أعرب الأدميرال روب باور رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) عن مخاوفه بشأن الاستخدام غير المقيد للتقنيات الحديثة في ساحات المعارك، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر (حوار شانجريلا) الذي عقد في سنغافورة على مدار ثلاثة أيام.

ووفقا لبيان صادر عن الناتو، التقى الأدميرال باور بكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين من الصين ونيوزيلندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وسويسرا والولايات المتحدة على هامش مؤتمر (حوار شانجريلا)، وألقى كلمة رئيسية في منتدى الهند والمحيط الهادئ، إلى جانب وزير الدفاع الياباني.

وفي حلقة نقاش حول الذكاء الاصطناعي والدفاع السيبراني وحرب المستقبل، قال الأدميرال باور إن التقدم التكنولوجي الجديد أدى إلى زيادة قدرات الحلفاء على التدمير على نطاق أوسع وسرعة أعلى ودقة أكبر، إلا أنها أدت أيضا إلى انقسامهم وتضاؤل قدراتهم على التنظيم.

وشدد الأدميرال باور على أنه بعد حربين عالميتين، نشأ اعتقاد عالمي بضرورة تجنب نشوء صراع بين القوى العظمى مرة أخرى وأن أنظمة الأسلحة تحتاج إلى التنظيم والسيطرة.

وأعرب الأدميرال باور عن قلق الحلف إزاء موقف الحكومة الصينية بشأن العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا، وشدد أيضًا على أهمية حرية الملاحة وتأثيرات التحديات الأمنية الإقليمية على الساحة العالمية.

كما أكد مسئول الناتو أهمية استمرار الحوار والشفافية العسكرية بين الناتو والصين لمنع سوء الفهم وسوء التقدير والمفاهيم الخاطئة، مشيرا إلى أن الحوار العسكري بين الجانبين كان منتظما منذ عام 2010، مع تعليق قصير بسبب جائحة كوفيد-19.

اقرأ أيضاًقوات الناتو تشارك في أضخم تدريب عسكري للحلف منذ الحرب الباردة

هبة جمال الدين لـ «حقائق وأسرار»: أمريكا تسعى لإحياء الناتو العربي.. وأذرع إيران مستهدفة

رئيس بولندا يدعو «الناتو» لزيادة الإنفاق العسكري إلى 3% من الناتج المحلي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الناتو الحكومة الصينية حلف شمال الأطلنطي الأدميرال روب باور الأدمیرال باور

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت السجون بالدولة الحديثة من وسيلة إلى عقاب؟

وحسب ما قاله أستاذ علم الاجتماع إسماعيل الناشف لبرنامج "العمارة والإنسان" الذي تناول "عمارة السجون"، فإن مفهوم العقاب قديما كان مشهدا يراه الجميع من خلال إحضار المجرم إلى ساحة مركزية وتعذيبه جسديا أمام الجميع.

لكن هذه الفكرة تغيرت مع سيطرة النظام الرأسمالي، الذي يحاول -كما يقول الناشف- إعداد أشخاص يمكنهم الانخراط في سوق العمل بشكل منضبط، واعتمد بشكل أساسي على تطوير ثلاث منظومات أساسية هي: العائلة، والعمل، والسجن.

وقد تحدث للبرنامج عن فكرة السجن التي قال إنها نبعت من رغبة الدولة أو النظام في تعزيز فكرة الرقابة من خلال السيطرة.

رقابة الجدران

لذلك، فقد تطور تصميم السجون بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من العقوبة بنفسية المجرم من خلال الجدران، كما قال المفكر والمصلح الاجتماعي الإنجليزي جيرمي بنثام (1748-1832).

اللافت أن هذا المصلح الاجتماعي بنثام كان صاحب واحدة من أكثر أفكار دهاء في فلسفة السجون، حيث صمم سجن بانوبتيكون الذي تحوّل لاحقا إلى متحف.

ففي سجن بانوبتيكون الذي صمم بشكل دائري، كانت غرف المساجين كلها تطل على ساحة مركزية، وضع بنثام وسطها برج مراقبة مضاءً طيلة الوقت بحيث لا يتمكن السجناء من رؤية الحارس الموجود بداخله.

إعلان

وبهذه الطريقة، تحولت الرقابة إلى فعل ذاتي يقوم به المسجون نفسه لأن خشيته من الحارس -غير الموجود أساسا في برج المراقبة- منعته من التفكير في القيام بأي عمل مخالف.

وبحسب الناشف، فقد كان البناء هو البطل في هذا السجن الذي صممه بنثام، لأن برج المراقبة كان هو الشيء الذي تم إخضاع السجناء به، وجعلهم يراقبون أنفسهم بأنفسهم.

تغيّر معنى العقاب

ويعتبر سجن بنثام هذا دليلا على التحوّل من فكرة التعذيب العلني للمجرم الذي كان سائدا في العصور الوسطى، إلى فكرة العزل وتنفيذ العقاب بعيدا عن أعين الجماهير والتي اعتمدتها الدولة الحديثة، كما يقول الناشف.

وبناء على ذلك، فقد تغير شكل الرقابة داخل السجون عما كان عليه في السابق، وهو ما طبقته الدولة في مختلف المؤسسات بما فيها المدارس التي يتم تصميمها على نحو يعزز فكرة المراقبة لدى الطلاب.

فمع عجز الدول عن مراقبة كافة مواطنيها وحاجتها الماسة لمراقبة الناس من أجل إخضاعهم، كان لزاما عليها أن تجد فلسفة تتجاوز من خلال هذه العقبة، وكانت فكرة الإيهام التي ابتكرها بنثام في سجنه هي الحل السحري بالنسبة لها.

وقد تجاوز بانوبتيكون كونه سجنا إلى كونه فكرة تم تكرارها بطرق مختلفة منها على سبيل المثال ترسيخ فكرة أن مكالمات الهاتف مراقبة لحظة بلحظة رغم أنها قد لا تكون كذلك، كما يقول البرنامج.

مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (غيتي) الحبس الانفرادي

لكن السجون بشكلها المجرد كمبانٍ وجدران ومعاملة ظلت واحدة من أكثر العلامات تعبيرا عن شكل الدولة، وقد قال الكاتب والفيلسوف الروسي الكبير فيودور ديستويفسكي في روايته الشهيرة "مذكرات من بيت الموتى" إن درجة تحضر أي مجتمع يمكن معرفتها بمجرد الدخول إلى سجونها.

ولم يكن حديث ديستويفسكي مجرد خيال كاتب، لكنه كان نتاج تجرية حقيقية عاشها الرجل عندما تم وضعه لمدة 8 أشهر في أحد سجون سيبيريا الباردة بتهمة الانتماء لجماعة فكرية مخالفة للدولة، وهناك كتب روايته سالفة الذكر.

إعلان

وداخل هذ السجن، عاش الكاتب الروسي الكبير تجربة الحبس الانفرادي التي ابتكرها الإصلاحيون المتدينون بحجة منح السجين فترة للاختلاء بنفسه والاعتراف بذنبه، لكن هذا النوع من الحبس لا يعدو كونه درجة أكثر قسوة من التعذيب.

ففي هذا الحبس، يمارس السجانون ما يسمى بالصمت العقابي ضد السجين الذي لا يجد من يتحدث معه حتى إنهم يحاولون ارتداء أحذية لا تصدر صوتا خلال الحركة حتى يمنعوه من أي نوع من أنواع الاستئناس.

وعندما أراد ديستويفسكي وصف هذا الشعور، قال إنها مرحلة تتحطم فيها الروح بين الجدران انتظارا للإعدام أو للعفو، وإن السجون تمتص الإنسان وتخذله.

ولم يكن ديستويفسكي وحده الذي تحدث عن السجون، فقد وصف الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش الحبس الانفرادي بأنه "محدودية في المكان وفائض في الزمان". وهي حالة قد تصل بالإنسان إلى مرحلة الهلاوس والانفصام عن الواقع، كما يؤكد الطبيب النفسي همام يحيى.

16/12/2024

مقالات مشابهة

  • «الناتو» يتسلم مهمة تنسيق المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا
  • خوفا من تجدد المعارك.. الحوثيون يدفعون بتعزيزات عسكرية إلى البيضاء وسط اليمن
  • هل مستحضرات نفخ الشفاه آمنة وهل من بدائل طبيعية؟
  • السيسي يطالب طلبة الأكاديمية العسكرية بالاطلاع ومواكبة العلوم الحديثة
  • لتأهيلهم وتدريبهم بالأسس والمعايير الحديثة.. مؤتمر بالشرقية لبناء قادة المجتمع الجُدد من النشء
  • هل مازلتي تستخدمين الرموش الصناعيه؟ إليك أفضل الطرق الطبيعية لتطويل الرموش وتكثيفها
  • كيف تحولت السجون بالدولة الحديثة من وسيلة إلى عقاب؟
  • الصين: 6% ارتفاعا في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال نوفمبر الماضي
  • تعرف على عقوبة تصنيع أو استيراد أكياس بلاستيكية مضرة بالبيئة
  • باستثمارات ضخمة.. مصر تفتتح محطة طاقة شمسية بصحراء أسوان