طمعًا في 300 جنيه.. حكاية قتل الطفل «مصطفى» على يد شيطان الخصوص
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فتح «مصطفى» الطفل صاحب الـ 13 عامًا، عينيه على الدنيا ليجد نفسه في أسرة بسيطة الحال، فالأب عامل باليومية، والأم ربة منزل، لا مكان للرفاهية بل يسعون لتوفير متطلبات الحياة اليومية فقط، ليقرر دخول معترك الحياة مبكرا، حتى يريح والده الذي تقدم في السن من عناء ومشقة العمل، فمع الضوء الأول للشمس معلنة نهار يوم جديد، يخرج الابن البار، بحثًا عن لقمة العيش من خلال عمله داخل ورشة، أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء محملًا بـ«بشاير الخير»، ومن ثم الخلود إلى النوم لأخذ قسط من الراحة يمنحه القدرة على مواصلة العمل في اليوم التالي، لكنه لم يتخيل أن الفصل الأخير من حياته سيكتب على يد جاره وزميله في العمل الشاب الثلاثيني، من أجل سرقة 300 جنيه راتبه الأسبوعي الذي حصل عليه من صاحب العمل، في مشهد ماسأوي أضحى حديث أهالي منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية.
كواليس جريمة قتل طفل الخصوص، كما سردتها والدة الضحية، لـ«البوابة نيوز»، بدأت بتغيب نجلها «مصطفى» المجني عليه عن منزله عقب خروجه من العمل مساء يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أنها عادت من العمل في ذاك اليوم فتغلب عليها النوم من الإرهاق، وحينما استيقظت صباح يوم الجمعة لم تجد طفلها نائمًا وسط أشقائه، وحينها تبدلت الأجواء في المنطقة وأصبح الجميع يبحث عنه لمساعدتنا في الوصول لطرف خيط يقودنا للوصول إليه.
وأضافت: «لم نترك مكان ممكن أن يتواجد فيه الطفل إلا وذهبنا إليه أملًا في الوصول له قبل أن يصيبه مكروه، بينما توجهت مجموعة من الأهالي نحو مقر الورشة التي يعمل بها الطفل والذي أفاد بخروجه من الورشة بعد انتهاء العمل ومعه أموال الراتب الأسبوعي وقيمته 300 جنيه، وبعد مراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الورشة، توصلنا لآخر مشاهدة لابني المتغيب مع جاره وزميله في العمل وهو شاب ثلاثيني يدعى "كريم" وهو ابن جيراني هنا، ولطالما كان يأتي مع والدته صديقتي منذ صغرة نحو منزلي ويأكل معنا كأننا أسرة واحدة، وكان يبحث معنا عن مصطفى، وعقب سؤاله فين مصطفى يا كريم؟ قال إنه تركه هنا بعد انتهاء العمل ولم يعرف أين ذهب».
جريمة شيطان الخصوصوتابعت: «توجهنا نحو قسم شرطة الخصوص، لمقابلة المقدم محمد شديد، رئيس المباحث، والذي استمع لحديثنا عن تغيب الابن، وأخبرنا بقيامه بفحص البلاغ بعد جمع المعلومات، وطمئننا بأنه لن يترك مكتبه، حتى يقف على ملابسات تغيب نجلهما، ثم طلب منا الانصراف، وبالعودة لمحل مسرح تغيب ابني ظل القاتل يراوغ ولم يقر بما فعل رغم محاولاتنا معه بأننا سوف نسامحه في حالة عودة مصطفى، لكنه لم يتكلم إلا بجملة واحدة: «إنتي مهملة في تربية ابنك يا خالتي أم عزو».
بحس أمنى تشكل من خبرات السنوات، أدرك رئيس المباحث بعد الاستماع لأقوال أسرة الطفل بوجود أمر غامض وراء تغيب «مصطفى»، ليقرر الضابط الشاب، أن يخبر اللواء محمد السيد، مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية، والذي كلف بسرعة فحص البلاغ، وفحص علاقات والده والوقوف على خلافات بينه وآخرين ترقي لقيامهم بخطف الطفل.
تحول مكتب رئيس مباحث قسم شرطة الخصوص، لغرفة عمليات مصغرة، اجتمع خلاها المقدم محمد شديد، مع معاونه الرائد محمد يحيى، للوصول لطرف خيط يقودهم لكشف اللغز.
خلال دقائق استقل معاون المباحث سيارة المباحث «مكيروباص» قاصدا التوجه نحو الورشة التي يعمل الطفل المتغيب، وبمراجعة كاميرات المراقبة، وآخر مشاهدة للطفل مع زميله، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت
8 ساعات قضاها فريق البحث الجنائي، بقيادة المقدم محمد شديد في جمع المعلومات والتحريات للوصول، لم يتسلل اليأس أو الملل خلالها إلى فريق البحث، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة، حتى جاءت على لسان الرائد محمد يحيى “ضبطنا زميل الطفل المتغيب، واعترف بارتكاب الواقعة، حيث أقر بقتل الطفل بعدما استدرجه لمدخل عقار في منطقة «السقيلي» وتعدى عليه بالضرب برطم رأسه في حائط ثم ألقاه أسفل السلم، دون أن يشعر به أحد، ثم استولى على المبلغ المالي الذي بحوزته ولاذ بالفرار”.
انتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، ووقف المقدم محمد شديد، بين معاونيه يجمع خيوط الجريمة بعد اكتمال الصورة، حيث اكتمل نصاب مثلث الجريمة «القاتل - الضحية - السبب»، فجاءت الخطوة التالية بسرعة إخطار النيابة العامة، لمباشرة التحقيقات، والتي أمرت بحبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الخصوص جريمة الخصوص
إقرأ أيضاً:
حكاية خباز كعك القدس على مشارف الأقصى
وإلى جانب الكعك، وهو خبز أقرب للشكل المستطيل مزين بالسمسم مع طبقة خارجية رقيقة مقرمشة وطرية في الداخل، يشوي الشاب أيضا البيض ويقدمه للزبائن مع قليل من الزعتر المملح، حتى تحول كل ذلك إلى وجبة إفطار مفضلة لكثير من المقدسيين.
يعمل ناصر أبو سنينة، وهو أب لـ5 أطفال، في مهنته منذ 15 عاما وقد ورثها عن أبيه الذي ورثها عن جده، ويستخدم خشب الزيتون فقط في الفرن.
يشير أبو سنينة إلى تأثر عمله -كما مدينة القدس– من الإجراءات الإسرائيلية المشددة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الجزيرة نت- خاص16/12/2024