فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وأحكام الأضحية في الإسلام
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
خلال أيام قليلة، تحل علينا العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي أيام مباركة ومفضلة عند الله -سبحانه وتعالى-.
تأتي بعد هذه الأيام عيد الأضحى المبارك، الذي يحتفل به المسلمون وينتظرونه كل عام لأداء مناسك الحج وصيام اليوم التاسع من ذي الحجة المعروف بـ "يوم عرفة".
في هذا اليوم، يقوم المسلمون القادرون بالتضحية بأحد الأنعام.
الأضحية هي وسيلة للتقرب إلى الله -عز وجل- من خلال نحر الأنعام وفق شروط محددة وبنية سليمة، وقد تم تشريعها في السنة الثانية للهجرة. في هذه السنة أيضًا، فرضت صلاة العيدين والزكاة.
الله -سبحانه وتعالى- شرع الأضحية في القرآن الكريم في سورة الكوثر بقوله: "فصل لربك وانحر"، وأكدتها السنة النبوية، اتباعًا لنبي الله إبراهيم -عليه السلام- كما ورد في قوله تعالى: "وفديناه بذبح عظيم".
أحكام تقسيم الأضحية في المذاهب الأربعةأوضح الشيخ الدكتور عبد العزيز النجار، وكيل وزارة بالأزهر الشريف، أن الأئمة الأربعة اختلفوا في أحكام تقسيم الأضحية.
الحنفية والحنابلة يرون أن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء أمر مستحب: ثلث للفقراء، ثلث للمضحي، وثلث للإهداء. بينما يؤكد الحنفية على أن المضحي الميسور الحال يفضل أن يتصدق بثلثي الأضحية ويأكل الثلث الأخير فقط.
من جهة أخرى، الشافعية يفضلون توزيع أغلب الأضحية على الفقراء والمساكين وأن يأكل المضحي نسبة قليلة منها.
أما المالكية فيرون أنه لا يوجد تحديد معين لتقسيم الأضحية، فللمضحي الحرية الكاملة في تقسيمها كما يشاء؛ يأكل ما يريد ويتصدق بما يريد ويهدي ما يريد.
حكم التصدق عند تقسيم الأضحيةحسب المذاهب الأربعة، الشافعية والحنابلة يرون وجوب التصدق من لحم الأضحية عملًا بقول الله تعالى: "فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"، وبالتالي فإن الأضحية لا تقبل ممن لم يتصدق بجزء منها.
أما الحنفية والحنابلة فيرون أن التصدق جزء مستحب وليس واجبًا، ومن ضحى وأكل الأضحية كاملة دون أن يتصدق أو يهدي منها فإن أضحيته مقبولة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأضحية عيد الاضحى
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يتوجه إلى الله بالدعاء أن يوفق قادة العرب في القمة المرتقبة
توجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر -خلال كلمته بمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، بحضور ملك البحرين، بقصر الصخير الملكي- إلى اللهِ تعالى بالدُّعاء أن يُوفِّقَ قادة العرب في قِمَّتهم العربيَّة المُرتقبة في جمهوريَّة مصر العربية، وفي المملكةِ العربيةِ السعودية، وأنْ يجمعَ كلمتهم ويُوحِّد شملهم.
وقال شَـيْخ الأزهــر، إنَّ التاريخ يُحدِّثُنا بأنَّ أُمَّتَنا الإسلاميَّة لم تَجْنِ من الفُرقة والتّشَرذُم وتدخُّلِ بعض دولها في الشؤون الداخليَّة لبعضِها الآخَر، أو الاستيلاءِ على أجزاءٍ من أراضيها، أو استغلالِ المذهبيَّةِ والطائفيَّة والعِرقيَّة لزرعِ الفِتَن بين أبناء الوطن الواحد، أو محاولات تغيير المذاهب المستقرَّة بالتَّرغيبِ وبالتَّرهيبِ، كلُّ ذلك لم تَجْنِ الأمَّةُ منه إلَّا فُرقةً ونزاعًا وصراعًا أسلَمَها إلى ضعفٍ وتَراجُع أطمعَ الغيرَ فينا وجَرَّأه علينا، حتى رأينا وسمعنا مَن يُطالبُنا بتهجيرِ شعبٍ عريقٍ وترحيلِه من وطنه ليُقيم على أرضِه منتجعًا سياحيًّا على أشلاءِ الجُثَث وأجسادِ الشُّهداء مِن الرجالِ والنِّساءِ والأطفالِ مِن أهلِنا وأشقَّائنا في غزَّة المكلومة، وبالتأكيد تتفقون معي في أنه آنَ الأوانُ لتضامُنٍ عربيٍّ إسلاميٍّ أخوي خالٍ من كل هذه المظاهر إذا ما أردنا الخيرَ لبلادنا ولمستقبلِ أمتنا.
وقدم شيخ الأزهر الشكر لعلماءِ المسلمين وفقهائهم ومُفكِّريهم، لاستجابتِهم الكريمةِ لدعوةِ الأزهر الشريف ومجلسِ حكماء المسلمين، للتشاورِ حولَ تحدِّيات ثقيلة فرضها واقعٌ مؤلم لا يزال يجثم على صدور الجميع، معربا عن تقديره لهذا «المشهد» الاستثنائي الذي لم تَعْتَده أعيُننا بهذا الجمع، والذي تلاقت فيه أطيافُ الأُمَّة، وعلماؤها من السُّنَّةِ والشِّيعة الإماميَّة والزيديَّة، ومن الإباضية، بل من عامَّةِ المسلمين جميعًا مِمَّن وصفهم نبيُّ الإسلام صلوات الله وسلامه عليه، وهو يُحدِّدُ لنا: مَن هو «المسلم» الذي له في رقابِ المسلمين ذِمَّة الله ورسوله، وذلك في قولِه في الحديث الشريف: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَاكم الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ؛ فَلَا تخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ»..
ومن بابِ الحرصِ على استكمالِ المَسيرةِ وتجديد النوايا لخدمةِ الإسلام، أُعلِن شيخ الأزهر أنَّ المحطَّةَ التالية لمؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي، سوف تحتضنُها جمهوريَّةُ مصر العربيَّة في الأزهر الشَّريف سائلا الله -جلَّ وعلا- أنْ يُوفِّقنا في العملِ لما فيه خير أُمَّتنا، وأنْ يُمكِّن لهذه الأُمَّة كلَّ سُبُلِ التآلُف والتقارُب والوحدة والتقدُّم والرَّخاء.
وعبر شيخ الأزهر عن امتنانه لاحتضانَ الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، لهذه الدعوة المخلصة للحوار بين الإخوة من أجل جمع الكلمة وتوطيد الأخوَّة الإسلامية في مواجهة التحدِّيات المشتركة، وتوفير الإمكانات اللازمة لإنجاحه وإيصال صوته ورسالته إلى العالم كله، سائلا الله أنْ يُديمَ على البَحْرين وسائرِ بلاد المسلمين الأمنَ والأمانَ والسَّلامةَ والاستقرار.