موقع النيلين:
2024-11-16@12:54:46 GMT

هل ضربة جسر جبل أولياء تؤثر على الخزان؟!

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

بعد نشر مقالي السابق عن خزان جبل أولياء ودبلوماسية المياه، وردني السؤال في العنوان أعلاه.

قبل الإجابة على السؤال؛ أحب أوضح ليس لدي أدنى معلومة من أي جهة عسكرية أمنية بخصوص هذه الضربة، وحتى كتابة هذه السطور لم أرى الخزان ولا الجسر بعد ضربه (شاهد ما شافش حاجة)؛ لكن لا بأس من أن نجتهد ونجاوب عبر التحليل الهندسي والفني للخزان؛ بناءا على المعطيات الفنية والهندسية وتضاريس منطقة جبل أولياء وما جاورها والرصد المائي والمعلومات الهايدروليكية لحوض النيل عموماً، والنيل الأبيض على وجه الخصوص؛ بإعتبار أن الخزان يقع على النيل الأبيض الذي ينحدر من منطقة البحيرات، ولهذا تجد إندفاع المياه ضعيف مقارنةً مع إندفاع النيل الأزرق الذي ينحدر من الهضبة الإثيوبية المرتفعة، وهذا مؤشر يقلل من إحتمالية إنهيار الخزان بصفة عامة.


يعتمد تأثير الضربة التي أصابت الجسر على حسب مكان ونقطة التدوين وقوتها.
جسر جبل أولياء يتكون من جزئين:
١. جزء متحرك يتم فتحه لتمر البواخر النيلة، وبالتأكيد ضربه لا يؤثر على هيكل الخزان لأنه بعيد عنه وبه مفصلات (للفتح والقفل)؛ وغالبا الضربة كانت في هذا الجزء المتحرك وهنا هيكل الخزان لا يتأثر.
٢. جزء ثابت وهذا به الخزان وبعض معداته من توربينات وغيره وبه السد البنائي الذي يرتكز عليه الجسر ذاته؛ وإصابته بتأثر على هيكل الخزان والتأثير يكون على حسب مكان ونقطة الإصابة وقوتها.

الخزان به ٤٠ بوابه بواقع عدد ٢ توربين لكل بوابه؛ وإذا ضُرب هذا الجزء الثابت؛ فالضربة والخسارة ستكون في بوابة بوابتين وتوربين توربينين من إجمالي ٤٠ بوابة و٨٠ توربين.
الضربة حتى لو كانت قويه؛ فـ قوتها ستضعف بعد أن تصطدم بأعلى الجسر، وبالتالي ستصل السد بمقدار ضعيف.

تم إختيار قيام الخزان على منطقة جبل أولياء؛ لأن أراضيها صخرية تشكل اساس متين لقيام جسم السد، ولإتساع مجري النيل الأبيض في منطقة الجبل وجنوبها، الذي يصل الي ما يقارب ٦ كيلو متر، ويقل كلما إتجه شمالا ليصل الخرطوم وعرضه أقل من ٢ كيلو متر، وهذا يعني ان عرض جسر الجبل يعادل كبري السلاح الطبي أو كبري الفتيحاب ٣ مرات تقريبا، وهذا أيضاً يقلل من قوة إندفاع المياه على السد ذو البناء الحجري القوي. ليس في الخزان مفيض؛ ولإعتبارات السلامة تم إنشاء بوابات إحتياطية لتصريف المياه (3.5 مقارنةً ب 150 مليار متر مكعب للسد العالي).
وبناءا على هذه التحليلات الهندسية والفنية نجد أن الضربة لن تؤثر على هيكل الخزان تأثير كبير؛ ولتجَنُب خطورة الفيضانات وكإجراء طارئ الآن؛ لابد من فتح بواباته ومصارفه؛ لتصريف مياهه التي تصل إلى ٣٨١ متر فوق مستوى البحر، و٢٢ متر من القاع حتى أعلى جسم السد؛ وبعد أن تضع الحرب أوزارها؛ يتم إجراء كل شيء بصورة مثالية.
إذا تطرقنا سريعاً الي ماضي وحاضر الخزان؛ لِنتنبأ بمستقبله وأهميته وجدواه؛ فـ تم بناؤه وإدارته بواسطة الحكومة المصرية (الري المصري) عام ١٩٣٧م؛ حتى تحتفظ مصر بحقها من مياه النيل دون تدخل من حكومة الحكم الثنائي أو الحكومات الوطنية بعد إستقلال السودان؛ وفقاً لاتفاقية بقبول قيام خزان سنار، وتم تسليمه الي حكومة السودان عام ١٩٧٧ بعد أن تضاءلت أهميته بالنسبة للمصريين بعد قيام السد العالي، والآن يُستفاد منه في السودان لري مشاريع النيل الأبيض الزراعية وإنتاج الثروة السمكية في البحيرة، وينتج طاقة كهربائية بمقدار ٣٠ ميقاواط اي ما يعادل ١٠٪ من كهرباء العاصمة.
هنالك فكره لإزالته لأن بحيرته المتسعة تساعد على تبخير المياه بكمية تقدر سنويا بحوالي إثنين ونصف مليار متر مكعب؛ للاستفادة من الأراضي الخصبة الكبيره المغمورة بمياه الخزان؛ وهناك رأي آخر رافض لفكرة إزالته؛ لدوره الكبير في التحكم في سريان مياه النيل؛ ليُساعد سد مروى. وعلى حسب مختصي وخبراء السدود والمياه؛ هنالك أسباب أخرى تؤيد وترفض إزالته سنتطرق إليها لاحقا إن أذن الله برفع القلم.

د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة

التيار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: النیل الأبیض جبل أولیاء

إقرأ أيضاً:

دمرت معدات مرتبطة باليورانيوم.. تفاصيل مهاجمة الاحتلال منشأة أبحاث للأسلحة النووية بإيران

كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن الهجوم الإسرائيلي على إيران في أواخر أكتوبر الماضي دمر منشأة سرية لأبحاث الأسلحة النووية في مدينة بارشين.

وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، قال المسؤولون إن الضربة التي استهدفت موقعا كان قد أعلن سابقا أنه غير نشط، ألحقت أضرارا كبيرة بجهود إيران خلال العام الماضي لاستئناف أبحاث الأسلحة النووية.

وأوضح مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على تفاصيل الضربة أنها دمرت معدات متطورة تستخدم في تصميم المتفجرات البلاستيكية التي تحيط باليورانيوم في الجهاز النووي، والتي تعد ضرورية لتفجيره.

وكان أحد الأهداف التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية في 25 أكتوبر، منشأة "تالجان 2" داخل مجمع بارشين العسكري، على بعد حوالي 20 ميلا جنوب شرق طهران.

وأوضح أن هذه المنشأة كانت جزءا من برنامج "عماد" الإيراني للأسلحة النووية حتى أوقفت إيران برنامجها النووي العسكري في عام 2003.

ووفقا لمعهد العلوم والأمن الدولي، فقد كانت تستخدم هذه المنشأة لاختبار المتفجرات اللازمة لتفجير جهاز نووي.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن النشاط الذي جرى مؤخرا في منشأة "تالجان 2" كان جزءا من جهود داخل الحكومة الإيرانية لإجراء أبحاث يمكن استخدامها لتطوير أسلحة نووية، ولكنها قد تعرض أيضا على أنها أبحاث لأغراض مدنية.

وذكر مسؤول أمريكي: "لقد أجروا نشاطا علميا يمكن أن يمهد الطريق لإنتاج سلاح نووي. كان هذا أمرا سريا للغاية، ولم يكن سوى جزء صغير من الحكومة الإيرانية على علم به، بينما لم يكن معظمها على دراية بذلك".

وكشف الموقع الأمريكي أن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية بدأت برصد نشاطات بحثية في بارشين في وقت سابق من هذا العام، تضمنت عمل علماء إيرانيين على نمذجة حاسوبية، ودراسات في علم المعادن، وأبحاثا متعلقة بالمتفجرات يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية.

وأوضح أنه في يونيو الماضي، حذر مسؤولون في البيت الأبيض الإيرانيين، خلال محادثات مباشرة، بشأن الأنشطة البحثية المشبوهة.

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن أملهم في أن يؤدي هذا التحذير إلى توقف إيران عن نشاطها النووي، لكنها واصلت العمل. 

مقالات مشابهة

  • “بين الفوالق”.. خبير مصري يكشف عن مفاجأة بشأن المياه المسربة من “سد النهضة” الإثيوبي
  • أولياء الأمور يعانون .. طلب إحاطة للنواب بشأن التقييمات الأسبوعية
  • أفضل شركة عزل خزانات بالرياض
  • لو يفعلها الرئيس «ترامب»؟!
  • دمرت معدات مرتبطة باليورانيوم.. تفاصيل مهاجمة الاحتلال منشأة أبحاث للأسلحة النووية بإيران
  • وزير المالية: التحرك الجماعي الدولي يدفع جهود بناء هيكل طموح للتمويل المناخ
  • الجيش الصهيوني يراقب: حزب الله فين؟ الضربة: فيك يا غافل!” .. كاريكاتير
  • حكاية قصر حسين هيكل أبو الرواية المصرية.. ملهم قصة «زينب»
  • وكيل تعليم الجيزة يكلف بإرسال إنذارات لإبلاغ أولياء الأمور بغياب أبنائهم ومتابعتهم
  • بوناصر يعود لأجواء التدريبات مع ناديه السد