يذكر اللبنانيون جيدًا أن أول زيارة قام بها وزير خارجية إيران الراحل حسين أمير عبد اللهيان خارج بلاده كانت للبنان، وهو الذي كانت تربطه علاقات مميزة مع أغلبية القوى السياسية اللبنانية.
وأمس زار وزير الخارجية الايرانية بالإنابة علي باقر كني بيروت، في اول تحرك خارجي له بعد تسّلمه مهامه الجديدة في الخارجية الإيرانية، مع ما لهذه الزيارة من دلالات استراتيجية بالنسبة إلى إيران، التي تعتبر بيروت واحدة من بين خمس عواصم عربية تعتمد عليها كقواعد أساسية لها في المنطقة، تبدأ من اليمن مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان وصولًا إلى قطاع غزة لتوسيع نفوذها الإقليمي في مواجهة الغرب عمومًا والولايات المتحدة الأميركية على رغم المفاوضات الجارية معها، سواء من تحت الطاولة أو من فوقها.


فالوزير الراحل عبد اللهيان قام بزيارات عدّة لبيروت قبل عملية "طوفان الأقصى" وبعدها. أمّا زيارة كني فتأتي متسارعة على وقع المعركة المصيرية التي يخوضها "حزب الله" ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة، كمؤشر على اهتمام القيادة الإيرانية بما يجري على الحدود اللبنانية الجنوبية بالتوازي مع الجرائم التي يقوم بها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ضد الإنسانية، ما يؤشّر إلى متابعة طهران بالمباشر لمجريات هذه المواجهات، مع خشيتها من أن تتحول إلى حرب واسعة بين الطرفين بعد توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، اذا لم تنجح المساعي والجهود الديبلوماسية المبذولة لوقفها والتوصل إلى اتفاق  لوقف اطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. 
واشارت المصادر إلى أن من بين مؤشرات زيارة الوزير كني في بداية مهماته الديبلوماسية، أن لبنان هو بالنسبة إلى أيران ليس رأس حرب في مواجهة اسرائيل فحسب، بل يُعتبر بمثابة منصة سياسية واعلامية في المنطقة والعالم، لتظهير الخطوط العريضة للديبلوماسية الايرانية بعد مقتل الوزير اللهيان، ولإعطاء انطباع باستمرار السياسة الخارجية نفسها من دون أي تغيير، بالإضافة إلى استكمال مشروع دعم الحركات المقاوِمة في المنطقة.
وزيارة الوزير كني لبيروت تأتي في أعقاب الاجتماع الذي عقده المرشد الروحي آية الله علي خامنئي مع مسؤولي هذه الحركات، ومن بينهم نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، على أثر تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، حيث تمّ التشديد على ضرورة زيادة الضغط على جميع الجبهات لإجبار إسرائيل على وقف حربها المدمرة على قطاع غزة. وقد تكون الجبهة اللبنانية الحدودية، في نظر الإيرانيين، الأكثر تأثيرًا في عملية الاسناد والمشاغلة.
ولأن للجبهة اللبنانية هذا التأثير المباشر في المعركة الوجودية جاءت زيارة الوزير الإيراني كأول محطّة خارجية له في بداية مهمته الديبلوماسية، والتي لها طابع عسكري في الوقت ذاته، إذ أن حسابات الربح والخسارة تتوازي من حيث الأهمية بين المديين العسكري والديبلوماسي. وهذا ما يميزّ السياسة الإيرانية الخارجية عن غيرها من سياسات الدول الأخرى. أو بتعبير آخر أن طهران تستخدم الديبلوماسية المرنة، حيث يجب استخدامها، وتلجأ إلى الحسم العسكري حين تجد أن الديبلوماسية غير قادرة على أداء المطلوب منها.
واستنادًا إلى النفس الطويل في السياسة الإيرانية فإن مفاوضاتها مع واشنطن تبدو للبعض بطيئة وغير مجدية فيما ينظر الإيرانيون إليها من زوايا مختلفة، والتي من شأنها أن تضاعف إمكاناتها العسكرية البديلة من دون أن تضطّر إلى ترسانتها العسكرية بالمباشر طالما أن حلفاءها في المنطقة، سواء في اليمن أو في العراق أو في لبنان بجزئه المقاوم، قادرون على القيام بهذا الدور بما يتلاءم مع الأهداف الاستراتيجية الإيرانية.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية السعودية والجزائر يبحثان تطورات المنطقة

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأحد، مع نظيره الجزائري أحمد عطّاف، آخِر تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها.

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الأمير فيصل بن فرحان بالوزير عطّاف، في حين نقلت وزارة الخارجية الجزائرية أن الاتصال الهاتفي تناول آخِر مستجدات القضية الفلسطينية، في سياق التحضيرات للقمة العربية الطارئة المقررة في 4 مارس (آذار) الحالي، بالإضافة إلى الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المزمع عقده في 7 مارس 2025.

أخبار قد تهمك “البرنامج السعودي” يدعم قطاع التعليم في اليمن 3 مارس 2025 - 1:41 صباحًا مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع اتفاقية تعاون مشترك مع هيئة تنمية الصادرات السعودية 2 مارس 2025 - 1:00 صباحًا

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الرئيس اللبناني يجري أول زيارة خارجية: نقدّر الدعم المستمر للسعودية
  • رئيس الجمهورية اللبنانية يصل الرياض وفي مقدمة مستقبليه نائب أمير المنطقة
  • رئيس لبنان يصل السعودية في أول زيارة خارجية: فرصة للتأكيد على عمق العلاقات
  • لهذه الأسباب قدم ظريف استقالته من منصبه كمساعد للرئيس الإيراني
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية
  • احرص على تناول البيض بأشكاله المختلفة في وجبة السحور..لهذه الأسباب
  • وزيرا خارجية السعودية والجزائر يبحثان تطورات المنطقة
  • الجبهة الشعبية: إغلاق معابر غزة ومنع المساعدات جريمة حرب بدعم أمريكي
  • المناصفة في بلدية بيروت مضمونة وإليكم الأسباب