تقرير .. السعودية تسعى لتعزيز التقارب مع شيعة العراق
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
يونيو 4, 2024آخر تحديث: يونيو 4, 2024
المستقلة/- في ظل مساعيها لتخفيف التوترات الإقليمية وبناء جسور جديدة من العلاقات، تعمل السعودية على تجاوز التوترات الطائفية، خصوصًا مع المكون الشيعي في العراق. ويأتي هذا التحرك كجزء من مسار المصالحات الذي تبنته المملكة خلال السنوات الأخيرة، بهدف تعزيز الاستقرار في المنطقة.
تحركات دبلوماسية وزيارات هامة:
شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من الزيارات التي قام بها السفير السعودي في العراق، عبدالعزيز الشمري، إلى مواقع دينية شيعية بارزة. زار الشمري العتبة الحسينية في كربلاء والعتبة العلوية في النجف، مرسلاً رسائل ودية للمجتمع الشيعي العراقي. وأكد السفير في تصريحاته على عمق العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وسعي البلدين إلى التكامل الاقتصادي والسياسي والديني المشترك.
تأثير المصالحة مع إيران:
تحاول الرياض البناء على مسار مصالحتها مع إيران، والذي انعكس إيجابيًا على علاقاتها مع الحوثيين في اليمن، حيث قبلت السعودية بمحاورتهم مباشرة سعياً لتحقيق السلام. وهذا النهج يتسع ليشمل علاقاتها مع الشيعة في العراق، بهدف تجاوز الحواجز الطائفية وتعزيز التعاون الإقليمي.
خطوات عملية لتعزيز العلاقات:
ضمن جهودها لتعزيز التقارب، سمحت السعودية بتسيير رحلات جوية تجارية من الدمام إلى النجف، وهي خطوة رمزية تظهر حسن النية تجاه الشيعة في العراق. ويرى المحللون أن هذه الخطوة تعكس رغبة المملكة في تعزيز الأواصر الشعبية بين البلدين، ودعم السياحة الدينية.
ردود الفعل الإيجابية:
لاقت تحركات السفير السعودي في كربلاء والنجف ردود فعل إيجابية من قبل العراقيين، حيث اعتُبرت هذه الزيارات سابقة لم تحدث من قبل، وأشاد المحلل السياسي السعودي حسن المصطفى بهذه الخطوات، مؤكداً أنها تعبير عن جدية الرياض في بناء علاقات حسنة مع بغداد والانفتاح على مختلف مكونات الشعب العراقي.
نظرة مستقبلية:
من المتوقع أن تتطور العلاقات السعودية-العراقية بشكل أكبر في المستقبل، لتشمل مجالات الاقتصاد والاستثمار والتبادلات التجارية. ويؤكد المحللون أن تحسين الأوضاع الأمنية في العراق والتزام الأطراف المسلحة بعدم التعرض للمملكة أو الإضرار بمصالحها، سيكون له دور كبير في تعزيز هذا التعاون.
تسعى السعودية من خلال هذه الخطوات إلى إعادة العراق إلى الحاضنة العربية وتخفيف الضغوط المتعلقة بتعاملها مع الأقلية الشيعية، مما يعزز الاستقرار والنمو في المنطقة.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
تقرير إماراتي يؤكد قربَ إعلان الخيانة السعوديّة كـ “استسلام مجاني” للعدو الصهيوني
يمانيون../
بعد أَيَّـام قليلة من حديثِ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بشأن التوجّـهات الإسرائيلية الأمريكية خلال الفترة القادمة في مرحلة ما بعد تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمة ذلك إعادة تحريك قطاع الخيانة و”التطبيع” بين الكيان الصهيوني وباقي الأنظمة العربية التي خنعت طيلة الـ 15 شهرًا الماضية، حرّك الإعلام الخليجي عنوان السلام مع “إسرائيل” من بوابة التطبيع من النظام السعوديّ وكيان العدوّ؛ ما يؤكّـدُ مصاديقَ حديث السيد القائد، ويؤكّـد أَيْـضًا مشروعية عملية “طوفان الأقصى” التي أفشلت التطبيعَ السعوديّ الصهيوني والذي كان يسعى له الأعداء؛ كونه يمثِّلُ المسمارَ الأخيرَ في نعش القضية الفلسطينية.
وبعد يومَينِ فقط من دخول اتّفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ صبيحة الأحد الماضي، ركَّزت وسائلُ الإعلام الصهيونية وكذلك الإماراتية وبعضُ وسائل الإعلام الخليجية على الخطط الأمريكية الصهيونية القادمة عقبَ استلام ترامب للسلطة في الولايات المتحدة، وهو الرئيسُ الأمريكي الذي حرَّكَ خلال الفترات الماضية مِلفات التطبيع بين كيان العدوّ والإمارات والسودان والبحرين والمغرب، فيما يسعى جاهدًا لإجبار النظامِ السعوديّ على إعلان العلاقات مع العدوّ الصهيوني بشكل رسمي وعلني، في ظِلِّ التطبيع الخفي الذي يظهرُ جليًّا في مواقف النظام السعوديّ المخزية تجاه المجازر الإسرائيلية والانتهاكات التي ارتكبها كيانُ العدوّ طيلةَ الفترات الماضية، فضلًا عن التودُّد الكبيرِ الذي أظهره النظام السعوديّ لليهود والصهاينة خلال الفترات الماضية، ومن ذلك سجن العشرات من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتفويج اليهود الصهاينة إلى المملكة، بما فيها مكة والمدينة، وانتشار السياحة الصهيونية في السعوديّة وجوانب أُخرى تؤكّـد العلاقة الوطيدة بين النظام السعوديّ وكيان العدوّ الصهيوني.
وفي السياق نشرت قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، الثلاثاء، تقريرًا سلَّطَ الضوءَ على تحَرّكات أمريكية صهيونية “خليجية” لتسريعِ قطار التطبيع العلني مع العدوّ، ليشمل النظام السعوديّ العميل.
وقالت القناةُ الإماراتية: إنه وفي سياق “التوترات والتحولات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشاراتٍ تفاؤليةً بشأن إمْكَانية انضمام المملكة العربية السعوديّة إلى الاتّفاقيات الإبراهيمية”، مؤكّـدةً أن النظام السعوديّ قد يعلن دخوله رسميًّا في مسار الخيانة على الرغم من الترويج لشروط إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وأكّـدت القناة الإماراتية أن “ترامب الذي يعتبر مهندس الاتّفاقيات الإبراهيمية، يسعى لتوسيعها بضمِّ السعوديّة”، متطرقة إلى تصريحات عدد من السياسيين والدبلوماسيين الصهاينة الذين أكّـدوا قرب إعلان العلاقات الشاملة بين كيان العدوّ والكيان السعوديّ العميل.
ونقلت عن دبلوماسيين صهاينة قولهم: إن “الرياضَ جاهزة بكل ثقلها السياسي لإعلان التطبيع مع “إسرائيل”، لكن ما تزال هناك بعض الشروط”.
ونشرت حديثَ الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين قوله: إن “إسرائيل تتطلع بشدةٍ لاتّفاقٍ مع السعوديّة، وذلك سيمثّل إنجازاً كَبيرًا لإسرائيل والرئيس ترامب”.
ولفت الدبلوماسي الصهيوني إلى إمْكَانية إبرامِ اتّفاق التطبيع مع الرياض وتجاوز شرطها بشأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، مؤكّـدًا أن حكومةَ المجرم نتنياهو باتت قريبة من هذا الاتّفاق رغم إعلان عدد من أعضائها رفضهم القاطع لمقترح الدولة الفلسطينية، في إشارة إلى أن الرياض ستُقَدِّمُ خضوعًا مجانيًّا على غرارِ أبوظبي والخرطوم والرباط والمنامة، فضلًا عن الخدماتِ التي يقدِّمُها نظامُ آل سعود للكيان الصهيوني طيلةَ الفترات الماضية، منها جَرُّ الأنظمة العربية لحظيرة التطبيع وكذلك محاربة أصوات المقاومة وتمويل الحروب والاعتداءات التي تطالُ فصائلَ الجهاد والمقاومة في مختلف البلدان العربية.
واستندت القناةُ الإماراتية في تقريرها أَيْـضًا على تصريحات المسؤولين السعوديّين بشأنِ إعلان العلاقات مع كيان العدوّ، مشيرةً إلى أن تأكيدَ ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان في مقابلة سابقة أنهم يقتربون يومًا بعد يومٍ من التطبيع مع “إسرائيل” وتحقيق ما أسماه “سلامًا شاملًا في المنطقة”، يتضمن الكيان الصهيوني، لافتةً إلى أن مثل هذه التصريحات قد تجُرُّ الأحداثَ خلال الفترات القادمة إلى إعلان التطبيع السعوديّ الصهيوني دون قيدٍ أَو شرط؛ ما يؤكّـد حقيقةَ التخادُمِ المشترك بين الكيانين السعوديّ والصهيوني.
ووصفت القناة الإماراتية التطبيع السعوديّ الإسرائيلي بـ “الاختبار لقدرة المنطقة على تجاوز خلافاتِها التاريخية لتحقيق مستقبل أفضل”، في إشارةٍ إلى انحسار الرؤية الخليجية للمشاريع الصهيونية بأنها تحَرّكاتٌ تحتاجُ فقط إلى الخنوع والخضوع وتطبيع العلاقات، متجاهلةً التصريحات والنظريات والروايات والعقائد التي يتناولُها العدوُّ الصهيوني بشكل علني في استهداف شعوب المنطقة، بما فيها مكة والمدينة.
وزادت القناةُ الإماراتية من إسفافِها في هذا الشأن بقولها: إن هناك “إمْكَانيةً لتحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي إذَا ما تم التعامُلُ مع القضايا الجوهرية بحكمةٍ وواقعية”، وهنا المقصودُ بالحكمة والواقعية هو الاستسلام للمخطّط الصهيوني.
وبهذا التقريرِ والتناوُلِ الإماراتي الفاضح بشأن التعامُلِ مع العدوّ الصهيوني على أنقاظِ 15 شهرًا من الإجرام والدموية، يتأكّـدُ للجميع أن خيارَ الجهاد والمقاومة هو الخيارُ الوحيدُ أمام الأُمَّــة لتجاوُزِ موجة الإجرام الصهيونية التي تستهدفُ شعوبَ الأُمَّــة العربية والإسلامية، بعيدًا عن الخضوع والخنوع “الخليجي”.
المسيرة