتي عكا ونهاريا تمثلان موئلاً سياحياً أساسياً لإسرائيل، وبالتالي فإنّ استهداف "حزب الله" لهاتين المنطقتين بالشكل الحالي، يشيرُ إلى أنّ الأخير يسعى لإيفاد رسالة مفادها أن السياحة الإسرائيلية ستكونُ قيد الشلل.
ماذا عن التساؤل الثاني الخاص عن سبب عدم قيام حزب الله باستهداف كل الطائرات الإسرائيلية فوق لبنان؟ عن هذا الأمر، يقول جابر إنَّ "حزب الله" يمتلكُ منظومة دفاعية جوية مُتكاملة، وهو يستخدمها للأهداف الحربية الأساسية بالنسبة له، والمقصود هناك الطائرات الحربية الإسرائيلية.
يلفتُ جابر إلى أنَّ عمليات إسقاط الطائرات المسيرة مثل "هيرمز 900" هو أمرٌ كان أساسياً أيضاً باعتبار أن هذه الطائرة "غير عادية" بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي، ولهذا السبب بادر "حزب الله" إلى إسقاط 3 منها خلال الآونة الأخيرة.
في غضون ذلك، ما يتبين من خلال التقارير الإسرائيلية هو أن تل أبيب قد تختار توسيع عملياتها الجوية من دون المضي بغزو برّي شامل ضد لبنان، ما يعني أن سلاح الجو الإسرائيلي قد يضيف إلى بنك أهدافه مناطق لبنانية عديدة وسلسلة من المُدن الأساسية لـ"تأليبها على حزب الله".
الأمرُ هذا يتوقف عنده المصدر المُقرب من الحزب ويقول إنّ إسرائيل "غدارة" جداً، في حين أن توسيع رقعة القصف يميناً وشمالاً يدل على ضعفها، وهي تسعى للتعويض عن الخسائر العسكرية التي مُنيت بها مؤخراً خصوصاً بعض الضربات القاسية التي وجهها الحزب لمواقع عسكريّة إستراتيجية.
على صعيد النقطة الثالثة والمُرتبطة بـ"النقطة الفاصلة التي تعتبرُ بمثابة إعلان حربٍ من قبل "حزب الله"، يقول جابر إنّ الحزب ما زال مُلتزماً بنطاق خط الإشتباك القائم منذ 8 تشرين الأوّل الماضي، مشيراً إلى أنّه في حال وصل الحزب بهجماته إلى مدينة حيفا، عندها سيكونُ ذلك بمثابة دلالة وإشارة على إعلانهِ الحرب الشّاملة ضد إسرائيل.
بدوره، يلفتُ المصدر السياسيّ المقرب من "حزب الله" إلى أنَّ معادلة حيفا مقابل بيروت هي التي ستكون قائمة في حال بادرت إسرائيل بشن هجمات ضد العاصمة اللبنانية، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة التي يتم التهديد بها مؤخراً، ستؤدي إلى اشتعال الجبهة بشكلٍ كبير، وبالتالي دفع "حزب الله" إلى شنّ هجمات كبرى واسعة النطاق.
في المحصلة، فإن ما يجري يكشف عن أن الأمور باتت تتجهُ نحو التصعيد الذي ما زال مضبوطاً بعض الشيء، إلا أن التهديدات الإسرائيلية لا توحي بأن رقعة الإشتباك ستبقى محدودة، إذ من الممكن أن يكون القصفُ عشوائياً بواسطة سلاح الجو، وهذا ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيداً في الميدان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ممّا تخاف إسرائيل في لبنان؟ صحيفة تتحدّث!
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن آفاق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ومصيره، قائلة إنَّ "الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان يوم 18 شباط يقتربُ بسرعة"، وأضافت: "في المقابل، فإن انتهاكات حزب الله وعدم تمكن الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان يثيران مخاوف خطيرة في إسرائيل". ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ معظم الاهتمامات هذا الأسبوع تركّزت بشكل مبرر على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وعملية إطلاق سراح الرهائن المتزعزعة والتي شهدت حتى الآن إطلاق سراح 16 إسرائيلياً و 5 مواطنين تايلانديين من الأسر لدى حماس". وأكمل: "في المقابل، هناك وقف لإطلاق نار آخر لا ينبغي لنا أن نتجاهله، وهو وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والذي كان يهدف إلى إضعاف حزب الله". وتابع: "بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه وتنفيذه في 27 تشرين الثاني، كان لدى قوات الجيش الإسرائيلي مهلة حتى 26 كانون الثاني للانسحاب من جنوب لبنان، وتضمنت التفاصيل السماح لمقاتلي حزب الله بالتحرك شمال نهر الليطاني، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان للسيطرة على مواقع حزب الله وتفكيك البنية التحتية هناك". وأكمل: "كذلك، تتضمن الهدنة وثيقة جانبية تُمكّن إسرائيل من مهاجمة أي عناصر من حزب الله يتجهون جنوب نهر الليطاني، فضلاً عن مهاجمة أي محاولات من جانب حزب الله لإعادة تسليح نفسه. مع هذا، فإن تأخر تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في 27 كانون الثاني، وامتداد الوضع الراهن حتى 18 شباط بعد أن قالت إسرائيل إن الجيش اللبناني لم ينتشر بالكامل في جنوب لبنان، يعني أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى البقاء في المنطقة". وتابع: "لقد كانت الولايات المتحدة على استعداد تام للتدخل، وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في الرابع والعشرين من كانون الثاني، أي قبل 3 أيام من الموعد المقرر لانسحاب إسرائيل إن كل الأطراف تشترك في هدف ضمان عدم قدرة حزب الله على تهديد الشعب اللبناني أو جيرانه. ولتحقيق هذه الأهداف، هناك حاجة ملحة إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة ومؤقتة". وأكمل التقرير: "منذ ذلك الحين، واصلت إسرائيل الرد على انتهاكات حزب الله لوقف إطلاق النار. ففي يوم الأحد، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفقا لحزب الله يمتد من لبنان إلى سوريا وكان يستخدم لتهريب الأسلحة إلى داخل البلاد. كذلك، قصف الجيش الإسرائيلي مواقع ذخائر وإطلاق في لبنان، قال الجيش إنها لا تزال قيد التشغيل، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار". وتابع: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الجيش اللبناني، وفقاً للجيش الإسرائيلي، ليس جاهزاً بعد للانتشار في المناطق التي من المفترض أن تنسحب منها إسرائيل في الأسبوع المقبل. ولهذا السبب، تريدُ إسرائيل البقاء في عدة نقاط في لبنان حتى بعد تاريخ الانسحاب المقرر في الثامن عشر من شباط، حسبما أفاد عميخاي شتاين من صحيفة واشنطن بوست يوم الأربعاء". وأكمل: "نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في مجلس الوزراء الأمني يوم الخميس قولهم إن الولايات المتحدة منحت القوات الإسرائيلية الإذن بالبقاء في عدة مواقع في لبنان بعد الثامن عشر من شباط، ولم تحدد موعداً نهائياً جديداً. لكن يبدو أن الولايات المتحدة ترفض أي تمديد إضافي للانسحاب، وقالت نائبة المبعوث الاميركي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاغوس، التي زارت لبنان وإسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، للصحفيين إن إدارة ترامب تعتبر 18 شباط تاريخاً حاسماً لاستكمال انسحاب إسرائيل". وقال: "على الرغم من إضعاف حزب الله بشكل كبير على يد إسرائيل خلال الهجوم الذي شنته العام الماضي، فإنه لا يزال بعيداً عن أن يشكل تهديداً لإسرائيل، وكذلك لسوريا، التي يواجه زعيمها الجديد أحمد الشرع اشتباكات مع حزب الله وجهود زعزعة الاستقرار". وذكر التقرير أنه "من الضروري أن يلتزم حزب الله، كقوة مقاتلة، بشروط وقف إطلاق النار، كما يجب على الجيش اللبناني أن ينتشر في المناطق الجنوبية من لبنان التي كانت تحت سيطرة مقاتلي الحزب في السابق"، وأكمل: "إذا لم يتم الوفاء بهذه الشروط، فإننا نتفق مع أي قرار حكومي يؤخر انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد الموعد النهائي في 18 شباط. يستحق سكان شمال إسرائيل العيش في سلام دون التهديد المستم ورؤية حزب الله على عتبات منازلهم والقصف المتواصل للصواريخ الذي تم إطلاقه منذ 7 تشرين الأول 2023". وختم: "فليكن تأخير الانسحاب قائماً إذا استغرق تحقيق هدف حماية الإسرائيليين وقتاً أطول مما هو مخطط له، وإلا فإن حزب الله قد يعود بسرعة إلى الجنوب، وكل الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي لتحييده كانت لتذهب سدى".المصدر: ترجمة "لبنان 24"