الاحتباس الحراري.. تعريفه وأسبابه وآثاره
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
ظاهرة تؤدي لارتفاع درجة حرارة سطح الأرض نتيجة ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان والغازات الدفيئة، التي تساعد على تدفئة سطح الأرض، وتعد الأنشطة البشرية أحد أكبر العوامل في تشكيل هذه الظاهرة.
لوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الأرض منذ منتصف القرن العشرين، وقد استمر تصاعدها حتى وصل مقدار الزيادة حوالي 1.
يعرف الاحتباس الحراري بأنه ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بشكل عام على المدى الطويل، بسبب ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وبعض الغازات الأخرى التي تسمى بـ"الغازات الدفيئة" منها أكسيد النيتروز (أكسيد النيتروجين الثنائي) والغازات المهجنة وأكسيد النيتروجين.
تحدث ظاهرة الاحتباس الحراري عندما تخترق أشعة الشمس الغلاف الجوي، ولكن عندما تنعكس على السطح يتعذر عليها الرجوع إلى الفضاء الخارجي مرة أخرى، بسبب الغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، والتي تؤدي إلى زيادة متوسط درجات الحرارة على الكوكب.
الأسبابأقرت اللجنة الدولية بأن الغازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية مسؤولة بنسبة كبيرة عن ارتفاع درجات الحرارة، بينما الظواهر الطبيعية من ضوء الشمس والبراكين فتأثيرها طفيف في الاحتباس الحراري.
الأسباب البشرية إزالة الغاباتتلعب النباتات دورا كبيرا في الحفاظ على التوازن البيئي عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإفراز الأكسجين، لذلك فإن عمليات استنفاد الغابات لأغراض محلية وتجارية تؤدي لاختلال التوازن البيئي، ومن ثم زيادة الاحتباس الحراري.
استخدام مركبات الوقودتنبعث من المركبات غازات مختلفة حتى لو كانت لمسافات قصيرة، فهي تحرق الوقود الأحفوري الذي تنبعث منه كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إضافة لعدة غازات أخرى، مما يؤدي لزيادة درجة الحرارة.
مركبات الكربون الكلوروفلوريةأضاف البشر مركبات الكربون الكلوروفلورية إلى البيئة، والتي تظهر في أجهزة مكيفات الهواء والثلاجات، الأمر الذي أثر على طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، وهي الطبقة التي تعمل على حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة المنبعثة من الشمس.
أفسدت هذه المركبات توازن طبقة الأوزون مما أفسح المجال للأشعة الضارة التي أدت لزيادة درجة حرارة الأرض.
الثورة الصناعيةأدى التطور الصناعي إلى زيادة انبعاث الغازات الضارة من المصانع التي لعبت دورا كبيرا في ارتفاع درجات الحرارة.
الأسباب الطبيعية البراكينمن أكبر المساهمين في الاحتباس الحراري، بسبب الرماد والدخان المنبعثين للغلاف الجوي نتيجة الانفجارات البركانية، الأمر الذي يؤثر سلبا على المناخ.
بخار الماءتُسبب زيادة درجة حرارة الأرض زيادة عملية تبخر المسطحات المائية، وهذا البخار الناتج يبقى في الغلاف الجوي الأمر الذي يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ذوبان الجليدتوجد تحت الجليد والأنهار الجليدية مجموعة من الغازات الدفيئة، والتي تنطلق إلى الغلاف الجوي بذوبان الجليد فتؤثر على درجة حرارة الأرض.
حرائق الغاباتتنبعث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة حرائق الغابات، مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الأرض، ومن ثم زيادة الاحتباس الحراري.
الآثار ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي يجعل المناطق القطبية والأنهار الجليدية أكثر دفئا. ارتفاع حدة هطول الأمطار نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، فلكل درجة يرتفع فيها مقياس الحرارة يحتفظ الهواء بحوالي 7% من الرطوبة، هذه الزيادة في الرطوبة بالغلاف الجوي يمكن أن تنتج فيضانات مفاجئة، وأعاصير مدمرة وعواصف ثلجية قوية. التصحر والجفاف. حرائق الغابات. العلاقة بين الاحتباس الحراري والتغير المناخيأثار الاحتباس الحراري قضية أخرى سميت بالتغير المناخي، على الرغم من استخدام المصطلحين بالتبادل، وارتباطهما ببعضهما، إلا أن بينهما بعض الاختلافات.
فالاحتباس الحراري ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بسبب زيادة كميات الغازات الدفيئة التي تعمل على حبس الحرارة داخل الغلاف الجوي نتيجة حرق الوقود الأحفوري، فيؤدي ذلك إلى تغير المناخ، مما يشكل تهديدا للحياة على الأرض.
أما تغير المناخ هو مصطلح أكثر عمومية يشير إلى التغيرات الأوسع التي تحدث على سطح الأرض، ويشمل جميع اضطرابات الطقس التي لوحظت بمقاييس إقليمية وعالمية منها ذوبان الجليد، والجفاف وزيادة حرائق الغابات وتدهور الغطاء النباتي والتنوع البيئي.
حلول لظاهرة الاحتباس الحرارييمكن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري نظريا، ولكنه صعب التطبيق على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وفي ما يلي بعض الحلول للسيطرة على هذه الظاهرة:
الحد من مصادر انبعاث الغازات الدفيئةعلى سبيل المثال استبدال النفط والغاز المستخدم لتوليد الكهرباء، أو تحويل الطاقة الصناعية لطاقة تكنولوجية خالية من انبعاثات الغازات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
الحد من وسائل المواصلاتتعد المواصلات مصدرا رئيسيا للانبعاثات الضارة، والحد منها عبر استبدال السيارات الكهربائية بها، أو دمج وسائل المواصلات والتصميم الحضاري بتخصيص ممرات آمنة للدراجات، وأخرى للمشي.
زيادة الغطاء النباتيويمكن من خلال تلك الزيادة المساعدة في امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
سحب الكربون من الغلاف الجوييعتبر سحب الكربون نوعا من الهندسة الجيولوجية، وهو علم يتداخل مع النظم الطبيعية للأرض، وهو نهج مثير للجدل لمكافحة تغير المناخ.
رش الهباء الجوييعد رش الهباء الجوي العاكس لأشعة الشمس في الهواء، أحد الحلول لمكافحة الاحتباس الحراري.
حجب الشمس بمرآة فضائية كبيرةولكن الدراسات أشارت إلى أن النتائج المحتملة عن مخاطر هذه الهندسة مجهولة ولا يمكن توقع رد الفعل عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ظاهرة الاحتباس الحراری ثانی أکسید الکربون درجة حرارة الأرض الغازات الدفیئة درجات الحرارة حرائق الغابات الغلاف الجوی ارتفاع درجة زیادة درجة الأمر الذی سطح الأرض
إقرأ أيضاً:
إطلاق منصة لتداول أرصدة الكربون الطوعي
الرياض
أطلقت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية منصتها لتداول أرصدة الكربون الطوعي، بمشاركة 23 شركة سعودية ودولية في أول أيام تداولاتها.
ويُعد هذا الإطلاق علامة فارقة في مسيرة المملكة وطموحاتها نحو تفعيل جعل سوق الكربون الطوعي في المملكة من بين الأكبر على مستوى العالم بحلول عام 2030.
وتهدف المنصة إلى تعزيز العرض والطلب على أرصدة الكربون عالية الجودة في الجنوب العالمي، ما يسهم في توجيه التمويل نحو المشاريع المناخية ذات الأولوية، فضلًا عن دعم التحول إلى الحياد الصفري للانبعاثات عالميًا.
وقالت الرئيس التنفيذي لشركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية ريهام الجيزي: “الرسالة قبيل مؤتمر COP29 واضحة، إذ يتطلّب تسريع جهود إزالة الكربون عالميًا توفير تدفقات مالية ضخمة للمشاريع المناخية الضرورية, ويمكن أن تسهم أسواق الكربون الطوعية ذات المعايير العالية في تقليص فجوة تمويل المناخ خلال هذا العقد، ولكن لتحقيق ذلك، يجب إنشاء بنية تحتية مؤسسية تتيح للمشترين والبائعين تعزيز مشاركة القطاع الخاص وتحقيق إمكانات السوق بشكل كامل”.
وأضافت: “إن إطلاق منصة التداول التي نستهلها بمزادات افتتاحية لأرصدة كربون عالية الجودة، يمثل خطوة مهمة في مسيرة الشركة؛ لتكون أحد أكبر أسواق الكربون الطوعي في العالم بحلول 2030, ونسعى لتطوير سوق يمول مشاريع مناخية على مستوى العالم، بهدف الحد من الانبعاثات وإزالتها على نطاق واسع, ومن خلال مشاريع تمتد من آسيا إلى أمريكا اللاتينية، تشمل استعادة الغابات وحماية التنوع الحيوي، ودعم تقنيات تخزين الكربون في مواد البناء أو مبادرات إنتاج الفحم الحيوي”, مشيرة إلى أنه سيتم العمل مع الشركات السعودية والدولية لتحويل الطموحات المناخية إلى أفعال ملموسة في تمويل المناخ، بما يتماشى مع أجندة مؤتمر COP29.
وتمتاز المنصة ببنية تحتية تتماشى مع متطلبات السوق من حيث الشفافية، وقابلية التوسع، والسيولة المتزايدة، من خلال توفير: بنية تحتية بمعايير مؤسسية تتيح إجراء تعاملات شفافة وآمنة, واستكشاف الأسعار والبيانات لمشاريع أرصدة الكربون، وهو أمر أساس لنمو السوق عالميًا وتوفير مؤشرات سعرية لمشاريع من مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, وربط السوق المفتوح مع السجلات العالمية الرائدة, وفرص لتطوير بنية تحتية متخصصة للتداول في أرصدة الكربون بما يتماشى مع مبادئ التمويل الإسلامي, وتوفير مزايا مثل المزادات، وطلبات عروض الأسعار، والتداول خارج المنصة، وسيعقب ذلك إطلاق سوق التداول الفوري ومزايا أخرى في 2025.
وكانت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية قد أعلنت في وقت سابق تعيين شركة Xpansiv، المزود الرائد للبنية التحتية لأسواق تحول الطاقة على مستوى العالم، لتوفير البنية التحتية التكنولوجية الخاصة بالمنصة.
كما نظمت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية تعاملات افتتاحية على شكل مزاد على أكثر من 2.5 مليون طن من أرصدة الكربون عالية الجودة، فيما شاركت في إطلاق المنصة 23 شركة سعودية ودولية هي: (إنيرجروب المحدودة, أرامكو للتجارة, ألفا ستار, البحر الأحمر الدولية, البنك الأهلي السعودي, بنك الخليج الدولي, البنك السعودي الأول, جولف السعودية, سابك, سوكار, شركة أسمنت المنطقة الشرقية, شركة أسمنت اليمامة, شركة أسمنت ينبع, الشركة السعودية للكهرباء, صندوق الاستثمارات العامة, طيران ناس, فاليتيرا, ولوبريف – أرامكو السعودية لزيوت الأساس, مصنع قمة السعودية للبلاستيك, معادن, المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة, مجموعة SCB, الهيئة العامة للطيران المدني), وبلغ سعر المقاصة (التسوية) في مزاد السلة الأساسية 37.5 ريالًا سعوديًا لكل من أرصدة الكربون.
وتسعى شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية من خلال إجراءات التحقق التي تنفذها؛ لضمان أن أرصدة الكربون المعروضة في المزاد تلتزم بأعلى معايير النزاهة الدولية, وتشمل هذه الأرصدة 17 مشروعًا مناخيًا عالي الأثر من حول العالم، حيث نشأ 75% منها في الجنوب العالمي، بما في ذلك بنغلاديش والبرازيل وإثيوبيا وماليزيا وباكستان وفيتنام.
وتماشيًا مع التوجيهات التي وضعتها الجهات الدولية المعنية، فإن 20% من إجمالي سلات الأرصدة المعروضة في مزاد العام الحالي تشمل أرصدة لإزالة الكربون من ضمنها أرصدة مستدامة ومتميزة, وتنشأ بعض الأرصدة التي ستُباع اليوم من مشاريع مناخية متنوعة، من مختلف أنحاء الجنوب العالمي “مشاريع غاز المكبات التي تحتجز الميثان عوضًا عن إطلاقه في الغلاف الجوي”, ومن إثيوبيا “مشروع لإعادة تشجير الغابات في منطقة هومبو، يهدف أيضًا إلى تخفيف تآكل التربة وحفظ الموارد المائية، ويوفر فوائد دخل للمجتمعات المحلية”, ومن الولايات المتحدة “مشروع تطوير تقنيات تهدف إلى احتجاز وحقن ودمج ثاني أكسيد الكربون في الخرسانة الطرية التي لم تتصلب بعد”.
ولتحقيق أهداف اتفاقية باريس والوصول إلى أهداف صافي الانبعاثات الصفرية العالمية، يحتاج السوق الناشئ والدول النامية إلى استثمار 2.4 تريليون دولار أمريكي في العمل المناخي سنويًا بحلول 2030, ويمكن لأسواق الكربون الطوعية حول العالم أن تؤدي دورًا حيويًا في سد الفجوة التمويلية المناخية التي تعد من أولويات مؤتمر COP29، حيث يُتوقع أن تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار أمريكي في 2030.
وكانت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية قد أسست في عام 2022 من قبل صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة تداول السعودية؛ لتقديم الاستشارات والموارد المطلوبة لدعم الشركات والقطاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومساندتها للقيام بدورها في التحول إلى الحياد الصفري للانبعاثات عالميًا، وضمان بقاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صدارة جهود العمل المناخي، وأن تقود المملكة الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ.
وتسعى الشركة إلى قيادة مسار موثوق نحو تأسيس سوق كربون طوعي مزدهر في المملكة وخارجها، ونفذت ضمن هذه الجهود مزادين قياسيين لأرصدة الكربون الطوعي، الأول في الرياض والثاني في نيروبي، وجرى من خلالهما بيع أكثر من 3.6 ملايين طن، مما عزز الطلب في المنطقة.
وتدعم شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية طموحات صندوق الاستثمارات العامة؛ لتحقيق أهداف الحياد الصفري للانبعاثات بحلول 2050، خاصة أن الصندوق يقود أنشطة الاستثمار والابتكار الضرورية لمواجهة آثار التغير المناخي ودعم جهود المملكة لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول العام 2060.