"أكسفورد للأعمال" عمان طوّرت اقتصادا رقميا متينا وتسعى لتكون رائدة في المشهد التقني العالمي
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
مسقط- الرؤية
كشف التقرير الاستشاري الذي أصدرته مجموعة أكسفورد للأعمال عن آفاق رحلة سلطنة عمان نحو مستقبل رقمي، تحت مظلة برنامجها الوطني للاقتصاد الرقمي الذي يعتبر خارطة الطريق والمظلة الشاملة للتوجه الحكومي في تنفيذ جميع البرامج والمبادرات التي تسهم في تحسين وتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ضمن رؤية عمان 2040.
وقدم التقرير الذي حمل عنوان "مستقبل عُمان الرقمي"، تحليلاً معمقاً لجهود البلاد لتعزيز بنيتها التحتية الرقمية، والعمل على تطوير خدمات الحكومة الإلكترونية، واعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) والتقنيات المتقدمة الأخرى، ودعم النمو في قطاعات الفضاء والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية، حيث تسترشد عملية التحول الرقمي في سلطنة عمان بالبرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، لإحداث ثورة في الاقتصاد والمجتمع، من خلال تعزيز الإنتاجية ودعم محفزات النمو الجديدة.
وسلط التقرير الضوء على التطورات الكبيرة في مجال الاتصالات، وعلى الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وقطاعات التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية المزدهرة، وقدم فهماً متعمقاً للبرامج التنفيذية الثمانية التي توجه تقدم عمان نحو تحقيق أهدافها في الاقتصاد الرقمي، وتعزيز قدرتها التنافسية العالمية في تقنيات الجيل القادم، والصناعات الموجهة نحو المستقبل.
وبهدف زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10٪ بحلول عام 2040، يقود البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي العديد من المبادرات الرئيسية، وتشمل هذه المبادرات التوسع في شبكات الجيل الخامس، وتطوير إمكانات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وإنشاء أنظمة سحابية شاملة، كما يتم إعطاء الأولوية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لضمان بقاء عُمان في طليعة الابتكار التقني.
وأكد معالي المهندس سعيد بن حمود بن سعيد المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أهمية الاقتصاد الرقمي في تحقيق الأهداف طويلة الأجل لرؤية عمان 2040 التي تمثل خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل في البلاد.
وقال معاليه: "تدرك الجهات الحكومية في سلطنة عُمان أهمية الاقتصاد الرقمي في تحفيز الابتكار والنمو، حيث تتضمن أولوياتها القصوى توسيع وتحسين البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى تحفيز النمو في صناعة المحتوى الرقمي والاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من أجل تمكين التحول الرقمي في مختلف القطاعات الاقتصادية ومراكز البيانات والخدمات السحابية والحكومية".
وأوضحت دانا كارمن أغاربيسيان المدير الإقليمي لمجموعة أكسفورد للأعمال في سلطنة عمان، أن النتائج تؤكد التزام عُمان بسعيها لأن تصبح رائدة في الاقتصاد الرقمي، مضيفة: "يبحث تقريرنا في المبادرات الاستراتيجية التي تقود التقدم الكبير الذي أحرزته عُمان في تطوير اقتصاد رقمي متين، حيث تسهم هذه الجهود في وضع عُمان كلاعب تنافسي في المشهد التقني العالمي وتعزيز الإنتاجية في الحكومة وقطاع الشركات"
ويتضمن التقرير مقابلات حصرية مع معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة طاهر بن سالم العمري الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العُماني، وسعادة الدكتورعلي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الاقتصاد الرقمی الرقمی فی سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
عُمان تشهد حراكا دبلوماسيا واقتصاديا كبيرا
شهدت سلطنة عمان هذا العام الذي يوشك على الرحيل نشاطا سياسيا ودبلوماسيا ملحوظا يعزز مكانة سلطنة عمان على الخارطة الدبلوماسية إقليميا وعالميا الأمر الذي انعكس إيجابا على سلطنة عمان من حيث تكريس مكانتها كمركز تجاري يتمتع بالاستقرار ويتوسط خطوط التجارة العالمية.
لقد ساهمت الزيارات التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم إلى عدة عواصم إقليمية وعالمية إضافة إلى استقبالاته، أعزه الله، لزعماء وقادة العالم فـي مسقط فـي تأكيد التزام سلطنة عمان بتعزيز العلاقات الدولية وتعزيز الأجندات السياسية والاقتصادية التي يتبناها العالم من أجل التنمية المستدامة ومن أجل تعزيز السلم الدولي.
يمكن قراءة تلك الزيارات السامية أو استقبالات جلالته لزعماء العالم والتي ما زالت مستمرة فـيما بقي من أيام هذا العام باعتبارها نهجا عمانيا فـي تعزيز قيم الدبلوماسية وتستند عُمان فـي ذلك إلى ميراث دبلوماسي كبير وسمعة تاريخية باعتبارها دولة مناصرة للسلام ومتفانية من أجل أن يسود العالم وينعم بالمحبة والسلام.
ويؤكد التواصل المستمر لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم مع مختلف عواصم العالم إلى تبني جلالته لثقافة السلام والتي تتحقق عبر السياسات المتوازنة وعبر تشابك العلاقات الثقافـية والاجتماعية والاقتصادية وتبادل المصالح بين الشعوب.
وإذا كان موقع سلطنة عمان يتوسط خطوط التجارة العالمية فإن موقعها أيضا يتوسط منطقة التقاء حضارات عدة، منها حضارات آسيا المتنوعة وحضارة أوراسيا وحضارة العالم العربي والحضارات الغربية والإفريقية، وكلها حضارات استطاعت عُمان عبر تاريخها أن تقيم معها حوارا حضاريا تفاعليا انعكس مع الوقت على قدرتها فـي التفاهم فـي سياق الحوارات السياسية والاقتصادية. ولذلك يمكن أن نتحدث عن سلطنة عمان اليوم باعتبارها جسرا حضاريا تلتقي فـيها مختلف الأفكار لبناء فهم دولي مشترك. وتُظهِر زيارات زعماء العالم إلى مسقط الثقة الممنوحة لعُمان كشريك فـي التعامل مع التحديات الإقليمية وتعزيز التعاون. وتعزز هذه التبادلات المكانة الدبلوماسية لعُمان وتؤكد دورها كقوة استقرار فـي المنطقة. وهذا نتاج جهد طويل من التفاعل والفهم بين عُمان وحضارات العالم المختلفة.أما على الصعيد الاقتصادي فإن الزيارات التي قام بها عاهل البلاد المفدى أو تلك التي يقوم بها زعماء العالم إلى مسقط فإنها ما زالت تفتح الأبواب أمام شراكات وفرص استثمارية متبادلة المنفعة. واستغلت سلطنة عمان هذه التفاعلات لتوقيع اتفاقيات تتماشى مع أهداف التنويع الاقتصادي بموجب «رؤية 2040». ومن خلال التعامل مع البلدان فـي جميع أنحاء العالم، تهدف عُمان إلى جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز التجارة وتحفـيز النمو فـي القطاعات الرئيسية مثل الطاقة والخدمات اللوجستية والسياحة.
على سبيل المثال، تسلط الاتفاقيات الأخيرة مع الشركاء العالميين لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر وتوسيع البنية الأساسية للموانئ الضوء على طموح عُمان فـي وضع نفسها كقائدة فـي التنمية المستدامة وبوابة للتجارة العالمية. وتساهم هذه المبادرات فـي صناعة فرص العمل كما تساهم فـي الاستقرار الاقتصادي الإقليمي.وعلاوة على ذلك، فإن الأبعاد السياسية والاقتصادية لهذه الزيارات متشابكة بشكل عميق. إن حُسن النية السياسية والتفاهم الذي تم تأسيسه خلال الزيارات التي قام بها جلالته أو تلك التي يقوم بها زعماء العالم لسلطنة عمان يضع الأساس للتعاون الاقتصادي الطويل الأجل. ولا شك أن قدرة عُمان على تعزيز مثل هذه العلاقات توضح رؤيتها الاستراتيجية لدمج الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية.
ومن خلال الجمع بين الحوار السياسي والشراكات الاقتصادية، تعمل سلطنة عُمان على تعزيز مكانتها العالمية وتأمين مستقبل مزدهر لشعبها. وتؤكد هذه الجهود الدبلوماسية على التزام عُمان بالسلام والاستقرار والتنمية المستدامة فـي عالم مترابط بشكل متزايد.