في الربيع المقبل، من المقرر أن تجري الهند أهم انتخابات عامة في تاريخها، وهو سباق سيحدد ما إذا كانت نيودلهي ستواصل "دوامة الانحدار نحو التعصب الأعمى والاستبداد، أو العودة إلى التقاليد التعددية الثرية التي كانت سائدة في ماضيها"، وفقا لمقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني.

ورغم أن الانتخابات مقررة في أبريل/نيسان 2024، فإن حملة رئيس الوزراء ناريندرا مودي ستنطلق فعليا في أكتوبر/تشرين الأول القادم، عندما تستضيف الهند المهووسة برياضة الكريكت كأس العالم لهذه الرياضة.

وبيّن المقال أنه لا يمكن السماح لهذا الحدث بإضفاء الاحترام العالمي على الهند مع تزايد نذر الإبادة الجماعية ضد المسلمين هناك.

وقال كاتبا المقال بيتر أوبورن وعمران ملا، إن مودي، المتبع تقليد القادة الشعبويين الآخرين، مصمم على انتزاع آخر قطرة من الميزة السياسية لهذا الحدث الرياضي.

ولفتا إلى أنه أمر مؤخرا بتسمية أكبر ملعب كريكت في العالم، المقرر أن تقام فيه أول مباراة في البطولة، على اسمه هو. وبعث رسالة مفادها أن فريق الكريكت الهندي يمثل حزبه السياسي –حزب بهاراتيا جاناتا– وليس الأمة ككل. وأردفا بأن عالم الرياضة الدولي لم يجرؤ حتى الآن على تحدي استيلاء مودي على الكريكت الهندي، وقالا إن الوقت قد حان للقيام بذلك.

الإبادة الجماعية

وانتقد المقال مودي بأنه ليس مجرد عدو للمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون في الهند، بل هو أيضا زعيم الحركة التي شنت هجمات مميتة على الأقليات في الهند، رغم أن لعبة الكريكت تفتخر بالعدالة واللياقة.

هل نريد حقا مساعدة مودي في تحويل حدث رياضي عالمي إلى حشد سياسي في وقت تتحول فيه الهند، وهي قوة عظمى عالمية، ضد الأقليات السكانية فيها؟

وأفاض في ذكر المآسي والاضطهادات التي يعانيها المسلمون في أنحاء البلاد. وأشار إلى توقع رئيس منظمة مراقبة الإبادة الجماعية غريغوري ستانتون بحدوث الإبادة في رواندا عام 1994 قبل 5 سنوات من وقوعها.


وقال ستانتون العام الماضي إن "علامات الإنذار المبكر بالإبادة الجماعية موجودة في الهند". وأشار كذلك إلى أوجه الشبه بين الوضع في الهند وميانمار قبل عمليات القتل هناك.

واعتبر المقال عدم وجود أي جدل كبير حول سجل حقوق الإنسان في الهند أمرا محيرا للغاية، بالنظر إلى كأس العالم لكرة القدم في قطر العام الماضي، حيث كانت التغطية الإعلامية أقل حول كرة القدم، وأكثر عن قطر وحقوق الإنسان، وقررت هيئة الإذاعة البريطانية حينها عدم بث حفل الافتتاح على الهواء مباشرة.

وأشار الكاتبان إلى أن العنف ضد المسلمين امتد إلى ملاعب الكريكت أيضا، حيث ألقت الشرطة الهندية القبض على مسلمين بزعم دعمهم لفريق الكريكت الباكستاني بعد فوز باكستان على الهند في إحدى المباريات ببطولة عالمية قبل عامين.

وختم المقال بأن حكومة حزب بهاراتيا جاناتا ستستغل كأس العالم للكريكت لتعزيز شعبيتها. وتساءل هل نريد حقا مساعدة مودي في تحويل حدث رياضي عالمي إلى حشد سياسي في وقت تتحول فيه الهند، وهي قوة عظمى عالمية، ضد الأقليات السكانية فيها؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة کأس العالم فی الهند

إقرأ أيضاً:

لدى الوليد مادبو عطب في فهم وتعريف من هم صغار ومن هم كبار

قبل سنوات عديدة وخلال فترة اتفاقية نيفاشا(2005-2010)، كتبت مقالاً ناقداً في الرد على مكتوب للأستاذ كمال الجزولي، وذهبت به لمقر (صحيفة السوداني) بالخرطوم، حيث كان يكتب رزنامته الأسبوعية على صفحاتها كل ثلاثاء إن لم تخني الذاكرة! قابلني من بيده التحرير وقرأ المقال، ثم ردّه إليّ، وأبلغني أن يأتيهم عن طريق كاتب الرزنامة( كمال الجزولي). لم استنكف الطلب رغم غرابته! فاتصلت بكمال وأبلغته بما جرى فطلب مني الحضور لمقابلته في متحف التاريخ الطبيعي في ذات اليوم، حيث كان حضوراً في ندوة!

وجدته منتحياً وجالساً على مقعد وبجانبه الوليد مادبو، فأخذ مني المقال وقرأه، ثم بدأ في مناقشتي في فحوى المقال بكل سعة صدر، واقترح عليّ بعض التعديلات بناء على اتفاقنا على بعض النقاط، ثم أخذ كرته الشخصي ووقع عليه مع تعليق يحوي توجيهاً لمحرر الصحيفة بنشر المقال ثم أعطاني إياه!

ما أثار انتباهي أن الوليد الذي لا علاقة له بالأمر سوى أنه كان يجالس كمالاً، بدأ الحديث في حضوري في صيغة نصح لكمال، بألا يعير انتباهه “لكتاب صغار” وهو- أي كمال- كبير المقام، وألا يمنح وقته الثمين “لمبتدئ مثلي” وهو الكاتب الخبير!

قبل أن أفيق من الصدمة وأجادل في هذا “التحشر”، جاء رد كمال مفحماً، حيث قال له في ما معناه على ما أذكر: هذا النوع من المراجعة والنقد يساعدنا على تجويد ما نكتب، وهذا النوع من الكتاب -الذين تراهم صغاراً- سيكبرون، فكلنا بدأنا صغاراً، فهم من يقرأون ويتعلمون من الأجيال التي سبقتهم، وحينما يكتبون نقداً علينا أن نسعد بذلك، فهذا يعني أنهم يهتمون بنا وبرأينا وبما نكتب، فهل علينا أن نتجاهل رأيهم؟! وإن فعلنا،
فلمن سنكتب ومن سيقرأ! انتهى.

برغم رأيي المبذول في ياسر العطا وأسلوبه ورفاقه وحربهم، والذي لا أحتاج لتكراره في هذا المقام، إلا أنني عندما استمعت لإفادات الوليد أمس على قناة الجزيرة مع أحمد طه، خاصة تعليقه على حديث العطا بأنه “يشتم ويدخل في النادي بتاع الكبار من غير أن يتحسس مواضع قدمه” علمت أن لدى الوليد عطب في فهم وتعريف من هم صغار ومن هم كبار، لدرجة أنه يرى بلاده صغيرة لا يجب أن تدخل في “نادي الكبار وبلدانهم الكبيرة”، وأدركت أن هذا الوليد لم يتعلم شيئاً ولم ينس شيئاً!!!

أوردت هذه القصة ليس دفاعاً عن العطا ورغم خلافي الحاد معه ومع مشروعه وطريقته في استعداء الآخرين، ولكن دفاعاً عن بلادي ومقامها الكبير حتى وإن دمرتها الحرب وأوقف تطورها صراع السلطة وأطماعها، وحتى إن مثّل قيادتها العطا، وذلك لكي لا يقال ذهبت المروءة والوطنية بين السودانيين!
رحم الله كمال الجزولي الذي كان فعلاً من الكبار
#السودان_ماقد_كان_وسوف_يكون
#تفكيك_النص

Elbarag Elnazir

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الملحم: النصر سيحظى بمتابعة عالمية حال مشاركته في مونديال الأندية
  • مبعوثات «حكماء المسلمين» ينشرن قيم التسامح والتعايش حول العالم خلال رمضان
  • لدى الوليد مادبو عطب في فهم وتعريف من هم صغار ومن هم كبار
  • منكر الإبادة الجماعية.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهاجم رئيس الأركان
  • في ختام ندوة بلندن.. دعوات لتحرك دولي عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • أعداد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 50 ألفًا في حرب الإبادة الجماعية على غزة
  • “الشعبية”: تصاعد المجازر وتوسع الاستيطان تكريس لحرب إبادة مستمرة
  • الجبهة الشعبية: تصاعد المجازر وتوسع الاستيطان تكريس لحرب إبادة مستمرة
  • مظاهرة في المغرب تنديدا بالإبادة الجماعية في غزة
  • المكتب الإعلامي في غزة ينشر بالأرقام إحصائية لجرائم الإبادة الجماعية في القطاع